نقد كتاب التذكرة في وعظ النامصة والمتنمصة

رضا البطاوى البطاوى في الثلاثاء ٠٧ - ديسمبر - ٢٠٢١ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد كتاب التذكرة في وعظ النامصة والمتنمصة
المؤلفة عائشة بنت أحمد الغنيم وهو يدور حول النمص وحكمه فى الإسلام وقد تحدثت الغنيم عن انتشاره بين النساء فى المقدمة فقالت:
"نرى بعض النساء اليوم قد بدأن بالتخلي عن القيم والمبادئ التي رسمتها الشريعة في إطار واضح وصريح في باب اللباس والزينة، ومن ذلك: انتشار ظاهرة النمص بصورة تكاد تكون عامة في أوساط النساء المسلمات وكأنهن يغفلن عن حكمه وعن خطورة من تدخل في بابه أو تتساهل فيهط
واستهلت البحث كالعادة بتعريف النمص فقالت:
"تعريف النمص:
والنمص في اللغة بتعريف ابن منظور له هو: نتف الشعر، ونمص شعره ينمصه نمصا: نتفه، وتنمصت المرأة أي: أخذت من شعر جبينها بخيط لتنتفه، والنامصة: المرأة التي تزين النساء بالنمص وفي الحديث لعنت النامصة والمنتمصة، والنامصة سواء من تذهب لها المتنمصة عند مشغل مثلا وهي ما يطلق عليها العامة اسم (الكوافيرة) أو تطلبها عندها في المنزل، قال الفراء: النامصة التي تنتف الشعر من الوجه، والمتنمصة هي التي تفعل ذلك بنفسها، وامرأة نمصاء تنتمص أي تأمر نامصة فتنمص شعر وجهها نمصا أي: تأخذه عنه بخيط"
إذا النمص هو إزالة شعر الذى فوق العيون والذى يسمونه الحواجب وقد تحدثت عائشة عن أن من تمارس النمص أو يفعله ملعون فقالت :
"أثر اللعن على صاحبه:
إن النمص من المحرمات التي توجب اللعن، واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله، وكل من لعنه الله فقد أبعده من رحمته واستحق العذاب، فصار هالكا، قال تعالى: {وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما} واللعن هو التعذيب، قال تعالى: {هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم} وقوله: {وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا} أي«غضب الله عليهم لما اقترفوه من المحاداة لله ولرسوله (ص)و {ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا} أي: أبعدهم وأقصاهم عن رحمته ومن أبعده الله لم تلحقه رحمته وخلد في العذاب، وهو مخزي مهلك، قال تعالى: {أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا}، أي: طردهم من رحمته وأحل عليهم نقمته، {فلن تجد له نصيرا} أي: ناصرا له من دون الله يتولاه ويقوم بمصالحة ويحفظه من المكاره وهذا غاية الخذلان»"
وكل ما سبق مكن كلام لا يدل على لعن النمص لعدم وجود أى دليل فيه ثم تحدثت عن كيفية تغرير الشيطان وهو ليس إبليس للمرأة كما زعمت وإنما هو هوى المرأة فقالت :
"إن المؤمن قد يخجل من ذنب صغير ويؤرقه حتى يتوب، فكيف بمن تفعل النمص وهو من أشد المحرمات الموجبة للعن، أهو القلب الميت أم غرور الأماني والتي يتفنن إبليس - لعنه الله - في رسمها لضعيفة الإيمان، حتى تزين كل حرام وتستحيله حتى تستسيغه بل وتعجب به أشد الإعجاب ومنه: أن النمص يدل على أنك امرأة عصرية!! ومتحضرة. ويزيد جمالك .. !! وسوف تبهرين الحضور!! وهذا جزء من تلبيس إبليس على من تفعل ذلك، يقول تعالى: {يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}، أي: يعد الشيطان من يسعى في إضلالهم ويخوفهم عند إثار مرضاة الله تعالى بما يدخله في عقولهم حتى يكسلوا عن ترك المحرمات، وكذلك يمنيهم الأماني الباطلة التي هي عند التحقيق كالسراب الذي لا حقيقة له، ولهذا قال تعالى: {وما يعدهم الشيطان إلا غرورا} أي: كل ما يدخله إلى عقولهم وقلوبهم من استحلال المحرمات والمجاهرة بالمنكرات وتطمينهم بذلك، كل ذلك خداعا ومكرا منه لعنه الله، وقوله تعالى: {وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور}. "
وطالبت عائشة من يمارسن النمص بالتفكر فقالت:
"لتسأل النامصة والمتنمصة نفسها الآن .. ماذا جنيت بعد النمص؟! هلي نلت خيرا؟ لا وربي إنه العصيان والتحدي وفعل منهي .. وإلى متى؟! تأملي في وجهك بعد النمص وفكري ولو قليلا ما الدافع لذلك؟ هل ترجين منه جمال، أم تقليد لنساء لا تستحق واحدة منهن أن تقلد، تذكري فإن الذكرى نافعة: {لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} أو عقل يتدبر به، تذكري أن عقوبة الله قد تنزل في أي وقت وبأي شكل، ...."
وتحدثت عن أن سعى المرأة لتجميل نفسها مطلوب حسب الشرع وليس حسب الاستجابة للشيطان فقالت:
"إن حرص المرأة على تجميل نفسها أمر مطلوب ومرغوب، ولكن له حدود وضوابط وأهمها قاعدة ألا يفضي هذا التجميل والتزين إلى حرام مثل النمص والوشم والتفليج وهو تفريق ما بين الأسنان طلبا للجمال، وكذلك الوصل وهو الشعر القصير بشعر مستعار طويل ليوحي بأن هذا هو شعرها الحقيقي،وكذلك ما يدخل فيه من قصات للشعر فيها تشبه بالرجال أو فيها تشبه بالكافرات وتوحي بالإعجاب بهن وبهيئتهن، فكل ما ذكر محرم حتى ولو كان في نظر بعض النساء زينة، وحقيقة لو تأملنا بامرأة تنمص مثلا وهي جميلة لوجدنا أن النمص قبحها وغير جمالها الحقيقي، وهذا ما قطعه إبليس - لعنه الله - على نفسه قال تعالى: {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله}."
الدليل الوحيد على تحريم النمص وأى تغيير لخلقة الله هو قول الشيطان {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله}
وتحدثت عن أسباب النمص فقالت:
"أسباب ظاهرة النمص:
أولا: ضعف الوازع الديني والإيمان هو مناط كل طريق مستقيم، فالإيمان بقوته يمنع المسلم من ارتكاب المحرمات والمعاصي خوفا من عقاب الله وخشية منه. قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد}....
ثانيا: انتشار الفضائيات التي أصبحت صناديق دعائية لعرض النساء النامصات فروجن للنمص كما تروج الشركات لمنتجاتها التجارية. فلم تجلب لنسائنا سوى الفساد، وما نسمع من آثارها الخطيرة على الأخلاق والعقيدة ما يغنينا عن الحديث عنها في هذا المجال.
ثالثا: الاعتقاد الساذج السائد بين النساء بأن النمص يدل على تطور المرأة وأنها تتبع الموضة في ذلك، فهل النساء في جاهلية العرب عندما كن ينمصن كن يتبعن الموضة يا ترى!!؟؟ إنها والله موضة الشيطان الذي استطاع أن ينزلهن إلى الدرك الأسفل من التفكير حتى أصبحن ألعوبة تحركها مسميات ساذجة .. الموضة .. التطوير .. التحديث، قال تعالى: {وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم}، أي: حسنها في قلوبهم حتى تهون المحرمات في نفوسهم ويمارسونها كعادة اعتادوا عليها فلم تعد حرمتها عظيمة عندهم عندما هانت وخدعهم الشيطان بذلك وهزم نفوسهم الضعيفة.....
رابعا: قلة قراءة بعض النساء للفتاوى التي تؤكد على حرمة النمص ولعن كل من تدخل في بابه، أو جهلهن بحرمة ذلك مما يستدعى معه تكثيف الدعوات لهن وتبصيرهن بتحريم النمص.
خامسا: إصرار بعض النساء على (فعل النمص) بالرغم من دعوتهن وتوجيههن إلى حرمة هذا الفعل وكون من تفعل (ملعونة) فنرى عدم اكتراثهن بالتوجيه والإرشاد بالكف عن ذلك والتوبة عنه، وكذلك ضعف نفوسهن ومجاراة التقليد لبعضهن حتى ولو كان حراما منهيا."
قطعا كل هذه الأسباب تعود لسبب واحد وهو أن من تفعلنه يفعلنه للحصول على الجمال كما يعتقدن أو تقليد للآخريات كالأمهات وتحدثن عن إصرار النساء على الذنب فقالت:
"عاقبة الإصرار:
والذنب عظيم والجرم كبير وهو الإصرار على المعصية بالرغم من معرفة حرمتها، وهذا ما كان واضحا عند الكثيرات بعد توجيههن وإرشادهن بحيث لا يقلعن عنه بل نرى التهاون وعدم الاكتراث..."
وتحدثت عن أدلة تحريمه فى الأحاديث فقالت:
"أدلة تحريم النمص:
أما الأدلة التي تؤكد على تحريم النمص ولعن النامصة والمتنمصة كثيرة، وهي من السنة، أحاديث الرسول (ص)ونعلم أن الأحكام الواردة بالسنة عن الرسول (ص)يجب العمل بها والأخذ بها حتى ولو لم ترد في القرآن الكريم، ...ونجد بعض النساء المسلمات - هداهن الله - عندما تناقشينها في حكم النمص وأنه من المحرمات العظيمة التي تشمل فاعلته باللعن نراها تجادل وتسأل - لماذا هو حرام؟ أنا لا أجد فيه شيء يستدعي هذا الحرام، والعياذ بالله- وهكذا وكأنها لم تقرأ قوله تعالى {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا}، فأحكام الله تعالى ورسوله (ص)ليست مجال للمناقشة وإبداء الرأي، فما صلح لنا ووافق هوانا أخذنا به وما خالف ذلك رفضناه وطرحناه، ولا حظي قوله تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة ... } ..
وهكذا نجد أن أدلة تحريم النمص جاءت في السنة، ومنها: عن أبان بن صمعة، عن أمه، قالت: سمعت عائشة تقول: «نهى رسول الله (ص)عن الواشمة والمستوشمة والواصلة والمستوصلة، والنامصة والمتنمصة»، وعن عبد الله قال: «لعن رسول الله (ص)الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات»، وفي صحيح مسلم حدثنا إسحاق بن إبراهيم .. عن عبد الله قال: «لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله»، قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب، وكانت تقرأ القرآن فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله؟ فقال عبد الله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ وهو في كتاب الله عز وجل، فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته، فقال: لئن كنت قرأته لقد وجدتيه، قال الله عز وجل: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}، فقالت المرأة: فإني أرى شيئا من هذا على امرأتك الآن، قال: أذهبي فانظري، قال: فدخلت على امرأة عبد الله فلم تر شيئا، فجاءت إليه فقالت: ما رأيت شيئا، فقال: أما لو كان ذلك لم نجامعها."
قطعا استشهاد المرأة بقوله تعالى {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} على تحريم النمص خاطىء فالآية أخذوا منها الجملة التى تتحدث عن توزيع الرسول(ص) للمال وجعلوها فى التشريع والآية تقول ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب"
وأما الدليل فى كتاب الله فهو أن أى تغيير لخلقة الله السليمة هو استجابة لقوله الشيطان:
"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"
ومن ثم فتلك الأحاديث لا يمكن أن تكون صحيحة على إطلاقها فأى شعر فى الجسم أباح الله تقصيره إذا زاد عن الحد ومن ثم شعر الحواجب لا يزال وإنما إذا طالت شعرة فيه عن باقى الشعر سويت على طول باقى الشعر فهو تهذيب فقط
وتحدثت عن على نصيحة الرجل زوجته بعدم النمص فقالت:
"فائدة:
يجب على الرجل المسلم من نصح زوجته وتذكيرها بحرمة النمص، لأنه مسؤول عنها فلا يرضى على زوجته المسلمة أن تدخل في هذا الباب، ومنه قول عبد الله - رضي الله عنه -: «أما لو كان ذلك لم نجامعها» أي: إذا لم تستجب للتوجيه والإرشاد بالحسنى فإنها تهجر حتى تعود وتقلع عن معصيتها، وها هو سبيل الرجل المؤمن والمرأة المؤمنة، لابد أن يعين أحدهما الآخر على فعل الطاعات وترك المنكرات والتواصي بالخير والحق، قال تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم} ....."
ثم تحدثت عن مفاسد السكوت على المعصية عامة وهو كلام غالبا خارج موضوع الكتاب فقالت:
مفاسد السكوت عن المعصية:
1 - أن مجرد السكوت فعل معصية، وإن لم يباشرها الساكت، فإنه كما يجب اجتناب المعصية فإنه يجب الإنكار على من فعل المعصية.
2 - أنه يدل على التهاون بالمعاصي وقلة الاكتراث بها.
3 - ومنها أن ذلك يجري العصاة والمفسدين على الإكثار من الفساد والمعاصي إذا لم يردعوا عنها فيزداد الشر، وتعظم المصيبة الدينية والدنيوية، ويكون للمفسدين الشوكة والظهور ويضعف أهل الخير عن مقاومة أهل الشر حتى ما يقدرون عليهم.
4 - ومنها أن في ترك الإنكار للمنكر يكثر الجهل ويقل العلم فإن المعصية مع تكررها وصدورها من كثير من الأشخاص وعدم إنكار الخير والمعروف والعلم لها يظن الجاهل أنها مستحسنة، وأي مفسدة أعظم من اعتقاد ما حرم الله حلالا؟ وانقلاب الحقائق على النفوس ورؤية الباطل حقا؟!!
5 - ومنها أن السكوت على معصية العاصين ربما زينت المعصية في صدور الناس واقتدى بعضهم ببعض فالإنسان مولع بالاقتداء بأضرابه وبني جنسه."
وتحدثت عن شبهة هى أمر الرجل زوجته بالنمص اعتمادا على مجلات التبرج فقالت:
شبهة:
قد يأمر الزوج زوجته بالنمص ويوهمها بأنه زينة، لأنه يرى ذلك في وسائل الإعلام أو المجلات الساقطة، فتستجيب له بضعف إيمان وقلة بصيرة بقولها: «إن ذلك طاعة للزوج وتحقيقا لرغبته»، فإن ذلك مردود عليه حيث لا طاعة لزوج في معصية الله تعالى حتى ولو كانت ترضيه، فيجب على المرأة المسلمة أن تكون واعية لذلك وتحذر من الوقوع في النمص لجهل منها وضعف وعي وبصيرة، وأن تنصح مثل هذا الزوج وتبين له حرمة ذلك بسوق الأدلة والفتاوى الدالة على تحريمه والنهي عنه، والله تعالى المعين لها على ذلك."
وبعد ذلك أوردت بعض الفتاوى فى الموضوع وهى تكرار لما قالته وهى:
"الفتاوى الشرعية:
لعلنا نسوق بعض الفتاوى من اللجنة الدائمة للإفتاء عن حكم النمص، ومنها: أنه لا يجوز حلق الحواجب ولا تخفيفها، لأن ذلك هو النمص الذي لعن النبي (ص)من فعلته أو طلبت فعله، فالواجب على من فعلت ذلك التوبة والاستغفار مما مضى، والحذر من الوقوع فيه مستقبلا.
وسئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين عن حكم تخفيف شعر الحاجب، فأجاب:«أنه إذا كان بطريقة النتف فهو حرام بل كبيرة من الكبائر، لأنه من النمص الذي لعن الرسول (ص)من فعلته، وأيضا إذا كان بطريق القص والحلق فهذا جعله بعض أهل العلم من النمص المحرم أيضا، وقال: إن النمص ليس خاصا بالنتف بل هو عام لكل تغيير لشعر لم يأذن الله به إذا كان في الوجه ولا ينبغي للمرأة المسلمة أن تفعل ذلك».
وسئل فضيلة الشيخ عبد الله الفوزان عن حكم تهذيب شعر الحواجب أو تحديده بقص جوانبه أو حلقه أو نتفه؟ فقال:«تهذيب شعر الحواجب هو من النمص المحرم، ملعون فاعله، وتخصيص المرأة به لأنها هي التي تفعله غالبا، ولقد لعن النبي (ص)من فعلته، والنامصة هي التي تزيل شعر حاجبها أو بعضه للزينة في زعمها، والمتنمصة هي التي ترضى أن يفعل بها ذلك فتزيل شعر حواجبها أو تقصها أو تحلقها بأي مادة كانت، وهذا من تغيير خلق الله الذي تعهد الشيطان أن يأمر به ابن آدم، قال تعالى: {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله}، ...وفي (الصحيح) عن ابن مسعود - رضي الله عنه- أنه قال: «لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله عز وجل» ثم قال: ألعن من لعن رسول الله (ص)كما ذكرنا في الحديث سابقا».
وأما ما تسميه النساء اليوم (التشقير) وهو: أن يصبغ طرفا الحاجبين من الأعلى والأسفل بلون كلون البشرة ويبقى الوسط خطا رقيقا من الحاجب، أو أن يصبغ الحاجب كله بلون كلون البشرة ثم يرسم فوقه الحاجب بلون آخر، فهذا الفعل لم يكن معروفا في القديم وإنما هو أمر حادث، وقد أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الشيخ ابن بارز بحرمة هذا الفعل، فمن كان حاجباها طبيعيين ليس فيهما زيادة وليسا بمقرونين، فالأصل أنها لا تفعل ذلك، لأن من رآها يظن أنها نامصة، وفيه تشبه بالنمص الملعون على فعله كما تقدم.
وقد سئل فضيلة الشيخ صالح بن غانم السدلان عن حكم تشقير الحواجب فأجاب فضيلته:«تشقير الحواجب لا يجوز، وهذا من باب العبث الذي يشبه النمص، فالواجب على المسلمة ترك حواجبها وأن لا تشقرها، فتشقيرها نوع من العبث بها، وقد نهينا عن العبث الأساسي وهو النمص، وهذا وسيلة إليه، وطريق إلى العبث في الحواجب، فالواجب تركها كما خلقها الله جل وعلا»وحقيقة أن ظاهرة التشقير للحاجبين انتشرت في الآونة الأخيرة بين أوساط النساء بحيث يكون مطابقا تماما في شكله للنمص المحرم من ترقيق الحاجبين، ولا يخفي أن هذه الظاهرة أصلا جاءت تقليدا لنساء غير مسلمات، وأيضا خطورة هذه المادة المشقرة للشعر من الناحية الطبية والضرر الحاصل منها على من تستخدمها على منطقة الحواجب وعندما سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن ذلك، وبعد دراسة هذا الأمر أجابت:
(أن التشقير بالطريقة المذكورة لا يجوز، لما في ذلك من آثار عديدة تترتب عليها، ومنها:
أولا: تغيير لخلق الله سبحانه وتعالى.
ثانيا: ولأنه يشبه في طريقته وشكله للنمص المحرم شرعا حيث الرائي لمن تفعله يعتقد أنها نامصة بالفعل.
ثالثا: ويزداد الأمر حرمة إذا كان ذلك الفعل تقليدا وتشبيها بالكفار (النساء غير المسلمات).
رابعا: لما في استعماله من ضرر على الجسم أو الشعر (الحاجبان) لقوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، وقوله (ص)«لا ضرر ولا ضرار».
وقال الشيخ عبد الله الجبرين (أرى أن هذه الأصباغ وتغيير الألوان لشعر الحواجب لا تجوز، فقد لعن النبي (ص)النامصات والمتنمصات والمغيرات لخلق الله - الحديث - وقد جعل الله من حكمته من وجود الاختلاف فيها - أي الحواجب- فمنها عند بعض النساء كثيف، ومنها ضعيف، منها الطويل، ومنها القصير، وذلك مما يحصل به التمييز بين الناس ومعرفة كل إنسان بما يخصه ويعرف به، فعلى هذا لا يجوز الصبغ، لأنه من تغيير لخلق الله تعالى).
كما أنه انتشر في أوساط النساء حديثا ما يسم بـ (التاتو)، ويعرف بينهن بأنه رسم دائم للحاجبين عن طريق زرع الكحل تحت الجلد باستخدام الإبر بطريقة آلية، ويستمر هذا الرسم لأكثر من سنة ويكلف مبالغ كبيرة، ومن تعريفه بهذا الشكل كأنه يشبه الوشم ففاعلته اقترفت كبيرتين النمص والوشم، وهو محرم لما فيه من تغيير الخلقة والأضرار الناجمة عن وضع المادة الكيميائية على الحواجب."
ومما سبق نجد التالى:
أى تغيير بالصباغة أو زرع الكحل للحواجب أو إزالتها بأى طريقة دون مرض هو
أمر محرم لكون استجابة لأمر الشيطان بتغيير خلقة الله
وقد أضافت عائشة فى نهاية الكتاب فائدة طبية فقالت:
"وحيث أن تشريعات الإسلام منبعثة من حكمة جليلة من عند الله تعالى قد يدركها العقل البشري أحيانا وقد لا يدركها، فقد أثبت الطب الحديث أضرار النمص وخطورته على المرأة مما يؤكد أن الإسلام لا يحرم شيئا إلا إذا كان ضره أكبر من نفعه، يقول الطبيب وهبة أحمد حسن:
(إن إزالة شعر الحواجب بالوسائل المختلفة ثم استخدام أقلام الحواجب وغيرها من مكياجات الجلد لها تأثيرها الضار فهي مصنوعة من مركبات معادن ثقيلة مثل الرصاص والزئبق تذاب في مركبات دهنية مثل زيت الكاكاو، وكما أن كل المواد الملونة تدخل فيها بعض المشتقات البترولية وكلها أكسيدات مختلفة تضر بالجلد وإن امتصاص المسام الجلدية لهذه المواد يحدث التهابات وحساسية، وأما لو استمر استخدام هذه المكياجات، فإن له تأثيرا ضارا على الأنسجة المكونة للدم والكبد والكلي، فهذه المواد الداخلة في تركيب المكياجات لها خاصية الترسب المتكامل فلا يتخلص منها الجسم بسرعة، إن أزالة شعر الحواجب بالوسائل المختلفة ينشط الحلمات الجلدية فتتكاثر خلايا الجلد، وفي حالة توقف الغزالة ينمو شعر الحواجب بكثافة ملحوظة، وإن كنا نلاحظ أن شعر الحواجب الطبيعية تلائم الشعر والجبهة واستدارة الوجه)"
والكلام عن إيذاء الجلد والجسم بمواد التجميل لا شك فيه وكذلك إزالى أى شىء من الجسم هو أمر محرم فالله خلقه لفائدة معينة قد نعرفها أو لا نعرفها
اجمالي القراءات 2904