ف 5 : شهامة العسكر المصرى العنيف في تعذيب الطفل المصرى الضعيف

آحمد صبحي منصور في السبت ٠٩ - أكتوبر - ٢٠٢١ ١٢:٠٠ صباحاً

ف 5 : شهامة العسكر المصرى العنيف في تعذيب الطفل المصرى الضعيف
كتاب ( ضعف البشر في رؤية قرآنية )
الباب الأول : ضعف البشر الجسدى
ف 5 : شهامة العسكر المصرى العنيف في تعذيب الطفل المصرى الضعيف
أولا :
1 ـ فيما يُعرف بحادثة دنشواى في 13 يونية عام 1906 كان الضحايا بضعة أفراد من الفلاحين المصريين وضابط انجليزى واحد . قام مصطفى كامل بفضح انجلترة في عُقر دارها وفى فرنسا والغرب ، بسببه تم عزل اللورد كرومر المندوب السامى البريطاني في مصر ، ورجع مصطفى كامل الى مصر معزّزا مُكرّما . لم يحبس الانجليز مصطفى كامل بالتهم المطّاطة التي اخترعها العسكر المصرى الذى يحتل مصر من عام 1952 . إشتعلت الصحف المصرية غضبا في فضيحة العسكرى الأسود ، وهو جندي شرطة إغتصب بعض السجناء ، وقد كتب الراحل د يوسف ادريس رواية عنه . نظام العسكر الذى يحتل مصر من عام 1952 جعل إغتصاب المحبوسين المصريين ضمن وسائل التعذيب والاذلال ، يتم تطبيقها روتينيا ـ بكل إخلاص ـ في مراكز الشرطة والسجون ، وضحاياها الأكثر من الأطفال المحبوسين .
2 ـ العسكر المصرى الذى يحتل مصر من عام 1952 أقام مذابح للمصريين لاخضاعهم لجبروته ، ومنعهم من التّفوّه بكلمة ، وافتتح مئات السجون إمتلأت بأبرياء بلا تهمة منهم آلاف الأطفال ، وبلا أي مبرر سوى الإرهاب والتخويف . وفيها اصبح التعذيب عملا بطوليا للعسكر الذى قام بتغيير عقيدة الجيش المصرى ، حين جعل الوطن المصرى ( جبهة داخلية ) والشعب المصرى عدوا محتملا .!، العسكر المصرى يتصاغر ويتضاءل أمام إسرائيل ويستأسد ويفترس المصريين ، رجالا ونساءا وشيوخا وأطفالا. بهذا يتجلى ( شرف العسكرية المصرية ) في أروع صورة .!!
3 ـ سجن مئات الألوف طيلة حكم العسكر ــ بلا جريرة ـ كان عقوبة لعائلات هؤلاء المساكين ، ولزوجاتهم وامهاتهم ولأطفالهم . وتكفى معاناتهم في السفر للسجون ومحاولة رؤية المحبوسين احتياطيا ، في حبس يتجدد . على أن الأطفال الأبرياء لم يكونوا بمنجاة من السجن ومن التعذيب . كان هذا معروفا في عهد عبد الناصر ، الذى جعل السجن الحربى ( والمفترض أنه للعسكريين المحاربين ) مفتوحة أبوابه للمدنيين . شهد عبد الناصر امتداد القهر بالسجن الى جميع الأطياف ، وشمل هذا رموز السياسة السابقين وزعماء الأحزاب وكل المعارضين وغير المعارضين، وامتلأت السجون بشباب وبنات وأطفال وشيوخ ونساء ، دون تفرقة بين أحد منهم، كلهم قاسى التعذيب . وبالتعذيب اشتهر ضباط جيش من جميع الرتب ـ لواء فما دونه ، وأيضا صف ضباط وجنود. ( صفوت الروبى ) رقّاه عبد الناصر من رتبة جندي صول الى ضابط ملازم ، بالمخالفة للقواعد العسكرية ، وهذا لأن صلاح نصر أشاد بمهارته في التعذيب. اللواء حمزة البسيونى مدير السجن الحربى في عهد عبد الناصر كان اشهر من قام بالتعذيب . قال : ( أنا أستلم المسجونين بغير إيصال ، ولست مسؤولا عن حياتهم . ) . حمزة البسيونى ملأ صحراء مدينة نصر بجثث الكثيرين من الكبار والصغار. وتكلم عن التعذيب في عهد عبد الناصر كثيرون ، منهم مصطفى أمين وعلى جريشة وزينب الغزالى وأحمد رائف وحسن الهضيبى وعلى عشماوى ومحمود السعدنى وأحمد فؤاد نجم . وقد شرحوا وسائل التعذيب الفظيعة التي تعرضوا لها .
4 ـ لم يكن عبد الناصر محتاجا لتعذيب أحد ، فقد كانت الأغلبية الساحقة من الشعب تؤيده ، وكان شهرته طاغية خارج مصر ، أي كانت له شرعية سياسية جماهيرية تجعله ينام مطمئنا على زعامته . ثم إن من جعلهم خصوما له كانوا ضعافا بلا حول ولا قوة ، لا يملكون سوى أفكار سياسية منعهم من التصريح بها ، ولم يكتف بالمنع فوضعهم في السجون ، ولم يكتف بالسجن فسلّط عليهم زبانيته من العسكر ينكلون بهم تعذيبا . وهذا مع تواطؤ الأزهر والكنيسة وسكوتهم ورضاهم عما يحدث .
5 ـ بعد عبد الناصر ظل التعذيب سياسة مستقرة ومعتادة ، وتسببت في الثورة على ( مبارك) . الشاب ( خالد سعيد ) قام بقتله في الشارع إثنان من المخبرين ، وهشما وجهه ورأسه يوم 6 يونية 2010 . انتشرت صورة وجهه المحطم المشّوه فثارت احتجاجات أشعلت الثورة على ( مبارك ) يوم 25 يناير 2011 . وبكل شهامة تصدى جيش العسكر وقواته الأمنية لقتل الثوار في ميدان التحرير ، وكان معظم القتلى من الشباب والأطفال . ضابط قنّاص مُفعم بالشهامة ــ يعبر عن العقيدة القتالية التي تشربها ـ تعقب أحد المتظاهرين وفقأ عينه اليمنى يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 في ميدان التحرير ، وعاد المُصاب بعينه الباقية ، فوجد نفس الضابط القناّص الشهم ينتظره ففقأ عينه الأخرى في أحداث مذبحة شارع محمد محمود في 19 نوفمبر 2011 . شاهدت فيديو لهذا الضابط الشهم والجنود حوله يهتفون ( تسلم إيدك يا باشا ). المُصاب الذى فقد عينيه هو الطبيب أحمد حرارة ، وله موقف ضد العسكر وضد الإخوان ، وقد شرفت بلقائه في زيارته واشنطن في حفل أقمناه لتكريم رموز ثورة 25 يناير . . وارتكب العسكر المصرى بشهامته المعهودة مذابح شتى في القاهرة وغيرها ، منها مذبحة ماسبيرو يوم 9 أكتوبر 2011 ، حيث حطمت مدرعاته رءوس المعتصمين ، وكان بينهم أطفال ونساء من المستضعفين المصريين ، ومنها مذبحة أستاذ بورسعيد في أول فبراير 2012 .
6 ـ جرت مياه كثيرة في نهر العسكر المسيطر على الدولة العميقة في مصر أفشلت أنبل ثورة شعبية مصرية ، وانتهى الأمر بوصول السيسى للحكم ، ليقوم باجرام غير مسبوق في تاريخ مصر الطويل ، من تعذيب وقتل وسلب ونهب وسجن وتجريف للثروة المصرية وافقار وقهر للمصريين وبيع أجزاء من الوطن وتفريط في حقوق مصر في النيل وفى بترول البحر المتوسط وفى تقزيم مصر لتكون تابعة للإمارات والسعودية وإسرائيل . وتكاثرت في عهده السجون وامتلأت بالأبرياء ، وهو الآن قد فرغ من أكبر مجمع للسجون ، بالإضافة الى تحويل مراكز الشرطة الى سجون خاصة . و استقبلت هذه السجون آلاف الأطفال ، بعضهم اتخذهم رهائن ، ولم يرحم الأطفال من التعذيب زبانية عبد الفتاح السيسى .
ثانيا :
وننقل من الانترنت بعض المنشور عن السنوات الأولى فقط من حكم السيسى : .
1 ـ (“وراء الشمس”.. أطفال مصر في سجون السيسي ): ( أطفال لم تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة عامًا يقبعون خلف الجدران وقضبان الزنازين رغم صغر أعمارهم، يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب الممنهج عقابًا لهم فقط على إبداء آرائهم السياسية والتهم جميعها معروفة.. "التظاهر دون تصريح، ومحاولة قلب نظام الحكم ." . ومنذ الثالث من يوليو 2013م وحتى نهاية 2015م اعتقلت قوات الانقلاب 4000 طفل دون 18 عاما، قامت بتعذيب أكثر من 1000 منهم، وتعرض 80 منهم لاعتداءات جنسية، و60 للإخفاء القسري، وما زال 600 في سجون الانقلاب حتى اليوم. وأصدر القضاء الانقلابي في تلك الفترة أحكامًا بإعدام 3 أطفال بالمنيا، والمؤبد لثلاثة بالدقهلية والمنيا، والسجن المشدد لخمسة بالإسكندرية والبحيرة وسوهاج. واعتقلت سلطات الانقلاب آلاف الأطفال منهم على سبيل المثال لا الحصر، الطفل "محمد عادل"، ووضعته في قسم شرطة "السادات" بالمنوفية ، وسط المدمنين وتجار المخدرات والمسجلين خطر، ولم يكتفوا باعتقال والده وحرمانه منه، فقاموا باعتقاله ليقبع خلف القضبان فى أقذر قسم شرطة على مستوى المنوفية ، وسط المخدرات ودخان السجائر ومسجلى الخطر ، بدلا من أداء امتحاناته ، أو لعبه فى الشارع كسائر الأطفال.)
2 ـ ( "مازن حمزة" : طالب في الصف الثاني الثانوي اعتقل في 28 يناير من العام الماضي 2015، في ذكرى جمعة الغضب مع عشرات ممن كانوا في شوارع مدينة المنصورة في ذلك اليوم، وكان في طريقه لحضور أحد دروسه، تعرض بعد اعتقاله لما يتعرض له المعتقلون من حفلات تعذيب وضرب، على الرغم من أنه لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره. أصدرت النيابة قرارا بحبسه 15 يوما، ثم نقلته من المنصورة إلى قسم دكرنس باعتباره حدثا، وفي منتصف مايو من العام الماضي 2015 أصيب بمرض معد، هو الغدة النكافية، حيث ينتقل الفيروس عبر استنشاق الرذاذ المتطاير في الهواء من فم أو أنف شخص مريض، وجاء ذلك نتيجة اكتظاظ أقسام الشرطة بالمعتقلين. وقد رفضت الشرطة نقله للمستشفى إلا بعدما تدهورت حالته ، ولم يعد يقوى على المشي. " مازن" الذي اعتقل منذ أكثر من عام وجهت له قائمة من التهم أكبر من التي وجهت لمعتقلي غوانتانامو، ويحاكم الآن أمام محكمة عسكرية مع اثني عشر آخرين، في واحدة من المهازل الكثيرة الموجودة في مصر. قصة مازن حمزة هي قصة الآلاف من الأطفال المصريين المعتقلين في سجون النظام ، والذين يتعرضون لألوان من التعذيب والقهر تفوق الوصف والخيال، حيث أصبحت صورهم وهم مقيدون بالأغلال على أسرة المرض أو أثناء نقلهم للمحاكمات دليلا على انتهاكات منظمة تسعى لتدمير آدمية الأجيال الجديدة من أبناء مصر. وقد أوضح الفريق المعني بالاعتقال التعسفي في الأمم المتحدة أن اعتقال الأطفال في مصر منهجي وواسع الانتشار، وأنهم يتعرضون للتعذيب والضرب الممنهج، وأن التهم التي توجه إليهم غير منطقية.)
3 ـ ( محاكم عسكرية ): ( الصعق بالكهرباء والضرب بالكرباج والتعليق على الحائط أبرز صور تعذيب الصغار في معتقلات الانقلاب، تضاف جريمة مقتل الطفل مازن الطالب بالصف السادس الابتدائي على يد مليشيات الانقلاب، نتيجة تعذيبه بالكهرباء بعد اعتقاله أثناء مشاركته في إحدى المسيرات المؤيدة للشرعية بمنطقة السادس من أكتوبر، إلى سجل جرائم الانقلاب الدموي ضد الأطفال، حيث سبقتها جرائم قتل متعددة لا تقل في بشاعتها عن هذه الجريمة. كما أن كثيرا من هؤلاء الأطفال يحاكمون أمام محاكم عسكرية، على الرغم من أنهم قصر وأعمار بعضهم لا تتجاوز 15 عاما، وتشير كثير من التقارير إلى أن عدد الأطفال المعتقلين في مصر يزيد على أربعة آلاف طفل معظمهم في المراحل الإعدادية والثانوية، وقد أشار كثير من الحقوقيين إلى أن ما يحدث في مصر هو سابقة في التاريخ القضائي، حيث تتعامل معهم النيابات والمحاكم على أنهم بالغون. كما أن التهم التي توجه لهم تفوق تصورهم الطفولي، وللأسف لا تتجاوز المؤسسات الحقوقية الدولية حدود التنديد وإصدار التقارير، ولا يحظى الأمر بالاهتمام الكافي من الحكومات الغربية التي تتشدق بحقوق الطفل فيما توجه الدعم الكامل للنظام الاستبدادي في مصر. وقد نشرت صحيفة «التلجراف» البريطانية تقريرا قالت فيه إن السجون المصرية مليئة بالفتيات والأطفال الصغار الذين يتعرضون للانتهاكات البشعة، ويحشرون في زنازين ضيقة، ويجبرون على تناول طعام مليء بالصراصير، ويتعرضون لانتهاكات وتحرشات يومية، هذا بعض ما يحدث للأطفال في سجون مصر. بعد تناقل هذه الجرائم، خرجت داخلية الانقلابية تنفى هذه الحقائق، حيث صرح هاني عبداللطيف -المتحدث باسم وزارة داخلية الانقلاب-: "نحن لا نحتجز القاصرين في السجون، وجميع الأشخاص المقبوض عليهم ممن هم دون سن الـ 18 عاما محتجزين في مراكز الأحداث وفقا للقانون"!
4 ـ (رسالة مسربة.. معتقلون سياسيون بسجن العقرب المصري أشعلوا النيران في زنازينهم ) جاء ضمن الرسالة :
( فور وصولنا إلى مبنى س6، تم استقبالنا بحفل من الضرب وخلع الملابس والانتهاكات، بعدها جرى أخذ بياناتنا وتسكيننا حسب التصنيف، ثم قام الحراس بإملاء التعليمات علينا، وكانت، كالآتي: عند فتح الباب يقف الجميع ووجوههم تجاه الحائط منكسي الرؤوس، وعدم الحديث مع الزملاء النزلاء، وعدم التحرك إلا بتعليمات... وأغلب الموجودين، حسب ما عرفت، كانوا من أهل سيناء بلهجتهم المعروفة، وكان هناك أطفال نعرفهم من صوتهم وصرخاتهم أثناء التعذيب . !).
أخيرا
1 ـ هنيئا للعسكر المصرى إنتصاره العظيم على الشعب المصرى وعلى الطفل المصرى .!
2 ـ هل هناك عسكر في العالم بمثل شهامة العسكر المصرى ؟
3 ـ هيا بنا نلطم .!!
اجمالي القراءات 2132