العلم هو حلمٌ مزمن وجوعٌ لا يشبع وفضول لا ينتهى وسؤال مؤرق ومغامرة فى المجهول، منذ الإنسان الأول والشمس تمثل له لغزاً وأملاً وحياة، ضوءاً ودفئاً ونفحة حياة لكل الكائنات، دونها سيسكن الأرض الموت والصقيع والصمت، منذ أيام تحقق الحلم واستطاع الإنسان لمس الشمس!! كيف حدث ذلك؟ سننقل لكم ما طيّرته وكالات الأنباء بعد إعلان «ناسا» لهذا الخبر العلمى المذهل الذى شغل العالم، إلا منطقتنا بالطبع، والتى كانت مشغولة بحلاقة شعر شيرين والبحث عن البطة شيماء وما فعلته طليقة مصطفى فهمى، وهى بالطبع أخبار أكثر أهمية، فماذا قالت وكالات الأنباء؟ تمكّنت مركبة فضائية تابعة لوكالة «ناسا» الأمريكية من «لمس الشمس» بالمنطقة الغامضة بالنسبة للعلماء، التى يطلق عليها اسم «الهالة»، وأعلن العلماء عن هذا الإنجاز، الثلاثاء الماضى، خلال اجتماع للاتحاد الجيوفيزيائى الأمريكى. وقال عالم الفضاء نور رؤوفى من جامعة «جونز هوبكنز»: «إن الإنجاز الذى حققه المسبار باركر مذهل للغاية»، وكانت «ناسا» قد أعلنت فى مايو الماضى، أن المسبار باركر اقترب فى 29 أبريل من الشمس ووصل إلى أقرب نقطة ممكنة تعرف باسم «الحضيض»، وهو يسير بسرعة تساوى دوران الأرض 13 مرة فى الساعة الواحدة. وبحلول نهاية مهمة المسبار باركر فى أواخر عام 2025، ستكون المركبة الفضائية على بعد 6 ملايين كيلومتر فقط من سطح الشمس.
من المواقع العلمية العربية القليلة التى غطت الخبر، «موقع الباحثين السوريين»، الذى شرح أهمية هذه الخطوة ومعناها، حيث قال:
«الاقتراب من الشمس، من أهداف البعثة التى انطلقت عام 2018، وقد سُمِّى المسبار «باركر» نسبة إلى الفيزيائى الفلكى يوجين باركر، الذى أراد الإجابة عن الأسئلة عن الرياح الشمسية (تيار من الجسيمات المشحونة المنبعثة من هالة الشمس)، تعد هذه الخطوة قفزةً عملاقة لعلوم الطاقة الشمسية، لأنها تساعد على اكتشاف معلومات مهمة عن أقرب نجم لدينا وتأثيره على الأرض، ليس ذلك فحسب، فكل ما نعرفه عن الشمس قد يساعدنا على معرفة مزيدٍ عن النجوم الأخرى فى الكون».
ما فائدة التحليق عبر الهالة الشمسية؟
تبلغ درجة الهالة الشمسية قرابة مليون درجة كلفن، وتبلغ حرارة سطح الشمس نحوَ 5780 درجة كلفن، سيسمح التحليق عبر الهالة الشمسية بفهم سبب ارتفاع درجة حرارة الهالة الشمسية أضعافاً كثيرةً عن حرارة سطحها، وكيف تُسرَّعُ الرياح الشمسية إلى مائة ألف ميل فى الساعة.
لما يدخل باركر إلى الهالة، لكن هذه الخطوة مهمة جداً لدراسة العمليات المسئولة عن تسخين الهالة الشمسية، وفهم طقس الفضاء وتفسيره والتنبؤ به، من ذلك سبب تعطل الاتصالات والأقمار الصناعية حول الأرض، من المخطط دوران المسبار على بعد 3.9 مليون ميل من سطح الشمس بحلول عام 2024.
أعلنت «ناسا» أن «باركر» أصبح أسرع جسم من صنع الإنسان، إذ بلغت سرعته 532.000 كم/ساعة، محطماً بذلك رقماً قياسياً حققه فى وقت سابق وقد بلغ 393.044 كم/ساعة، ولم يسبق أن سافر أى جسم تم بناؤه بأيدٍ بشرية أسرع من مسبار باركر، وهو مركبة فضائية صغيرة الحجم ومقاوِمة للحرق بحجم سيارة صغيرة و«تلامس الشمس» عملياً، وفى فبراير الماضى، تمكن المسبار باركر من التقاط صور قريبة جداً لكوكب الزهرة، ثانى كوكب يبعد عن الشمس. وسيلتقى المسبار باركر، الذى أُطلق لدراسة الطبقة الخارجية للشمس أو الهالة، مع الزهرة سبع مرات خلال مهمته التى تمتد 7 سنوات.