قراءة فى كتاب الفرق بين النبي والرسول

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ٢٥ - فبراير - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة فى كتاب الفرق بين النبي والرسول
المؤلف عبد الرحمن بن محمد الهرفي وسبب تأليف الكتاب مع أنه كما يقول لا أهمية للمسألة أن أحد العلماء انتصر لرأى فيها فأحب الرجل بيان الحقيقة فقال :
"الفرق بين النبي والرسول مسألة علمية بحتة لا طائل تحتها وما كنت لأشمر لبحث هذه المسألة لولا أنني رأيت ما كتبه أحد الاخوة الفضلاء حيث أنه كتب رأي أحد العلماء المعاصرين وانتصر له وجاوز الحد في ذلك ؛ فأحببت أن أبين من خلال هذا البحث الميسر أن هذه المسألة خلافية منذ وقت طويل ، وأن الأقوال التي ذهب لها العلماء هي مجرد اجتهادات من خلال فهم للنصوص ولا نص صريح في المسألة يفصل بينهم ."
والحقيقة أنه لا يوجد فى الدين شىء ليس له أهمية فتلك المسألة لها أهميتها البالغة لأن تفسير الكلمتين على أنهما مختلفتان له نتيجة واحدة هى :
أن الرسل و بالتالى الرسالات مستمرة بعد موت النبى الأخير (ص) وهو ما يعنى أن الوحى لا يتوقف وأن محمد(ص) ليس الرسول الأخير وهو ما يعارض قوله تعالى :
"ولكن رسول الله وخاتم النبيين"
وكعادة القوم استهل البحث بالتعريف اللغوى فأكثر قائلا:
"المطلب الأول : التعريف اللغوي لكلمة النبي والرسول
قال المناوي في التعاريف : ( الرسول لغة من يبلغ أخبار من بعثه لمقصود سمي به النبي المرسل لتتابع الوحي عليه إذ هو فعول بمعنى مفعول - ، والرسول رجل بعث إلى الخلق لتبليغ الأحكام )
وقال الجرجاني في التعريفات : ( النبي من أوحي إليه بملك أو ألهم في قلبه أو نبه بالرؤيا الصالحة فالرسول أفضل بالوحي الخاص الذي فوق وحي النبوة لأن الرسول هو من أوحي إليه جبرائيل خاصة بتنزيل الكتاب من الله )
وقال ابن منظور في لسان العرب : ( الرسول بمعنى الرسالة يؤنث ويذكر فمن أنث جمعه أرسلا قال الشاعر : قد أتتها أرسلي ، ويقال : هي رسولك . وتراسل القوم أرسل بعضهم إلى بعض . وفي التنزيل العزيز : "فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين" ومعناه إنا رسالة رب العالمين أي ذوا رسالة رب العالمين . ولم يقل رسل فوضع الواحد موضع الجمع لأن فعولا وفعيلا يستوي ..وسمي الرسول رسولا لأنه ذو رسول أي ذو رسالة والرسول اسم من أرسلت وكذلك الرسالة وأرسلت فلانا في رسالة فهو مرسل و رسول وقوله عز : "وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس ءاية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما " قال الزجاج : يدل هذا اللفظ على أن قوم نوح قد كذبوا غير نوح ـ عليه السلام ـ بقوله الرسل ويجوز أن يعنى به نوح وحده لأن من كذب بنبي فقد كذب بجميع الأنبياء لأنه مخالف للأنبياء لأن الأنبياء ـ عليهم السلام ـ يؤمنون بالله وبجميع رسله ويجوز أن يكون يعني به الواحد) "
وما قاله الزجاج خطأ فالمرسلين تطلق على الواحد كما على الجمع ومن فالمرسلين قصد بهم فى الآية نوح(ص) فهو من أرسله الله لقومه كما قال" ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه"
والغريب أن الرجل يقول بوجود رسل قبل نوح(ص) فى قومه مع أنها نصت على أن التكذيب هو لنوح فى الآية:
"كذبت قوم نوح المرسلين إذ قال لهم أخوهم نوح"
وقد تكرر ألأمر فى قوم عاد وقوم صالح (ص) حيث قيلت كلمة المرسلين لتدل على رسول القوم
وقال الراغب في مفردات القرآن : ( أصل الرسل الانبعاث على تؤدة يقال ناقة رسلة سهلة السير ومنه الرسول المنبعث ) . وقال ابن منظور : ( النبيء المخبر عن عز وجل لأنه أنبأ عنه وهو فعيل بمعنى فاعل قال ابن بري صوابه أن يقول فعيل بمعنى مفعل مثل نذير بمعنى منذر وأليم بمعنى مؤلم ، ...قال والهمز في النبيء لغة رديئة يعني لقلة استعمالها لا لأن القياس يمنع من ذلك ألا ترى إلى قول سيدنا رسول الله وقد قيل : يا نبيء الله فقال : " له لا تنبر باسمي فإنما أنا نبي الله " وفي رواية فقال : "لست بنبيء الله ولكني نبي الله " وذلك أنه (ص)أنكر الهمز في اسمه فرده على قائله لأنه لم يدر بما سماه فأشفق أن يمسك على ذلك ، - والجمع أنبئاء و نبآء العلة كعيد وأعياد النبي هو من أنبأ عن فترك همزه "
والخطأ هنا هو إنكار همزة النبى(ص) يتعارض مع تسمية القرآن نبأ فى قوله تعالى :
"بل هو نبأ عظيم "
كما يتعارض مع وجود الهمزة فى قوله تعالى:
"نبأ عبادى" ثم قال :
" - وإن أخذ من النبوة و النباوة وهي الارتفاع عن الأرض أي إنه أشرف على سائر الخلق فأصله غير الهمز ). وقال زكريا الأنصاري في الحدود الأنيقة (الرسالة انبعاث أمر من المرسل إلى المرسل إليه وأصلها المجلة أي الصحيفة المشتملة على قليل من المسائل التي تكون من نوع واحد . والرسول لغة من يبلغ أخبار من بعثه لمقصود سمي به "
وتحدث الهرفى عن أن الجمهور يفرق بين الكلمتين فى المعنى عدا النادر فيقول:
المطلب الثاني :
يفرق عامة أهل العلم بين النبي والرسول ـ وشذ من لم يفرق ـ ويعتمدون في تفريقهم على بعض الآيات ـ ستأتي فيما بعد ـ وحديث أبي ذر وأبي أمامة وهما مقبولان بالجملة وسنورد كلام أهل العلم عنهما فيما يأتي .
وسنذكر في هذا المطلب قول من قال بعدم الفرق ثم نورد الرد عليه ثم نبدأ بذكر أقوال أهل العلم في التفريق ، وأحب أن أبين أنه لا دليل يرجع له في التفريق وكل قول عليه اعتراضات وقد لا يسلم شيء منها من اعتراض ولكن التفريق للأغلب .
وأقوال أهل العلم في التفريق بين النبي والرسول كالتالي :
القول الأول : أن النبي من أوحي إليه ولم يؤمر بالبلاغ والرسول من أوحي إليه وأمر بالبلاغ .
القول الثاني : النبي من بعث بواسطة جبرائيل ـ عليه السلام ـ والنبي من بعث مناما . وهو أضعف الأقوال .
القول الثالث : أن الرسول من بعث لقوم مخالفين والنبي من أرسل لقوم موافقين .
القول الرابع : أن الرسول من أوحي إليه بشرع جديد والنبي من بعث مجددا لشرع من قبله من الرسل .
هذه الأقوال التى وقفت عليها وسنبدأ بقول من قال بعدم الفرق .
قال رئيس محاكم قطر ابن محمود : ( كل نبي فإنه رسول وأنه لا فرق بين الرسول والنبي إلا بمجرد الاسم والمسمى واحد )
قال حمود التويجري : ( فجوابه من وجهين أحدهما أن يقال قد دل القرآن والسنة على التفريق بين الرسول والنبي ، والقرآن الكريم هو حجة الله على العالمين فأما الدليل من القرآن فقد قال الله تعالى في سورة الحج { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشطان أمنيته } الآية فقد فرق تبارك وتعالى بين الرسول والنبي وعطف النبي على الرسول والعطف يقتضي المغايرة."
قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في كتب الإيمان : ( وعطف الشيء على الشيء في القرآن وسائر الكلام يقتضي مغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه مع اشتراك المعطوف والمعطوف عليه في الحكم الذي ذكر لهما ) . وسيأتي قول الرازي : ( أن عطف النبي على الرسول يوجب المغايرة وهو من باب عطف العام على الخاص ) ."
وحكاية أن العطف يقتضى المغايرة لا دليل عليها فالعطف يأتى كثيرا بمعنى التفسير كما فى قوله:
"تلك آيات الكتاب والذى أنزل إليك من ربك الحق" فالكتاب هو نفسه المنزل بالحق من الله وكذا قوله:
"تلك آيات الكتاب وقرآن مبين" فآيات الكتاب هى نفسها القرآن المبين
ونقل الرجل كثيرا من الأقوال المتكررة من التفاسير فى الفقرات التالية التى حذفنا بعض منها لتكراره كثيرا:
"وقال الرازي في تفسير هذه الآية { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي } الآية : ( المسألة الأولى من الناس من قال الرسول هو الذي حدث وأرسل ، والنبي هو الذي لم يرسل ولكنه ألهم أو رأى في النوم ، ومن الناس من قال إن كل نبي يكون رسولا وهو قول الكلبي والفراء ، وقالت المعتزلة : كل رسول نبي وكل نبي رسولا ولا فرق بينهما - ثم ذكر الرازي أن هذه الآية دالة على أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول رسولا ، وقال لأنه عطف على الرسول وذلك يوجب المغايرة وهو من باب عطف العام على الخاص . ...واحتج بحديث أبي ذر وأن الرسل من الأنبياء ثلاثمائة وثلاثة عشر أولهم آدم وآخرهم محمد (ص)) . وقال عبدالله بن أحمد بن محمود النسفي المتوفى سنة سبعمائة وعشر في تفسيره في الكلام على قول الله تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي } : ( هذا دليل بين على ثبوت التغاير بين الرسل والنبي بخلاف ما يقول البعض أنهما واحد ) . وقال ابن جزيء الكلبي الغرناطي في تفسيره في الكلام على قول الله تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي } الآية : ( النبي أعم من الرسول فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا فقدم الرسول لمناسبته لقوله وما أرسلنا وأخر النبي لتحصيل العموم لأنه لو اقتصر على رسول لم يدخل في ذلك من كان نبيا غير رسول ) . وفي تفسير مجاهد عند قول الله تعالى في سورة مريم { وكان رسولا نبيا } قال : النبي هو الذي يكلم وينزل عليه ولا يرسل ، والرسول هو الذي يرسل . ... وقال القرطبي في تفسير سورة الأعراف عند قوله تعالى :{ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي } الآية قال : ( والرسول والنبي إسمان لمعنيين فإن الرسول أخص من النبي وقدم الرسول اهتماما لمعنى الرسالة وإلا فمعنى النبوة هو المتقدم ولذلك رد رسول الله (ص)على البراء حين قال : " وبرسولك الذي أرسلت " فقال : " قل بنبيك الذي أرسلت " خرجه في الصحيح ، وأيضا فإن قوله [ وبرسولك الذي أرسلت ] تكرير الرسالة وهو معنى واحد فيكون كالحشو الذي لا فائدة فيه بخلاف [ ونبيك الذي أرسلت ] فإنهما لا تكرار فيهما ...وقال ابن كثير في تفسير سورة الأحزاب عند قول الله تعالى { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } : ( فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بعده بالطريق الأولى والأحرى لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة فإن كل رسول نبي ولا ينعكس ) . وقال ابن كثير أيضا في تفسير سورة المدثر بعد ما قرر أن أول من نزل من القرآن أول سورة { أقرأ } "
ومما سبق نجد القوم كلهم يعتمدون على قاعدة نحوية وهى أن العطف يقتضى المغايرة وهو ليس كلاما صحيحا وإنما كلام باطل مخالف لكتاب الله وهو ما يتعارض مع عقيدة القوم فى ختم النبوة والرسالة معا بدليل اعترافهم بناء على روايات نزول عيسى (ص)أنه يكون على شريعة وهى رسالة محمد(ص)
كما تتعارض مع هيمنة الرسالة الأخيرة على كل الرسالات بقوله"وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه"
وأما أدلتهم من الروايات فهى :
وأما الدليل من السنة ففي عدة أحاديث أحدها ما رواه الإمام أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال لي رسول الله (ص)" إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضؤك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت فإن مت مت على الفطرة واجعلهن آخر ما تقول " فقلت أستذكرهن : وبرسولك الذي أرسلت قال " لا ، ونبيك الذي أرسلت " ، وفي رواية الترمذي قال البراء فقلت وبرسولك الذي أرسلت قال فطعن بيده في صدري ثم قال " وبنبيك الذي أرسلت " . وهذا الحديث صريح في التفريق بين الرسول والنبي وقد استدل به غير واحد من أكابر العلماء على التفريق بينهما ، وقد تقدم كلام القرطبي في ذلك تقريبا "
والحديث لا يصح أولا لأن الضوء شرعه الله للصلاة وليس للنوم كما قال تعالى " يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا"
وثانيا لأن واضع الحديث يناقض نفسه بقوله ونبيك الذى أرسلت والتى تدل على أن النبى هو رسول مرسل والتى يعترض عليها بالقول ورسولك الذى أرسلت ثم قال :
" وقال الخطابي : ( والفرق بين النبي والرسول أن الرسول هو المأمور بتبليغ ما أنبئ وأخبر به ، والنبي هو المخبر ولم يؤمر بالتبليغ ، فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا ) وقد نقله عنه ابن الاثير في جامع الأصول وأقره ."
ونلاحظ الخبل العقلى فلماذا يخبر الله النبى(ص) إذا لم يكن يأمره بالتبليغ ؟ وهو كلام يتناقض مع وجوب إبلاغ الرسالات ليس من قبل الرسول وحده ولكن من قبل كل المؤمنين كمل قال تعالى "الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا"
فطبقا لكلام القوم يكون النبى كافر لأنه لا يبلغ رسالات الله كالمؤمنين
واستعرض الرجل الأقوال فقال :
القول الأول : أن النبي من أوحي إليه ولم يؤمر بالبلاغ والرسول من أوحي إليه وأمر بالبلاغ
قال السفاريني : ( لفظ النبي قال في المطلع يهمز ولا يهمز فمن جعله من النبأ همزه لأنه ينبئ الناس عن الله ولأنه ينبأ هو بالوحي ومن لم يهمز فإما سهله وإما أخذه من النبوة وهي الرفعة لارتفاع منازل الأنبياء على الخلق ، وقيل مأخوذ من النبي الذي هو الطريق لأنهم الطرق الموصلة إلى الله تعالى . وهو إنسان أوحى إليه بشرع وإن لم يؤمر بتبليغه فإن أمر بتبليغه فهو رسول أيضا على المشهور بين النبي والرسول عموم وخصوص مطلق ، فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا . والرسول أفضل من النبي اجماعا لتميزه بالرسالة التي هي أفضل من النبوة على الأصح خلافا لابن عبد السلام ووجه تفضيل الرسالة لأنها تثمر هداية الأمة والنبوة قاصرة على النبي فنسبتها إلى النبوة كنسبة العالم العابد ..) قال الإمام ابن أبي العز : ( وقد ذكروا فروقا بين النبي والرسول ، أحسنها : أن من نبأه الله بخير السماء إن أمره أن يبلغ غيره ، فهو نبي رسول ، وإن لم يأمره أن يبلغ غيره ، فهو نبي وليس برسول . فالرسول أخص من النبي ، فكل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولا ، ولكن الرسالة أعم من جهة نفسها ، فالنبوة جزء من الرسالة ، إذ الرسالة في تتناول النبوة وغيرها ...
وسل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين : هل هناك فرق بين الرسول والنبي ؟ فقال : ( نعم ، فأهل العلم يقولون : إن النبي هو من أوحى الله إليه بشرع ولم يأمره بتبليغه بل يعمل به في نفسه دون إلزام بالتبليغ ...وبناء على هذه الآية يتبين أن كل من ذكر في القرآن من الأنبياء فهو رسول . ) واعترض عليه بقوله كيف لا يؤمر النبي بتبليغ الشرع وقد أوحي إليه ؟؟؟
فأجاب بقوله : ( أوحى الله إلى النبي بالشرع من أجل إحياء الشرع بمعنى أن من رآه واقتدى به واتبعه دون أن يلزم بإبلاغه ، ومن ذلك ما حصل لآدم عليه الصلاة والسلام ، فإن آدم نبيا مكلما كما جاء ذلك عن رسول الله ، (ص)، ومع هذا فليس من الرسل لأنه قد دلت السنة بل دل القرآن ، والسنة ، وإجماع الأمة على أن أول رسول أرسله الله هو نوح عليه السلام . وآدم لابد أن يكون متعبدا لله بوحي من الله فيكون قد أوحى إليه ولم يؤمر بالتبليغ ولهذا لا يعد من الرسل . ) "
هذا الكلام لم يقله النبى(ص) فآدم (ص) رسول ولكنه بخلاف الرسل (ص) كان قومه زوجته أولاد ثم أولاده بعد فترة وأحفاده بالمعنى الدارج بدليل نزول الهدى وهو الوحى عليه فى قوله تعالى :
"قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
والقول الثانى هو
القول الثاني : أن الرسول من أوحي إليه بواسطة جبريل والنبي من أوحي إليه مناما
قال الإمام عبدالقاهر البغدادي ( وقالوا في الفرق بين الرسول والنبي : إن كل من نزل عليه الوحي من الله تعالى على لسان ملك من الملائكة وكان مؤيدا بنوع من الكرامات الناقضة للعادات فهو نبي ، ومن حصلت له هذا الصفة وخص أيضا بشرع جديد أو ينسخ بعض أحكام شريعة كانت قبله فهو رسول ، وقالوا :إن الأنبياء كثير ، والرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر ، وأول الرسل أبو جميع البشر هو آدم عليه السلام ، وآخرهم محمد (ص)، على خلاف قول المجوس في دعواهم أبو جميع البشر كيومرت الملقب بكاشاء ، وخلاف قولهم : إن آخر الرسل زرادشت ، وخلاف قول من زعم من الخرمية أن الرسل تترى لا آخر لهم)
والقول الثالث هو :
"القول الثالث : أن الرسول من بعث لقوم مخالفين ، والنبي من بعث لقوم موافقين
قال شيخ الإسلام: ( فالنبي هو الذي ينبئه الله وهو ينبئ بما أنبأ الله به فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه فهو رسول وأما إذا كان انما يعمل بالشريعة قبله ولم يرسل هو إلى أحد يبلغه عن الله رسالة فهو نبي وليس برسول قال تعالى { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا اذا تمنى ألقي الشيطان في أمنيته }وقوله {من رسول ولا نبي} فذكر إرسالا يعم النوعين وقد خص أحدهما بأنه رسول فان هذا هو الرسول المطلق الذي أمره بتبليغ رسالته الى من خالف الله كنوح . وقد ثبت في الصحيح أنه أول رسول بعث الى أهل الأرض وقد كان قبله أنبياء كشيث وإدريس ـ عليهما السلام _ وقبلهما آدم كان نبيا مكلما ...
والقول الرابع هو :
القول الرابع : الرسول من أوحي إليه بشرع جديد وأمر بالتبليغ والنبي من بعث مجددا لشرع من قبله من الرسل .
وقال النسفي : ( … وسئل النبى (ص)عن الانبياء فقال مائة الف وأربعة وعشرون ألفا فقيل فكم الرسل منهم فقال ثلثمائة وثلاثة عشر والفرق بينهما أن الرسول من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه والنبي من لم ينزل عليه كتاب وإنما أمر ان يدعو إلى شريعة من قبله وقيل الرسول واضع شرع والنبى حافظ شرع غيره ) وقال الشنقيطي : ( قال تعالى { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي } الآية . يدل على أن كلا منهما مرسل ، وانهما مع ذلك بينهما تغاير واستظهر بعضهم أن النبي الذي هو رسول أنزل إليه كتاب وشرع مستقل مع المعجزة التي ثبتت بها نبوته ، وأن النبي المرسل الذي هو غير الرسول ، وهم من لم ينزل عليه كتاب وإنما وأوحي إليه أن يدعو الناس إلى شريعة رسول قبله ، كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا يرسلون ويؤمرون بالعمل بما في التوراة ، كما بينه تعالى بقوله : { يحكم بها النبيون الذين أسلموا } الآية )
...والفرق بين النبي والرسول : أن الرسول من بعثه الله إلى قوم ، وأنزل عليه كتابا ، أو لم ينزل عليه كتابا لكن أوحى إليه بحكم لم يكن في شريعة من قبله ؛ والنبي من أمره الله أن يدعو إلى شريعة سابقة دون أن ينزل عليه كتابا ، أو يوحى إليه بحكم جديد ناسخ أو غير ناسخ ، وعلى ذلك ، فكل رسول نبي ولا عكس , وقيل : هما مترادفان ، والأول أصح .
قال عمر الأشقر : ( النبي من بعث مجددا لشرع من قبله من الرسل ؛ والرسول من بعث بشرع جديد للأتي :
الأول : أن الله نص على أنه أرسل الأنبياء كما أرسل الرسل " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي " فإذا كان الفارق بينهما هو الأمر بالبلاغ فإن الإرسال يقتضي من النبي الإبلاغ .
الثاني : أن ترك البلاغ كتمان لوحي الله تعالى ، والله لا ينزل وحيه ليكتم ويدفن في صدر واحد من الناس ، ثم يموت هذا العلم بموته .
الثالث : أن عوام بني إسرائيل أخذ عليهم الميثاق فكيف بالأنبياء ؟. قال تعالى : " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون"
الرابع : ومن الأدلة القاطعة كذلك ما أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج علينا النبي (ص)يوما فقال : " عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي معه الرجل والنبي معه الرجلان والنبي معه الرهط والنبي ليس معه أحد - . " فهذا النبي معه الرهط من أتباعه فكيف يتبعوه لولا البلاغ ؟ .
الخامس : وقد كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما مات نبي قام نبي آخر أخرج البخاري عن أبي هريرة قال : قال النبي (ص): " كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي - "
وبعد استعراض الأقوال الأربعة بنقول كثيرة متكررة حذفنا الكثير منها للتكرار استعرض الأدلة على فساد قول من قال أنه لا فرق بين النبي والرسول فقال :
"الجواب على من قال أنه لا فرق بين النبي والرسول :
وفي تفسير مجاهد عند قول الله تعالى في سورة مريم { وكان رسولا نبيا } قال : النبي هو الذي يكلم وينزل عليه ولا يرسل ، والرسول هو الذي يرسل .
..قال محمد الأمين الشنقيطي ( ولم يبق في الآية الكريمة المسئول عنها إشكال إلا ما يقتضيه ظاهرها من رسالة الرسول ورسالة النبي المغاير للرسول ، إذ معنى الكلام { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا أرسلنا من قبلك من نبي } فما عليه أكثر العلماء من أن النبي أعم من الرسول مطلقا وأن الرسول أخص من النبي مطلقا ، وأن النبي هو من أوحي إليه وحي أمر بتبليغه أم لا ؟ والرسول من أوحي إليه وأمر بالتبليغ خاصة لا تساعده هذه الآية الكريمة لأنها تقتضي رسالة الرسول ، ورسالة النبي المغاير للرسول ، ...
وقال ابن جزيء الكلبي الغرناطي في تفسيره في الكلام على قول الله تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي } الآية : [ النبي أعم من الرسول فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا فقدم الرسول لمناسبته لقوله وما أرسلنا وأخر النبي لتحصيل العموم لأنه لو اقتصر على رسول لم يدخل في ذلك من كان نبيا غير رسول ]
وأما الدليل من السنة ففي عدة أحاديث أحدها ما رواه الإمام أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال لي رسول الله (ص)" إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضؤك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت ...
- ) إلى أن قال :
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري في قوله وبرسولك الذي أرسلت قال " لا وبنبيك الذي أرسلت "
وقال ابن كثير في تفسير سورة الأحزاب عند قول الله تعالى { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } [ فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بعده بالطريق الأولى والأحرى لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة فإن كل رسول نبي ولا ينعكس ) .
وقال ابن كثير أيضا في تفسير سورة المدثر بعد ما قرر أن أول من نزل من القرآن أول سورة { أقرأ } قال : [ وقوله تعالى : { قم فأنذر } أي شمر عن ساق العزم وأنذر الناس وبهذا حصل الإرسال كما حصل بالأول النبوة )."
وبعد أن انتهى من سرد الأقوال كلها رجح رأيا فقال :
"الترجيح :
هذا سرد للآراء ظهر لنا فيه كثرة الأقوال وأنها كلها اجتهادية و تستطيع أن نقول بأن الفرق ثابت بين النبي والرسول ولا مجال لنفيه حيث يوجد ما يقوي إثباته من حديث أبي ذر الذي أقل ما يقال فيه بأنه يستأنس به استأناسا إن لم يكن دليلا قاطعا . ولكن تحديد الفرق هو الشيء الذي لا نستطيع الجزم به حيث لا دليل يمكن الجزم به ، ولكن لعلنا من واقع ما مر معنا من أقوال نستطيع أن نعرف النبي والرسول بهذين التعريفين التقريق بيين فنقول وبالله التوفيق
الرسول : من أرسل إلى قوم مخالفين أو كافرين ، ويدعو الناس إلى شرع معه ، ويكذبه بعض قومه ويخاصمونه وهو مأمور بالتبليغ والإنذار ، وقد يكون معه كتاب ـ وهو الأقرب ـ وقد لا يكون ، وقد يكون شرعه جديدا وقد يكون مكملا لشرع سابق ـ أي فيه زيادة ونسخ ـ .
أما النبي فهو : أوحي إليه ويبعث في قوم مؤمنين يحكم بشريعة سابقة له يدعو إليها ويحييها ، وقد يؤمر بالتبليغ والإنذار ، وقد يكون معه كتاب "
وما قاله هو مجرد اجتهاد وهو اجتهاد مخالف لكتاب الله ككل الأقوال التى تقول بوجود فرق بين الكلمتين فى المعنى والأدلة على فساد التفرقة هى :
1- قوله تعالى "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين" فانظر كلمة بعث التى تعنى أرسل وأرسل من النبيين وبدليل أن الله أعاد نفس المعنى مفسرا مبينا معنى كلمة الأنبياء فوضع كلمة الرسل أو المرسلين مكان الأنبياء فقال "وما نرسل الرسل إلا مبشرين ومنذرين " وقال " وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين"
2- قوله تعالى " وكم أرسلنا من نبى فى الأولين "فهنا أرسل الله الأنبياء
3- قوله تعالى "وما أرسلنا فى قرية من نبى "فهنا أرسلنا نبى فى كل قرية
4- قوله تعالى " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى "فهنا أرسنا نبى وقد فسر الله رسول بنبى
5- قوله تعالى " ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض "فقد فسره الله بقوله "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض" فهنا فسر الله النبيين بالرسل
6- فسر الله القتلى من أنبياء بنى إسرائيل كما فى قوله تعالى " ويقتلون النبيين بغير حق " بأنهم رسل بقوله "لقد أخذنا ميثاق بنى إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون " فهل أنا مخطىء فى استدلالى هذا ؟
7- فسر الله النبى فى قوله تعالى " وما يأتيهم من نبى إلا كانوا به يستهزءون" بأنه الرسول بقوله " وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون" فهل أنا هنا مخطىء؟
8- بين الله لنا أن البر يؤمن بالنبيين فقال "لكن البر من آمن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتاب والنبيين " فهل معنى هذا أن نكفر بالرسل ؟قطعا لا أنه قصد أن النبيين هم أنفسهم الرسل
9- أن الله عرف رسوله بأنه النبى الأمى فقال "فأمنوا بالله ورسوله النبى الأمى "
10- بين الله أن النبيين فى الجنة فقال " ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" ولا يوجد آية تقول أن الرسل فى الجنة ولو اعتبرنا الأنبياء غير الرسل فمعنى هذا هو أن الرسل فى النار وهو كلام غير معقول
11- عرف الله المسيح (ص) بكونه رسول فقال "ما المسيح ابن مريم إلا رسول " ومع هذا عرف المسيح(ص) نفسه بكونه نبى فقال بسورة مريم" وجعلنى نبيا "
وأكتفى بهذا القدر من الأدلة
انتقل للنقطة الثانية وهى كون محمد (ص)أخر الرسل أى الأنبياء بمعنى أخر من ينزل عليه الوحى المتتابع الحامل للشريعة والأدلة هى :
1- حفظ الله القرآن والكتاب دون تبديل فى أقوال عدة منها قوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " فإذا لم يكن محمد (ص)الأخير فلماذا يتم حفظ القرآن؟
2- إتمام الإسلام كما قوله تعالى "وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا " إذا كان الدين قد تم فلماذا يأتى أنبياء بعد محمد (ص) إذا كانوا لن يأتوا بجديد ؟
3- عدم تبديل الكتاب وهو كلمات الله فى قوله تعالى " وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا" فلماذا تم حفظ الكتاب من التحريف وهو التبديل إن لم يكن هو أخر الأنبياء ؟إن النبى يأتى لينزل عليه الوحى فيبين للناس ما حرف من الكتاب ويبين أحكام الله وهنا الوظيفة لاغية لأن الكتاب لا يقدر أحد على تحريفه وفيه كل الأحكام
4- نلاحظ أن القرآن فى كل المواضع التى تكلم فيها عن الرسول وذكر معه الرسل يقول دوما من قبلك ولم يقل مرة واحدة من بعدك وهذه طائفة من الأقوال :
قوله تعالى "وما محمد إلا سول قد خلت من قبله الرسل"
قوله تعالى "فإن كذبوك فقد كذبت رسل من قبلك "
قوله تعالى "ولقد أرسلنا من قبلك فى شيع الأولين "
قوله تعالى " ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم"
قوله تعالى " ما يقال لك إلا ما قيل للرسل من قبلك "
قوله تعالى "كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك "
فهنا لا يوجد بعد للوحى ولا للرسل وهم الأنبياء
5- أن الله أخذ ميثاق كل الرسل وهم الأنبياء على الإيمان بمحمد(ص)كل فى رسالته فلماذا خص بهذا إن لم يكن هو الأخير فيهم ؟وفى هذا قال تعالى " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين"ونلاحظ أن الميثاق أخذ من النبيين فلو لم يكن معناهم الرسل فمعناه أن الرسل لا يؤمنون بمحمد(ص)وهو كلام جنونى
6- أن كلمة خاتم تعنى طابع والختم يكون هو أخر الأمور فى إمضاء حكم ما ففى حياتنا عندما نريد إمضاء أمر نضع عليه خاتم المصلحة أو الدولة ويكون هذا الختم هو أخر ما يفعل حتى يقضى الأمر وينتهى وطبع الله على قلوب الكفار يعنى أن حياتهم تنتهى بما طبعهم الله عليه وهو الكفر حيث يمنعهم من الإسلام بإرادتهم للكفر وهذا هو معنى قوله تعالى " ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم "
إن كلمة خاتم تعنى طابع والطابع هو الحائل أى المانع و الطبع على قلوب الكفار يعنى وجود حائل أى مانع بينهم وبين الإسلام وفى هذا قال تعالى "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه " ومن ثم فخاتم النبيين تعنى حائل النبيين أى مانع النبيين وهو نفس معنى كلمة أخر
ونأتى لآية أخرى "اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم " فمعنى الختم على الأفواه هو قفلها أى منعها من الكلام بشل اللسان عن النطق حتى تنطق الأيدى والأرجل بما عملت ومن ثم فمعنى نختم هو نقفل ومن ثم فخاتم النبيين تعنى قافل الرسل أى مانعهم لكونه أخرهم
ونأتى للنقطة الثالثة وهى الوحى فهو ينزل على النبيين وهم الرسل بدليل ما جاء من آيات يؤتون فيها الوحى جميعا مثل قوله تعالى "إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده"وقوله تعالى "وما أوتى النبيون من ربهم"وقوله تعالى "وما أوتى موسى وعيسى والنبيون من ربهم " وقد فسر الله هذه وغيرها بقوله "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه "فهنا الوحى على الرسل مما يعنى أنهم الأنبياء الموحى لهم فى الآيات قبلها
ونأتى للنقطة الرابعة وهى أن النبى ينبىء بالغيب وحده فنجد أن كلمة النبأ ومشتقاتها تستعمل فى الإخبار بالغيب وغيره فمثلا قوله تعالى " نبىء عبادى إنى أنا الغفور الرحيم "تخبر بحكم وليس بحدث لم يحدث بعد وهو كون الله رحيم غفور ومثلا قوله تعالى "هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا" يخبرنا بحكم هو ماهية الأخسرين أعمالا
اجمالي القراءات 4953