بوادر صدام مبكر بين الطرفين بعد نتائح انتخابات المرحلة الأولى
الإخوان ينسحبون من المجلس الاستشاري رفضاً لموقف "العسكري" من الدستور
الخميس 13 محرم 1433هـ - 08 ديسمبر 2011م
أعلن حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، اعتذاره عن عدم المشاركة في المجلس الاستشاري، الذي شكله المجلس العسكري من قوى سياسية وشخصيات عامة ومرشحين لرئاسة الجمهورية لمساعدة الحكومة والمجلس العسكري على أداء مهامهما حتى نهاية الفترة الانتقالية.
وأكد الحزب سحب ممثليه في المجلس، وهما الدكتور محمد مرسي، رئيس الحزب، والدكتور أسامة ياسين، الأمين العام المساعد للحزب.
وقال الدكتورمحمد البلتاجي أمين عام حزب الحرية والعدالة للعربية نت "إن الحزب لن يدخل في أي صدام مع أي طرف أو فصيل سياسي أو مؤسسة ، بل سيكون حريصا على التوافق مع جميع الأطراف سواء المؤسسة العسكرية أو التيارات السياسية الأخرى".
وتعليقا على أسباب مقاطعة الحرية والعدالة لاجتماع المجلس العسكري لتشكيل المجلس الاستشاري وهل يعتبر ذلك بوادرا للصدام مع المؤسسة العسكرية، قال البلتاجي" نحن أكدنا مراراعلى ضرورة أن يكون هناك توافق بين المجلس العسكري والبرلمان القادم والحكومة ، لكننا في نفس الوقت نحن ضد أي محاولة لتقليص سلطات البرلمان في التشريع أو تأسيس أي شكل موازي يمارس دورالتشريع ويأخذ صلاحيات البرلمان".
وأضاف البلتاجي"أن المهمة الأساسية لمجلس الشعب القادم هي تشكيل لجنة اعداد الدستورونحن نرفض أي وصاية على هذه اللجنة لأنها ستأتي باختيار أعضاء المجلس الذين اختارهم الشعب المصري في انتخابات حرة ونزيهة ".
وتعليقا على تصريح اللواء الملا بأن"انتخابات مجلس الشعب الحالية لن تعبرعن المجتمع والشعب المصري في اشارة الى حصول التيارالاسلامي خاصة "الاخوان المسلمين"على الأغلبية-،وهل يعبرهذا التصريح عن مخاوف المجلس العسكري من سيطرة التيارالاسلامي على البرلمان، قال البلتاجي "من الطبيعي أن أي برلمان في العالم ليس بالضرورة أن يكون معبرا عن توزان بين التيارات السياسية فأ ي برلمان به أقلية وأغلبية وهذا يأتي وفق ارادة الشعب ، أما عن المخاوف فنحن نقول أننا لن ندخل في صدام مع أي مؤسسة أو تيار ، بل سنكون دائما جزءا من حل الأزمات لكن في نفس الوقت لن نساهم في محاولات انتاج الماضي من تقليص لصلاحيات البرلمان أو اعادة الماضي بالصمت على الرأي الواحد ".
البرلمان لا يمثل الجميع
وكانت صحيفة "المصري اليوم" قد نقلت عن مصادر أن تصريح اللواء مختار الملا، عضو المجلس العسكري، الذي قال فيه إن "انتخابات مجلس الشعب الحالية لن تعبر عن المجتمع، كله وأن الجمعية التأسيسية التي سينتخبها البرلمان لوضع الدستور لا بد أن تحظى بموافقة الحكومة والمجلس الاستشاري"؛ هو أحد أسباب انسحاب الحرية والعدالة من المجلس.
وكان الملا قد أكد أن البرلمان القادم لن يمثل فئات المجتمع المصري، مضيفاً أن الجمعية التأسيسية التي ستضع الدستور الجديد للبلاد لا بد أن تحظى بموافقة حكومة الإنقاذ والمجلس الاستشاري الذي يضم في عضويته مفكرين وسياسيين وإعلاميين.
وقال المُلا، في التصريحات التي نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن "هذه هي المرحلة الأولى للديمقراطية وربما يكون البرلمان في المستقبل قادرا على أن يفعل ما يريد، لكن في الوقت الحالي ونظرا لعدم استقرار الأوضاع، فإن البرلمان لا يمثل جميع المصريين"، على حد قوله.
وأضاف: "لا يعني هذا عدم الثقة في البرلمان، لأننا رأينا أن العملية الانتخابية تمت بحرية ونزاهة، لكن لأن النواب الجدد لا يمثلون بالتأكيد كل طوائف المجتمع".
دور الجيش حماية البلاد
وأضاف الملا: "قبل 30 يونيو المقبل سيكون لدينا رئيس منتخب، وسيكون للجيش دور واحد، وهو حماية البلاد"، مشددا على أن المجلس العسكري لا يسعى للاستمرار في السلطة، ولن يتدخل في الحياة السياسية.
ولفت المُلا إلى أنه تم وضع الجدول الزمني بطريقة تمنع "جماعات معينة" من الانفراد بتحديد المستقبل السياسي للبلاد لعقود قادمة، مستبعدا ما يقال عن احتمال وجود ردود فعل عنيفة من قبل الإخوان المسلمين ضد الجيش، أو غيرهم من أصحاب التوجهات السياسية.
وقال المُلا: "إذا راجعتم تاريخ مصر سترون أن البريطانيين والفرنسيين والعثمانيين احتلونا، ولم ينجح أي منهم في تغيير الشعب المصري، وأيا كان من سيشكل الأغلبية في البرلمان فإنه لن يستطيع تغيير طبيعة الشعب، المصريون لن يسمحوا بذلك".
وأصر المُلا على بقاء ميزانية الجيش بمنأى عن الرقابة الديمقراطية، قائلاً: "إن ميزانية الجيش يجب أن تبقى بعيدة حتى بعد عودة الجنرالات إلى ثكناتهم".
وأعلن المُلا أن عملية صياغة الدستور الجديد ستبدأ في شهر أبريل/نيسان المقبل 2012، ثم تتم عملية الاستفتاء على الدستور والاستعداد للانتخابات الرئاسية، آخر الشهر نفسه.
وأكد المُلا أن الجيش لا يزال يسيطر على الشؤون الأمنية في مصر حتى هذه اللحظة، مؤكداً أن القوات المسلحة لن ترتكب أي عنف ضد الشعب المصري.