ياسيدة البرق و الصفاءْ
أأنتِ إمرأةُ كالنساءْ
أم أنكِ كُل النساءْ
لكِ طلةُ رفيعةُ كما السماءْ
بشاشتُكِ تُسعد المستاءْ
وظِلُكِ يبردُ وَهَجُ الصحراءْ
قولكِ الطَيّب للسقيم دواءْ
أنا كل ذلك يا ملكة الأمراء
هل تأجل حكمكِ أم حانْ
حينُ إنتظارُ القرارِ قَصِيُّ لا دانٍ
يوم كشهرِ وشهرُ كعامانْ
أنتظر البتُ بالغنى أو الحرمانْ
اللطفُ فأنتِ في أرجاء كل مكانْ
فماذا عن قلبي الولهانْ
وما أمر قلبكِ السجانْ
ألا يحنُ أم أنه لا يلانْ
تبللت أوراقيِ وذبلت أغصانيِ
أما أشعاري تتدفق لا تنتهيِ
يدي تسطر إسمُكِ دون أمريِ
ومهجتي تروي أنكِ مهجتيِ
شبّ الغلامٌ إبن العِزِ والسُلطَانْ
إبتهجَ الجمع بِشًابْ طَالْ العَنَانْ
وَريثُ العرشْ صاحبُ الجِنانْ
متهجدُ يسعى لرفعة الإنسانْ
تزوج السُلطانَ من الخَيزُرانْ
وهبه الربُ منها صَبِيَاً آخر زيّانْ
تحسبت الأمُ من يومُ العِصيَانْ
ألا يُبْعَثُ بقَلْبِ حسانْ الحنانْ
فَيَقْتُلهُمَا لأجلْ عرشْ فَانيِ
سألتْ زوجها بعضِ الأمانيِ
قال السلطان ..
حبي لكِ لا يَحْتَاجُ إلى البُرهَانِ
سلِ ما شئتِ فأنا المتيمٌ الولهانِ
قالت الخيزران ..
أريدُ السكينةُ لولديِ زيانْ
أن يصبح خَليفتكُ فيصَانْ
فماذا إن رَحلتْ للعَنانْ
و وسْوسَ لبكرُكْ الجانْ
قرر السلطانُ ..
منحْ زَوجِهِ وولدِه الأَمانْ
جعل خليفته ولده زيانْ
أمر بتنحية بِكْرِه حسانْ
رحَبَ الوزَرَاءُ بخلعِ المتهجدْ
عَامَلْوه كما لو أنهُ المُرتدُ
العامَةُ ما عادوا بِه يَعْتَدْوا
الأصحابُ غدوا عليه يَحتَدْوا
البشر دوماً بالظِلْمٍ يَشْتَدْوا
ليس من صَاحِبْ عَهدِ مُمْتَدُ
لا تظَلِمْ نفْسَكَ وتكن مُعتدٌّ
صَفَعَاتُ الدُنيا تَصْعَقُ الخدُ
السُلْطَة تزول فهيَ بِلَا وَتدُ
الدنيا تخونُ ما لها مِن صَدَدُ
تَغدوُ الأيامُ ويخرجُ السُلطانُ للغَزوِ
إصطَحبَ خَلِيفتهُ تاركاً بِكرُهُ الغَفْو
وما القتال بالأملد السَجْوِ
سَمَاءُ تُمْطِر اللهب والحَصْوِ
قْتَلُ زيانُ ذاك الفَتَى الصَبْوْ
ثَكِلَتهُ أمه ..
فأوقَفَتْ عن الدُنْيَا الخَطْوْ
عاد السُلطانُ ..
يستَجْديِ من بكرِهِ العَفْوْ
يسألهُ أن يَخلفهُ ولا يقْسُوْ
عاد حسانُ للحكم يَسْمُوْ
ومن كان عنه قبلُ يَسْلُوْ
بات يُسمِعهُ أفْضَل الشَدوِ
بل وجَعَلُهُ الشَروُ والسَروِ
ويقف منحنياً من دونِ هَفوِ
وما جنى الفتى من ذلك أي أرباح
حَسَانُ لا يَعرفُ سبيلُ الأَفْرَاح
بِطَانتة رَضِعتْ حَليبُ الأشْبَاح
يَصِفُوهُ بالمقدامِ والجَحْجَاح
يُصِيْبُ النِفاق المتأملُ بالجِرَاح
شرابُه كُله آثامُ تَدْمِيْ الأَقْدَاح
ثَنَاءُ الإفكِ مُنكَرُ نَهٍيْق ونِبَاح
أما من إبتغى صراطُ الإِِصْلَاح
تَطَهرْ من الدَجَلِ سَعياً للفَلَاح
إن رضى الناسُ عيشُ بإِنبِطَاح
تحيا الأجسادُ وتختنق الأرْوَاح
نظَرَ حسانُ لِما فِي الأُفُقِ لَاح
نفاق مزُيّنُ وحقُ يَبْتغِي الكِفَاح
إختار الفتى الصَعْبَ الجُمَاح
فآثر دَربْ الحق والعدل الربَاح
طُوبىَ لأُمة تَحْظَى بِسُلطان لَمَاح
ينهض للعُلَا بِقَومهِ يَحدُ مِنَ الأَتْرَاح
مـع تـحـــيات
شـادي طلعت