عن الاستبداد والاخوان والديمقراطية

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠٦ - أغسطس - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

التحليل السياسي للحركة الدينية يكون قاصرا حين لا ينفذ الى الجذور ، فالحركات الدينية المنتمية للإسلام كلها حركات تراثية ولابد في بحثها من العودة الى الجذور التاريخية والعقيدية . وعموما فإن المسلمين فى عصرنا ينقسمون الى ثلاثة تيارات أساسية : السنة والشيعة والصوفية . الصوفية أكثرهم اعتقادا فى الخرافات ولكنهم أكثرهم ميلا للسلم والاعتراف بالآخر وحرية العقيدة ، والشيعة أقل عنفا من السنة والأكثر فى التقية والدهاء ، والسنة هى الأكثر عنفا وتعصبا . وينقسم السنة الى أربع مدارس ، الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة . والحنابلة أشد المدارس السنية تعصبا وأفرز الحنابلة تيار ابن تيمية وهو الأكثر تعصبا بين الحنابلة، ثم فى تاريخنا الحديث نشأت الوهابية أكثر خط متشدد داخل الخط التيمي "نسبة الى ابن تيمية" الحنبلى السني.
وبتحالف ابن عبد الوهاب مع ابن سعود أقيمت الدولة السعودية الأولى 1745 التى ارتكبت مذابح فى الجزيرة العربية والشام والعراق حتى قضى عليها محمد على 1818 ، ثم أعيد تأسيسها لعدة عقود فى القرن التاسع عشر وسقطت ثانية ، ثم فى القرن العشرين بدأ عبد العزيز آل سعود تأسيسها للمرة الثالثة فيما بين 1920-1926 وأعطاها اسم السعودية ، اسم أسرته سنة 1932.
والذي ساعد عبد العزيز فى إنشاء هذه الدولة كان "الإخوان" وهم أعراب متشددون أرضعهم الفكر الحنبلى الوهابي على أساس أنه الإسلام الحقيقي الذى ينبغي فرضه بالقوة ، وأن المسلمين الآخرين هم مشركون ، وأن النصارى واليهود كفار ، وينبغي التعامل معهم بالسيف طبقا لتعليمات محمد بن عبد الوهاب فى رسائله الكثيرة . اختلف الإخوان مع سيدهم عبد العزيز حين رأوه يتعامل مع المصريين "الذين هم مشركون حسب التوصيف الوهابي" وحين رأوه يتعامل مع الإنجليز"الكفار" وحدثت حروب بين الإخوان وعبد العزيز فقضى عليهم ، إلا أنه بدلا من اصلاح الفكر الوهابي الذى تعلمه الإخوان "إخوان عبد العزيز" فإنه صدّر هذا الفكر الى مصر ، والشرق الأوسط ، والهند. عن طريق عميله الشيخ رشيد رضا وبتخطيط من مستشاره المصري حافظ وهبة . واستطاع عبد العزيز أن يحول الجمعية الشرعية فى مصر من توجهها الصوفى المسالم إلى التوجه السلفى المتشدد سنة 1927 وفى نفس العام الذى يليه ، أنشأ عبد العزيز جمعية وهابية بحتة ، هى أنصار السنة المحمدية ، التى تزعمها الشيخ حامد الفقى ، وأنشأ جمعية أخرى حركية ، شبه عسكرية ، هى جمعية الشبان المسلمين ، وكان حسن البنا أشهر المنتمين اليها ، فتم تكليفه عن طريق رشيد رضا لإنشاء جماعة الإخوان المسلمين سنة 1928 كجماعة سياسية (عسكرية) تريد الوصول إلى الحكم وإقامة الخلافة. وبنفس المنوال أنشأ عبد العزيز التيار السلفى داخل الهند بمدارسة وكوادرة مستغلا الشعور العدائي بين المسلمين الهنود والهندوس ، مما ساعد على تقسيم الهند وإقامة باكستان كإحدى الأخطاء الكبرى فى القرن العشرين .
نعود الى مصر والإخوان "المصريين" الذين أنشئوا تحت نفس اسم الإخوان السعوديين من قبل ، ونرى حسن البنا قد استغل تقاصر الحكومات فى عصره عن الإصلاح الاجتماعي ووجود شباب ناقم مع ليبرالية سياسية ـ استغل ذلك كله فى ما بين 1928 – 1948 فى أن ينشئ خمسين ألف فرع للإخوان فى ربوع مصر ، وأن ينشئ جيشا سريا "التنظيم السري", وأن ينشئ حركة الإخوان المسلمين العالمية وفروعا لها فى البلاد العربية أو الاسلامية وأن ينجح فى قلب الحكم فى اليمن "ثورة الميثاق" مما نبه الدولة المصرية إلى خطورته ، فاغتالوه ، وكان قبلها قد اغتال اثنين من رؤساء الوزارات المصرية وأحد القضاة، وكان قد نجح فى التسلل الى الجيش والتحالف مع الضباط احالف مع الضباط الأحرار .
وقامت الثورة المصرية بتأييد معلن من الإخوان ، إذ كانوا جناحها المدني ، ثم حدث الخلاف بين الإخوان وعبد الناصر ، فهرب معظمهم إلى السعودية موطنهم الروحي ، ثم عادوا فى عصر السادات ، حيث تحكموا فى الثقافة والاعلام والتعليم والأزهر ، فتحولت مصر فى خلال القرن العشرين من تدينها المشهور بتسامحه وتصوفه الى تدين آخر, اكثرة سني متعصب حنبلي . وردّ الإخوان الجميل للسادات باغتياله ، حيث أن التنظيمات الكثيرة التى تفرعت كلها تنتمي فى الأصل الى الإخوان من الجهاد والجماعة الإسلامية والتحرير الإخواني .. ألخ . انةوهذا مجرد توزيع أدوار بين الشيوخ المهادنين : يصدرون الفتاوى ويتحكمون فى الحياة العقلية والدينية والفكرية ، بينما الشباب يتولى التنفيذ ، ومقتل فرج فودة أكبر دليل. هذه هى طبيعة الحركة الدينية السياسية فى مصر ، والعالم العربي ، وكلها نتاج للدولة السعودية وتدينها الحنبلى الوهابي والذى ينتج عنه عادة إقصاء الطرف الآخر ، إما بحد الردة أو تحت مسمى الجهاد . ولا يمكن فى ظل الوهابية الحنبلية ان تقام دولة الا كالدولة السعودية , اى اسرة تملك الأرض ومن عليها وتعطى الدولة اسمها, كما يطلق احدنا اسمة على ما يملكة من عقار وممتلكات.

. بالطبع هناك أنواع أخرى من التدين فى العالم الاسلامي ، فتركيا مثلا تدينها صوفى ، لذا فالحركة السياسية الدينية هناك متأثرة بالتدين الصوفي ، لذا تعترف بالآخر وبتداول السلطة ، وهكذا تجد التدين فى إندونيسيا وفى معظم تجمعات المسلمين فى شرق وجنوب شرق آسيا ، على أن النفوذ السعودي فى عصر الحقبة النفطية استطاع التسلل الى بعض التجمعات الإسلامية المشهورة بتسامحها ، مثل إندونيسيا والفلبين والبلقان وأنشأت مدارس لنشر الفكر الوهابي ، وخلقت منظمات وهابية ارهابية ، إلا أن ذلك يعتبر نشازا وسط ثقافة التسامح الصوفية لدى المسلمين هناك.
وهكذا فإنه لكى نفهم ونحلل ما يسمى بالحركة الإسلامية لا يكفي أن ننظر إليها نظرة فوقية وإنما لابد أن نغوص فى جذورها التاريخية والدينية وهذا هو المنهج الذى أتبعه ، فدائما تحمل دراساتي تلك العبارة "دراسة أصولية تاريخية" إذ لا يمكن الفصل بين ما يقوله زعماء وقادة التطرف الآن ، سواء كانوا حركيين"ابن لادن، أيمن الظواهرى، مصعب الزرقاوي" أو كانوا منظرين "المسعري، سعد الفقيه ، القرضاوي ، عبد العظيم المطعني، عبد الصبور شاهين، صالح الفوزان"
وعموما لا بد من ارساء ثقافة الديمقراطية فى التعليم والأعلام, وفى البيت والأ سرة والمدرسة والمسجد والنادى والمجتمع. و لا بد من التأكيد على اثنين من الحقوق الأساسية للانسان فى القرآن الكريم , وهما العدل و الحرية المطلقة فى العقيدة و الفكر. وقد يكون سهلا ارساء ثقافة الديمقراطية وحقوق الأنسان فى المجتمعات المسلمة الصوفية ولكنة عسير فى تلك المجتمعات التى يسيطر عليها الفكر الحنبلى الوهابى. الأ انة لا بد من الجهاد لتغيير تلك الثقافة واحلال التسامح والليبرالية مكانها حتى يمكن انجاح الديمقراطية , والا وثب الحنابلة المخادعون الى السلطة بالديمقراطية لينقلبوا عليها باسم الشرع"الوهابى".
ومن هنا بادر مركز ابن خلدون فى أواخر التسعينيات لطرح مشروع إصلاح التعليم بناء على مقالة لى كانت قد ظهرت فى روزاليوسف قبلها بسنتين تدعو لإصلاح التعليم ، حتي لا نمر بتجربة الجزائر وحركة التعريب فيها ، التى قام بها الإخوان بالجزائر فأنشئوا جيلا متعصبا دمويا لم يجد فى الجزائريين نصرانيا ولا يهوديا ، وإنما وجدهم جميعا مسلمين سنيين ، فاتهمهم بالكفر وقتل الآلاف منهم . نجح مشروع التعليم الذى تبناه مركز ابن خلدون ، وقمت فيه بإعداد مناهج دينية بديلة – فى إثارة المشكلة وإظهارها للعيان ، وبعدها أصبح مطلب إصلاح التعليم الديني شعارا تتمسك أمريكا وأوروبا بعد 11 سبتمبر.
وإصلاح التعليم يعني أن هناك جذورا تاريخية ودينية فى مسألة الحركة الاسلامية المعاصرة لابد من بحثها لتوضيح توجهات هذه الحركة ، هل هي صوفية مسالمة تعترف بالآخر ، أم هي إيرانية شيعية تحترف الدهاء والتقية ، وتتسلل إلى الآخرين ، أم هي وهابية حنبلية تيمية لا ترى إلا نفسها وتصادر حق الآخرين فى الحياة والاعتقاد.
و لا بد من الأصلاح التشريعى لأرساء اطار قانونى شرعى تجرى في اطارة عملية الأصلأح السياسى والدينى والتعليمىوالأعلأمى والأقتصادى لتمهيد الطريق للديمقراطية . عندها يظهرالتيار السلفى على حقيقتة المعادية للاسلام و الأنسان , ويعود الى من حيث اتى ؛ يعود الى متحف التاريخ.
هذا كله كلام جميل يدخل فى اطار التمنى والنيات الحسنة والخيال الفسيح . لأن السؤال الهام هو كيف ؟؟؟ كيف يمكن اقامة الاصلاح وترسيخه على أرض الواقع ؟؟
المرشحون عادة للاصلاح اما القوى الداخلية – اصلاح من الداخل – او القوة الخارجية – امريكا بايجاز.
الأصلاح من الخارج يأتى عادة من المعارضة. المعارضة التى نحظى بها ونفاخر بها العالم كله علاقتها بالغة السوء بالديمقراطية. يسرى ذلك على الكيانات الحزبية القائمة فى الساحة والتى سمح بها النظام لتعطيه واجهة ديمقفراطية زائفة وقد تحدد لها سقف لا تتعداه فظلت مثل نبات الزينة مجرد زينة لا حياة فيها لذا تجد فيها مساوىء الحكم المستبد ومفاسده وهى لم تصل بعد للسلطة ..فكيف اذاوصلت لها وهى فى مقاعدها ومكاتبها البعيدة عن نبض الشارع والاحتكاك به.؟ فى مقابل هذه المعارضة الورقية الضعيفة تبدو المعارضة القوية التى يقال انها تحتل الشارع وتؤثر فيه وهى التنظيمات السلفية السياسية والأخوان المسلمين . هنا قد يقال أن الأخوان معتدلون بريئون من العنف وقد قبلوا بالاختيار الديمقراطى ، أذن هم الذين يقع عليهم العبء فى الاصلاح الديمقراطى وهم البديل الليبرالى للحكم العسكرى المستبد



قد يحتاج الأخوان الى الديمقراطية كوسيلة للوصول للحكم ولكن بناءهم العقيدى والايدلوجى يحتم عليهم الانقضاض عليها عند أول فرصة. ابن لادن والزرقاوى وغيرهم من التنظيمات السرية والارهابية كانوا واضحين فى تكفير الديمقراطية واعتبارها خروجا على الحاكمية وهى الدين الأصلى للوهابية والأخوان المسلمين، الا ان الاخوان المسلمين بقبول الديمقراطية انما يخادعون الله تعالى والذين آمنوا وما يخدعون الا أنفسهم وهم لا يشعرون.
الخداع وسياسة الوجهين هى سياسة الاخوان منذ عهد حسن البنا فى وقت ظهورهم العلنى الشرعى . حسن البنا كان يجمه داخل التنظيم الاخوانى كل المذاهب المتعارضة والمتعادية من الصوفية الى السنية الحنبلية الوهابية ، من شيوخ الازهر والفقهاء الى شيوخ الطرق الصوفية الى شباب الشبان المسلمين وشيوخ الجمعية الشرعية. ونجح فى تأجيل الخلافات العقيدية والمذهبية والاجتماعية الى مرحلةو الوصول للسلطةز وبينما كان يخاطب الاخرين بوجهه السلمى كان اعوانه فى التنظيم السرى يقتلون خصومه من السياسيين واذا افتضح امره كان يسارع للتبرؤ من اتباعه قائلا :" ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين."!! كان فى الظاهرمنسجما مع النظام اليبرالى الديمقراطى فى مصروهو النظام الذى سمح له بالانتشارلينشىء خمسين الف شعبة فى العمق المصرى وأن يتحرك بدعوته كيف شاء يعقد الاتفاقات العلنية والسرية من الدولة السعودية الى القيادة البريطانية – ومشهورة المساعدة النقدية التى اعطوها له. ولم يكتف بتلك المساحة من الحرية فتآمر على النظام الليبرالى بمؤامرات الاغتيال فرد عليه النظام بالمثل واغتاله. ثم تآمر اتباعه على النظام كله وتحالفوا مع شباب الضباط من العسكر فكان الانقلاب العسكرى الذى حمل لقب الثورة سنة 1952 ، ثم تآمروا على الحركة النى ساعدوا فى اقامتها فكانت محنتهم التى تعلموا منها فنون التقية والخداع اكثر واكثر.
الاخوان سعداء بالنظم الديكتاتورية أكثر من اى احتمال للاصلاح الديمقراطى. الاصلاح الديمقراطى يلغى وجودهم ويقم اليبرالية الفكرية التى تؤكد حرية الفكر والمعتقد. وحرية الفكر وحدها هى الكفيلة بتعرية حقيقة الاخوان وفكرهم المعادى للاسلام والانسان. أما فى وجود الديكتانورية فهم الضحايا، والديكتاتوريزايد عليهم فى الدين – وهو بجهله لا يعرف الا التدين الواقعى المخالف لحقائق الاسلام والذى تنافح عنه وتحميه المؤسسات الرسمية للحاكم نفسه – وبذلك تنتشر ثقافة الوهابية الاخوانية السنية التى عن طريق قطار النفط السريع أتيح لها أن ترفع لواء الاسلام زورا وبهتانا . والاخوان سعداء بهذا التدين الزائف المنسوب زورا للاسلام ويأملون بالنفس الطويل أن يؤول اليهم الحكم فى النهاية بدون مشقة بعد ان يسقط الديكتاتوروقد قام بتفريغ البلاد من كل القوى الحية . وفى الخراب المتبقى يتاح للاخوان الحكم . ليس ذلك كلاما نظريا بل هو واقع محزن لدول تفككت بعد أن امعن الحكم الديكتاتورى فى خرابها وقتل روح النخوة والنضال والكرامة لابنائها وشرد وصفى وقتل وحيد وغيب الطبقة الوسطى والنخبة المثقفة والقطاعات الحية الواعية من المجتمع ز بعدها لا يبقى من المجتمع الا أسوا من فيه ممن لا يعرفون من الحوار الا لغة الديناميت والقتل للمخالف فى الرأى لأنهم ليسوا اصحاب رأى ولا يعرفون النقاش الا بالبندقية فيتحول الوطن على أيديهم بعد غياب الديكتاتور الى ساحة حرب أهلية تدعو المجتمع الدولى للتدخل والاحتلال لكى يؤكد لنا للمرة الألف اننا عاجزون عن حكم انفسنا بانفسنا ، واننا أخطأنا حين قاومنا الاستعمار وجئنا باستعمار افظع لأنه استعمار محلى بلدى متخلف دمر الأرض وما عليها ومن عليها. وفعلا فقد أخطأنا حين نادينا بالجلاء دون الناداة بالدستور الديمقراطى ، فكانت النتيجة اننا وقعنا بين نابى العسكر والآخوان. هذا فى السلطة وذاك يترقبها. وبين هذا وذاك ضاع منا الدين – الاسلام – وضاع الوطن – وضاعت اواصر القربى – العروبة. لم يبق لدينا ما نفقده لذلك يسارع شبابنا الى تفجير نفسه املا فى وهم بعد أن فقد احلامه فى هذه الدنيا . الشباب فى كل أنحاء العالم هم عنوان المستقبل وعنوان الاقبال على الدنيا . أما عندنا ففى سبيل شخص واحد هو الديكتاتور أو فى سبيل أسرة حاكمة واحدة يضيع شبابنا – وهم أكثر شرائح المجتمع عددا – يضيعون بين اوهام المخدرات العادية او المخدرات التراثية ويضيع بالموت مفجرا نفسه او بالموت البطىء ، او ينسحب الى الماضى التراثى تاركا الحاضر والمستقبل. يتلاعب بعقله شيوخ التطرف ويصادر الديكتاتور احلامه بينما ينتظر الاخوان على مهل سقوط الوطن ضحية ليرثوه خرائب.
خذوها منى كلمة : الديكتاتور خائن لوطنه ولشعبه مهما كان حسن النية . وهذه حقيقة تاريخية وانسانية....
والمتلاعب بدين الله تعالى يشترى بآيات الله تعالى هو خصم لله تعالى يوم القيامة . وهذه حقيقة قرآنية ...
لقد آن الأوان لنا ان نتخلص منهما معا بالديمقراطية وبطريقة سلمية تتيح للحاكم أن يكون خادما حقيقيا للشعب يخدمه فترة من الوقت ثم يستريح ليعيش تحوطه رعاية الناس وحبهم . أليس هذا أفضل من أن يضطر المستبد للتمسك بالحكم الى آخر نفس فى حياته ليحمى نفسه واسرته وأمواله من لحظة العقاب اذا زال عنه سلطانه ؟ نحن نعرف ما يعانيه كل مستبد ظالم تطارده اشباح ضحاياه ويحاول ما أمكنه الهروب من ساعة العقاب ولذلك يظل فى اواخر حكمه يجرى هنا وهناك ويسلك كل طريق يبقيه فى منصبه طالما ظل حيا أو يورث ابنه السلطة لينجو من العقاب . يظل يتقافز هنا وهناك معطيا للاخرين امتصاصه للنهاية ثم يلقون به الليمونة التى تم عصرها . يتقافز المستبد فى نهاية حكمه ليحمى نفسه فى كل اتجاه عدا الاتجاه الوحيد الذى فيه مصلحته ونجاته ، وهو الشعب . الشعب هو الذى يمكنه ان يعفو عن المستبد اذا ختم المستبد حياته وحكمه بالاصلاح .
ولكن من الصعب على المستبد ان يفعل ذلك لأ نه تعود التعالى على الناس واحتقارهم بنفس تعوده استجداء الغرب ، ولأنه لايمكن للمفسد أن يكون مصلحا خصوصا اذا عاش معظم حياته فى الفساد والافساد ..لآ يتبقى الا التدخل الاجنبى الامريكى .
هل لديكم حل آخر ؟؟؟

اجمالي القراءات 17531