أمينة الإيطالية والفلاح المصرى .
عثمان محمد علي
في
الجمعة ٣١ - ديسمبر - ٢٠٢١ ١٢:٠٠ صباحاً
تعقيبا على هروب السيدة (امينة –الإيطالية الجنسية ) من زوجها المصرى وعائلته وقريته وعودتها إلى روما .
انا لا اتحدث عن حالة (واقعةالسيدة أمينة بعينها ) ولكن أتحدث عن حالة ربما حدثت قبل ذلك أيضا وربما تتكرر في المستقبل . وأحاول أُحللها وأُناقشها . وأقول .استطيع التخمين بأسباب إتخاذها قرارالفرارأوالهروب بأولادها والعودة بهم إلى إيطاليا .وهى من الطبيعى ان تجد فتاة أوروبية اُعجبت بشاب سافر أو هاجر إلى بلدها ثم يتزوجا ثم تدخل في الإسلام حبا فيه واخلاصا له أولا ، ثم تُطبق كثيرا من تعليمات التراث التي أوهموها بأنها من الإسلام ،ومنها الحجاب وترك العمل والتفرغ لخدمة الزوج وطاعتة العمياء والمطلقة على أنها من طاعة الله جل جلاله .وهذا ما حدث مع الفتاة الإيطالية .تزوجت من شاب مصري ،وأسلمت وإرتدت الحجاب ،وقال لها أن تنظيم النسل حرام ،ففتحت ماسورة النسل ثم قال لها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بأنه يريد أن يُربى أولاده في مجتمع (عربى مسلم ) حرصا على هدايتهم ووووو فوافقت وسافرت لتعيش معه في مصر ،ثم نبهرت بحياة الريف المصرى البسيطة والدفء العائلى والإجتماعى التي كانت محرومة منه في إيطاليا .ولكنها إكتشفت بعد سنوات وسنوات مساوىء الحياة في مصرعموما وفى قريته خصوصا ، ونفاق المجتمع وكذبه ومساوىء الحياة الأُسرية التي تعيشها مع زوجها المُخالف لكل ما تعلمته هي عن الإسلام ومن الحضارة والمدنية الغربية مقارنة مع الحياة في بلدها (روما ) .ففى بلدها تعليم مجانى على أعلى مستوى لأولادها ، نظام تأمين صحى على أعلى مستوى عالمى ومجانى ، بلد نظيفة مغسولة ،شعوب نظيفة شكلا ومضمونا ، وسائل مواصلات راقية وبالدقيقة والثانية ، مستوى معيشة راق حدا ومع ذلك فى متناول متوسطى الدخل ، أدب وإحترام في التعامل بين الناس ،نظام في الشارع وفى المؤسسات الخدمية ، إحترام الخصوصية (وحط تحتها مليون خط ) وووووووو .... وفى المُقابل نقيض كل هذا هو الموجود في القرية التي اسكنها فيها زوجها وفي المدينة وفي الدولة كلها ،ولو حاولت هي وزوجها أن يرتقوا بمعيشتهم وينتقلوا للحياة في مكان يقترب من مستوى الحياة في (روما ) شيئا ما فلن يكون أقل من المدن الجديدة (الرحاب – زد – وووووو) والحياة في هذه المدن باهظة التكلفة ولن يستطيع زوجها أن يوفرها فكان لابد أن تنفجر في يوم ما عاجلا أو أجلا وتعود لوطنها الأُم والأصلى (روما) حيث الحياة بمعنى الكلمة ومُستقبل لأولادها وتترك (عزبة كذا وكذا ) مُقارنة ب(روما ) وهذا ما حدث .....
ففرارها وهروبها وعودتها ليس فيه مُفاجئة لكل من يقرأالأحداث و الأوضاع أو من عاش في الغرب ......ولابد أن ننظر للموضوع ونتعلم منه لنعمل على تغيير واقعنا السىء في مصر ونظام الحياة فيها وخدماتها المتردية للغاية ، وضرورة محاسبة الأنظمة التي تسببت في تردى أوضاع مصر للحضيض ،وأن يتعلم المُجتمع إحترام الخصوصية الفردية ويبتعد تماما عن نظام (الحشرية ) والتدخل في حياة الناس والتلصص على أسرارهم .... وأن يعلم الشاب المصرى الذى يُقدم على الزواج من أجنبية أوروبية على أنها لا يُمكن أن تنزل من قمة الحضارة والرقى لتعيش بقية حياتها معه في وضع مزرى في قريته .فهذا من رابع المُستحيلات ..
وأقول لمن سيفهم كلامى خطئا على أنى أسخر من أهلى المصريين في الريف المصرى ..لا والف لا . بل أنا حزين عليهم لأن حياتهم وحياة المصريين جميعا مسروقة ومسلوبة منهم لصالح (على باب وال40 حرامى ) وهم يجلسون خاضعين وخانعين في الذل والهوان وسوء الخدمات ،ثم يظلمون المولى جل جلاله ويقولون ((هذا قدر الله –هذه إرادة الله ) .... لا والف لا ومليون لا .ليس هذا قدر الله ولا هذه إرادة الله ..فلقد قال لكم رب العالمين ( إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم ). فغيروا ما بانفسكم وطالبوا بحقوقكم في حياة آدمية ومُحترمة ونتزعوها وأقطعوا يد (على بابا وا100حرامى ).
==
اللهم بلغت اللهم فأشهد .