نقد كتاب تبليغ سورة البراءة

رضا البطاوى البطاوى في الإثنين ١٠ - أغسطس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد كتاب تبليغ سورة البراءة
الكتاب تأليف عبد الحسين الأميني من أهل العصر والكتاب يدور حول رواية لا أصل لها فى كلام الله وهى أن أول سورة براءة نزلت فأرسل بها النبى(ص) أبو بكر إلى أهل مكة وبعد هذا أرسل فى عقبه على كى يبلغ الرسالة هو بدلا منه
والغرض من الكتاب أساسا هو استنتاج لا تدل عليه الروايات وهو :
أن أبو بكر لا يصلح للخلافة لأنه لم يصلح للإبلاغ وتم إرسال على بديلا عنه ومن ثم فهو يستحق الخلافة وهو ما أفصح عنه الأمينى فى نهاية الكتاب بقوله:
"وفي القصة إيعاز إلى أن من لا يستصلحه الوحي المبين لتبليغ عدة آيات من الكتاب كيف يأتمنه على التعليم بالدين كله، وتبليغ الأحكام والمصالح كلها؟"
ولا ندرى من أين استنتج الأمينى القول مع تكرار القول التالى فى الروايات:
" فقال أبو بكر: مالي؟ قال: خير أنت صاحبي في الغار، وصاحبي على الحوض، غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني"
وقد استهل الأمينى الكتاب بالقول :
"ومما أشار إليه شاعرنا المالكي من مناقب مولانا أمير المؤمنين حديث البراءة وتبليغها قال:
وأرسله عنه الرسول مبلغا * وخص بهذا الأمر تخصيص مفرد
وقال:
هل التبليغ عني ينبغي * لمن ليس من بيتي من القوم؟ فاقتدي"
وذكر الأمينى ملخص الحكاية فقال :
"وذلك: أن رسول الله (ص)بعث أبا بكر إلى مكة بآيات من صدر سورة البراءة ليقرأها على أهلها فجاء جبرئيل من عند الله العزيز فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك فبعث رسول الله (ص)عليا على ناقته العضباء أو الجدعاء أثره فقال: أدركه فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه واذهب إلى أهل مكة فاقرأه عليهم فلحقه علي في العرج أو في ذي الخليفة أو في ضجنان أو الجحفة وأخذ الكتاب منه وحج وبلغ وأذن "
الغريب فى الحكاية السابقة ان المينة وقغ على أن الروايات لا تصلح كلها للتناقض بينها فى اسم الناقة التى ركبها على ما بين العضباء والجدعاء والقصواء والتناقض فى مكان اللحاق ذي الخليفة أو في ضجنان أو الجحفة

وقد ذكر الأمينى الروايات المختلفة فقال :
"هذه الأثارة أخرجها كثير من أئمة الحديث وحفاظه بعدة طرق صحيحة يتأتى التواتر بأقل منها عند جمع من القوم، وإليك أمة ممن أخرجها:
أسلفنا ترجمة كثير من هؤلاء الأعلام في الجزء الأول ص 73 - 51 تنتهي أسانيدهم في مأثرة أذان البراءة وتبليغها إلى جمع من الصحابة الأولين منهم:
1 - علي أمير المؤمنين من طريق زيد بن يثيع قال : لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي (ص)دعا أبا بكر ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني فقال لي: أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم فلحقنه بالجحفة فأخذت الكتاب منه ورجع أبو بكر فقال:يا رسول الله! نزل في شئ؟ قال: لا ولكن جبريل جاءني فقال: لا فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك
صورة أخرى عن زيد:
قال: نزلت براءة فبعث رسول الله (ص)أبا بكر ثم أرسل عليا فأخذها منه فلما رجع أبو بكر قال: هل نزل في شئ؟ قال: لا ولكني أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي فانطلق علي إلى مكة فقام فيهم بأربع
صورة ثالثة عن زيد:
إن رسول الله (ص)بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم اتبعه بعلي فقال له: خذ الكتاب فامض إلى أهل مكة قال: فلحقه فأخذ الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال لرسول الله (ص)أنزل في شئ؟ قال: لا إلا إني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي
صورة رابعة:
عن علي أمير المؤمنين من طريق حنش باللفظ الأول المذكور من ألفاظ زيد ابن يثيع حرفيا
صورة خامسة عن حنش عن أمير المؤمنين:
قال: إن النبي (ص)حين بعثه ببراءة فقال: يا نبي الله إني لست باللسن ولا بالخطيب، قال: ما بد أن أذهب بها أنا أو تذهب بها أنت قال: فإن كان ولا بد فسأذهب أنا، قال: فانطلق فإن الله يثبت لسانك ويهدي قلبك قال: ثم وضع يده على فمه
صورة سادسة عن أبي صالح عن أمير المؤمنين:
قال: بعث رسول الله (ص)أبا بكر ببراءة إلى أهل مكة وبعثه على الموسم ثم بعثني في أثره فأدركته فأخذتها منه فقال أبو بكر: مالي؟ قال: خير أنت صاحبي في الغار، وصاحبي على الحوض، غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني
2 - أبو بكر بن أبي قحافة قال: إن النبي (ص)بعثه ببراءة إلى أهل مكة لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، من كان بينه وبين رسول الله (ص)عهد فأجله إلى مدته والله برئ من المشركين ورسوله، فسار ثلاثا ثم قال لعلي: ألحقه فرد علي أبا بكر وبلغها أنت قال: ففعل فلما قدم على النبي أبو بكر بكى فقال: يا رسول الله حدث في شيئ؟ قال: ما حدث فيك إلا خير ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني
3 - ابن عباس قال: بعث رسول الله (ص)أبا بكر وأمره أن ينادي بهذه الكلمات ثم أتبعه عليا فبينا أبو بكر ببعض الطريق إذ سمع رغا ناقة رسول الله القصواء فخرج أبو بكر فزعا فظن أنه رسول الله (ص)فإذا هو علي فدفع إليه كتاب رسول الله وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات (فإنه لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل من أهلي ثم اتفقا) فانطلقا فقام علي أيام التشريق ينادي: ذمة الله ورسوله برية عن كل مشرك الحديث
صورة أخرى من لفظ ابن عباس:
قال: إن رسول الله (ص)بعث أبا بكر ببراءة ثم أتبعه عليا فأخذها منه فقال أبو بكر : يا رسول الله حدث في شيئ؟ قال: لا أنت صاحبي في الغار وعلى الحوض، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي الحديث
حديث آخر عن ابن عباس:
قال في حديث طويل عد فيه جملة من فضايل مولانا أمير المؤمنين مما تسالمت الأمة عليه: بعث رسول الله (ص)فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه وقال: لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه
حديث آخر عن ابن عباس:
أخرج ابن عساكر بإسناده من طريق الحافظ عبد الرزاق عن ابن عباس قال:
مشيت وعمر بن الخطاب في بعض أزقة المدينة فقال: يا بن عباس أظن القوم استصغروا صاحبكم إذ لم يولوه أموركم فقلت: والله ما استصغره رسول الله (ص)إذ اختاره لسورة براءة يقرأها على أهل مكة فقال لي: الصواب تقول والله لسمعت رسول الله (ص)يقول لعلي بن أبي طالب: من أحبك أحبني، ومن أحبني أحب الله، ومن أحب الله أدخله الجنة مدلا
4 - جابر بن عبد الله الأنصاري: إن النبي (ص)حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح فلما استوى للتكبير سمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن التكبير فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله (ص)الجدعاء لقد بدا لرسول الله (ص)في الحج فلعله أن يكون رسول الله (ص)فنصلي معه فإذا علي عليها فقال له أبو بكر: أمير أم رسول؟ قال: لا بل رسول أرسلني رسول الله (ص)ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج فقدمنا مكة فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس حتى ختمها ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها فلما كان النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون أو كيف يرمون فعلمهم مناسكهم فلما فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها
5 - أنس بن مالك قال: إن رسول الله (ص)بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة ثم دعاه فقال: لا ينبغي أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي، فدعى عليا فأعطاه إياها
وفي لفظ آخر لأحمد:
إن رسول الله (ص)بعث ببراءة مع أبي بكر الصديق فلما بلغ ذا الحليفة قال: لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي فبعث بها مع علي
6 - أبو سعيد الخدري قال: بعث رسول الله أبا بكر يؤدي عنه براءة فلما أرسله بعث إلى علي فقال: يا علي إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو أنت فحمله على ناقته العضباء فسار حتى لحق بأبي بكر فأخذ منه براءة فأتى أبو بكر النبي (ص)وقد دخله من ذلك مخافة أن يكون قد أنزل فيه شئ فلما أتاه قال: مالي يا رسول الله؟ قال: خير أنت أخي وصاحبي في الغار وأنت معي على الحوض غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني
أبو رافع قال : بعث رسول الله (ص)أبا بكر ببراءة إلى الموسم فأتى جبريل (ص) فقال: إنه لن يؤديها عنك إلا أنت أو رجل منك فبعث عليا على أثره حتى لحقه بين مكة والمدينة فأخذها فقرأها على الناس في الموسم
8 - سعد بن أبي وقاص قال: بعث رسول الله (ص)أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا فأخذها منه ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه فقال رسول الله (ص)لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني
حديث آخر عن سعد:
أخرج ابن عساكر بإسناده عن الحرث بن مالك قال: أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت: هل سمعت لعلي منقبة؟ قال: لقد شهدت له أربعا لئن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح: إن رسول الله (ص)بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوما وليلة ثم قال لعلي: اتبع أبا بكر فخذها وبلغها فرد علي أبا بكر فرجع يبكي فقال: يا رسول الله أنزل في شئ؟ قال: لا إلا خيرا إنه ليس يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني، أو قال: من أهل بيتي الحديث
9 - أبو هريرة قال: كنت مع علي بن أبي طالب لما بعثه رسول الله (ص)فنادى بأربع حتى صهل صوته الحديث
أخرجه الدارمي في سننه 2: 237، والنسائي في سننه 5: 234 مع اختصار غير مخل كما قاله السيوطي في شرحه، وحديث أبي هريرة أخرجه كثير من الحفاظ غير أنه لعبت به أيدي الهوى، ومهدت لرماة القول على عواهنه مجال الترة والدجل حول هذه الأثارة الكريمة وأخرج الحافظ محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2 ص 173، وذخاير العقبى ص 69 من طريق أبي حاتم عن أبي سعيد أو أبي هريرة قال: بعث رسول الله (ص)أبا بكر فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي فعرفه فأتاه فقال: ما شأني؟ قال: خير إن رسول الله (ص)بعثني براءة فلما رجعنا انطلق أبو بكر إلى النبي (ص)فقال: يا رسول الله مالي؟ قال: خير أنت صاحبي في الغار غير أنه لا يبلغ غيري أو رجل مني يعني عليا
10 - عبد الله بن عمر، ذكر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري 8: 256 ما مر عن أمير المؤمنين من طريق أبي صالح ثم قال: ومن طريق العمري عن نافع عن ابن عمر كذلك
11 - حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله (ص)علي مني وأنا منه لا يؤدي عني إلا أنا أو علي
حديث صحيح رجاله كلهم ثقات أخرجه بطرق أربعة أحمد بن حنبل في مسنده 4 ص 164، 165، والترمذي في صحيحه 2 ص 213 وصححه وحسنه، والنسائي في الخصائص ص 20، وابن ماجة في السنن 1 ص 57، والبغوي في المصابيح 2 ص 275، والخطيب العمري في المشكاة ص 556، والفقيه ابن المغازلي في المناقب، والكنجي في الكفاية ص 557، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات، والمحب الطبري في الرياض 2 ص 74، عن الحافظ السلفي، وسبط ابن الجوزي في التذكرة ص 23، والذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة سويد بن سعيد، وابن كثير في تاريخه
قال الأميني: هذه الجملة المروية من حبشي بن جنادة وعمران وأبي ذر الغفاري مأخوذة من حديث التبليغ وهي شطره كما نص عليه صاحب اللمعات والمرقاة والسندي الحنفي في شرح سنن ابن ماجة 1 ص 57 وقالوا: قال (ص)هذا تكريما لعلي واعتذارا إلى أبي بكر
12 - عمران بن حصين في حديث مرفوعا: علي مني وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا علي، أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب كذا في التذكرة السبط ص 22
13 - أبو ذر الغفاري مرفوعا: علي مني وأنا من علي، ولا يؤدي إلا أنا أو علي " مطالب السؤول ص 18
المراسيل
1 - عن أبي جعفر محمد بن علي (الإمام الباقر) قال: لما نزلت براءة على رسول الله (ص)وقد كان بعث أبا بكر الصديق ليقيم للناس الحج قيل له: يا رسول الله لو بعثت بها إلى أبي بكر، فقال: لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي، ثم دعا علي بن أبي طالب فقال له: أخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى: إنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله (ص)عهد فهو له إلى مدته، فخرج علي بن أبي طالب على ناقة رسول الله (ص)العضباء حتى أدرك أبا بكر بالطريق، فلما رآه أبو بكر بالطريق قال: أمير أو مأمور؟ فقال:
بل مأمور ثم مضيا فأقام أبو بكر للناس الحج والعرب إذ ذاك في تلك السنة على منازلهم من الحج التي كانوا عليها في الجاهلية حتى إذا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب فأذن في الناس بالذي أمره به رسول الله (ص) الحديث
2 - روي أن أبا بكر لما كان ببعض الطريق هبط جبريل (ص) وقال: يا محمد لا تبلغن رسالتك إلا رجل منك فأرسل عليا، فرجع أبو بكر إلى رسول الله (ص)فقال: يا رسول الله أشيئ نزل من السماء؟ قال: نعم فسر وأنت على الموسم وعلي ينادي بالآي
3 - عن السدي قال: لما نزلت هذه الآيات إلى رأس أربعين آية بعث بهن رسول الله (ص)مع أبي بكر وأمره على الحج فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة أتبعه بعلي فأخذها منه فرجع أبو بكر إلى النبي (ص)فقال: يا رسول الله! بأبي أنت و أمي أنزل في شأني شئ؟ قال: لا ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني، أما ترضى يا أبا بكر إنك كنت معي في الغار وأنك صاحبي على الحوض؟ قال: بلى يا رسول الله فسار أبو بكر على الحاج وعلي يؤذن ببراءة الحديث
4 - قال البغوي المفسر في تفسيره - هامش تفسير الخازن - 3 49: لما كان سنة تسع وأراد رسول الله (ص)أن يحج ثم قال: إنه يحضر المشركون فيطوفون عراة فبعث أبا بكر تلك السنة أميرا على الموسم ليقيم للناس الحج وبعث معه أربعين آية من صدر براءة ليقرأ ها على أهل الموسم ثم بعث بعده عليا كرم الله وجهه على ناقته العضباء ليقرأ على الناس صدر براءة وأمره أن يؤذن بمكة ومنى وعرفة: أن قد برئت ذمة الله وذمة رسوله من كل مشرك ولا يطوف بالبيت عريان فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أنزل في شأني شئ؟ قال: لا ولكن لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي أما ترضى يا أبا بكر! إنك كنت معي في الغار، وإنك صاحبي على الحوض؟ قال: بلى يا رسول الله فسار أبو بكر أميرا على الحاج وعلي ليؤذن ببراءة الحديث
وينبأ عن إطباق الصحابة الأولين على هذه المأثرة لأمير المؤمنين استنشاده بها أصحاب الشورى يوم ذاك بقوله: أفيكم من اؤتمن على سورة براءة وقال له رسول الله (ص) إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني، غيري؟ قالوا: لا
- 163 وأن هذه الجملة المذكورة عدها ابن أبي الحديد من الصحيح ومما استفاض في الروايات من المناشدة يوم الشورى "
التناقضات بين الروايات :
الأول : المبعوث مع الاثنين فمرة عشر آيات بقولهم " لما نزلت عشر آيات من براءة " وهو ما يناقض كونها السورة كلها فى الروايات التالية
"نزلت براءة " و"فقرأ على الناس براءة حتى ختمها"و"بعث رسول الله (ص)فلانا بسورة التوبة" وهو ما يناقض كونها الآيات الأولى من السورة بقولهم "أخرج بهذه القصة من صدر براءة" وهو ما يناقض كونها40 آية فى قولهم "وبعث معه أربعين آية من صدر براءة ليقرأها على أهل الموسم"
التناقض الثانى : اسم ناقة النبى(ص) فمرة العضباء فى قولهم "ناقة رسول الله (ص)العضباء"وهو ما يناقض كونها القصواء فى قولهم " ناقة رسول الله القصواء " وكلاهما يناقضان كونهم الجدعاء فى قولهم "حتى إذا كنا بالعرج ناقة رسول الله (ص)الجدعاء"
التناقض الثالث صاحب الناقة ففى معظم الروايات هو النبى(ص* كما فى قولهم " ناقة رسول الله القصواء" وهو ما يناقض كونها ناقة على فى قولهم"سمع بغام ناقة علي"
التناقض الرابع مكان التقاء أبو بكر وعلى فمرة ذو الحليفة فى قولهم"فلما بلغ ذا الحليفة " ومرة مكان مجهول فى قولهم "حتى لحقه بين مكة والمدينة " ومرة ضجنان فى قولهم" فلما بلغ ضجنان" ومرة منى فى قولهم" إذا اجتمعوا بمنى" ومرة العرج فى قولهم " حتى إذا كنا بالعرج ناقة رسول الله (ص)الجدعاء"
التناقض الخامس مكان ألاذان فمرة منى فقط فى قولهم "وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى " ومرة فى ثلاث أماكن فى قولهم "وأمره أن يؤذن بمكة ومنى وعرفة"
التناقض السادس ما يقال كبلاغ فمرة أربعة أمور هى "ذمة الله ورسوله برية عن كل مشرك إنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله (ص)عهد فهو له إلى مدته " ومرة أمرينكما فى قولهم"أن قد برئت ذمة الله وذمة رسوله من كل مشرك ولا يطوف بالبيت عريان "
كب هذه التناقضات تثبت أن الحدث لم يحدث بهذه الطريقة كما أن الروايات يجمعها عدة أخطاء :
الأول وجود الحوض لأن لكل مسلم حوضان أى عينان أى نهران وليس حوض واحد كما قال تعالى "ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان"
الثانى أن الآذان كان فى أيام التشريق وهو ما يخالف أنه يوم الحج الأكبر فقط كما قال تعالى" وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر"
الثالث أن النبى(ص) من على وعلى من النبى(ص) وهو كلام متضاد فلا يمكن أن يكون اثنان من بعضهما وإنما واحد من الثانى فقط وعلى ليس من النبى(ص) لقوله تعالى " ما كان محمد ابا أحد من رجالكم "
الرابع أن الآذان كان لأهل مكة وهو ما يخالف كونه لكل الناس كما قال تعالى "وأذان من الله ورسوله إلى الناس"
وكلمات الآذان هى :
"وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر إن الله برىء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزى الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم"
المستفاد :
الأول أن المبلغ للآذان هو النبى(ص) نفسه لقوله "وأذان من الله ورسوله" وقوله" وبشر الذين كفروا"
الثانى أن الآذان أبلغ فى يوم واحد هو يوم الحج الأكبر "وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر"
الثالث لا يوجد ذكر لإرسال أى أحد فى الآيات لتبليغ الآذان
الرابع الآذان هو براءة الله ورسوله من الكفار كما قال تعالى " إن الله برىء من المشركين ورسوله"
وأما ما قاله الأمينى:
"المتخلص من سرد هذه الأحاديث هو تواتر معنوي أو إجمالي لوقوع أصل القصة من استرداد الآي من أبي بكر وتشريف أمير المؤمنين (ص) بتبليغها ونزول الوحي المبين بأنه لا يبلغ عنه (ص)إلا هو أو رجل منه، ولا يجب علينا البخوع لبعض الخصوصيات التي تفرد به بعض الطرق والمتون فإنها لا تعدو أن تكون آحادا، وفي القصة إيعاز إلى أن من لا يستصلحه الوحي المبين لتبليغ عدة آيات من الكتاب كيف يأتمنه على التعليم بالدين كله، وتبليغ الأحكام والمصالح كلها؟ "
فهو كلام تكذبه آيات القرآن تماما وأما التواتر المعنوى فلا يعنى أن الحكاية لها أصل فكم من تواتر معنوى أو لفظى يكذبه القرآن تماما فكل الحكايات يبدو ان غالبيتها مخترعه لتفريق المسلمين وجعلهم يحاربون بعضهم البعض على أمور ليست من الإسلام فى شىء

اجمالي القراءات 3036