على الحكومة أن تعتقل كل الشعب

رمضان عبد الرحمن في الإثنين ٠٩ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

على الحكومة أن تعتقل كل الشعب

إن الاضطهاد الفكري والعقيدي وفرض الرأي على الآخرين في دول الوطن العربي هو من جعل هذه الدول في التخلف والتراجع إلى الخلف آلاف السنين، وكيف يضطهدون بعض ويكفرون بعض، والله الذي خلق كل شيء ـ قد أعطى الحرية لكل إنسان حتى في أمور العقيدة، وأعتقد أن أي إنسان أو جماعة يضطهدوا غيرهم أو يفرضوا آراءهم على الغير هم بذلك يعترضون على شرع الله عز وجل، لأنه قال:
((وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً)) سورة الكهف آية 29.

ونحن بفضل الله مسلمين فكيف نضطهد أو نتهم بالكفر من المسلمين في دول تقول قال الله وقال الرسول، وهذا الشيء مخزي، وهنا يتبين لنا أن هؤلاء المتزمتين في الفكر هم من يشوهون صورة الإسلام السمحاء، ثم كيف يكفرون غيرهم من المسلمين ، والسخط على غير المسلمين وبعد ذلك يتحدثون عن سماحة الإسلام..

 إن سماحة الإسلام يا مسلمين تبدأ من عدم ظلم الآخرين وإعطاء كل إنسان وكل مسلم حقه وحريته في الفكر والمعتقد كيف يشاء ، دون إجباره على أي شيء، هذا هو الإسلام كما فعل الرسول إذا كنتم مؤمنين بالرسول الذي أمره الله أن يساعد غيره من المشركين إذا طلبوا ذلك، دون أن يكفرهم ودون أن يحكم عليهم بالقتل بإهدار دمهم أمام العامة ، كما يفعل المسلمون في هذا العصر..

إن الذي يختلف أو يتبع فكر ما تجد الأغلبية يحكموا عليه إما بالكفر أو بالقتل لأنه اختلف عن رأي الأغلبية، وهذا خطأ فادح في ثقافة المسلمين، أن تكون الدول الإسلامية ليس فيها حرية فكر أو عقيدة لكل إنسان، والعالم من حولنا لا نرى فيه من يقتل أو يضطهد بسبب ما يعتقد، وهم غير مسلمين، بالله عليكم يا قراء أن تحكموا بأنفسكم على من يكفرون غيرهم ويبيحوا قتلهم وبين من يدعوا إلى الحوار والعدل وعدم ظلم أحد بغض النظر فيما يعتقد، هذا هو فكرنا، الحوار ثم الحوار بكل أدب مع جميع الناس، وإذا كان قانون الله قد أتاح لكل البشرية حرية العقيدة ،ومقابل هذه الحرية من الله لكل الناس فكل إنسان مسؤول أمام الله أيضاً يوم القيامة عن نفسه ، وعما فعله في دنياه ..

وسؤال أوجهه إلى جميع المسلمين، كما تعلمون يوجد طوائف وديانات بالآلاف غير مسلمين وهم لا يضطهدون بعض فلماذا المسلمين هم من يكفرون بعض وهم من يضطهدون بعض تحت حجج الدفاع عن الدين؟!..

وأعتقد أن الدين ليس بحاجة إلى من يدافع عنه، ولكن كما يبدو أن الدين هو المطية التي يركبونها من أجل الوصول إلى السلطة أو خلافه، وإذا كان التيار القرآني الوحيد في مصر وخارجها يسعى إلى إصلاح المسلمين دون عنف، ومع ذلك يتعرضون إلى اضطهاد من الحكومة ومن الشعب، وحتى يصبح هناك عدل على الحكومة أن تعتقل كل الشعب لأنهم ليسوا على مذهب واحد ولا على ديانة واحدة.

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 11366