الارتباك الذى تعانى منه جماعة الجهاد الإسلامى، فى تعاطيها الأول مع صندوق الانتخابات، ظهر مع عدم ترشح أى من قياداتها ورموزها فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، لأسباب مختلفة، فى ما عدا القيادى الدكتور عباس شنن، الذى أوضح أنه ترشح تعبيرا عن أفكاره هو، لا عن فكر الجماعة. لكن الأكثر غرابة من ذلك، طرح الشيخ حمدى إبراهيم عبد المعطى نفسه مرشحا لانتخابات الرئاسة المقبلة، ممثلا عن جماعة الجهاد، ببرنامج «شبه انتخابى» تسيطر عليه فكرة الخلافة الإسلامية بالدرجة الأولى.
«الله اختارنى لأكون قائدا لبلاد المسلمين»، مبرر كافٍ، من وجهة نظر عبد المعطى، لاتخاذه قرار الترشح للرئاسة، مؤكدا أن قراره يدور فى ذهنه منذ أن كان فى العاشرة من عمره، حين «رن هاتف فى أذنه» يخبره بأنه «خير من الرئيس عبد الناصر».
«الخراج واجب شرعى» ومحور رئيسى فى البرنامج الانتخابى لمرشح الجهاد فى انتخابات الرئاسة المقبلة، لأنه «حق فرضه الله على العباد»، لذلك يتعهد عبد المعطى بـ«إجبار الحكام العرب على فرض خراج للأمة العربية لجميع أموال المسلمين ومساعدة الدول الإسلامية التى تتعرض لمؤامرات من أوروبا وأمريكا» حسب قوله.
«حلف إسلامى عسكرى» ينوى عبد المعطى تشكيله، حال وصوله إلى كرسى حكم مصر، للدفاع عن المسلمين المضطهَدين فى أوروبا، وإنهاء قضايا العالم الإسلامى بالقوة العسكرية، حسب قوله.
طموحات عبد المعطى بلا حدود، وطاقاته أيضا، «يهدم الجبال ويقلب موازين الدنيا» حسب تعبيره، واثق تماما الثقة بأن التاريخ سيذكره «بصفحات من ذهب»، لأنه «يشبه جنكيز خان» فى قدرته على الصعود بالدولة «من الهوان إلى القوة فى مدى زمنى قصير».