الفصل الثانى عشر : النساء ضمن مصطلح ( أمة )
كتاب :( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السُّنّى الذكورى ) الباب الأول : لمحة عامة
الفصل الثانى عشر : النساء ضمن مصطلح ( أمة )
مقدمة :
مصطلح ( أُمّة ) ( بالهمزة المضمومة والميم المشددة ) يعنى ( مجموعة أشياء ) . وهو بهذا مفتوح من حيث العدد ( الكمّ ) ومفتوح أيضا من حيث النوع ( الكيف ) . وأيضا يشمل الرجال والنساء . ونعطى تفصيلا :
أولا : ( أُمّة ) من غير الأحياء
1 ـ عدد من السنين : قال جل وعلا :
1 / 1 :( وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمْ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ )(8) هود ).( أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ) يعنى زمنا قليلا.
1 / 2 : ( وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يوسف ). ( وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ) أى تذكر بعد بضع سنين . قبلها قال جل وعلا عن هذا الرجل : ( فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) يوسف )
2 ـ مجموعة من الخصال : قال جل وعلا :
2 / 1 : الخصال الحميدة ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ (122) النحل ). بعد ( كَانَ أُمَّةً ) جاءت الصفات الحميدة .
2 / 2 : الخصال الذميمة ( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) الزخرف ). وجدوا آباءهم على مجموعة تراثية من الخصال الذميمة ، وهى التى يسميها المحمديون الثوابت التى وجدوا عليها آباءهم ، والتى بزعمهم ( أجمعت عليها الأمة )!.
ثانيا : أمم من الجن والانس يأتى الحديث عنهم وهم فى الجحيم : قال جل وعلا :
1 ـ ( قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ) (38) الاعراف ).
2 ـ ( وَحَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) فصلت )
3 ـ ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (18) الاحقاف )
ثالثا : ( أُمّة ) من الأحياء ( الدواب / كل ما يدب ) : قال جل وعلا :
( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ) (38) الانعام ). ( دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ )، أى كل كائن حى يدب على الأرض أو يطير ، كلها ( أُمم ) مثلنا ، تعيش فى مجموعات وتتكاثر وتموت .
رابعا : مقارنات ( أُمة ) مع ( قرن وقرية وقوم ) :
( القرن ) يعنى زمانا أو جيلا من البشر. ومثله تقريبا ( قوم ). أما القرية فهى الدولة فى مكانها . مصطلح ( أّمّة ) لا تحديد له هنا من حيث العدد ، لذا تتداخل ( أمة ) مع مصطلحات القرن والقرية والقوم مع دلالة ( أمة ) على الذكور والاناث . ونعطى أمثلة :
بين ( أمة وقرية ): قال جل وعلا :
1 ـ ( وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5) الحجر ). هنا ( أمة ) تعنى وتساوى ( قرية ).
2 ـ ( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) الزخرف ). هنا ( أمة ) تعنى وتساوى ( قرية ).
( أمة / قوم ) : قال جل وعلا :
1 ـ ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ )(5)غافر ). هنا ( أمة ) تعنى وتساوى ( قوم ).
2 ـ ( وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً )(160) الاعراف ). هنا ( أمة ) جزء من ( قوم ) .
3 ـ ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) القصص). هنا ( أمة ) مجرد مجموعة رجال ونساء ، ومفهوم أنهم جزء من قرية أو قوم .
( أمة / قرن )
بعد الحديث عن قوم عاد قال جل وعلا : ( ثُمَّ أَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ (42) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43) ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ ) (44) المؤمنون ). هنا ( أمة ) تعنى وتساوى ( قرن ) .
( أمّة / قرية / قوما ) : قال جل وعلا :
( وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) الاعراف ). ( القرية ) هنا هى الدولة ، وجزء صغير منها ( أّمّة ) تدعو للخير ، والجزء الأكبر ( قوم ) يعتدون فى السبت .
( أمة ) قد تكون أكبر من ( قرية ): قال جل وعلا :
( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ ) (47) يونس ) ، أى رسول لكل أمة . وقال جل وعلا لخاتم النبيين عليهم جميعا السلام : ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خلا فِيهَا نَذِيرٌ (24) فاطر ) . أرسله الله جل وعلا بالقرآن الكريم للعالمين نذيرا ( الفرقان 1 ) . الأمة هنا أكبر من القرية ، لأن الله جل وعلا يقول : ، ويقول : ( وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً (51) الفرقان ). أى لو شاء الله جل وعلا لبعث نذيرا فى كل قرية بعد القرآن الكريم . وهذا لم يحدث لأن خاتم النبيين عليه وعليهم السلام أنذر فى حياته القصيرة أم القرى ومن حولها ، ومات وتتابعت الدول والقرى ، ولكن الرسالة بعده ( القرآن الكريم ) هى الرحمة للعالمين ، وهى مستمرة تنذر البشر بعد موت النبى والى نهاية العالم .
خامسا : ( أمّة / أمم ) على مستوى البشر عموما
كانت المجموعة البشرية فى البداية أُمّة واحدة ثم اختلفوا بعد نزول الكتاب الالهى بسبب بغيهم عليه . قال جل وعلا :
1 ـ ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ) (213) البقرة ).
2 ـ ( وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا )(19) يونس )
3 ـ: ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (182) الاعراف ). هنا نوعان من الأمم البشرية: مؤمنون ومكذبون.
سادسا : لو شاء الله جل وعلا لجعل البشر أمة واحدة
1 ـ لم يجعل الله جل وعلا البشر أمة واحدة : قال جل وعلا : ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً )(93) النحل )( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً )(8) الشورى )
2 ـ وهذا لكى يبتليهم : قال جل وعلا : ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ) (48) المائدة )
3 ـ الرسالات الالهية تتفق فى ( لا إله إلا الله ) : قال جل وعلا : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) الانبياء )، ولكن هناك إختلافات فرعية فى المناسك بين الأمم : قال جل وعلا : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً )(34) الحج ) ( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ )(67) الحج )
سابعا : ( أمّة و أُمم سابقة ) من البشر ، وتتابع الأمم جيلا بعد جيل ، وكل جيل ( أمة ) ينتهى فى وقته
1 ـ ذرية نوح وأصحاب السفينة: قال جل وعلا : ( قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) هود ). كانوا يحملون فى داخلهم ذراريهم من الأمم اللاحقة .
2 ـ بعد قوم عاد : قال جل وعلا : ( ثُمَّ أَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ (42) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43) ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً )(44) المؤمنون )
3 ـ وعن نهايتها فى زمن محدد : قال جل وعلا : ( وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5) الحجر )( لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (49) يونس )( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (34) الاعراف )
ثامنا : أمم سابقة ضالّة : قال جل وعلا :
1 ـ ( تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ )(63) النحل )
2 ـ ( وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ) (18) العنكبوت ).
3 ـ ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) الانعام )
4 ـ ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) غافر )
5 ـ ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ )(36) النحل ).
تاسعا : أمم أهل الكتاب :
1 ـ أمم من بنى اسرائيل صالحون وغير ذلك : قال جل وعلا : ( وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمْ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ )(168)الاعراف) ( وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً ) (160) الاعراف )
2 ـ أهل الكتاب عموما : منهم أمة متقية مؤمنة صالحة ومنهم أمة مقتصدة متوسطة ، والأغلبية عاصية ،قال جل وعلا :( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115) آل عمران)( مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) المائدة ) .
3 ـ لسنا مسئولين عن أعمال من سبقنا : قال جل وعلا : ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)( 141 ) البقرة )
رابعا : ( الأمم ) فى اليوم الآخر
1 ـ شهداء من كل أمة : قال جل وعلا : ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ) (84) النحل ) ( وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً )(75) القصص )
2 ـ حشر الأمم أفواجا : قال جل وعلا :( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا ) (83) النمل )
3 ـ كل أمة تأتى جاثية يوم الحساب : قال جل وعلا : ( وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29) الجاثية ).
أخيرا : هل هناك ( أُمّة محمد ).؟ ليس فى الاسلام ( أُمّة محمد )
1 ـ لم يرد فى القرآن الكريم كلمة ( أمة محمد ). المحمديون إخترعوا إلاها سمُّوه ( محمدا ) وجعلوا أنفسهم ( أمة محمد ) مقابل ( أمة المسيح ). وبذلك سلخوا أنفسهم عن الاسلام الدين الالهى العالمى الذى نزلت به كل الكتب الالهية مع اختلاف الزمان والمكان واللسان .
2 ـ مع أن خاتم النبيين كان متبعا لملة ابراهيم وتكرر مصطلح ( ملة ابراهيم ) فلم يرد مطلقا تعبير ( أمة ابراهيم ). أى هى (ملة ابراهيم ) وليس ( أمة ابراهيم ) مع إنه جل وعلا قال عن ابراهيم إنه كان وحدة ( أمة ) : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً) (120) النحل ).، وأنه ( أبو العرب ) . قال جل وعلا : ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا )(78) الحج ). ابراهيم عليه السلام دعا ربه جل وعلا أن يكون وذريته (أمّة مسلمة لله جل وعلا ) : ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ) (128) البقرة ). لم يقل ( أمتى ). فالاسلام أن ( تُسلم لله جل وعلا ) ، وابراهيم عليه السلام قال ( أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) البقرة )وعن خاتم النبيين والمؤمنين : ( فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ وَمَنْ اتَّبَعَنِي )(20) آل عمران ) وقالت ملكة سبأ : ( وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44) النمل )
3 ـ جاء وصفه من آمن بالأمة وليس ( أمة محمد ). قال جل وعلا :
3 / 1 : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) (143) البقرة )
3 / 2 :( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (104) آل عمران )
3 / 3 :( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )(110) آل عمران ) . بالمناسبة نقول : اللسان القرآنى عربى مبين ، وهو مختلف عن صناعة ( النحو ) التى ظهرت فى العصر العباسى ،. هنا تأتى ( كنتم خير أمة ) تعنى ( كونوا خير أمة ) لتؤكد ما جاء قبلها ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ ). إنّ كلمة ( كان ) ومشتقاتها فى القرآن الكريم ليست محصورة فيما قاله أهل النحو فى العصر العباسى ، بل لها معانى متنوعة ومختلفة .هذا ما لا تفهمه بعض السلاحف البشرية التى تزعم أن فى القرآن الكريم أخطاء نحوية .!. لو كان لى من الأمر شىء لأمرت بالبصق عليهم قبل الأكل وبعده .!
4 ـ الكافرون من العرب جاء وصفهم فى الأغلب بالقوم ، وسنتعرض لهذا فى الفصل التالى . وجاء وصفهم بأنهم أمة كافرة بالرحمن جل وعلا ، مع تلاوة القرآن الكريم عليهم ، وقد سبقتهم أمم كافرة . قال جل وعلا لخاتم الأنبياء عليهم جميعا السلام : ( كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30) الرعد )
5 ـ سيأتى محمد عليه السلام شاهدا خصما على قومه الذين عاصرهم ، قال جل وعلا : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً (41) النساء ). الشهادة تعنى أن تكون منهم معاصرا لهم . وموضوع الشهادة للنبى محمد عليه السلام يوم القيامة ستكون عن تبيان القرآن الكريم لكل شىء يحتاج الى تبيين ، وهذا ما ينكره المحمديون . قال جل وعلا لخاتم النبيين عليهم جميعا السلام : ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) النحل )، وسيتبرأ من قومه بسبب أتخاذهم القرآن مهجورا : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) الفرقان ). بكل حسرة نؤكد أن المحمديين ينطبق عليهم هذا.
6 ـ ( الأمة ) الناجية هى أمّة واحدة عبر الزمان واختلاف المكان ، وهى التى إتبعت الرسل ولم تتفرق فى الدين طبقا لما قاله جل وعلا : ( شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ )(13) الشورى ). وقال جل وعلا : ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93) الانبياء ) ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) المؤمنون ) ثم سيكونون معا فى الجنة فى صحبة الأنبياء : قال جل وعلا : ( وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً (69) النساء ).
أخيرا : نكتة : طالب فى جامعة الأزهر من الصعيد بعد الامتحان قال لزميله القاهرى : الظاهر إننى سأرسب فى مادة أو مادتين . إذا رسبت فى مادة ابعت لى برقية تقول ( محمد بيسلم عليك ) وإذا رسبت فى مادتين قل ( محمدين بيسلم عليك ). ظهرت النتيجة ورسب فى كل المواد فبعث له برقية تقول ( أّمّة محمد كلها بتسلّم عليك ).