نقد كتاب أديان ومعتقدات ما قبل التاريخ

رضا البطاوى البطاوى في السبت ٢٦ - سبتمبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد كتاب أديان ومعتقدات ما قبل التاريخ
الكتاب تأليف خزعل الماجدى والرجل من خلال عناوين كتبه لا يبدو مسلما وهو من العراق والمنشور عنه فى بعض المواقع أنه ملحد ويبدو أن كتابه يخلو من ذكر كلمة الله أو أى آية قرآنية أو حتى كلمة الإسلام والنظرية التى يعتنقها وهى تطور الأديان هى نظرية منافية للإسلام فلا يوجد آدم (ص) ولا وحى والإنسان كان قردا إلى أخر تلك الخرافات التى ليس عليه أى برهان حتى أن صاحب نظرية التطور نفسه هدمها فى كتابه نفسه لعدم وجود أدلة وقد اعترف هو عشرات المرات بجهله وعشرات المرات اعترف بأن السجل الأحفورى أى الجيولوجى يعانى نقصا هائلا مما يجعل النظرية فى مهب الريح
الماجدى فى كتابه هذا يتكلم عن أديان ما يسميه قبل التاريخ فيقول:
"ولاشك أن أول خطوة فى هذا المشروع ستكون مخصصة أديان وعقائد ما قبل التاريخ تلك الفترة الممتدة منذ نصف مليون سنة وإلى ما يقرب من ثلاثة ألاف سنة قبل الميلاد وهى كما نرى فترة استغرقت أكثر من99%من حياة الإنسان الواعية ولا تبدو الخمسة آلاف سنة التى تلتها إلا وهلة صغيرة"ص 10
والرجل هنا يحدد التواريخ نصف مليون سنة وإلى ما يقرب من ثلاثة ألاف سنة قبل الميلاد وكأنه عاش كل هذا وهو أمر لم يشاهده لا هو ولا غيره وهو ما يعنى أنه شاهد لم ير شيئا
ومع هذا الكلام عن التواريخ نجد أنه صنع جدولين ولم يقدر على تحديد سنوات تلم الثقافات أو الحضارات ولكنه يكتب كما كتب تواريخ تقريبية وهى:
ثقافة ما قبل الفخار عدد سنواتها 1800 الفترة الزمنية التقريبية 8000-6200 ق م
ثقافة جرمو عدد سنواتها 200الفترة الزمنية التقريبية 6200 -6000ق م
ثقافة الصوان عدد سنواتها 200 الفترة الزمنية التقريبية 6000-5800 ق م
ثقافة حسونة عدد سنواتها 700 الفترة الزمنية التقريبية 5800-5100 ق م
ثقافة سامراء عدد سنواتها 200 الفترة الزمنية التقريبية 5100-4900 ق م"ص
"ثقافة حلف عدد سنواتها 600الفترة الزمنية التقريبية 4900- 4300ق م
ثقافة أريدو عدد سنواتها 300 الفترة الزمنية التقريبية 4300- 4000ق م
ثقافة العبيدعدد سنواتها500 الفترة الزمنية التقريبية 4000- 3500ق م
ثقافة الوركاء الأولى عدد سنواتها 400الفترة الزمنية التقريبية 3500- 3100ق م"ص
ويعترف الماجدى بعدم قدرته على تحديد بداية عصر الأيوليت المزعوم وأن هناك من يختلف معه فى مدة هذا العصر بفاصل 30000 سنة فيقول:
"لا يمكن على وجه الدقة تحديد بداية الأيوليت ولكن يمكن تحديد نهايته التى تقترب من 500000أى قبل حوالى نصف مليون سنة وهناك من يرى أن هذا العصر استغرق حوالى من مائة ألف إلى مئتى ألف سنة " ص34
ويعترف بعدم استطاعته معرفة زمن ظهور الطقوس فى عصر الباليوليت فيقول:
" لا نستطيع حصر الزمن الذى ظهرت فيه الطقوس التى مارسها الإنسان فى الباليوليت لأول مرة ولكننا يمكن ان نشير بشىء من التميز إلى طقوس دينية جديدة ظهرت مع النيوليت وهى طقوس عبادة الآلهة الأم "ص170
كل هذه الاعترافات تذكرنا باعترافات دارون نفسه فى نظرية التطور أنه لا دليل عليها
الماجدى فى كتابه هذا الذى يستغرق حوالى مائة وسبعون صفحة أدلته على الأديان المزعومة هى رسوم فى الكهوف وتماثيل غير متقنة الصنع وأدوات غير متقنة
هل الرسوم والتماثيل والأدوات يمكن أن تدلنا على أى شىء متصل بأحكام اى دين ؟
لا يمكن أن نعرف أى دين إلا عن طريقين :
الأول الكتابة التى تعرفنا الحلال والحرام فيه وهى غير موجودة طبقا للماجدى
الثانى ممارسات الناس اليومية التى تدلنا على عقائدهم وأحكام تعاملهم وهؤلاء الناس ماتوا من ألاف السنوات ومن ثم لا يمكن معرفة شىء عن هذا الطريق
التماثيل تبدو أنها الشىء الوحيد الذى قد يدلنا على عبادة الأصنام ولكن صور تلك التماثيل المنشورة فى الكتاب لا يمكن الاستدلال منها إلا نادرا على تلك العبادة فكلها تماثيل يبدو أن من صنعوها أطفال وهى تذكرنا بما كان نصنعه ونحن صغار من أشكال طينية أيام الشتاء من طين الشارع أو عند ضرب الطوب اللبن ومن ثم لا نجد فى تلك التماثيل وكذلك الرسوم سوى خصائص رسوم الأطفال من عدم القدرة على إدارك البعد الثالث وهو ما يسمى التسطيح وكذلك تضخيم أعضاء وتصغير أعضاء أخرى
الغريب أن معظم إن لم يكن كل الرسوم فى الكهوف موجودة فى أوربا وكأن الناس لم يكونوا موجودين فى كل القارات
والأغرب أن الرسوم فى بعض الكهوف إما تدل على أن الإنسان كان متقدما جدا لأنه استطاع أن يرسم تلك الرسوم على بعد عشرات الأذرع من الأرض وهذا يحتاج لاختراع سلالم لم تكن موجودة فى ذلك الزمن على حد اعترافات كما أن بقاء تلك الألوان وخلطاتها تدل على معرفة متقدمة وإما تدل على أن أصحاب الرسوم هم أصحاب النظرية أنفسهم فهم من قاموا برسمها فى تلك الكهوف وزعموا اكتشافها فيما بعد للتدليل على هذا الخبل وما يؤكد هذا وجود رسوم لكائنات يسمونها المنقرضة كالماموث وهى رسوم لا توجد فى أى كتب بشرية من قبل وهو شىء ليس مستغرب لوجود علماء أوربيين كثر قاموا بتزوير الكثير من الحفريات لإثبات نظريتهم ومنها فضيحة تسمى بيلتدون على حد ما أتذكر
تناول الماجدى انقسام العصور لتاريخية وغير تاريخية والسبب الكتابة فهى التى تبدأ بها العصور التاريخية فيقول:
"تسمى العصور الحجرية إجمالا بعصور ما قبل التاريخ ويفصل اختراع الكتابة بين عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية التى ظهرت فيها حضارات ومدنيات الإنسان الكبرى أما العصور الحجرية فتمثل أغلب حياة الإنسان على الأرض وتسودها الصناعات والأدوات الحجرية وتقدم لنا ملاجىء وكهوف وقبور ومدافن وبيوت وقرى ومدن الإنسان فى هذه العصور ما نحتاجه من أدوات وصناعات ورسوم ومنحوتات لنستدل بها على ثقافة الإنسان القديم فى عصور ما قبل التاريخ "ص26
وهو تقسيم يدل على خبل فى عقليات القوم فأول شىء علمه الله للإنسان وهو آدم(ص) كان الكتابة وفى هذا قال تعالى " وعلم آدم الأسماء كلها"
الغريب فى أمر نظرية العصور الحجرية المزعومة أنها لا زالت موجودة فى عصرنا هذا مع كل التقدم المزعوم فى الآلات والأجهزة وإن كانت تراجعت فى كثير من البلاد فما زال من يعيشون فى الغابات يصنعون أطباقا من الخشب ودلو من الخشب وبراميل من الخشب ومنازل من الخشب وكانت أمهاتنا وجداتنا يملكون مكاحل حجرية وأدوات حجرية يوضع فيه زيت أو فتيل وأعتقد أن القبائل المنتشرة فى بلادنا لا زالت لديها تلك الأدوات خاصة عند أطبائهم
والأغرب أنه من نصف قرن تقريبا فى عهد رئيس الفيلبين ماركوس أخرج للوجود قبيلة من العصور البدائية للتدليل على صحة نظرية معينة وكان ذلك تزويرا فاضحا فى أيامها
وأخبرنا الماجدى بتقسيمات مجنونة لعلماء طبقات الأرض فالقوم قسموا شىء لم يروه ولم يشاهده أحد كما قال تعالى " ما أشهدتهم خلق السموات والأرض" فقال :
"درج العلماء على تقسيم تاريخ الأرض والحياة إلى أزمان كبرى تنقسم إلى عصور تصل إلى عشرات الملايين من السنوات ولكى نبسط هذه الأزمان نقول بصورة عامة إنها تنقسم إلى خمسة أزمان جيولوجية وبيولوجية فى نفس الوقت"ص15
ومن بين تلك العصور التى لم تسم سوى بأسماء أوربية خاصة مناطق انجلترا عصر قال فيه:
"ج- عائلة البشريات وقد تطور الإنسان فيها ومر بالمراحل التالية:
1-الإنسان القردى وهو البشر الذى عاش من 1.5 مليون سنة وأشهر أنواعه الإنسان الأفريقى إنسان بكين إنسان هايدلبرك
2-الإنسان المنتصب وهو البشر الذى عاش بين 700000-350000سنة وأشهر أنواعه إنسان جاوة بكين هايدلبرك
3- إنسان النياندرتال وهو البشر الذى عاش ضمن مجموعتين الأولى مبكرة فى الفترة غير الجديدة بين رس وفرم أما الثانية فمتطورة عاشت فى حدود50000 ق م وأشهر أنواعه إنسان شانيدر فى غرب أوروبا الإنسان الأفريقى إنسان فلسطين
4-الإنسان العاقل وهو الإنسان الذى يمثل المرحلة الأخيرة من التطور البشرى وربما ظهرت أنواعه مبكرة لكنه ظهر وساد الأرض فى العصر الحجرى القديم الأعلى أى بعد40000 ق م ومن اشهر أنواعه الكرومانيون "ص20
ماذا تلاحظون يا من تقرئون ؟
نفس أنواع الإنسان فى العصر القردى هى نفسها عدا واحد فى عصر الإنسان المنتصب
والأفريقى الذى كان فى القردى اختفى فى العصر المنتصب ثم عاد للظهور فى النياندرتال
تناقض لاشك فيه
الأغرب هو أنه لا يوجد نماذج عظمية تدل على الإنسان القردى ولا المنتصب ولا النياندرتال ولا غيرهم من مراحل التطور المزعومة فالهياكل العظمية الموجودة فى كل العالم هى نفس الهياكل فى كل العصور لا نجد هيكل مختلف إلا نادرا وهو موجود فى كل العصور وهو هياكل المعوقين حركيا
ويعيد الماجدى ذكر تلك الخرافة التطورية المزعومة حيث يد الإنسان كأرجل البط والدجاح ليس فيها إبهام ثم انفصل الإبهام عن باقى الأصابع والمخ حجمه قد كبر وموقع العينين تغير فيقول:
"كان العصر الحجرى السحيق الأيوليت مثل مفصل يفصل بين الإنسان الجنوبى القردى والإنسان الأول وقد كانت التطورات البيولوجية التى طرأت على شكل الإنسان آنذاك مثل حركة الإبهام وانفصاله عن حركة الأصابع وقدرته مسك واستخدام الأشياء وموقع العينيين القادر على النظر بوضوح وكبر الدماغ .. ص34
لا يوجد هيكل عظمى واحد من أى عصر يؤيد نظرية اليد المزعومة ولا كبر حجم الدماغ أو المخ فى عصر وصغره فى العصور قبله فلو قمنا لوزن أدمغة أو أمخاخ كل بشرى حاليا لوجدنا تفاوتا رهيبا فى الحجم والوزن فسنجد الكبير والمتوسط والصغير ولكنه ليس حجما واحدا ولا وزنا واحدا وإنما اختلاف واضح كما كان فى كل العصور
ثم يخبرنا الماجدى بأن أفريقيا مهد الإنسان فيقول:
"يمكن القول أن أفريقيا كانت قبل غيرها المهد الأول للإنسان الذى تطور فيه الإنسان من الأقزام إلى الإنسان العادى الطول فمن شمال وشرق أفريقيا تطور الإنسان القزم بليسى أنثروبس إلى إنسان البرا أنثروبس وقد تدفق هذا الإنسان بإتجاه أوربا وآسيا وفى أوربا ظهرت المنجزات المادية والروحية لإنسان العصر الحجرى القديم وهى منجزات مهمة إلا أنها بطيئة التطور"ص33
الرجل فى الفقرة جاء بنظرية جديدة مناقضة لنظرية القرد الذى تطور منه الإنسان المنتصب وهى نظرية تطور الإنسان من قزم لإنسان طويل فهل كان الإنسان أصله عنده قرد أم قزم ؟
والقول بكون أفريقيا هنا مهد الإنسان يناقض ما قاله من وجود إنسان بكين الآسيوى وهايدلبرك الأوربى مع الإنسان الأفريقى فى عصر الإنسان القردى فى ص20
بعد كل ذلك التخريف عن العصور المختلفة أخبرنا الماجدى عن كون أساس الدين وجود المقدس فقال :
"وإن فكرة الدين التى تستند إلى جوهر واحد هو وجود المقدس يمكن أن ان تكون بدأت من النار لأنها تحمل نمطا خاصا يختلف عن بقية ما يراه الإنسان فى عالمه لقد كانت النار أول مقدس احتك به الإنسان لكنه مقدس غائر فى البعد والقرب كذلك فإنه مقدس غفل لأنه لا يستدعى فصلا بين عالمين معروف ومجهول إنسانى وإلهى بل شكلت النار أول إشارة للخوف والرهبة والدهشة والجمال والمنفعة "ص36
وكلام الماجدى عن كون النار أول شىء مقدس بقوله لقد كانت النار أول مقدس احتك به الإنسان" يناقضه أنه قال أن هذه ألولية احتمال فقال "تستند إلى جوهر واحد هو وجود المقدس يمكن أن ان تكون بدأت من النار"
ومع هذا يناقض نفسه فى كون أساس الدين العقيدة والطقس والأسطورة فيقول:
"والحقيقة أن مدافن النياندرتال هى واحدة من أهم علامات تطوره الدينى فإذا كنا نرى أن الدين مكون من العقيدة والطقس والأسطورة فلاشك ان طقوس الدفن الشعائرية كانت بداية ظهور الطقوس المرافقة للعقيدة الدينية بل ربما كانت امتداد لها او تفسير لها حيث أن الإنسان الذى كان يدفن حيوانه السيد المقدس بدأ يرى نفسه وفى جسده الذى فيه من هذا المقدس ضرورة ان لا يترك فى العراء بعد الموت بل أن يدفن أيضا وربما سيكون من الفضل أن ترافق دفن الإنسان والحيوان معا "ص38
الغريب فى أمر الماجدى انه رغم عدم وجود أى دليل كتابى أو ممارسة إنسانية شاهدها يتحدث عن طقوس الدفن الشعائرية عند النياندرتال وهم أوربيون أيضا وكأنها حقيقة وقعت بالفعل
ويستدل الرجل على قداسة الدب بكهف ألبى جماجم الدببة فيه موضوعة بطريقة مرتبة فيقول:
"لقد أطبق الباحثون مصطلحات مثل سيد الحيوانات وسيد الدببة ليشيروا إلى عبادات منظمة لإنسان النياندرتال للحيوانات فقد حفظن فى مغاور كهوف الألب عدد من جماجم دببة مرتبة بطريقة خاصة أحيط بعضها بحجارات صغيرة وبعضها الأخر بألواح حجرية وجماجم خمسة محفوظة مع عظام الساعد فى جدار الكهف"ص37
وهو أمر غريب لن هذا الترتيب يكون له أكثر من احتمال مثل :
أن صيادى الدببة كان يذبحونها من أجل الفراء فيضعون الهياكل العظمية بجوار بعضها وليبيعوا العظام إلى السحرة والكهان لاستخدامها فى أمورهم
أن الصيادين أو من كانوا فى الكهف كانوا يستخدمون الجماجم وبقية العظام فى شرب الخمر أو ما شاكل هذا من استخدامها كأدوات وأسلحة
ويجرنا الماجدى لعلاقة الفن بالدين فيقول:

"لقد شهد عصرالباليوليت الأعلى ظهور نوعين من الفن هما الفن التشكيلى الرسم المعبر عنه بجداريات الكهوف وفن النحت الذى تجسد فيما يسمى بالتماثيل الفينوسية ولم يكن ظهور الفن فى هذا العصر من أجل الفن بذاته بل هو استمرار لتشكل الدين وظهوره فى عصر الباليوليت وإذا عدنا إلى هيجل فإننا سنرى ارتباط الفن بالدين من خلال أولى عتبات الدين الذى يمثله السحر الذى ظهر مع الدين فى الباليوليت الأوسط يمفصل فى الباليوليت الأعلى بين الدين والفن"ص40
هنا يربط الماجدى الفن بالدين وهو كلام ليس صحيح تماما فالفن غالبا يستخدم ضد الدين الحق ويستخدمه الكهنة فى بعض الأديان لترويج قدراتهم الفذة التى لا وجود لها وإشاعة الخوف فى قلوب اتباعهم حتى يدفعوا مقابل حمايتهم
ويجرنا الماجدى لعبادة الحيوانات والأمهات وغيرها فيقول:
"إذا كان سيد الحيوان وممثله الشامان قد شغلا الجزء الأعظم من الباليوليت فإن المرأة ممثلة بالآلهة والأم أو سيدة الماموث التى ظهرت فى دمى لاوسيل وليسبوغ ووليندروف قد شغلت القسم الأخير القليل منه ومن البديهى أن نرى هذا الحضور الأنثوى المحدود فى نهاية الباليوليت لأن القاعدة الروحية للإنسان اتسعت وأصبحت تنظر لعناصر الخصب الجسدى والولادة والتكاثر أمرا لا يقل أهمية عن عناصر الغذاء والماء ولذلك انعكس ذلك على العقائد الدينية إن الشكل الدينى لجمع القوت والصيد الذى كان من اختصاص الرجل انعكس فى شخصية الشامان وسيد الحيوانات والتجلى الذكورى للمقدس من النار إلى الحيوان إلى معابد الباليوليت الكهفية"ص52
وكما قلنا سابقا الرجل يستشهد بأوربيات وكأن أوربا المتخلفة المظلمة احتفظت وحدها دون سائر الدنيا بأدلة تلك الديانات المزعومة دون غيرها ولو قرأ الرجل الزرادشتية لعرف أنها ديانة حيوانية ديانة عبادة البقرة والحصان وغيرهم وهى ديانة تواجدت فى بلده وفى إيران حسب التاريخ المعروف ومن ثم لو درسها لكان جعلها حتى مرحلة تطورية لعبادة الحيوان
ويعيد الماجدى مقولة الثالوث الموجود فى الديانات المعاصرة كالنصرانية والهندوسية وغيرهم إلى العصور المزعومة فيقول:
" يظهر ثالوثات متعددة ظهر التعدد وقد لا يكون ظهور تلك الثالوثات منتظما وفق التشكل الذى تحدثنا عنه ولكننا ترى أن التوحيد الأنثوى القديم استنفد أغراضه الدينية ولم يعد صيغة تناسب التطور الروحى لفنسان فكان لابد من ظهور الثنائية الإلهية أولا وهى أنثوية ذكرية أولا ثم ظهور الثالوث الأم والأب والابن وهى ثلاثية اقنومية كانت صدرت بظهور العائلة "ص164
وطبقا لنظرية التطور فإن الإنسان مر بمراحل جمع والتقاط الثمار ثم مرحلة الرعى ثم مرحلة الزراعة وفى هذا قال:
"فى هذا العصر بدأت أولى محاولات الإنسان لتدجين الحيوان وتدجين وخزن الحبوب والثمار واختفت بالتدريج حيوانات الصيد الكبيرة التى اعتاد الصيادون قتلها بتعاون مجموعات منهم فى أكثر المناطق وحلت محلها الحيوانات التى تعيش فى الوقت الحاضر وبكلمة أخرى بدأ عهد الصيد بالانحسار نسبيا وظهر عصر الرعى والرعاة"ص59
نظرية تطور مهن الإنسان لا دليل عليها لأن هذه المهن كلها تواجدت فى كل العصور تقريبا حتى فى عصرنا المتقدم فلو كان هناك تطور فعلى لاختفى جمع والتقاط الثمار والرعى من الوجود الإنسانى ولكنهما ما زالا موجودين
وبشير الماجدى إلى جهود أحد علما أوريا وهو يونغ فيقول:
"وتشكل الرموز النباتية والحيوانية والطبيعية والهندسية محاور بحوثه هو وتلاميذه ورغم أنهم جميعا يرجعون هذه الرموز بشكل عام إلى الحياة البدائية الأولى لكنهم فى تطبيقاتهم العملية يجدون فى اليونان والمسيحية أعمق نقاط ظهورها الصريح وقد نوهنا عن خطأ هذا التصور يرى يونغ أن الرموز ليست فردية بل جماعية فى طبيعتها ومنشئها وهى فى المقام الأول صور دينية إنها ذات منشأ مقدس مدفون فى خفاء الماضى إلى عمق تبدو فيه بلا أصل إنسانى وإنها تعبر عن أنماط أو نماذج أولى وإنها تظهر فى جميع الحالات النفسية وخاصة الأحلام وهى ما زالت تمارس دون أن يعى الإنسان ذاك دورا مهما فى تطوره ورقيه"ص126
نظرية يونغ التى ينقدها الماجدى هنا يقودنا نقده إلى نظرية أجن منها وهى أن الرموز تعود للعصور الحجرية المزعومة التى لا وجود لها ولا دليل واحد على صحتها
ويقودنا الرجل بنظرياته إلى أن المعبد هو أساس وجود البلدة ومؤسساتها الأخرى فيقول :
"ولاشك ان المدينة تستدعى التفكير مباشرة بالمعبد الذى سيكون مركز المدينة والذى سيساهم فى ظهور المؤسسة الدينية الرسمية ممثلة بالكهان وهو ما سيدفع لظهور المؤسسة السياسية وظهور الملك الذى كان كاهنا وملكا فى البداية ثم تم عزل سلطاته الروحية عن الدنيوى فيما بعد "ص136
ولا شك أن هذه النظرية يفندها قيام الكثير من مدن الغرب الأمريكى دون أن توجد كنيسة أو رجل دين فى البلدة فالبيوت والمشاريع بنيت أولا ثم جاءت الكنائس ورجال الدين بعدها
ولا ندرى من أين جاء الماجدى بحكاية فصل الدين عن الدنيا فى تلك العصور وهى مقولة لم يصل لها الأوربيين إلا من قرون قصيرة ؟
وكعادة الكثير من المؤرخين يمدح حضارات بلده فيقول:
"يقسم علماء التاريخ والآثار فترة الكالكوليت إلى أربع ثقافات يقع أغلبها فى جنوب العراق ولا تصادق انتظاما شبيها بها فى أى بلد أخر لرهافة ونوعية التغيرات الحضارية السريعة فيها ص
136
اجمالي القراءات 3319