- كتب- حمدى مبارز:
- منذ 31 دقيقة 40 ثانية
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه فى الوقت الذى يستعد فيه المصريون للانتخابات البرلمانية المقررة فى الثامن والعشرين من الشهر الجارى، فإن المنافسة الحقيقية والمواجهة ليستا بين المرشحين للانتخابات، بل بين الشعب والمجلس العسكرى الحاكم على تولى السلطة.
وأشارت الصحيفة البريطانية فى مقال حول مظاهرات أمس الجمعة إلى أن الكثير من المصريين يعتقدون أن الثورة التى انطلقت فى 25 يناير الماضى قضت على رأس النظام بينما ظل جسده باقيا ممثلا فى المجلس العسكرى الحاكم حاليا.
ونقلت الصحيفة عن "سعيدة فايد" إحدى المرشحات للانتخابات البرلمانية فى حلوان بالقاهرة أن الثورة تم اختطافها من قبل المجلس العسكرى، وأضافت أنها تخوض الانتخابات وليس لديها أمل فى النجاح ولكنها فضلت المشاركة اعتقادا منها بأن هناك تغييرا فى مصر، ولكن يبدو أن كل شىء كما هو كما كان عليه فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك.
وقالت إنها تمثل تحالفا انتخابيا يطلق عليه اسم "الثورة مستمرة" فالشعب أصبح يواجه إما المجلس العسكرى أو الجماعات الراديكالية. وقالت إنها أصبحت تكره الثورة، لغياب الأمن، حيث سرقت سيارتها.
وأوضحت الصحيفة أن العديد من الشباب المصرى الصغير والحالم، كان يعتقد أنه سيصبح له دور فى بناء مصر الجديدة بعد الإطاحة بنظام مبارك، إلا أن الواقع عكس ذلك وهو ما أصاب الكثيرين بالإحباط.
وأكدت أن الذين عادوا للتحرير أمس الجمعة، لأنهم اكتشفوا الواقع المؤلم ولذلك عادوا ليتظاهروا ضد جسد النظام السابق ممثلا فى المجلس العسكرى الحاكم. وقالت الصحيفة إن الكل يتحدث عن استعادة الثورة وأن هناك ثورة مضادة، مشيرة إلى أنه منذ قيام الثورة تم اعتقال 12 ألف شخص ومازالت عمليات الاضطهاد والتضييق على الناشطين موجودة، ولم يحدث أى تقدم فى حقوق الإنسان.
ومن منظور المجلس العسكرى فإن الثورة انتهت منذ تنحى الرئيس مبارك، وإن كل مايحدث من مظاهرات حاليا هو إثارة شغب تستوجب المحاكمة، وإن من يتظاهر لا يحب مصر. ونقلت الصحيفة عن "طارق شلبى" مصمم مواقع ويب "نت" ، أن الانتخابات لا معنى لها فالمطالب الأساسية لم تتحقق، ولا يمكن أن نبنى نظاما سياسيا جديدا على أنقاض نظام قديم مازال قائما.
وتقول "سلمى سعيد" إنه لامعنى للانتخابات البرلمانية فالمجلس الذى سيتم تشكيله لن يقدم أى تشريع وستكون مهمته فقط، تشكيل لجنة لصياغة الدستور الجديد. وحتى الدستور سيصاغ بمعرفة المجلس العسكرى. وتضيف أن الأزمة حاليا هى المواجهة بين الثورة والثورة المضادة.