تقديم للكتاب 2011
ßÊÇÈ السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة
فكرة عامة عن الكتاب

في الجمعة ٢٧ - ديسمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

كتاب (السيد البدوى بين الحقيقة والخرافة)  فكرة عن هذا الكتاب:

1 ـ هو أول كتاب منشور ، بدأت نشره على حسابى الخاص بامكانات متواضعة ، اضطررت فيها لبيع حلىّ زوجتى. واستمر طبع الكتاب عاما بأكمله فى مطبعة يدوية فى حىّ شعبى بالقاهرة  القصيّرين ) ، وكنت أضطر للذهاب اليهم أقطع مسافة طويلة سيرا على الأقدام لمراجعة الطباعة . ومع هذا إمتلأ الكتاب بأخطاء لا حصر لها. وفى النهاية تم الطبع ، وقمت بنفسى بتوزيعه بالاتفاق مع مؤسسة أخبار اليوم . وصدرت الطبعة الأولى 1403هـ-1982م ، و&ag;&sg;كان ثمنه يسيرا لا يتعدى جنيهين . وبيع منه مائتا نسخة فقط فى أول طرحة للبيع من جملة 5 آلاف نسخة . وواجهت معضلة تخزين الباقى ، فاضطررت الى تخزينه فى المركز العام لجماعة دعوة الحق الاسلامية ، فى ميدان بابل بالدقى ، حيث كنت الأمين العام لها ، ونائب رئيس تحرير مجلتها ( الهدى النبوى ).

2 ـ وقتها كنت مدرسا فى قسم التاريخ والحضارة جامعة الأزهر من حيث الوظيفة ، أما من حيث الاعتقاد فقد كنت خصما عنيدا للتصوف ، وقد أحرزت نصرا مؤزرا على الصوفية باصرارى على تمرير رسالتى للدكتوراة ، والتى تطعن التصوف فى الصميم ، وكانت بعنوان (أثر التصوف فى مصر العصر المملوكى ). وقتها كانت للصوفية سطوتهم مع وجود شيخ الأزهر عبد الحليم محمود ، وبعد موته كان لا يزال أتباعه يسيطرون على جامعة الأزهر ، وكنت أواجههم منفردا و بكل حسم ودون أنصاف الحلول ، مما جعل زعماء السلفية يحتفون بى ، من داخل (أنصار السّنة ) ومجموعات مسجد العزيز بالله فى حىّ الزيتون وشيخهم د . جميل غازى ، ولكن إخترت الانضمام لجماعة (دعوة الحق الاسلامية ) لأن رئيسها (  د سيد رزق الطويل ) كان معنا استاذا مساعدا وقتها فى جامعة الأزهر( كلية الدراسات الاسلامية).  وأتاحت إعارته للسعودية لى فرصة أن أقوم بمعظم مهامه وبمساعدة من شقيقه د . عبد القادر الطويل ، وكان صديقا عزيزا لى .

3 ـ وحين كتبت هذا الكتاب كنت اعتقد أنه لا بأس بالحديث طالما لا يخالف القرآن ، وكنت أستشهد بها على أضيق نطاق ، فعلت ذلك فى رسالة الدكتوراة ، وفى كتبى التالية ، وفى بدايتها هذا الكتاب الى عام 1985 ، حين وصلت بالبحث والدراسة الى نقطة الحسم فى نفى الحديث تماما كمصدر للتشريع وجزء من الاسلام .ولم يكن هذا سهلا بالنسبة لى على أية حال ، إلا إن عقلية الباحث وهدف الاصلاح قاما بتسهيل الأمر ، فبدأت داخل السلفية بالاصلاح الجزئى فى موضوعات يشترك فيها التصوف و السّنة فى تقديس  الأولياء والأئمة والنبى محمد مثل العصمة والشفاعة ، وكلها تعتمد على احاديث ، وقمت بنفى تلك الأحاديث من خلال الجرح والتعديل فى رسالة الدكتوراة فيما يخص التصوف ، وكان لا بد أن استمر فى الطريق فى المرحلة التالية ـ المرحلة السلفية ـ وهى التى تعتمد أساسا على الحديث وتقدّس رواته وأعلامه . ومن هنا بدأت علنا وفى خطب الجمعة و المقالات والندوات الطعن فى تلك الأحاديث نافيا الشفاعة و عصمة المطلقة للنبى ، وتوالت الموضوعات ، وتوالى الجدل والصراع داخل الأزهر وداخل جماعة دعوة الحق الاسلامية ، وانتهى الأمر بانفصالى عنهم ، وخرج معى كثيرون كانوا النواة الأولى لأهل القرآن ، ودخل معى كبارهم السجن عام 1987 .

4 ـ فى عام 1981 كنت أعمل فى تجهيز كتاب يتكون من الأبواب الثلاثة التى حذفتها من رسالة الدكتوراة ، وكانت عن التناقض بين الاسلام والتصوف فى العقيدة و العبادات والأخلاق . وكنت عازما على نشره فى ثلاثة أجزاء . وبسبب ضخامة التكاليف اضطررت الى البدء بكتاب ( السيد البدوى ) ، وهو فى الأصل كان بحثا ضمن أحد فصول رسالة الدكتوراة التى تم مناقشتها ـ أى لم يحذفوه . وكان هذا تنفيذا لصديق عزيز ـ رحمه الله جل وعلا ـ هو الاستاذ كمال فرغلى الصحفى بدار التعاون . وفى شهرين قمت  بتجهيز الفصل ليكون كتابا مستقلا حمل وقتها عقيدتى ومستوى تفكيرى منذ حوالى ثلاثين عاما . ومن الطبيعى ونحن نعيد نشره أن ننقحه ليعبر عن الاتجاه القرآن الصافى ، أى قمت بحذف بضعة أحاديث فقط لا غير. وجدير بالذكر أن هذا الكتاب فى طبعته الأصلية تمت إعادة طبعه مرات عديدة دون علمى ، وهو موجود بنفس الطبعة القديمة متاحا على الانترنت لمن يريد أن يعرف الفارق بين الطبعة القديمة والتنقيح البسيط فى هذه النسخة.

5 ـ أتذكر أنه بعد نشر الكتاب قمت مع صديقى د عبد القادر الطويل بمقابلة صحفى نافذ فى جريدة الجمهورية ليكتب مقالا عن الكتاب ليساعد فى تسويقه ، ففوجئنا بالصحفى يقول لنا : لستم فى حاجة لنا فقد نشر د . حسين مؤنس مقالا هاما فى مجلة اكتوبر يشيد فيها بهذا الكتاب . خرجنا و اشتريت نسخة من اكتوبر وقرأت الموضوع ووجدت د  حسين مؤنس يقدم عرضا للكتاب ويصفه بأنه أفضل ما كتب عن السيد البدوى ، فى إشارة لكتاب عن السيد البدوى كتبه د عبد الحليم محمود ، كان عارا على مؤلفه . وارجو ان اعثر على هذا المقال و انشره لمجرد الذكرى. وبعدها كان لى شرف التعرف باستاذنا د مؤنس الى أن توفى 1996 .

أترككم مع كتاب(السيد البدوى بين الحقيقة والخرافة ) الصادر عام 1982 .