القرآنى الحقيقى الذى يؤلهه الشيعة ويخالفونه
(على زين العابدين ابن الحسين):
آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ٠٩ - أكتوبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً
(على زين العابدين ابن الحسين):القرآنى الحقيقى الذى يؤلهه الشيعة ويخالفونه
مقدمة
1 ـ على بن الحسين بن على بن أبى طالب ( على زين العابدين ) شخصية تاريخية تستحق الاحترام ، ومن التناقض أن الشيعة يؤلهونه وفى نفس الوقت يتناقضون في عقائدهم وسلوكياتهم مع ما كان عليه في حياته . كان مؤمنا بالقرآن الكريم وحده حديثا وكافرأ بما يخالف القرآن من حديث وتشريع وسلوك .
2 ـ نعرض لشخصية على زين العابدين القرآنية من خلال المكتوب عنه في المصادر السُّنّية لنتعرف على التناقض بينه وبين أئمة الكهنوت الشيعي .
أولا : لمحات من حياته
مولده ووفاته
مات علي بن حسين بالمدينة ودفن بالبقيع سنة94 ، وقيل سنة 92 . وكان عمره 58 عاما . ويرفض المؤرخ الواقدى القول بأن عليا زين العابدين كان صغيرا وقت مذبحة كربلاء ، ويقول إنه كان رجلا تجاوز العشرين ، ولكن كان مريضا لم يشترك في القتال . وهذا صحيح بدليل الدور الذى قام به في موقعة الحرة ، وهو دور لا يقوم به طفل مراهق بل شخص مكتمل الرجولة .
في محنة كربلاء
قالوا إنه كان مريضا نائما على فراشه ، وبعد هزيمة الحسين وقتل أصحابه أراد ( شمر بن ذي الجوشن ) قتله ، فقالله رجل من أصحابه : " سبحان الله أنقتل فتى حدثا مريضا لم يقاتل.!" وجاء عمر بن سعد بن أبى وقّاص قائد الجيش فقال: " لا تعرضوا لهؤلاء النسوة ولا لهذا المريض. "
مع عبيد الله بن زياد والى الكوفة
بعد المذبحة إختفى على زين العابدين في الكوفة عند رجل من الشيعة ، وأخذ جنود ابن زياد الوالى يبحثون عنه ، وقد جعلوا مكافأة لمن يسلّمه لهم . يقول على زين العابدين عن قصته مع هذا الرجل الشيعي الكوفى : ( فغيبني رجل منهم وأكرمنزلي واختصّني ، وجعل يبكي كلما خرج ودخل ،حتى كنت أقول : " إن يكن عند أحد من الناس خيرووفاء فعند هذا. " إلى أن نادى منادي ابن زياد : " ألا من وجد علي بن حسين فليأت بهن فقدجعلنا فيه ثلاثمائة درهم . " ) وباع هذا الشيعي ضيفه ب300 درهم .! . يقول على زين العابدين : ( فدخل والله علي ، وهو يبكي ، وجعل يربط يدي إلى عنقي، وهويقول : " أخاف. " ، فأخرجني والله إليهم مربوطا حتى دفعني إليهم وأخذ ثلاثمائة درهم . )
ويحكى عن مقابلته ابن زياد : ( فأُخذت وأُدخلت على ابن زياد ، فقال : " ما اسمك ؟ " فقلت : "علي بن حسين " ، قال : "أو لم يقتلالله عليا ؟ " .. قلت : "كان لي أخ يقال له علي أكبر مني قتله الناس. " قال : "بل الله قتله . " قلت: "الله يتوفى الأنفس حين موتها " ) ( وأمر ابن زياد بقتله ، فصاحت زينب بنت علي : " يا بن زياد حسبك مندمائنا ، أسألك بالله إن قتلته إلا قتلتني معه." فتركه ).. نلاحظ هنا عقيدة الجبرية الأموية ، والتي تعنى أن أفعال البشر تصدر بأمر الله ( تعالى عن ذلك علوا كبيرا ) ، وأن البشر مجبورون على ما يفعلون ، وبالتالي فليس الأمويون هم من قتل الحسين وآله ، بل الله هو الذى قتلهم . ولقد إعترض على هذه الجبرية ( القدرية ) القائلون : ليس الأمر بالقدر الالهى وإنما هو بالقوة رغم أنف الناس . ولنا بحث منشور عن الجبرية وعن القدرية في موضوع حرية الرأي بين الإسلام والمسلمين .
على زين العابدين ويزيد بن معاوية
أدخلوه على يزيد بن معاوية مع نساء الحسين ، فقام رجل من أهل الشام فقال ( " إن سباءهم لنا حلال. " فقال علي بن حسين : "كذبت ولؤمت ، ما ذاك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتأتي بغير ديننا. " فأطرق يزيد مليا ، ثم قال للشأمي : " اجلس " ، وقال لعلي بن حسين : " إن أحببت أن تقيم عندنا فنصلرحمك ونعرف لك حقك فعلت ، وإن أحببت أن أردك إلى بلادك وأصلك " قال : "بل تردني إلى بلادي" ، فرده إلى بلاده ، ووصله )
ثانيا : كان قرآنيا بدليل :
السلام والمسالمة
1 ـ مع إنه شهد بعينيه مصرع أبيه واخوته واسرته فقد آثر مسالمة أعدائه الأمويين . لقد رجع على زين العابدين ونساء بيته ومنهن زينب بنت على الى المدينة ، فثارت المدينة ثورة عارمة ، وخلعت طاعة يزيد بن معاوية ، وحاول يزيد إسترضاءهم فرفضوا ، فأرسل لهم جيشا يقوده مسلم بن عقبة . لم ينضم على زين العابدين الى الثوار ، واعتكف بأهله بعيدا عن المدينة . ولما انتصر مسلم بن عقبة على المدينة استدعى اليه عليا زين العابدين وأكرمه ، وأبلغه أن يزيد ابن معاوية أوصاه به خيرا. هذا في الوقت الذى أساء فيه مسلم بن عقبة استقبال الوفد الأموى بزعامة مروان بن الحكم وابنه عبد الملك .
2 ـ حين ثار أهل المدينة أخرجوا الأمويين الذين كانوا يسكنون المدينة وعلى رأسهم مروان بن الحكم بعد أن أخذوا عليهم العهود ألّا يدلوا مسلم بن عقبة . عندما قابلوه حنث عبد الملك بالعهد ونصح مسلم بن عقبة بالطريقة المثلى في الهجوم على المدينة ، ونفّذها مسلم وانتصر ، وفعل بأهل المدينة الأفاعيل قتلا وسلبا ونهبا وإغتصابا للنساء . على خلاف أهل المدينة وقف على زين العابدين الى جانب الأمويين المطرودين من المدينة ، فآوى اليه نساء مروان بن الحكم وأثقاله وجعلهم في بيته . لذا كان محبوبا من الأمويين ، قالوا : ( كان الزهري إذا ذكر علي بن حسين قال كان أقصد أهل بيتهوأحسنهم طاعة ، وأحبهم إلى مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان ).
3 ـ وكان صادقا في بيعته للأمويين ، يصلى خلفهم بلا تقيّة ، قال أبو جعفر : ( إنا لنصلي خلفهم في غير تقية ، وأشهد على علي بن حسين أنه كان يصلي خلفهم في غيرتقية ).
4 ـ وكانت التقيّة عند على زين العابدين بالمفهوم الاسلامى القرآنى ، قال جل وعلا : ( لا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29) آل عمران ) يقترب من هذا قول على زين العابدين : ( " التارك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالنابذ كتاب الله وراء ظهرهإلا أن يتقي تقاة . " قيل : " وما تقاته ؟" قال : " يخاف جبارا عنيدا يخاف أن يفرط عليه أو أن يطغى ." ). لم يقل ( التارك للسُّنّة ) فلم يكن هذا المصطلح معروفا وقتها ، كان الكتاب وفقط . يهمنا هنا أن التقية الشيعية تعنى التآمر .
5 ـ كراهيته لسفك الدماء
5 / 1 : جعلته يقول : ( والله ماقتل عثمان على وجه الحق )
5 / 2 : وجعلته يرفض الثورات . قالوا : ( إن علي بن حسين كانينهى عن القتال ، وأن قوما من أهل خراسان لقوه فشكوا إليه ما يلقون من ظلم ولاتهمفأمرهم بالصبر والكف ، وقال : " إني أقول كما قال عيسى عليه السلام إن تعذبهم فإنهم عبادكوإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم).
العفو عند المقدرة
1 ـ كان يضيق صدره من لعن الأمويين جده عليا على المنابر ، وكان يعبر عن هذا الضيق أحيانا بما لا يصل الى الجهر بالسوء من القول ، قال جل وعلا : ( لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً (148) إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً (149) النساء ).
2 ـ قال المنهال بن عمرو : ( دخلت على علي بنحسين فقلت: " كيف أصبحت أصلحك الله "؟ ، فقال : " ما كنت أرى شيخا من أهل المصر مثلك لا يدريكيف أصبحنا ، فأما إذ لم تدر أو تعلم فسأخبرك : أصبحنا في قومنا بمنزلة بني إسرائيل فيآل فرعون إذ كانوا يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ، وأصبح شيخنا وسيدنا يُتقرّب إلىعدونا بشتمه أو سبه على المنابر ، وأصبحت قريش تعد أن لها الفضل على العرب لأن محمداصلى الله عليه وسلم منها لا يعد لها فضل إلا به ، وأصبحت العرب مقرة لهم بذلك ، وأصبحتالعرب تعد أن لها الفضل على العجم لأن محمدا صلى الله عليه وسلم منها لا يعد لهافضل إلا به ، وأصبحت العجم مقرة لهم بذلك . فلئن كانت العرب صدقت أن لها الفضل علىالعجم وصدقت قريش أن لها الفضل على العرب لأن محمدا صلى الله عليه وسلم إن لنا أهلالبيت الفضل على قريش لأن محمدا صلى الله عليه وسلم منا ، فأصبحوا يأخذون بحقنا ولايعرفون لنا حقا ، فهكذا أصبحنا إذ لم تعلم كيف أصبحنا ". ) .
3 ـ كان يغضب من لعن جدّه على المنبر، ومع ذلك يحرص على الصلاة خلف من يلعن جده .
4 ـ أكثر من هذا أن الوالى على المدينة هشام بن إسماعيل كان يؤذي علي بن حسين وأهل بيته تقرّبا للأمويين ، و يخطب بذلك على المنبر ، وينال من عليبن أبى طالب ، ويتحمّله زين العابدين . ثم غضب الخليفة الوليد بن عبد الملك على هذا الوالى فعزله ، وأمر به أن يوقف للناس ليضربوه ويهينوه ، فكان يخشى إنتقام على زين العابدين ، وأن يحرّض الناس على إهانته وهم له يطيعون . ولكن حدث العكس. بعد محنته يقول هذا الوالى السابق : ( لا والله ما كان أحد من الناس أهمّ إلي من علي بن حسين ، كنت أقول رجل صالح يُسمع قوله، فوقف للناس ..فجمع علي بن حسين ولده وخاصّته ونهاهم عن التعرض . ) ( وغدا علي بنحسين مارّا لحاجة ، فما عرض له . فناداه هشام بن إسماعيل قائلا : " الله أعلم حيث يجعل رسالاته."!!). وذكر عبد الله بن على أن والده على زين العابدين جمع بنيه وأهله ونهاهم عن التعرّض لهشام بن اسماعيل ، وقال لهم : ( إن هذا الرجل قدعُزل وقد أُمر بوقفه للناس ، فلا يتعرضن له أحد منكم . فقلت : " يا أبت ولم ؟ والله إن أثرهعندنا لسيء، وما كنا نطلب إلا مثل هذا اليوم . " قال : " يا بني نكله إلى الله. " فوالله ما عرضله أحد من آل حسين بحرف حتى تصرّم أمره .) .
ضد التطرُّف الشيعي في تقديس آل البيت
1 ـ كان يعتبر التطرف في حُبّ آل على عارا . قال يحيى بن سعيد : ( سمعت علي بنحسين ــ وكان أفضل هاشمي أدركته ــ يقول : " يا أيها الناس أحبونا حب الإسلام، فما برح بناحبكم حتى صار علينا عارا ) وروى أيضا يحيى بن سعيد : ( قال علي بن حسين أحبونا حب الإسلام ، فوالله ما زال بنا ما تقولونحتى بغضتمونا إلى الناس )، ورواية أخرى عنه : ( جاء نفر إلى علي بن الحسين فأثنوا عليه ، فقال : " ما أكذبكم وماأجرأكم على الله. نحن من صالحي قومنا ، وبحسبنا أن نكون من صالحي قومنا ).
2 ـ المختار الثقفى هو الذى انتقم ممّن قتل الحسين وآله ، وإتّخذ من الانحياز لهم شعارا حكم به العراق فترة من الزمن ، وهو الذى نشر خرافات دينية . من المتوقع أن يكون على زين العابدين كارها للمختار الثقفى ، مع إن المختار الثقفى هو الذى بعث بجيش الخشبية لينقذ بنى هاشم من الحرق بالنار ، إذ كان ابن الزبير قد حصرهم في شعب ابى طالب ، وأوشك على إضرام النار فيهم لرفضهم البيعة له ، وقد عرضنا لهذا بالتفصيل في كتابنا عن الفتنة الكبرى الثانية ، وهو منشور هنا .
أراد المختار إستمالة على زين العابدين فبعث له بمائة ألف، فكره أن يقبلها وخاف أن يردها ، فأخذها فاحتبسها عنده . فلما قتل المختار كتب علي بنحسين إلى عبد الملك بن مروان : " إن المختار بعث إلي بمائة ألف درهم فكرهت أن أردهاوكرهت أن آخذها فهي عندي فابعث من يقبضها . " فكتب إليه عبد الملك : " يا ابن عم خذها فقدطيبتها لك . " فقبلها . )
وكانت مفتريات المختار من أحاديث ينسبها للنبى ومن منامات أكثر ممّا يكرهه على زين العابدين . وبسببها أعلن على زين العابدين لعن المختار بعد مقتله . تقول الرواية : ( إن علي بن حسين قام على باب الكعبة فلعن المختار. فقال له رجل : " جعلني الله فداك، تلعنه وإنما ذُبح فيكم " فقال : " إنه كان كذابا يكذب علىالله وعلى رسوله . ). ماذا لو عاش على زين العابدين في العصر العباسى ؟
لم يزعم لنفسه العلم اللدنى كما يفترى أئمة الشيعة
كان متواضعا مع العلماء ، يذهب اليهم ويستفتيهم ، وهم أقل مكانة إجتماعية منه ، وكانوا يعاملونه كتلميذ لهم. نفهم هذا من قولهم : ( جاء علي بنحسين بن علي بن أبي طالب إلى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود يسأله عن بعضالشيء وأصحابه عنده ، وهو يصلي فجلس حتى فرغ من صلاته ، ثم أقبل عليه عبيد الله . فقالأصحابه : " أمتع الله بك جاءك هذا الرجل وهو ابن ابنة رسول الله وفي موضعه يسألك عن بعضالشيء فلو أقبلت عليه فقضيت حاجته ثم أقبلت على ما أنت فيه ؟" فقال عبيد الله لهم: " لابد لمن طلب هذا الشأن من أن يتعنّى )أي يعانى .
وقالوا : ( كان علي بن حسين يخرج على راحلته إلى مكة ويرجع..وكانيجالس أسلم مولى عمر. فقال له رجل من قريش : " تدع قريشا وتجالس عبد بني عدي ؟ " فقال علي: "إنما يجلس الرجل حيث ينتفع ." ) .
الكرم والعطاء وليس أخذ الخُمس
جعل دين التشيع الخمس فريضة للكهنوت الشيعي عدا مميزات أخرى . على زين العابدين كان يعطى ولا يأخذ . تقول الروايات : ( كنا عند علي بن حسين قال فكان يأتيه السائل قال فيقوم حتى يناولهويقول إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل قال وأومأ بكفيه ). وبعد موته وجدوه يقوت مائةأهل بيت بالمدينة في السّر. أئمة الشيعة تمتلىء خزائنهم بالبلايين سرّا وعلانية .