الختان وذبح الأنثي

آية محمد في الأحد ٠٨ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

تحية كبيرة أقدمها لمفتي الديار المصرية الدكتور محمد علي جمعة على قوله الحق ووقوفه بجانب الأنثي المهدور كرامتها فى بلادنا. تحية كبيرة لخروج الحق من قلبه بتحريم ذبح الأنثي تحت مسمي الختان والشرف. أما آن الأوان لوقف المهازل التي تمارس فى حق الأنثى المسلمة بحجة الشرف والعفة. متي سيقوم المجتمع من غفلته ليدرك أن الشرف والعفة ليسوا مرتبطين بجسد الأنثي ولكنهم مرتبطين بمكارم الأخلاق التي نفتقدها. إلى متى يستحل جسد الأنثى وأعضاءها من قبل ذكورنا، يبتر ما يشاء ويغطي ما يشاء، بحجة مساعدته على غض بصره هو، وصيانته لفرجه هو؟؟؟؟؟؟؟ لو كنت مكان المسئولين لحاسبت أم تلك الأنثي، الشهيدة عليهم جميعا يوم القيامة، قبل أن أحاسب الطبيبة على إهمالها. كنت سأحاسب الأم وأسحب منها أية إناث تحت سلطتها حتى لا تذبحهن مثل شقيقتهن بدور. ولكني ارجع وأقول، الغلط ليس على الأم وإنما على المجتمع الذي لا يزال يغط فى مستنقعات الجهل الذكوري. المجتمع الذي عليه أن يضحي بالأنثى بداية من شعرها إلى أعضاءها الأنثوية حتي ينعم الذكر بالشرف. شرف الرجل عبأ وحمل عليه هو فقط، شرف الرجل تكليف وليس تشريف، شرف الرجل مسئوليته التي تنعكس من خلال معاملته لأمه وزوجته وبناته، شرف الرجل ينهار عندما تعلو أنانيته وحبه لذاته وحمايته لنفسه فقط بدون أن يفكر فى مشاعر وإحتياجات الجنس الأنثوي الذي يشاركه الحياة.

ماتت الطفلة بدور. ماتت أنثي لا تعرف ما هو ذنبها إلا أن الله خلقها أنثي وإبتلاها بأم جاهلة لا تعرف للعلم سبيلا. لم تمت بسبب الختان ولكن الله رحمها وصعدت روحها إلى بارئها بسبب جرعة مخدر زائدة. رحمها الله فى صغرها بدلا من العيش ميتة الأنوثة، وبدلا من العيش مع زوج تعيس الحياة الجنسية بسببها. ماتت أنثى واحدة، ولكن ماذا عن ملايين الإناث المختونات المعذبات؟ من يشعر بألامهن النفسية؟ من يأتي لهن بحقوقهن؟ من يرفع معانتهن الجنسية التي تؤثر وبكل وضوح على حياة أزواجهن الإجتماعية؟ فإن كنتم تجهلون، فإن إستقامة وإعتدال الحياة الجنسية بين الزوجين تعني إستقامة حياتهم الإجتماعية، وإي خلل بالحياة الجنسية يعني بالضرورة خلل فى الحياة الإجتماعية وأمراض نفسية وعصبية خفية يعاني منها الزوجين وتنعكس فى أسلوب تعاملهم مع بعضهم البعض. وللأسف، المرأة المختونة لديها خلل عظيم فى حياتها الخاصة لا ذنب لها فيها! متى سندرك أن إستقامة الحياة الإجتماعية لن تتحق إلى بنظرة متوازنة عادلة إلى إحتياجات الأنثى وعدم قصر الحقوق والإحتياجات على الذكر المسلم فقط. التقارير تقول 97% من النساء المصريات المتزوجات مختونات. فلنا أن نتخيل حجم المعاناة الزوجية بين زوجين أحدهما يعاني برودة لا ذنب له فيها؛ تتصنع الشوق والحب لترضى زوجها لينام وهو راضي حتي لا تلعنها الملائكة كما يقول "سيدنا" البخاري، وتنام هي بالكبت والألم النفسي ولكن يكفيها أن الملأئكة صعدت ولم تلعنها! بالله عليكم، كم رجل فتحت له أنثى قلبها وقالت له ما يعتريها من ألم نفسي وكبت إجتماعي لا ينتهي. كم من أنثى أقنعت نفسها إنها راضية وبأن هذا حكم الله عليها لأنها من أكثر أهل النار كما خدعوها وقالوا، فرضيت على مضض معتبرة إن حياتها إمتحان من الله ولكن حياتها إبتلاء بسبب أنانية الرجل العربي!

ومع ذلك، خرجت جماعات الجهل وقاداتها وكتابهم يستنكرون موقف الحكومة المصرية بحظر الختان نهائيا فى مصر ويستنكرون فتوى الدكتور علي جمعة. ويبشر أحد قادة الجهل والتكفير بفشل حملة الحكومة للتوعية ضد خطر الختان. وأقول له إنها ستفشل طالما أصريتم على التلاعب برسول الله وأقواله لكسر الأنثى وذلها. ستفشل طالما أستغليتم الدين ولعبتم على حبله للإستحواذ على عاطفة المصرين وتغيب عقولهم. ولكن الله ومن سخرهم من علماءه المتحضرين من مثقفين ومفكرين لكم بالمرصاد أنتم وكل من يتشدق بإسم الله ورسوله ليؤد الأنثي فى الحياة الدنيا. إذا أردتوا إحجام الأنثى المسلمة عن التفكير فى المعاشرة الجنسية التي أحلها الله لها بالحدود كما أحلها لكم، فأبتروا عقلها بدلا من بتر أعضاءها. فالأنثى لا تفكر ولن تفكر بأعضاءها التناسلية مثل بعض المنسوبين إلى عالم الرجال، ولكنها تفكر بعقلها يا دعاة القرن السابع الميلادي!!

وأخيرا، تحية إلى السيدة سوزان مبارك على رعايتها لحملة التوعية بخطر ذبح الأنثي بإسم العفة، وتحية للدكتور علي جمعة الذي نطق بالحق فى وجه المتشدقين بقال الله وقال الرسول، وتحية لشباب أسيوط ومن شاركهم فى حملة رفع الظلم عن الأنثى، وتحية إلى جريدة المصري اليوم التي فجرت القضية، وتحية لكل أب وأم لم يختنوا بناتهم، وتحية لكل رجل يعرف أن شرفه يكمن فى عقله لا فى عضوه الذكري!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

اجمالي القراءات 17047