الأسوانى فى مقابلة مع "فيسك": أمن الدولة لا يزال يعمل بكامل قوته

في الإثنين ١٢ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

الأسوانى فى مقابلة مع "فيسك": أمن الدولة لا يزال يعمل بكامل قوته

الإثنين، 12 ديسمبر 2011 - 12:51

الكاتب والروائى علاء الأسوانى الكاتب والروائى علاء الأسوانى

كتبت ريم عبد الحميد

Add to Google

قال علاء الأسوانى، الكاتب والروائى، إن مشاركة أعداد كبيرة من الناخبين فى الانتخابات البرلمانية لم يعبر عن تأييدهم للمجلس العسكرى، بل على العكس كان للتخلص من المجلس ودفع البلاد إلى الأمام.

وفى المقابلة التى أجراها مع الكاتب البريطانى المخضرم روبرت فيسك ونشرتها صحيفة "الإندبندنت"، تحدث الأسوانى عن روايته الجديدة عن الثورة، وكيفية انضمامه إلى الحشود فى ميدان التحرير.

وقال الأسوانى إن أحد أهداف الثورة هو محاكمة المجرمين لكن ذلك لم يحدث، وأشار إلى أن هناك قسما كاملا بأمن الدولة فى مصر يعمل بكامل قوته، ويوجد تسلل لتجار المخدرات إلى الميدان، واختفى البلطجية فجأة عندما بدأت الانتخابات، ولا يتطلب الأمر ذكاء لمعرفة أن هؤلاء البلطجية لا يزالون يتلقون تعليمات، فهم يختفون أثناء الانتخابات، والآن يعودون.

ويرى الأديب المصرى أن الخطأ الأكبر للثورة كان فى تصور أن الإطاحة بمبارك أمراً خيالياً، وبينما كان هناك ثلاثة ملايين شخص يحتفلون، دعا ما بين 20 إلى 30 ألف كحد أقصى إلى ضرورة عدم ترك الميدان، وقالوا إنه يجب أن ننتخب ممثلين عن الثورة فى كل مدينة، لكن هؤلاء كان يُنظر إليهم على أنهم مشبوهين وعدوانيين للغاية، "لكنى أعرف الآن أنهم كانوا على حق".

وانتقد الأسوانى وزير الداخلية السابق منصور عيسوى، الذى قال سبع مرات إنه لا يوجد قناصة فى وزارة الداخلية، قبل أن نكتشف أن هناك قسم كامل للقناصة بالوزارة، وأن قناصاً واحداً على الأقل يجب أن يكون مرافق لكل وحدة من قوات الامن، وهو ما يعنى أن هذا الوزير يكذب أو أنه لا يعرف أى شىء عن وزارته.

وعن الأوضاع السياسية يعتقد الأسوانى أن هناك اتفاقا بين الإخوان المسلمين والجيش على اختراع الأزمات بعد 10 أشهر على الثورة، وعلى ضرورة أن تُمارس الضغوط على الشعب لكى يكره الثورة، ثم جاءت أحداث 19 نوفمبر ليعود الشعب مرة أخرى إلى الشارع للدفاع عن الثورة مجدداً.

وأعرب الروائى المصرى الذى يحظى بشهرة عالمية عن اعتقاده أن المجلس العسكرى الآن يحاول إيجاد مصر آخر للشرعية، فالثورة هى سبب وجوده فى الحكم بعد أن تنحى مبارك وفوض المجلس الأعلى للقوات المسلحة للقيام بمهامه وهو أمر غير دستورى، ولا يبدو منطقيا، فلم يعد مبارك فى منصبه، ولا يوجد فى دستور 1972 أى ذكر لمجلس عسكرى.

والآن، يتابع الأسوانى، فإن المجلس يريد أن يكون هناك قاعدة أخرى غير الثورة، وهى الانتخابات، ويريد المجلس العسكرى أن يقول إن ميدان التحرير لم يعد ممثلا لمصر، والحقيقة هى أننا أصبح لدينا تصويت نزيه لكن الانتخابات ليست كذلك.

وفض الأسوانى ما يقوله المجلس العسكرى عن أن خروج الناخبيين بأعداد كبيرة فى أولى جولات الانتخابات إنما يدل على تأييد همله، وقال إن هذه الأعداد الكبيرة خرجت للتصويت لأنها ترغب فى التخلص من المجلس ودفع البلاد إلى الأمام، فالناخبون الذين صوتوا لم يكونوا ثوريين، لكنهم اعتقدوا أنه إذا كانت الانتخابات هى الطريق إلى الديمقراطية، فسيشاركون فيها. واختتم قائلا: "إننا نتحدث عن ثورة حقيقية، لكن التخلص من النظام القديم وبناء آخر جديد يستغرق وقتاً".

ويقول فيسك إن الأسوانى، طبيب الأسنان الثورى صاحب رواية عمارة يعقوبيان المذهلة بصدد الانتهاء من كتابة روايته الجديدة التى تحمل اسم "نادى السيارات فى مصر"، وتدور أحداثها فى فترة الأربعينيات من القرن الماضى. ويقول الأسوانى إنه فى نهاية الرواية كان عليه أن يتصور كيف يمكن أن يكون المرء متمرداً وتقول لا، وبالصدفة قامت ثورة 25 يناير. ويشير فيسك إلى أن كتاب الأسوانى عن الإطاحة بمبارك "عن الدولة المصرية" يحقق مبيعات جيدة، لافتاً إلى أنه هو الناشر الإنجليزى لها.

ويصف فيسك الأسوانى بأنه رجل متواضع، قائلاً عنه إنه أستاذ فى فن البقاء على هامش الثورة بينما هو معلقها وفى بعض الأحيان محرضا عليها. ويشير الأسوانى إنه ليس سياسيا ويؤكد على أنه لن يتولى أى منصب حكومى، بل هو كاتب وسيظل كاتباً. ويضيف: "عندما ذهبت إلى التحرير، طلبوا منى أن أدلى بخطب، لكن فى أغلب الأوقات أفضل أن أكون مع الناس فقط".

اجمالي القراءات 3526