المغضوب عليهم والضالين.. السُنة والشيعة
المغضوب عليهم والضالين.. السُنة والشيعة

أنيس محمد صالح في الأحد ٢٧ - مارس - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

المغضوب عليهم والضالين .. ليسوا اليهود والنصارى كما عُلمنا في أديان المذاهب السُنية والشيعية !!

معروف ومعلوم من كتاب الله إن إبليس أبى واستكبر وعصى أمر ربه عندما أمره الله جل جلاله بالسجود لسيدنا آدم يوم خلقه... ويبين الحوار الذي تم بين الله جل جلاله خالق سيدنا آدم وبين ابليس (لعنه الله)..
في قوله تعالى:
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ {28}فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ {29}فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ {30}إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ {31}‏قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ {32}قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ {33}
قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ {34} وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ {35}قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {36}قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ {37}إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ {38}
قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {39}إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ {40}قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ {41}إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ {42}وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ {43}لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ {44} الحجر

ففي هذه الآيات غضب واضح من الله تعالى على ابليس (لعنه الله)... وقد ترددت في القرآن الكريم عبارات الطاغوت.. وعباد الطاغوت (إشارة إلى إبليس اللعين وجنوده من الجن والإنس).
فالغضب هنا واضح جلي على ابليس وجنوده واتباعه من شياطين الجن والانس...

اما فيما يخص الضالين... فالدلالة هنا واضحة تماما.. وهم من يضلهم ابليس وأعوانه وجنوده عن الصراط المستقيم...
ولقوله تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ {3}
كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ {4} الحج
وقوله تعالى:
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً {29} الفرقان
وقوله تعالى:
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ {24} النمل
وقوله تعالى:
فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ {15} القصص
وقوله تعالى:
وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ {59}
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {60}
وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ {61}
وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ {62}
هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ {63}
اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ {64} يس

والدلالة الاخرى هنا.. واضحة تماما.. في سورة أُخرى.. واضح فيها غضب الله جل جلاله.. على إبليس (لعنه الله) ومن أتَبعوا وأضلهم إبليس.. أجمعين.. ووعدهم الله جل جلاله.. بنار الجحيم (جهنم يصلونها وبئس المصير)..
في قوله تعالى:
إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ {71}فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ {72}فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ {73}إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ {74}
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ {75}
قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ {76}

قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ {77}
وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ {78}
قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {79}
قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ {80}
إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ {81}
قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {82}
إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ {83}‏
قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ {84}
لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ {85} ص
وقوله تعالى:
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ {11}قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ {12}
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ {13}قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {14}قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ {15}قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ {16}
ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ {17}
قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ {18} الأعراف
وقوله تعالى:
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً {61}
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً {62}
قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُوراً {63}
وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً {64}إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً {65} الإسراء
وقوله تعالى:
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً {50} الكهف
وقوله تعالى:
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى {116}
فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى {117}
إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى {118}
وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى {119}
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى {120}
فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى {121} طه

وهي كلها حوارات آخرى تبَين بوضوح.. غضب آخر من الله عز وجل على ابليس (اللعين) واتباعه من الجن والانس من المغضوب عليهم والضالين.. من الذين أضلهم إبليس وجنوده من الجن والإنس عن إتباع الحق والصراط المستقيم!!! ويضلهم ويوجههم إلى صراط الجحيم، مذمومين مدحورين مُهانين.. وانه قد حلت عليهم اللعنة والغضب إلى يوم الدين.. وهم ممن اكد الله جل جلاله من خلال جميع الكتب السماوية.. غضب الله جل جلاله عليهم وبشَرهم.. بأنهم من أصحاب جهنم.. نار الجحيم يصلونها مدؤومين مدحورين.

أما ما رأيته في معظم كتب التفسير... من أن المغضوب عليهم هم اليهود وأن الضالين هم النصارى!!! فهذا قول لم اجد في كتاب الله ما يبرره أو يؤكده!!! وهو تفسير يتعارض ويتناقض تناقضا كليا مع روح وجوهر ومضمون القرآن الكريم.. ولا يمت الى الحقيقة بصلة!!!
فاليهود والنصارى هم أهل كتب سماوية توحيدية مثلنا تماما... وأرسل الله إليهم الأنبياء والرُسُل (عليهم جمبعا السلام) مثلنا تماما!!! ومنهم المؤمنون ومنهم الكافرون… مثلنا مثلهم تماما.
كذلك وهذا الادعاء بأن نحكم عليهم غيابيا بأنهم.. المغضوب عليهم والضالين هو إدعاء وحكم باطلين.
لقد حاول البعض ممن يدعون علمهم بالعلوم الشرعية والفقهية والتفسير بأن.. ينصبوا أنفسهم قضاة.. وجلادين في آن واحد!!! ولأن هذا الحكم الخارج على شريعة الله جل جلاله.. قد أدى بنا بالنتيجة الى.. أننا أنكرنا (الرسالات والرسل والانبياء السابقين).. وهذا بالضرورة يقودنا الى الكفر (والعياذ بالله).
ولا يجوز بأي حال من الأحوال ان نعلم ابنائنا تلكم التفسيرات الخاطئة الباطلة!!! والتي لا تمت الى كتاب الله (القرآن الكريم) والإسلام والحقيقة بصلة... وهي تفسيرات عدوانية تفتقر إلى الدليل والمصداقية، وتتناقض تناقضا كليا، وتتعارض تعارضا واضحا وكليا مع روح ومضمون وجوهر كتاب الله (القرآن الكريم) حينما يأتي على ذكر أهل الكتاب من اليهود والنصارى في القرآن الكريم.
وبحكم إننا جميعا أهل كتب توحيدية سماوية، فما ينطبق علينا.. ينطبق عليهم تماما.. فمنا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا.. ومنا من أتبع إبليس اللعين وكفر، وهذا ينطبق على جميع أهل الكتاب...
حيث يقول ربنا جل جلاله في كلام واضح ولا يقبل الشك والموجه إلى سيدنا محمد.. حول من آمنوا من اليهود والنصارى والصابئين..
قوله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {62} البقرة
وقوله تعالى:
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {68}
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِونَ ْ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {69} المائدة

وهنا نرى آيتين متطابقتين جاءتا في سورتين منفصلتين في القرآن الكريم.. وفي الكتاب (القرآن الكريم)..
قوله عز وجل:
ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون {62} يونس

وهنا شبَه الله سبحانه وتعالى من آمن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا منا.. ومن اليهود والنصارى والصابئين بأولياء الله ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون..

ونلاحظ أمر الله جل جلاله إلى الرسول (المائدة 68) بأن يقُول يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما اُنزل إليكم من ربكم... وهي آية واضحة بأن يكون كل منا على دينه (ملته وشريعة الله ومنهاجه) ويتبعون كُتب الله جل جلاله السماوية... وليس كما عُلمنا خطأ بأن القرآن الكريم جاء ليلغي الديانات والرسالات السماوية الأخرى!!! بل جاء القرآن الكريم مُصدقا للرسالات والديانات السماوية الأخرى.
وقوله تعالى:
لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ {113} يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ {114}
وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ {115} آل عمران

وأنظروا وضوح كلام الله في الآية الكريمة أعلاه.. والذي لا يقبل التأويل أو التحريف.. وكيف اننا كفرا وعدوانا.. قد جعلناهم المغضوب عليهم والضالين!!! ومنهم جهلا وسفاهة ومتعمدا من نسب ذلك القول الباطل إلى رسول الله سيدنا محمد, ظلما وعدوانا بعد موته بمئات السنين... والرسول بريء منهم ويخاف رب العالمين بأن يقولوه هكذا كلام!!!
وقوله تعالى:
وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {199}
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {200} آل عمران

وواضح تماما من الآية الكريمة أعلاه.. ان من أهل الكتاب من يؤمن بالله وما أُنزل إلينا (القرآن الكريم) ويؤمنون بما اُنزل إليهم من رسالات توحيدية سماوية (التوراة والإنجيل والزبور) وهم خاشعين لله وحده لا شريك له، ولا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا..
ويبين الله بأن اولئك لهم أجرهم عند ربهم وإن الله سريع الحساب..
ووجدت كذلك أن بعض المفسرين من المجتهدين الشيوخ المدَعين من أصحاب المذاهب ( السُنية والشيعية ) مشرعوا الممالك والسلاطين والأمراء والمشائخ (للاسف الشديد) من عزا هذا التفسير.. الى رسول الأمة الصادق الأمين محمد, بعد موته وإنقطاع الوحي عنه بأكثر من 250 عاما ؟؟؟ بأنه قال عندما سُئل عن المغضوب عليهم والضالين... بأن اليهود هم المغضوب عليهم!!! وأن النصارى هم الضالون!!!
إذ لا يمكن أن يطلق سيدنا محمد , تلكم الأحكام!!! والتي تتعارض وتتناقض تناقضا واضحا مع روح ومضمون وجوهر القرآن الكريم... وهو الرسول والنبي المبعوث لسائر الامم... رحمة وبشيرا ونذيرا، والذي آمن بما انزل اليه وما انزل من قبله من رسالات وأنبياء..
ولقوله تعالى:
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً {30} الفرقان
وفي مجمل القرآن الكريم تأكيد وإعتراف وتصديق واضحين بأن سيدنا محمد, جاء متمما ومصدقا لرسالات وكتب سماوية.. ورسل وأنبياء سبقوه.. علموا الناس مكارم الاخلاق...
وهنا تأتي لضرورة أن لا تكون أحكامنا.. نطلقها جزافا ودون علم بآيات وأحكام الله في القرآن الكريم المُنزل شاملا لجميع خلقه في السموات والأرض.. ومُنزلا بالرسالة للأعراب والأميين من غير أهل الكُتُب السماوية (اليهود والنصارى، لأن لديهم كُتبهم السماوية والمنزلة إليهم).. والقائمة كلها على التوحيد واليُسر والتبشير والوسطية والإعتدال والرحمة والعفو والمغفرة والتوبة.. ليخرج الناس من الظلمات إلى النور (بإذن ربهم الأعلى).
ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن تكون أحكامنا متشددة أو منفرة.. وخاصةً انه قد وصفنا الله وميزنا بأمة الإعتدال والوسطية.
وأية أحكام تتعارض وتتناقض مع القرآن الكريم ونصوصه الواضحة.. هي أحكام باطلة.
إن القول بأن الرسول سيدنا محمد, قد قال بأن اليهود والنصارى هم المغضوب عليهم والضالون... فهذا قول ضعيف مُفترى... ولا يمت إلى الدين الإسلامي والحقيقة بصلة... ولا يطلقه إلا الجاهلون أعداء الله وكتاب الله ورسول الله
اجمالي القراءات 3002