إستنكارا لجريمة ذبح مدرس فرنسى بتهمة الإساءة للنبى محمد عليه السلام
بيان المركز العالمى للقرآن الكريم
مقدمة
1 ـ جاءت الأنباء بذبح مدرس فرنسى في باريس ، لأنه عرض رسوما مسيئة للنبى محمد عليه السلام . وأن الجانى شاب شيشانى عمره 18 عاما ، رفض الاستسلام وقتلوه ، أي كان مقتنعا أنه على الحق ، شأن من يفجّرون أنفسهم وهم يهتفون ( الله أكبر ).!.
2 ـ ويأتي هذا الاعتداء بعد ثلاثة أسابيع من هجوم شاب باكستاني أمام المقرّ السابق لـ"شارلي ايبدو"، أسفر عن إصابة شخصين بجروح بالغة.
3 ـ كما سبق هذا الهجوم تصريح للرئيس ماكرون بإن الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم .
4 ـ ونقول :
أولا : تصريح الرئيس الفرنسي عن الإسلام :
1 ـ قوبل بهجوم من كهنوت ( المسلمين ) الأزهر وغيره ، مع إنهم يتفقون مع ماكرون والغرب وداعش والاخوان في أن ( المسلمين) هم ( الإسلام ) . هنا أساس المشكلة .
2 ـ نحن نؤكد دائما أن الإسلام دين علمانى في تعامل الناس مع بعضهم ، أمّا في علاقتهم بالخالق جل وعلا فمرجعها اليه جل وعلا يوم الحساب ، ولهذا لا كهنوت في الإسلام ، ولا خلط بين الدين والسياسة ، ولا حدود ولا قيود في الحرية الدينية، وأن المواطنة هي بالإسلام السلوكى الذى يعنى ( السلام ) بغض النظر عن الملل والنحل والعقائد والمذاهب والطوائف . ونحن نؤكد دائما أن المسلمين هم بشر ، لهم شرئع بشرية وتاريخ بشرى، قد يتفق بعضها مع الإسلام وكثيرا ما تتناقض وتختلف ، وفى كل الأحوال فإن الإسلام لا يمثّله بشر ، ولنا مقالة منشورة في موقعنا ( أهل القرآن ) : ( النبى نفسه لا يجسد الاسلام فكيف بالمسلمين ؟ ) فى 09 ديسمبر 2007
3 ـ نحن ( أهل القرآن ) نجاهد سلميا في إصلاح المسلمين بالقرآن الكريم بقراءته قراءة موضوعية وفق مصطلحاته ، ولأننا بإمكانات بائسة نواجه أعتى قوتين في الشرق الأوسط ( الاستبداد والكهنوت الدينى ) فإننا نحظى بالتهميش والتعتيم .
3 ـ كنا نتمنى من الرئيس ماكرون ألّا يقع في الخلط بين الإسلام والمسلمين ، فالإسلام لا ينبغي أن يتحمل وزر من ينسبون أنفسهم اليه، كما إن المسيحية لا تتحمل أوزار الاستعمار والمذابح في العالم الجديد والعالم القديم على السواء في العصور الوسطى والحديثة .
ثانيا : عن جريمة ذبح المدرس الفرنسي
1 ـ أصدرنا بيانات كثيرة ــ الى درجة الملل ـ ضد الجرائم الإرهابية ضد الأبرياء في الشرق وفى الغرب . ولم تحظ بالاهتمام . ولن يكون هذا هو الأخير ، مع شدّة الأسف .!
2 ـ مما كتبناه في موقعنا ( أهل القرآن ) مقالات في الكيفية الإسلامية في الرد على من يسىء للنبى محمد مثل مقال بعنوان ( دفاعا عن خاتم النبيين ضد المعتدين ). وفى الردّ على من قام بتدنيس القرآن كتبنا : ( أخيرا هذه كلمتى فى جريمة تدنيس القرآن الكريم ). وقلنا ــ مثلا ـ إن النبى محمدا عليه السلام لو كان معنا وشهد الرسوم المُسيئة له لكان ردُّه بالقرآن الكريم ، بالصبر والغفران والصفح الجميل والاستغفار لمن أساء اليه ، وإستشهدنا بآيات كثيرة ، منها :
2 / 1 : ( وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) 15 / 85)
2 / 2 : ( وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ (88) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) 43 / 89)
2 / 3 : ( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) 45 / 15)
2 / 4 : ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) 41 / 35)
2 / 5 : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ) 23 / 96) .
3 ـ إنّ الله جل وعلا أرسل خاتم النبيين رحمة للعالمين ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) 21 / 107) ، ولكن أقلّية من ( المسلمين ) جعلوا الإسلام إرهابا للعالمين . نقول ( أقلية ) لأن المتطرفين الإرهابيين أقل كثيرا من واحد في المائة من عدد المسلمين ( أكثر من بليون ونصف البليون ). ولكن هذه الأقلية هي الأعلى صوتا والأكثر شهرة لأنها هي التى تملك السُّلطة والثروة في بلدها وتلعب بالدين ، ويؤيدها الغرب في إعتبارها تُمثّل الإسلام .
4 ـ وستظل الأزمة قائمة يدفع الثمن كثيرون من الأبرياء ، طالما ظل الغرب يتعاون مع المستبد الشرقى وطالما ظل الغرب غافلا عن ( أهل القرآن ) دُعاة الإصلاح السلمى والحرية والعدل والتسامح وحقوق الانسان .
أخيرا
نحن لا نتحدث عن (إصلاح الإسلام ) فالإسلام هو الإصلاح . نحن نتحدث عن إصلاح المسلمين بالإسلام الذى يزعمونه دينا لهم .