منذ صغري كنت أتابع بريد التعارف في مجلات الأطفال، وكنت أعيش طفولتي حينها في المملكة العربية السعودية، والتي قضيت فيها ١١ عاماً منذ الصغر.
وكنت كلما طالعت بريد التعارف في مجلات الأطفال مثل (سمير - ماجد - العربي الصغير)، أجد أطفال لا أعرف جنسيتهم، وأضطرُ إلى النظر إلى بياناتهم لأعرف من أي بلد عربي هم.
إلا الأطفال المصريين، لم أكن أنظر أبداً إلى بياناتهم، ليقيني التام بأنهم مصريين، وإذا ما كنت نظرت إلى بيانات الجنسية، فلم يكن ذلك إلا للتأكد من أن حدسي صحيح، وأنهم مصريون بالفعل، فقد كنت أعرفهم بمجرد النظر إلى صورهم، والتي كانت تعرض وقتها بالأبيض والأسود، وليست صور بالألوان.
كان هناك رابط بين الأطفال المصريين لم أنتبه إليه وأنا صغير، لكنني كنت أتساءل : كيف يكون هناك رابط بين وجوه المصريين، وهم أصحاب أشكال مختلفه ؟، فهم ليسوا متشابهين، كسكان شرق آسيا على سبيل المثال.
ولكن بعد أن مرت عقود من عمري، أصبحت أدرك أن المصريون متشابهون جداً، مثلهم مثل سكان شرق آسيا !، قد يظن البعض أنني أبالغ، لكن من سيدقق في النظر إليهم، سيجد أنني على حق.
وأول وجهه تشابه بين أغلب المصريين وليس جميعهم هو اتحادهم في شكل العين :
- عيون غالبيتهم، تتخذ نفس الطول، مع مراعاة النسبة والتناسب بين أعمارهم، وأحجامهم.
- كما أن أبعاد حدقة العين أيضاً واحدة.
- أيضاً .. المسافة فيما بين العين وذيل الحاجب، هي نفسها.
- كذلك .. لون العين يميل إلى الأسود، لكنه في حقيقته ليس بالأسود القاتم.
وحتى أسهل الأمر على من يقرأ كتابي هذا، فسأشرح بشكل عملي أكثر :
يتذكر من هم في العقد الرابع من عمرهم فما فوق : الفنان المصري الراحل (عبدالحفيظ التطاوي) الذي ولد في العام 1922م، وتوفي في العام 1998م، وكان له أعمال فنية كثيرة.
كان عبدالحفيظ التطاوي .. صاحب عينين مصريتين أصيلتين، وبمجرد النظر لهذا الرجل، تعرف على الفور أنه مصري، وكانت عيناه حادتين، مرسومة كما هي عيون غالبية المصريين.
لذلك وجدت أن تسمية العين المصرية بـ (التطاوية) نسبة إلى الفنان (التطاوي) الراحل، أمر مناسب جداً، نظراً لحدة عينيه، كما ذكرت آنفاً.
و أي مصري قد يرى في حديثي خطأ أو مبالغة، فإنني سأطلب منه أن ينظر في المرآة ويرى شكل عينيه، ويقارنها بعين الفنان الراحل عبدالحفيظ التطاوي، فإن وجد عيناه مختلفتان، هنا عليه أن يعلم أنني لم أعمم شكل العيون (التطاوية) على كل المصريين، وإنما على أغلبهم، لذا سأطلب منه أن ينظر إلى عيون من حوله ويقارنها بالعيون (التطاوية) .. وسيجد حينها أن الغالبية منهم أصحاب عيون تطاوية.
ويوجد كثيرون من الفنانين المشاهير من أصحاب العين المصرية الأصيلة الحادة، أو (العين التطاوية)، نجد مثلاً قديماً وحديثاً : (عزت العلايلي – عبدالحليم حافظ - أنور إسماعيل - أحمد حلمي - عمرو سعد - خالد يوسف - الممثل احمد فهمي - محمد رمضان) .
ومن الفنانات ذات (العيون التطاوية) قديماً وحديثاً : (إسعاد يونس - سهير البابلي - سهير المرشدي - سميرة أحمد - زوزو نبيل - سميحة أيوب - كريمة مختار - سمية الخشاب - حنان ترك - صابرين).
سمات العين التطاوية :
- "الحزن" تتسم العين التطاوية بالتعبير عن الحزن الكامن في أعماق النفس، إذ يتضح بمجرد النظر إليها، حتى وإن أبدى أصحابها إظهار الفرح، والسعادة، تظل (أعينهم التطاوية) كاشفة للحزن القابع داخلهم، إن الشخصية المصرية بطبيعتها حزينة، لا تبحث عن السعادة في الدنيا بقدر ما تبحث عن الراحة في الآخرة، والتي لا نعلم عنها شيئاً يقيناً، إلا الغيبيات الدينية.
- "الشك" من سمات (العيون التطاوية)، أنها تبعث للناظرين، بأن أصحابها على حذر شديد، حتى وإن لم تنطق بذلك ألسنتهم، إن العين التطاوية تكشف عن خوف ما، قد يكون غير معلوم، لكنه كامن، لا يفصح عن نفسه حتى لأصحابه.
شادي طلعت