اقترنت تهديدات الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله بتدحرج الحرب على مستوى المنطقة في حال شن اي هجوم عسكري على سورية أو إيران, بتنفيذ الحزب لاستنفار عسكري كامل لجميع قواته ووحداته الصاروخية.
وكشفت معلومات خاصة لصحيفة "السياسة" الكويتية أن "حزب الله" أعلن التعبئة العامة في صفوفه, وهي تعني وقف الإجازات لجميع مقاتليه واستدعاء الآلاف من عناصره غير المتفرغين, كما أعطيت الأوامر لكبار المسؤولين بالاختفاء كما في حالات الحرب.
إضافة إلى ذلك, وضعت مختلف الوحدات القتالية في حالة تأهب شديد, وخصوصاً الوحدات الصاروخية, التي وضعت في مرحلة الجهوزية المسماة "ب" والتي تعني تحضيرها لتكون جاهزة للإطلاق خلال 12 ساعة منذ لحظة صدور الأمر بذلك.
وأوضحت المعلومات أن هذا الإجراء لم يكن قد اتخذ قبيل حرب يوليو 2006, إذ كان الحزب يعتقد أن الحرب لن تقع, وقد استغرق إعداد الوحدات الصاروخية آنذاك ثلاثة أيام, وهي المهلة التي تتطلبها مهمة إخراج راجمات ومنصات الصورايخ من مخابئها الحصينة والعميقة تحت الأرض, لوضعها في الخدمة.
ووفقاً للمعلومات, فإن استعدادات الحزب للحرب بدأت قبل أسابيع وقد لاحظ الجيش الإسرائيلي ذلك فكثف من طلعات طائراته الاستطلاعية في سماء لبنان, وأشرك للمرة الأولى طائرات حديثة ومتطورة جداً, تستخدم عادة أثناء المعارك لتنفيذ عمليات استطلاع دقيقة, ولكن "حزب الله" كثف من استعداداته في الأيام الأخيرة التي تلت خطاب نصر الله.
ولفتت المعلومات إلى أنه لم يعد مسؤولو "حزب الله" يتحفظون كما في السابق وصاروا يتكلمون عن خيار الحرب وكأنها واقعة خلال أيام أو أسابيع قليلة, بالرغم من كل ما يقال من أن إسرائيل لن تغامر بشن حرب ضد لبنان, لأنها تدرك حجم ردة الفعل التي ستواجهها من جانب "حزب الله".
في غضون ذلك, أعرب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان بالوكالة روبرت وتكنز عن قلقه من التهديدات ضد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) ومن خروق الجيش السوري للأراضي اللبنانية.
وقال وتكنز, بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي, أمس, "ما زلنا قلقين على أمن قوات اليونيفيل علما أنه لم تحدث أية حوادث أخيراً, إلا أننا مدركون للتهديدات المستمرة ضد القوات الدولية".
وأضاف "نحن نقدر الدعم الذي نلقاه من القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن, لكن هذه المسألة تبقى مقلقة بالنسبة لنا, ونحن أيضاً قلقون لمسائل تتعلق بإدارة الحدود خاصة الحدود مع سورية, حيث سجلنا عدداً من الخروق من قبل الجيش السوري في الأراضي اللبنانية".
وتابع المسؤول الأممي "نحن قلقون بالنسبة لهذه التطورات وما تعكسه من إنعدام ضبط الحكومة اللبنانية هذه الحدود مع سورية, ومدى أهمية تحديد هذه الحدود, حتى يكون هناك وضوح في ما يتعلق بهذه المسألة".
وأعرب عن سروره "للاستقرار الذي يسود جنوب لبنان في الفترة الأخيرة رغم بعض الحوادث القليلة التي لا تذكر", مضيفاً ان "المسألة الأساسية المتعلقة بالجانب الإسرائيلي فهي استمرار الخرق الجوي الإسرائيلي للأجواء اللبنانية, التي لم تخف وتيرته للأسف, كما لم يتم إحراز أي تقدم لجهة تسليم الشطر الشمالي لقرية الغجر للسلطات اللبنانية".