القاموس القرآنى : السبيل ، الدين الصراط ( الكتاب كاملا )

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٧ - أغسطس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

القاموس القرآنى : السبيل ، الدين الصراط ( الكتاب كاملا )

هذا الكتاب

جاء سؤال عن معنى كلمة ( السبيل ) وكالعادة تطورت الإجابة لتكون مقالات شكّلت هذا الكتاب.

منهج القاموس القرآن ليس التعمق في الآيات الخاصة ، ولكن عرض الكلمة القرآنية في سياقاها الموضعية والموضوعية لتكون خلفية لبحوث متعمقة لاحقة .

يوافق صدور هذا الكتاب الذكرى الرابعة عشر لإطلاق موقع أهل القرآن ، في أغسطس 2006 .

والله جل وعلا هو المستعان .

أحمد صبحى منصور .

 فيرجينيا 6 أغسطس 2020

 

 

الفهرس

هذا الكتاب  

  

القاموس القرآنى : السبيل ( 1 ) بمعنى الطريق المعنوى ( الدين )

 القاموس القرآنى : السبيل (2  ) الكافرون يُضلُّون عن الإسلام سبيل الله جل وعلا .

القاموس القرآنى : ( السبيل ) ( 3 ) سبيل المؤمنين وسبيل الضالين

القاموس القرآنى : ( السبيل ) ( 4 ) الإنفاق في سبيل الله : إبتغاء مرضاة الله جل وعلا

القاموس القرآنى : ( السبيل ) ( 5 )  معنى الإنفاق في سبيل الله جل وعلا :

 القاموس القرآنى : ( السبيل )( 6 ) البُخل وكنز المال في ( سبيل الشيطان )

القاموس القرآنى:(السبيل)(7) الصحابة بين الانفاق في سبيل الله أو البخل في سبيل الشيطان

القاموس القرآنى:( السبيل )( 8 ) الهجرة والجهاد في ( سبيل الله ) جل وعلا  

القاموس القرآنى:( السبيل )( 9 ) القتال في ( سبيل الله ) جل وعلا في القصص القرآنى  

القاموس القرآنى : ( السبيل )( 10)القتال في ( سبيل الله ) جل وعلا في التشريع القرآنى

القاموس القرآنى : السبيل ( 11 ) بين الطريق المعنوى والطريق المادى 

 

 القاموس القرآنى ( الدين ) ( 1 ) دين الله

 القاموس القرآنى ( الدين ) ( 2 ) ( الدين ) ونسبة ( الدين ) للبشر

القاموس القرآنى ( الدين ) ( 3 ) يوم الدين  

 القاموس القرآنى : الصراط

 

 

 

 

 

القاموس القرآنى : السبيل ( 1 ) بمعنى الطريق المعنوى ( الدين )

 

مقدمة : (السبيل ، الصراط ، الدين ) تعنى كلها ( الطريق ) . قد يكون ماديا ، وقد يكون معنويا . سنتعرض فيما بعدُ بعون الله جل وعلا لمصطلحى ( الدين والصراط ) ونبدأ هنا بمصطلح ( السبيل )

أولا : السبيل بمعنى دين الإسلام  

( الإسلام هو الأصل والكفر طارئ )

  الإسلام هو دين الفطرة ، قال جل وعلا : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (30) الروم ). لا يستطيع الشيطان تبديل الفطرة بأن يجعل الانسان ينكر ربه جل وعلا ، ولكن يستطيع فقط أن يجعله يغيّر الفطرة بأن يغطيها بالكفر ، و الكفر هو التغطية ، يجعل الشيطان الانسان يكفر بربه بأن يتخذ مع الله آلهة أخرى ، أي يُشرك بالله . وتحدثنا في هذا كثيرا .

( السبيل ) يعنى الإسلام

 ولأن الإسلام هو الأصل ولأن الكفر أو الشرك هو الطارئ فإن لفظ ( السبيل ) يأتي بمعنى الأصل ، وهو الإسلام . قال جل وعلا :

  1 : عن إستحالة الهداية لمن أدمن الكفر :  (  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّـهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا ﴿النساء: ١٣٧﴾. سبيلا هنا بمعنى الإسلام .

  2 : عن المنافقين :

  2 / 1 : (  مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴿النساء: ١٤٣﴾. سبيلا هنا بمعنى الإسلام .

2 / 2 : ( فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّـهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّـهُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴿النساء: ٨٨﴾. سبيلا هنا بمعنى الإسلام .

3 ـ والله جل وعلا خلق البشر أحرارا في مشيئة الكفر أو الإسلام ، وأنزل القرآن تذكرة ، قال جل وعلا :

3 / 1 : ( إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (19) المزمل ) سبيلا هنا بمعنى الإسلام .

3 / 2 : ( إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (29) الانسان ) سبيلا هنا بمعنى الإسلام .

4 : عليه جل وعلا توضيح قصد السبيل أي سواء السبيل ، وتمييز الحق من الباطل ، وترك للبشر حرية الاختيار ، قال جل وعلا : (  وَعَلَى اللَّـهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿النحل: ٩﴾. والباب مفتوح لمن شاء أن يتخذ الى ربه سبيلا ، قال جل وعلا : ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿الفرقان: ٥٧﴾. ففي القرآن الكريم التوضيح للهداية في الحق القرآنى  ، وبه يهتدى من يشاء السبيل أي الإسلام ، قال جل وعلا : ( وَاللَّـهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ﴿الأحزاب: ٤﴾، وكما فيه توضيح  سبيل الهداية ففيه أيضا التوضيح لسبيل المجرمين الضالين ، قال جل وعلا :(  وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴿الأنعام: ٥٥﴾،

5 ـ والذى يشاء الهداية يزيده الله جل وعلا هدى ، والذى يشاء الضلالة يزيده الله جل وعلا ضلالا ( البقرة  10) ( العنكبوت  ) ( مريم  75 : 76 ) ( محمد  17)، والذى يتبع غير سبيل المؤمنين يولّه الله جل وعلا ما اختار لنفسه طالما شاء أن يشاقق الرسول ( الرسول هنا بمعنى  القرآن الذى معنا وفيه الهدى ) ، قال جل وعلا :  ( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿النساء: ١١٥﴾، فالله جل وعلا يصرف عن الهدى من يشاء الضلال ولا يؤمن بالقرآن ويرفض سبيل الرشد ويختار سبيل الغى، قال جل وعلا :  ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴿الأعراف: ١٤٦﴾.

6 ـ  وجاء في الوصية العاشرة قوله جل وعلا : (  وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) ﴿الأنعام: ١٥٣﴾. ( السُّبُل ) هي الأديان الأرضية المختلفة . فالاسلام طريق واحد مستقيم أو سبيل واحد ( سواء السبيل ) ومن يخرج عنه يقع في الاختلاف والشقاق ، قال جل وعلا عن أتباع ( السُّبّل ) :

6 / 1 :( وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53)  الحج )

6 / 2 : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176)  البقرة )

6 / 3 :( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ )(137) البقرة ).

6 / 4 : في هذه الآيات يستبين سبيل المجرمين من المحمديين وغيرهم : (  وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴿الأنعام: ٥٥﴾،

7 ـ والله جعل الإسلام ميسّرا .

قال جل وعلا : ( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ﴿عبس: ٢٠﴾. السبيل هنا بمعنى الإسلام .

 وفى توضيح هذا قرآنيا :

7 / 1 : قال جل وعلا عن التيسير في دين الإسلام :

7 / 1 / 1 : ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ )(185) البقرة )

7 / 1 / 2 : ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) (78) الحج )

7 / 1 / 3 : ( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ) (6) المائدة)

7 /  1 / 4 : ( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً (28) النساء ).

8 ـ والله جل وعلا جعل كتابه ميسّرا للذكر . قال جل وعلا :

8 / 1 : ( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ ) (97) مريم )( الدخان 58 )

8 / 2 : وتكرر في سورة القمر قوله جل وعلا: ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ).

  

( سواء السبيل اى السبيل المستقيم أي الصراط المستقيم أي الإسلام )

( الكافرون ضلُّوا عن سواء السبيل )

 دين الحق هو سواء السبيل : الكافرون موصوفون بأنهم ضلوا عن سواء السبيل . قال جل وعلا :

1 ـ عموما :( وَمَنْ يَتَبَدَّلْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) البقرة  )

2 ـ عن بنى إسرائيل :( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّـهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴿المائدة: ١٢﴾

 3 ـ عن أهل الكتاب : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿المائدة: ٧٧﴾

4 ـ في قصة موسى عليه السلام : ( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴿القصص: ٢٢﴾

5 ـ للمهاجرين الصحابة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴿الممتحنة: ١﴾

 

ثانيا : الكفر هو الصّد عن سبيل الله وإضلال الناس عن سبيل الله

لأن الأصل هو الإسلام والكفر طارئ عليه فإن الكفر يتخصّص في الصّدّ عن سبيل الله  

( الكافرون يصدُّون عن الإسلام ،  سبيل الله ).  قال جل وعلا :

1 ـ عن دور الشيطان :

1 / 1 : من يعشُ عن نور ( كتاب الله / الإسلام / سبيل الله ) يقيّض له الله جل وعلا قرينا من الشياطين يتخصّص في إضلاله ، يزين له الباطل حقا والحق باطلا، يصدُّه عن عن السبيل ، أي دين الرحمن :( َومَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿الزخرف: ٣٧﴾

1 / 2 : وهذا ما حدث مع الأمم السابقة . قال جل وعلا عن :

1 / 2 / 1 : عاد وثمود : ( وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴿العنكبوت: ٣٨﴾

1 / 2  / 2 : قوم سبأ : ( وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿النمل: ٢٤﴾

1 / 2 /  3 : فرعون : ( وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴿غافر: ٣٧﴾

2 /  لذا يقنعهم الشيطان بالضلال على أنه هدى وأن الهدى هو الضلال، مع انهم أضل سبيلا .

2 / 1 : قالت قريش عن النبى محمد عليه السلام : ( إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿الفرقان: ٤٢﴾.

2 / 2 : وقال فرعون لقومه : (  مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) ﴿غافر: ٢٩﴾، وهذا ردّا على المؤمن من آله الذى قال : (  يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ )﴿غافر: ٣٨﴾.

 

أمثلة لمن يصُدُّ عن سبيل الله ( الإسلام ) :

قال النبى شعيب لقومه ( مدين ) (  وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا )  ﴿الأعراف: ٨٦﴾

كفرة أهل الكتاب. قال عنهم جل وعلا : (  فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ كَثِيرًا ﴿النساء: ١٦٠﴾

كفار العرب ( قريش والمنافقون ) . قال عنهم جل وعلا :

1 ـ ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّـهِ ) ﴿البقرة: ٢١٧﴾

2 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) ﴿الحج: ٢٥﴾

3 ـ ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ) ﴿الأنفال: ٤٧﴾

4 ـ ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴿محمد: ١﴾

(  اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّـهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ ) (التوبة: ٩﴾

5 ـ ( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿المنافقون: ٢﴾

الكافرون عموما حتى عصرنا وما بعده . قال عنهم جل وعلا :

1ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿النساء: ١٦٧﴾

2 ـ  (  إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ) ﴿الأنفال: ٣٦﴾

 3 ـ  ( الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ) ﴿ابراهيم: ٣﴾

4 :  (  الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ ﴿الأعراف: ٤٥﴾

  

 

 

التعليقات(6)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الأحد 05 يوليو 2020

[92647]

 

ملاحظة


فى الفقرة 1 من( السبيل يعنى الإسلام) السطر الأول( عن استحالة من أدمن الكفر) ربما كان المقصود (عن استحالة الغفران والهداية لمن أدمن الكفر)


فى آية الزخرف (ومن يعش عن ذكر الرحمن )سقطت واو العطف

 


2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأحد 05 يوليو 2020

[92648]

 

شكرا أخى الحبيب د مصطفى ، أكرمك الله جل وعلا ، وتم التصحيح

                                           

3   تعليق بواسطة  Taqwa Tamer     في   الإثنين 06 يوليو 2020

[92649]

 

السبيل هو الإسلام نعم .. نشكرك يا دكتور


السلام عليكم شكرا لك يا دكتور ،  في هذه الأية : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿المائدة: ٧٧﴾ هل لي أن أسأل عن ( لا تغلوا في دينكم ) شكرا لكم

 

4   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الإثنين 06 يوليو 2020

[92652]

 

شكرا استاذة تقوى ، وأقول : بعون الرحمن سنتعرض لمصطلح الدين فيما بعد ، وبعده مصطلح الصراط

5   تعليق بواسطة  المصطفى غفاري     في   الإثنين 06 يوليو 2020

[92655]

 

تدبر فائق الروعة لمعنى السبيل في القرءان الكريم .
زادك الله تعالى من فضله ،ونفع بعلمك ،ماذا أقول ،تحري دقيق لمعنى السبيل ،استقراؤك لموارده في الآيات ،أثمر  ،وزاد من انتباهنا للكتاب المبين ودقة إحكامه وتفصيله،

أشهد شهادة الحق ،كشفت آلاف الحقائق القرءانية ،ولأول مرة ،

 

6   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء 07 يوليو 2020

[92659]

 

اكرمك الله جل وعلا استاذ غفارى..

نحن لا زلنا على ساحل المعرفة القرآنية ، ندعو الله جل وعلا أن يزيدنا بالقرآن الكريم علما وهدى ورحمة

 

 

 

 

القاموس القرآنى : السبيل (2  ) الكافرون يُضلُّون عن الإسلام سبيل الله جل وعلا  

 

1 ـ عن دور الوحى الشيطانى في الاضلال قال جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) الانعام  ). والنتيجة أن أكثرية البشر ليسوا فقط ضالين بل هم مُضلُّون ، لو أطاعهم النبى محمد نفسه لأضلُّوه ( عن سبيل الله ) ، قال جل وعلا : ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿الأنعام: ١١٦﴾.

2 ـ وفى المقدمة منهم أئمة الأديان الأرضية المؤسّسة على افتراءات الأحاديث المُفتراة ، وهم في كل مجتمع ، وحيث يوجد ( ناس ) ف ( من الناس ) :

2 / 1 : من يتخصص في شراء ( لهو الحديث ) ليُضلّ بقية الناس عن ( سبيل الله ) ( الإسلام ) ، وينتظرهم ( عذاب مهين ) . قال جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿لقمان: ٦﴾.

2 / 2 :  ومن يتخصّص في الجدال في آيات الله بغير علم ليُضلّ عن ( سبيل الله ) ، وينتظره يوم القيامة عذاب الحريق ، قال جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (10) ﴿الحج: ٩﴾. هذا ينطبق على أئمة الأديان الأرضية من السنيين والشيعة والصوفية وطوائف المسيحية والبوذية ..الخ .

2 / 3 :  وعن دور الشيطان في هذا قال جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4)  الحج ).

2 / 4 : ووقع في هذا أئمة الضلال من أهل الكتاب فكانوا يشترون الضلال لإضلال الناس عن ( السبيل ) وهو الإسلام . وكان هذا في عهد النبى محمد عليه السلام. قال جل وعلا يخاطب رسوله : (  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ ﴿النساء: ٤٤﴾

2 / 5 : وجعلها رب العزة قضية عامة ، فهناك من لديه علم ويستخدمه في الإضلال ، فيزيده رب العزة ضلالا ، ويستحيل أن يهتدى ، قال جل وعلا : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّـهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّـهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿الجاثية: ٢٣﴾  حتى لو حرص النبى نفسه على هدايتهم ، قال جل وعلا : ( إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَن يُضِلُّ ۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿٣٧﴾ النحل   )، ذلك أن الشيطان تحكّم فيه فأراه الحق باطلا والباطل حقا ، فزاده الله جل وعلا ضلالا ، لذا قال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام ( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٨﴾ فاطر).

  في الإضلال عن القرآن ( سبيل الرحمن )

 

  قال جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴿٢٨﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ۖ وَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿٢٩﴾ وَجَعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّوا عَن سَبِيلِهِ ۗ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴿٣٠ ) ﴿ابراهيم: ٣٠﴾ . جعلوا لله جل وعلا( أندادا ) ليضلوا ( عن سبيله ) ، وهو الإسلام والقرآن .

تعليقا على هذه الآيات الكريمة نقول :

  1 : الكتاب الالهى نعمة ، توعّد الله جل وعلا من يبدّلها بالعقاب الشديد .قال جل وعلا : ( سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿البقرة: ٢١١﴾.

  2 :  والقرآن الكريم هو نعمة الله جل وعلا . وهى من أسماء القرآن . قال جل وعلا :  

  2 / 1 : (  مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿القلم: ٢﴾

   2 / 2 : ( فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ ﴿الطور: ٢٩﴾

  2 / 3 :  ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴿١١﴾ الضحى )

  2 / 4 : (  وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّـهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ) ﴿البقرة: ٢٣١﴾

  2 / 5 : (  وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿البقرة: ١٥٠﴾

  2 / 6 : (وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿المائدة: ٦﴾

  2 / 7 : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ﴿المائدة: ٣﴾ .

3 ـ  تلك الآيات الكريمة من سورة إبراهيم تنطق عن حال المحمديين . فهم بدّلوا نعمة القرآن كفرا ، بتقديس الأحاديث الشيطانية ، وجعلوا أئمتهم أندادا لرب العزة جل وعلا من البخارى وأمثاله ، ليضلُّوا عن سبيله . بل يرفعون البخارى فوق مقام رب العزة ، لأنه لو تعارض حديث واحد للبخارى مع مئات الآيات القرآنية لاتبعوا حديث البخارى وكفروا بالله جل وعلا . وفعلا ضلّ المحمديون عن القرآن واتخذوه مهجورا. وحتى نعمة البترول حوّلوها الى أسلحة يقتلون بها أنفسهم .

وقال جل وعلا :   

( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴿٣٢﴾وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴿٣٣﴾ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُولَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٣٤﴾ الفرقان  ) .

وتعليقا نقول :  

المحمديون هم الأضل سبيلا . وهم شرُّ مكانا ، وهم المجرمون أعداء النبى محمد ، وهم الذين إخترعوا ( تفسيرا ) للقرآن يتهمون القرآن بأنه غير مبين وأن آياته ليست بينات مبينات ، وليس ميسّرا للذكر ، وينكرون أن تفسير القرآن في القرآن  وهو (وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ) ، وأن بيان القرآن في تفصيلات القرآن .

وقال جل وعلا :

( لَّـٰكِنِ اللَّـهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ ۖ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا ﴿١٦٦﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿١٦٧﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّـهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ﴿١٦٨﴾ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿١٦٩﴾ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٧٠﴾ النساء )

وتعليقا نقول :  

1 ـ الله جل وعلا يشهد أن القرآن الكريم قد أنزله بعلمه ، وكذلك يشهد الملائكة وكفى بالله جل وعلا شهيدا . وتكرر هذا في قوله جل وعلا : ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّـهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ۚ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّـهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ ۚ قُل لَّا أَشْهَدُ ۚ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿١٩﴾ الانعام ). هنا شهادة الله على أنه لا إله إلا الله ، وعلى نزول القرآن . فهل جاءت شهادة الله تخصّ البخارى والسُّنّة ؟

2 ـ لذا تأتى الآية التالية عن الكافرين الذين صدوا ( عن سبيل الله ) قد ضلُّوا ضلالا بعيدا : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿١٦٧﴾ النساء  ) .

3 ـ ثم ما ينتظرهم من عذاب في جهنم . ونسأل : الى من يتوجّه هذا التحذير والتهديد؟

قال جل وعلا :  

( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ ۖ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ﴿٤﴾ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴿٥﴾ قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٦﴾ وَقَالُوا مَالِ هَـٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا ﴿٧﴾ أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا ۚ وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا ﴿٨﴾ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٩﴾ الفرقان )

وتعليقا نقول :  

ضربوا للرسول الأمثال ، ( فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا  ). لماذا ؟

1 ـ لأنهم اتهموا القرآن بأنه إفك ، وأنه أساطير الأولين ، وتندروا عليه في طلبهم آية حسية تغنيه عن السعي للرزق والسير في الأسواق . ثم إتهموه بأنه مسحور . ( ۚ وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا  ) وهو نفس الاتهام الذى وجّهه البخارى الملعون في حديث اليهودى الذى سحر النبى بزعمه .

قال جل وعلا :

( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿٤٦﴾ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا ﴿٤٧﴾ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٤٨﴾ الاسراء ).

وتعليقا نقول :  

ضربوا للرسول الأمثال ، ( فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا  ). لماذا ؟

لأن هذا واقع مشهود ، ونحن عليه شهود .

ندعوهم بالقرآن فينظرون الينا وهم لا يبصرون  ولا يسمعون ، قال جل وعلا : ( وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا ۖ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿١٩٨﴾ الاعراف  ) فبينهم وبين القرآن حجاب مستور يحجب أنوار القرآن عن الوصول الى قلوبهم .

 قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٥٧﴾ الكهف ).

أيضا إتهموا النبى بأنه مسحور : ( إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا  )، وهو نفس الاتهام الذى وجّهه البخارى الملعون في حديث اليهودى الذى سحر النبى بزعمه .

 

قال جل وعلا : (  إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿الأنعام: ١١٧﴾.

وتعليقا نقول :  

  يلبس أئمة الأديان الأرضية لباس الهداية بينما هم يقومون بإضلال الناس عن سبيل الله ( الإسلام ) لأنهم ينسبون أحاديثهم الشيطانية للوحى الالهى بزعم أن الرسول قالها ( سنة نبوية ) أو ان الله جل وعلا قالها ( أحاديث قدسية ). ولذا يتكرر في القرآن الكريم أنه جل وعلا هو الأعلم بمن ( ضلّ ) ومن ( يُضلُّ )عن سبيله ، وهو الأعلم بالمهتدين . قال جل وعلا :

  1 : ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿الأنعام: ١١٦﴾. بعدها : (  إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿الأنعام: ١١٧﴾.التعبير هنا بالمضارع ( يضلُّ ) الذى يتحقق في كل وقت لأن السياق هنا في الوحى الشيطانى المستمر ، ففي البداية قوله جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) الانعام ). التعبير بالمضارع في ( يوحى ) ( ولتصغى ) ( وليرضوه ) و ( ليقترفوا ).

  2 : وجاء التعبير بالماضى ( ضلّ ) في قوله جل وعلا :

  2 / 1 : ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿النحل: ١٢٥﴾

   2 / 2 : (  إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿القلم: ٧﴾

2 / 3 :   إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ ﴿٣٠﴾ النجم ).

 

 هذا يتجلّى في عصرنا .

  1 : في سياق قوله جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) )  جاء قوله جل وعلا عن أئمة الضلال والإضلال عن سبيل الله جل وعلا : ( وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ﴿١١٩﴾ الانعام ). وصفهم رب العزة جل وعلا بالاعتداء . هم يعتدون على رب العزة بوحيهم الشيطانى ، وهم يعتدون على رب العزة جل وعلا بنسبة كبائرهم اليه جل وعلا ويجعلون كبائرهم جهادا ودينا ، وهم يعتدون على البشر بالقتل والظلم .

   2 : في مواجهتهم نحن أهل القرآن نحتكم الى الله جل وعلا ؛ الى ( سبيله جل وعلا ) طاعة لقوله جل وعلا : ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً  ) (114)  الانعام )، وهذا في دعوتنا الإسلامية السلمية الإصلاحية ، ويقوم خصومنا المعتدون بشيطنتنا وتشويه صورتنا ، ويجعلوننا أعداء النبى محمد عليه السلام مع أننا نحن الذين ندافع عنه عليه السلام . بهذا تضيع الحقائق ويلبس أئمة الضلال لباس الهدى ، ويتم حصرنا في دائرة الكفر .

  3 : وهذا لا يعنينا في شيء . الذى يعنينا أن الله جل وعلا هو الأعلم بمن يُضل عن سبيله وهو جل وعلا الأعلم بالمهتدين . يكفينا قوله جل وعلا :

   3 / 1 : ( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً (84) الاسراء ). ونرجو أن نكون عند ربنا جل وعلا ( الأهدى سبيلا )

  3 / 2 : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿٥٦﴾ القصص ). نرجو أن نكون عند الله جل وعلا من المهتدين .

 

   التعليقات(3)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الثلاثاء 07 يوليو 2020

[92657]

 

ملاحظة


فى فقرة الإضلال عن القرآن سبيل الرحمن وفى السطر الثالث سقطت كلمة أندادا


فى فقرة وتعليقا نقول السطر الثانى اشتبكت كلمتا الإلهى ،وبزعم

2   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الثلاثاء 07 يوليو 2020

[92658]

 

نسأله جل و علا أن نكون من المهتدين

الهادي جل و علا من خلال هداه القران الكريم فهل هناك قول هاد غير قوله جل و علا ! أليس كتابه هدى و آياته تهدي إلى سبيله جل و علا فماذا بعد الهدى إلا الضلال .

الحمد لله على هداه - القران الكريم - و على نعمته - القران الكريم - و نسأله جل و علا الهادي إلى الصراط المستقيم أن يهدينا إلى سبيله فهو جل و علا نعم الهادي و كفى بقرانه الكريم كتابا هاديا.

 

3   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء 07 يوليو 2020

[92660]

 

شكرا أخى الحبيب د مصطفى ، أكرمك الله جل وعلا ، وشكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على
تم التصحيح د مصطفى واكرمك الله جل وعلا.
استاذ سعيد:
ندعو الله جل وعلا ان يميتنا ونحن على هدى بالقرآن ونعمته
كان المفترض أن اكتب مقالين فقط فى موضوع السبيل ، ولكن يبدو أنه سيطول . كلما تعمق أحدنا فى المعرفة القرآنية أدرك مدى ما لم يعلمه من القرآن الكريم .سبحان من أنزل هذا القرآن وجعله آية للناس
ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله   وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم.

 

 

 

 

القاموس القرآنى : ( السبيل ) ( 3 ) سبيل المؤمنين وسبيل الضالين

 

  نماذج من إضلالهم

1 ـ :  قال جل وعلا :  ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿العنكبوت: ١٢﴾. مثل المحمديين اليوم كان كفار قريش يؤمنون بيوم آخر مملوء بالشفاعات والوساطات ، وقد كانوا يعتقدون بأن لهم جاها عند الله جل وعلا في الآخرة وبه يتحملون خطايا المؤمنين لو إتبعهم المؤمنون . والله جل وعلا يردُّ على إضلالهم .

2 ـ :  قال جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَـٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا ﴿النساء: ٥١﴾.

 ( الجبت ) هو الديانة المصرية القديمة ، ومنها إنتشرت هذه الديانة في أوربا تحمل إسم ( الجبت ) فأطلق الغربيون على ( مصر ) إسم ( إيجيبت ) ، وفى فتح العرب لمصر سموا أهلها باسم دينهم ( جبط / قبط ) . وقد تأثر بالديانة المصرية القديمة الضالون من بنى إسرائيل فعبدوا ( عزير ) يضاهئون قول قدماء المصريين من قبل ، قال جل وعلا : ( وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30)  التوبة  ) ( عُزير )  هو ( أوزيريس) بالكتابة اليونانية . وتأثر بها العرب في الجاهلية فعبدوا ( العّزى ) ، قال لهم جل وعلا :  (أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى (23)  النجم ) وهى ( إيزيس ) بالكتابة اليونانية . والطاغوت هو مفتريات الدين الأرضى الشيطانى .  هؤلاء الضالون المُضلُّون  من الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يقولون لكفّار العرب إنهم أهدى من المؤمنين سبيلا .

سبيل المؤمنين وسبيل الضالين :

1 ـ هناك سبيلان متناقضان : سبيل الله ( سبيل الرشد) وسبيل الشيطان ( سبيل الغى ) . الذى يختار سبيل الشيطان  يصرفه الله جل وعلا عن آياته ، قال جل وعلا : ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146) الأعراف )

2 ـ قد يكون المُضلُّ عن سبيل الله والدىّ المؤمن ، والله جل وعلا ينهى المؤمن عن طاعتهما ، ويأمره أن يصاحبهما في الدنيا معروفا وأن يتبع ( سبيل ) من أناب الى الله جل وعلا . قال جل وعلا : ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ) ﴿لقمان: ١٥﴾.

2 / 1 : وتكرر هذا في قوله جل وعلا : ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)  العنكبوت ).

2 / 2 : لم يقل جل وعلا  ( إتّبع فلانا ) لأنّ الاتباع هو لسبيل الله جل وعلا ، هو للكتاب الالهى وليس لبشر . قال جل وعلا : ( كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (3)  الاعراف)

3 ـ وقال جل وعلا : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ) ﴿غافر: ٧﴾. ملائكة العرش تستغفر لمن تاب وإتبع سبيل الرحمن: (وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ )

4 ـ في المقابل هناك سبيل الشيطان ، سبيل الفساد والمفسدين ، قال جل وعلا :( وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴿الأعراف: ١٤٢﴾. موسى يأمر أخاه هارون بأن يخلفه في بنى إسرائيل وينهاه عن إن يتبع سبيل المفسدين . ورجع موسى فوجد قومه قد ( أضلّهم السامرى ) . (   قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمْ السَّامِرِيُّ (85) طه ).

5 ـ وسبيل الشيطان موصوف أتباعه بأنهم ( أضلُّ سبيلا ). قال جل وعلا :

5 / 1 : ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿الفرقان: ٤٤﴾. وفى  سورة الأنفال يصفهم جل وعلا بأنهم ( شرُّ الدواب ). قال جل وعلا :

5 / 1 / 1 : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)    

5 / 1 / 2 : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (55)

5 / 2 : ثم هناك الأفدح . قال جل وعلا : ( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّـهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّـهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿المائدة: ٦٠﴾

 مصير الضالين المُضلّلين

1 ـ نأخذ فرعون مثلا :

1 / 1 : قال لقومه : ( مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) غافر ). فرعون هو صاحب ( سبيل الرشاد )..!!!

1 / 2 : إتبعه قومه فغرقوا معه ، وأضلهم فرعون . قال جل وعلا : ( فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ﴿٧٨﴾  وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ ﴿طه: ٧٩﴾

1 / 3 : ثم هو وهم معه في عذاب البرزخ مستمرون ، وينتظرهم عذاب الآخرة : ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)  غافر  )

1 / 3 : ثم سيكون إماما لقومه في دخول النار. قال جل وعلا : ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمْ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99) هود )

2 ـ الذين يتبعون سبيل الشيطان لا تخلو صحائف أعمالهم من الصالحات ، ولكن لأنهم كفروا وصدّوا عن ( سبيل الله ) وعادوا رسوله مع أنه قد تبين لهم الهدى فإن الله جل وعلا سيحبط ثمرة عملهم الصالح . قال جل وعلا :

2 / 1 :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَىٰ لَن يَضُرُّوا اللَّـهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ﴿محمد:٣٢﴾. ألا تنطبق هذه الآية الكريمة على المحمديين ؟

 2 / 2 :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ﴿محمد: ٣٤﴾. ألا تنطبق هذه الآية الكريمة على المحمديين ؟

3 ـ ( الأضلّ سبيلا ) هم ( العُميان عن الحق القرآنى ). عن حالهم يوم تلقّى كتاب الأعمال قال جل وعلا : ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ۖ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَـٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴿٧١﴾ وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿الإسراء: ٧٢﴾.

4 ـ الذين يُضلُّون عن ( سبيل الله ) ينتظرهم عذاب شديد .

4 / 1 :جاء هذا وعظا للنبى داود عليه السلام : (  يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴿ص: ٢٦﴾

4 / 2 : ينطبق هذا على المُضلّين الذين يستغيثون بالله جل وعلا عند المرض والضرر ، فإذا أنجاهم الله جل وعلا إتّخذوا أندادا لرب العزة ليضلوا الناس عن ( سبيل الله ). مصيرهم أن يتمتعوا بكفرهم قليلا ، وهم في الآخرة من أصحاب النار .  قال جل وعلا : ( وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ  قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) ﴿الزمر: ٨﴾.

4 / 3 : هؤلاء ( الأضلُّ سبيلا ) والأشرُّ مكانا سيحشرهم الله جل وعلا على وجوههم في جهنم ، قال جل وعلا ( الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُولَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿الفرقان: ٣٤﴾

4 / 4 : ويوم القيامة سيندمون حيث لا يجدى الندم ، قال جل وعلا : (  وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿الفرقان: ٢٧﴾.هو لن يعضّ على أصابعه بل على يديه معا . وهذا موجّهُ أساسا للمحمديين أعداء خاتم النبيين لأن بعدها قال جل وعلا عن الذى لم يتخذ مع الرسول سبيلا : ( يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً (29). ثم بعدها عن خاتم النبيين عليه وعليهم السلام :  ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) الفرقان )

4 / 5 : وفى الجحيم سيتبرأ المستضعفون من شيوخهم وأئمتهم الذين ( أضلوهم السبيل ) سبيل الحق ، لذا سيلعنونهم وهم تتقلب وجوههم في النار . قال جل وعلا : (  يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68)﴿الأحزاب: ٦٧﴾

4 / 6 : والذين ( ضلُّوا السبيل ) وعبدوا أشخاصا ماتوا ولا علم لهم بمن إتخذوهم آلهة وضلّوا عن السبيل ، سيتبرأ هؤلاء منهم . قال جل وعلا : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾ الفرقان )

4 / 6 / 1 : سيحدث هذا مع عيسى حين يسائله ربه جل وعلا عمّن جعلوه وأمّه إلاهين من دون الله جل وعلا : (  وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) المائدة )

4 / 6 / 2 :  وسيحدث هذا مع محمد عليه السلام ، سيسأله ربه جل وعلا عمّا نسبه المُضلون له من حديث ، تاركين حديث الله جل وعلا في القرآن الكريم ، وسيردُّ النبى محمد مدافعا عن نفسه بأنهم إتّخذوا القرآن مهجورا : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) الفرقان )

4 / 6 / 3 : ونفس الحال مع الذين يعبدون الملائكة ، قال جل وعلا : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (42)  سبأ  )

4 / 6 / 4 : وقال جل وعلا : ( وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِي الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً (52) الكهف )

4 / 6 / 5 : وقال جل وعلا : ( وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوْا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64) القصص )  

4 / 6 / 6 : وأخيرا عن أولئك الضالين قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6 الاحقاف ).

على سبيل المثال : سيأتى الحسين وأبوه وأمه يتبرأون من الشيعة ، وهكذا ..

 

 

 

 

القاموس القرآنى : ( السبيل ) ( 4 ) الإنفاق في سبيل الله : إبتغاء مرضاة الله جل وعلا

 

أنواع الأعمال ، وأهدافها

1 ـ العمل بشرى  قد يكون صالحا وقد يكون سيئا . وللعمل البشرى أهداف ، قد يكون دنيويا عاديا وقد يكون شيطانيا ، وقد يكون ( في سبيل الله جل وعلا ) إبتغاء مرضاته .

2 ـ هناك أعمال صالحة يكون هدفها الدنيا فقط ، فهناك بليونيرات لا يؤمنون بالآخرة يتبرعون بالملايين من مال الله جل وعلا الذى استخلفهم فيه ولكن بهدف دنيوى بحت . هؤلاء يجزيهم الله جل وعلا أجرهم في الدنيا فقط لأنهم يريدون الدنيا فقط . قال جل وعلا : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) هود ). البداية هنا هي إرادة الدنيا ، فالدنيا هي الهدف ، وهو يفعل عمله الصالح ( في سبيل الدنيا ) وليس ( في سبيل الله)  جل وعلا.

2 ـ هناك أعمال تبدو صالحة في نظر المؤمنين بالدين الأرضى ، ولكنها عند الله جل وعلا في سبيل الشيطان ، مثل الذى ينشىء مسجدا أو قبرا مقدسا  أو معهدا دينيا أو مؤسسة علمية لتعليم أو ترويج دين أرضى . كلها للصّدّ عن سبيل الله جل وعلا ، أو يتبرع للجهاد ( السلفى ) قتلا للأبرياء . قال جل وعلا بأسلوب المضارع الذى يفيد الاستمرار : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) الانفال ) سيكون إنفاقهم الشيطانى حسرة عليهم في الدنيا ثم سيكون حسرة عليهم في الآخرة ، إذ سيكونون (زبالة ) تتراكم على بعضها ثم تُلقى في جهنم ، قال جل وعلا في الآية التالية : (  لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (37) الانفال ). الروعة هنا في قوله جل وعلا : ( لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ )، فالكافر يحسب أنه يُحسن صنعا وأنه يقوم بعمل صالح طيب ، ويعتبره مجتمعه قد أحسن صنعا ، ويجد الترحيب والتكريم في الدنيا ، وتكون المفاجأة في الآخرة ، عندما يكون عمله خبيثا وحسرة عليه ،  قال جل وعلا : (  قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً (106) الكهف )

نتوقف مع العمل الصالح الذى يتوجه به المؤمنون ( في سبيل الله ).

ونبدأ ب :

الانفاق والتّصدُّق في سبيل الله وابتغاء مرضاته جل وعلا :

من حيث التشريع :

لأهميته في دين الإسلام فله تشريع خاص به ، نستعرضه في الآتى :

 

 المستحقون ( اشخاص وجهادا في سبيل الله جل وعلا ) ،  عنهم قال جل وعلا :

1 ـ ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215) البقرة)

2 ـ( وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ) ﴿النور: ٢٢﴾

 3 ـ للمهاجرين المُحاصرين : ( لِلفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنْ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) البقرة )

4 ـ  ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿التوبة: ٦٠﴾

5 ـ لا يشترط في مستحق الصدقة أن يكون مؤمنا مسلما ، قال جل وعلا :( لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (272) البقرة ). المستحق هو بالوصف ( فقير ، مسكين ، ابن سبيل ، يتيم ) بغض النّظر عن دينه . وهذا من أوجه العظمة في الدين الالهى .  

6 ـ في الجهاد السلمى والقتال الدفاعى ، قال جل وعلا :

6 / 1 ( الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) البقرة ) بعدها قال جل وعلا عن الانفاق في المجهود الحربى : ( وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195 ) البقرة ).

6 / 2 : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60)الانفال ). هنا الانفاق في الاستعداد الحربى .

6 / 3 : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (112) التوبة  )

مقدار الصدقة : التوسط .

1 ـ التوسط عموما في الانفاق الشخصى  دون اسراف او تقتير ، قال جل وعلا :( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (29) الاسراء )

2 ـ التوسط في إعطاء الصدقة والإنفاق في سبيل الله ، قال جل وعلا :

2 / 1 :( وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) الفرقان )

2 / 2 : ( وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ ) (219) البقرة)

الوقت في إخراج الصدقة أو الإنفاق :

ليس مرتبطا بالحول أو مرور عام، الفقير المسكين لا ينتظر عاما حتى يأخذ حقه في الصدقة  

1 ـ بل هو في كل وقت : ليلا ونهارا  ، قال جل وعلا : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (274) البقرة )

2 ـ وبمجرد مجىء المال ودون إنتظار أو تأخير ، قال جل وعلا : ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) (141) الانعام )

النصاب الذى يستحق أخراج الصدقة عنه :

عن أي مال يأتي حتى لو كان قليلا ، قال جل وعلا :( ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) البقرة )

لا بد أن يكون المال من حلال  ، قال جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) البقرة )

الحثُّ على الانفاق والصدقة

له الأجر في الدنيا  ، قال جل وعلا :

1 ـ ( مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) البقرة )

2 ـ ( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) سبأ )

3 ـ  ( إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) التغابن )

4 ـ ( آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7)  الحديد )

5 ـ ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60) الانفال ).

6 ـ لذا فإن الذى يبخل إنما يبخل على نفسه ، قال جل وعلا : ( هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ ) (38) محمد )

7 ـ الإنفاق في سبيل يمنع التهلكة ، قال جل وعلا :

7 / 1 :( وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195 ) البقرة ).

7 / 2 : ( هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)محمد).

 7  / 3 : ( انفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (41)  التوبة )

 الإنفاق في سبيل الله جل وعلا هو من صفات :

1 ـ المؤمنين الحقيقيين ، قال جل وعلا :( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) الانفال )

2 ـ من يقوم الليل عبادة لربه جل وعلا ، قال جل وعلا : ( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16)  السجدة )

3 ـ المتقين ، قال جل وعلا : ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) البقرة )

4 ـ المخبتين الصابرين  ، قال جل وعلا : ( فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرْ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِ الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35) الحج )

5 ـ المتوكلين على الله جل وعلا مقيمى الصلاة ، قال جل وعلا : ( فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38) الشورى  )

6 ـ أولياء الله جل وعلا ، قال جل وعلا : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (274) البقرة )

مكافأة التصدُّق والإنفاق في سبيل الله جل وعلا :

تكفير السيئات ، قال جل وعلا :

1 ـ ( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) التوبة )

2 ـ ( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) البقرة )

3 ـ فالصدقة ( الحسنة تدرأ أي تكفّر عن السيئة ) ، قال جل وعلا :( أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (54) القصص )

 بتكفير السئات يدخلون الجنة ، قال جل وعلا :

1 : ( وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) الرعد )

2 ـ ( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ (17) آل عمران )

3 : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)  (136) آل عمران )

4 ـ ( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) السجدة )

 5 ـ  ( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21) الليل )

6 ـ ( فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً (17) عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنثُوراً (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (22) الانسان )

    

 

التعليقات(6)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   السبت 11 يوليو 2020

[92666]


ملاحظة


فى فقرة أنواع الأعمال السطر الأول للعمل البشرى والمقصود العمل البشرى

فى آية آل عمران قل أؤنبئكم تكررت العبارة الكريمة خالدين فيها

فى آية سورة الفرقان لا أعتقد أن الإنفاق هنا يعنى التصدق بل هو النفقة على النفس والأهل وسائر شئون الحياة  حيث زيلت الآية بالعبارة الكريمة وكان بين ذلك قواما ،وقد وردت كلمة الإنفاق بهذا المعنى كثيرا فى القرآن الكريم دون الحاجة إلى قرينة بينما تطلب المعنى الثانى الإقتران بعبارة (فى سبيل الله) فى أغلب الآيات ومن الأمثلة التى تؤيد ما ذهبتُ إليه الآيات التالية:

فى سورة الممتحنة (وآتوهم ما أنفقوا)- فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثلما أنفقوا

فى سورة الكهف (فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها)

فى سورة الطلاق ( وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن-لينفق ذو سعة من سعته)

فى سورة النساء (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)

كما أن آية التوبة(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) توحى بعدم وجود حد أقصى للإنفاق فى سبيل الله.

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   السبت 11 يوليو 2020

[92667]


شكرا أخى الحبيب د مصطفى ، أكرمك الله جل وعلا ، واقول

1 ـ تم التصحيح
2 ـ آية(  وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) الفرقان ) جاءت في سياق الأعمال الصالحة لعباد الرحمن : ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) الفرقان  ). أي هو إنفاق في سبيل الله جل وعلا.
3
ـ قوله جل وعلا : (  إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ  )(111) التوبة  ) يفسرها قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (13) الصف ) والمعنى فيهما الجهاد بالنفس والمال ، الجهاد بالمال حسب المستطاع كما جاء عن الصحابة الفقراء الذين لا يجدون إلا جهدهم : ( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79)  التوبة)

 

3   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   السبت 11 يوليو 2020

[92668]

 

شكرا أخى الحبيب د أحمد ولكن

 وهل الإعتدال فى الإنفاق الدنيوى ليس من الأعمال الصالحة؟  ألم يأمرنا الله تعالى فى سورة الإسراء بعدم التبذير قائلا جل شأنه (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا)كما أمرنا فى نفس السورة بالإعتدال فى الإنفاق قائلا جل علا (ولاتجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) وبذلك أيضا أمرنا سبحانه وتعالى فى سورة الأعراف (يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لايحب المسرفين) ألا تُعتبرهذه الأوامر مُلزِمة لعباد الرحمن؟ أقصد أن كلتا الرؤيتين ممكن أن تكون صحيحة غير أنى لا أستريح لاعتبار الإنفاق الكثير فى سبيل الله إسرافا لأن كلمة الإسراف تشير فى الغالب إلى أمر غير محمود كما أن التقتير مرتبط عادة بالإنفاق الدنيوى وبالبخل على النفس،فأى الرؤيتين فى رأيكم أقرب للصواب؟

 

4   تعليق بواسطة  هشام سعيدي     في   السبت 11 يوليو 2020

[92669]

 

حقا انها تجارة لن تبور

 

إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ(29)

 

5   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأحد 12 يوليو 2020

[92670]

 

شكرا د هشام وشكرا د مصطفى ، كل تجارة تبور ما عدا التجارة مع الرحمن.

 

أكرمكما رب العزة جل وعلا ، وأقول  :
1ـ الزكاة المالية جاءت الاشارة اليها فى صفات عباد الرحمن فى هذه الآية فقط .
2 ـ ـ قلنا إن المؤمن وهو يحدد مقدارا يكون حقا معلوما لديه فى إخراج الزكاة المالية يضع فى إعتباره الإعتدال فى نفقاته الشخصية ، وما يفيض يكون هو ( العفو ) اى الزائد على حاجته الذى يتصدّق به . وهذا التحديد شأن بالغ الخصوصية لا يعلمه إلا الشخص نفسه وخالقه الذى يعلم غيب القلوب . المؤمن التقى يضحى ببعض الكماليات بل قد يؤثر على نفسه وهو يحارب الشُّحّ فى نفسه ، مثلا بدلا من أن يشترى سيارة يكتفى بالمواصلات العامة ،وبدلا من أن يركب سيارة أجرة يركب مواصلات عامة . يلتزم الاعتدال فى النقفة ، وما يكون إسرافا بالنسبة له يكون شيئا عاديا بالنسبة لغيره من ( غير المتقين ) ، فالاسراف بالنسبة لشخص قد لا يكون إسرافا لشخص آخر . هذا الحساب مع النفس فيما تنفقه على متطلباته وما يفيض عنها ينتج ( زكاة للنفس ) أى تطهيرا لها ، ومن هنا يأتى دور الصدقة فى تزكية النفس وتزكية المال ، ويكون هذا الأتقى هو الذى يؤتى ماله يتزكى

3 ـ ـ هذا راى شخصى يقبل التصحيح . هدانا الله جل وعلا الى ما يحبه ويرضاه .


6   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الإثنين 13 يوليو 2020

[92671]

 

هذا راى شخصى يقبل التصحيح

ما ذكرتموه من ورود الزكاة المالية فى هذه الآية فقط يؤيد موقفكم ،ووصفكم لرؤيتكم بأنها رأى شخصى يدل على الشفافية واحترام الرأى الآخر، شكرا د أحمد.

 

 

 

القاموس القرآنى : ( السبيل ) ( 5 )  معنى الإنفاق في سبيل الله جل وعلا :

 

هذه منطقة ( مُتنازعُّ عليها ) . كثير من الناس يظن أنه ينفق ( في سبيل الله ) يخدع نفسه ، وينخدع به الآخرون ، وقد يموت وهو في هذا الخداع فيخسر الدنيا والآخرة . للشيطان الدور الأساس ، ومن هنا يكون القرآن الكريم هو الفيصل في توضيح ماهية الانفاق في سبيل الله .

 ونقول :

المؤمن الذى ينفق في سبيل الله جل وعلا :

1 ـ يعلم أن ربه جل وعلا هو الذى خلق موارد الأرض للبشر جميعا ، قال جل وعلا :

1 / 1 : ( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ ﴿١٠﴾ فصلت )

1 / 2 : ( أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ﴿٦٣﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿٦٤﴾ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴿٦٥﴾ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ﴿٦٦﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴿٦٧﴾ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴿٧٠﴾ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ﴿٧١﴾ أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ ﴿٧٢﴾ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ ﴿٧٣﴾ الواقعة )

1 / 3 : (  وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ۖ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٣﴾ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿٤﴾ الرعد    )

1 / 4 : (  وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٩٩﴾ الانعام )

1 / 5 : ( وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141) الانعام )

2 ـ يعلم أن ما ينتج عن موارد الرزق هو مال الله جل وعلا أصلا ، وبالتالي فالمؤمن ينفق ليس من ماله الخاص ، ولكن من مال الله ، قال جل وعلا : ( وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّـهِ الَّذِي آتَاكُمْ ) ﴿٣٣﴾ النور ) .

3 ـ  يعلم أن الله جل وعلا هو الذى خوّله التصرف في هذا المال :

3 / 1 : هذا مرتبط بإيمانه بالله جل وعلا لذا لا بد أن ينفق مما إستخلفه الله جل وعلا فيه ،  قال جل وعلا :

( آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ﴿٧﴾ الحديد )

3 / 2 : لأن إستخلافه في هذا المال سينتهى بموته ، وكل البشر مصيرهم الى موت وسيتركون خلفهم ما خوّله الله جل وعلا  لهم من هذا المال ، قال جل وعلا : (  وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ) ﴿الأنعام: ٩٤﴾ .

3 / 3 : هذا ما يعلمه المؤمن ، أما الكافر فهو إذا ( خوّله ) الله جل وعلا نعمة بعد ضرّاء كفر بالنعمة وكفر بمن أنعم عليه ، قال جل وعلا :

3 / 3 / 1 : (  وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ﴿الزمر: ٨﴾

3 / 3 / 2 : (  فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿الزمر: ٤٩﴾

4 ـ ولأن المؤمن الذى ينفق في سبيل الله جل وعلا يعلم أنه لا ينفق من ماله بل من مال الله ويعطى المستحق حقه فهو لا يمُنُّ على من يعطيه ، لأنه يعطيه حقه من مال الله جل وعلا الذى استخلفه فيه. عن تحريم المنّ والأذى قال جل وعلا :

4 / 1 :( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنّاً وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) البقرة )

4 / 2 : ( قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) البقرة)

5 ـ ولأنه مؤمن حقا فهو يعلم أن الله جل وعلا، هو الذى جعل هذا فقيرا وجعل ذاك غنيا ، وجعل تفاضلا في الرزق ، اختبارا للفقير وللغنى ، قال جل وعلا : ( وَاللَّـهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ) ﴿٧١﴾ النحل )

6 ـ أن الله جل وعلا هو الذى يبسط الرزق لمن يشاء ويُقلّلُه على من يشاء .

6 / 1 : وهذا مرتبط بكونه صاحب مقاليد السماوات والأرض والعليم بكل شيء، قال جل وعلا :

6 / 1 / 1 :(   لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿الشورى: ١٢﴾

6 / 1 / 2 : (   اللَّـهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿العنكبوت: ٦٢﴾.

6 / 2 : وهي قضية إيمانية و آية للمؤمنين  وهم أقليّة ، قال جل وعلا :

6 / 2 / 1 : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿الروم: ٣٧﴾

6 / 2 / 2 :(   أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿الزمر: ٥٢﴾

6 / 2 / 3 : (   قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿سبإ: ٣٦﴾

7 ـ يترتب على أنه جل وعلا هو الذى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدره على من يشاء أن المؤمن الحقيقى إذا بسط الله جل وعلا له في الرزق فإن ( للمستحقين ) حقوقا في هذا الرزق ، أي أن المال الذى أنعم به الله جل وعلا فيه جزء للمستحقين ، هو ( حقُّ ) لهم ، والله جل وعلا إختبره بنعمة المال هل سيخرج منه ( حق) المستحقين أم سيبخل . ونتدبر قوله جل وعلا :

7 / 1 : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) الروم ) بعدها قال جل وعلا : ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (38) الروم).

 هذا المؤمن يعطى من مال الله الذى إستخلفه فيه حق الأقارب والمساكين وابن السبيل ، وهو يفعل هذا في ( سبيل الله ) أو ( إبتغاء وجه الله ) ، قال جل وعلا في الآية التالية في مقارنة بين الذى يعطى للفقير قرضا بالربا وبين الذى يعطية زكاة يبتغى وجه ربه الكريم : ( وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّـهِ ۖ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ﴿٣٩﴾ الروم ).

7 / 2 : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (26) الاسراء ) ثم بعدها قال جل وعلا : ( إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (30) الاسراء )

7 / 3 ـ وهو يؤمن أنه جل وعلا سيضاعف أجره ويزيده بسطة . قال جل وعلا :

7 / 3 / 1 :( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴿٣٩﴾ سبأ )

 7 / 3 / 2 : (   مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿البقرة: ٢٤٥﴾

7 / 4 : أما الكافر الذى لا يؤمن باليوم الآخر فقد قال عنه جل وعلا :(   اللَّـهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴿الرعد: ٢٦﴾

 8 ـ وهو يجتهد في أن ينفق أفضل وأحبّ ما لديه . لأن الذى يستهلكه وينفقه على نفسه يفنى في الدنيا ، أما الذى يتبرع به صدقة وانفاقا فهو الذى يبقى ويصبح مكتوبا في كتاب أعماله ،

8 / 1 : قال جل وعلا :

8 / 1 / 1 :( مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّـهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩٦﴾ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩٧﴾ النحل )

8 / 1 / 2 : ( فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٣٦﴾ الشورى ).

8 / 2 : لذا فإن المؤمن الحقيقى :

8 / 2 / 1 : يقدم من الطعام أفضله ابتغاء وجه الله جل وعلا دون انتظار كلمة شكر ، قال جل وعلا : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴿٨﴾ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴿٩﴾الانسان )

8 / 2 / 1 : وبهذا ينال درجة الأبرار . قال جل وعلا :

8 / 2 / 1 / 1  :( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) آل عمران )

8 / 2 / 1 / 2 : ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (177) البقرة )

9 ـ وهو ينفق في كل حال :

9 / 1 ـ حتى في السرّاء والضرّاء بلا فرق ، قال جل وعلا : :( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) آل عمران )

9 / 2  ـ حتى مع الحاجة والفقر والخصاصة ، قال جل وعلا : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (9) الحشر )

10 ـ وينفق في كل وقت ليلا ونهارا وسرا وعلانية ، قال جل وعلا :

 10 / 1  ـ  ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٢٧٤﴾ البقرة )

10 / 2 :( وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً ) (22) الرعد )

10 / 3 ـ ( قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (31) إبراهيم )

10 / 4  ـ ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) فاطر )

10 / 5  ـ ( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) البقرة )

11 ـ هو ينفق طمعا في الفوز في الآخرة ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ (254) البقرة )

12 : ويسارع بالإنفاق حتى لا يفاجئه الموت ويندم عند الاحتضار ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)المنافقون ).

 

 

التعليقات(5)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الإثنين 13 يوليو 2020

[92673]

 

ملاحظة


فى الفقرة 1يعلم إن والمقصود يعلم أن تكرر هذا فى فقرة 3

فى آيات البقرة (قول معروف)اشتبكت كلمة الناس مع حرف العطف

فى الفقرة7 السطرالثانى أى إن والمقصود أى أن

فى الفقرة7-1السطر الخامس يعطية والمقصود يعطيه

جرت العادة فى قرانا عندما يتوفى شخص يتبرع أهله بمبلغ من المال ظنا منهم أن هذا سيفيده ،علما بأن كتاب أعماله قد أُغلِق ،لنغض الطرف عن ذلك ،المهم ماهى أوجه الإنفاق؟1-مساجد الضرار 2-المعاهد الدينية التى تُدرس الكفر والجهل والتخلف 3-دور المناسبات 4-أى مؤسسة عامة فى حاجة إلى تمويل،فى أسرتنا لانتبرع سوى للمرضى والموظفين المعيلين والفقراء الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف.

 

2   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الإثنين 13 يوليو 2020

[92674]

درجة الأبرار.

حفظكم الله جل و علا و زادكم علما و رزقا و عافية .. ملمح جميل ربط درجة الأبرار بالإنفاق من ما يحب و توصيف رائع لهذا الربط و تعميق لمعنى ( البر ).

لو أدرك المؤمن أهمية و ضرورة الإنفاق من أحب ما يملك لتلاشت لديه غريزة التملك و الإحتفاظ و الكنز .. الإنفاق ثم الإنفاق ثم الإنفاق الطريقة الوحيدة للتكافل و الاقتراب من حل أزمة مجتمعية عانت و تعاني منها المجتمعات التي تلهث وراء الكسب و التملك متناسين أن المال هو مال الله جل و علا و كل الموارد هي خلق الله الذي خلق كل شئ . القران الكريم يعطي حلولا لكل المشكلات.

حفظكم الله جل و علا.

3   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الإثنين 13 يوليو 2020

[92676]

 

شكرا د مصطفى وشكرا استاذ سعيد على

  ـ د مصطفى :  تم التصحيح.
  ـ د مصطفى واستاذ سعيد : كثير من المتدينين سيدخلون النار بما يقدمونه من أموال ويحسبون أنهم يحسنون صُنعا . انظر الى ما ينفق على دور العبادة للمسيحيين والمحمديين والبوذيين واليهود والوثنيين بينما يعانى الفقراء والمساكين.

5   تعليق بواسطة  سارة براهيمي     في   الإثنين 13 يوليو 2020

[92678]

تقديم الجهاد بالمال قبل النفس

 سورة براءة ، الآية 20 (الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله بأموالهم و أنفسهم أعظم درجة عند الله و أولئك هم الفائزون)

 

 

 

 

القاموس القرآنى : ( السبيل )( 6 ) البُخل وكنز المال في ( سبيل الشيطان )

 

أولا :  الشيطان هو الأساس

 

1 ـ قال جل وعلا : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ ) (268) البقرة ) . الفقر الشيطانى لا يعنى قلة أو انعدام المال ، وإنما يعنى سيطرة الشُّح على النفس ، بحيث يكون ( المريض ) بالشُّح مجنونا بجمع المال ، لا يشبع منه ، مثل الذى يشرب ماء المحيط المالح ، كلما شرب ازداد عطشا الى أن ينفجر من الداخل .

1 ـ هذا نوع خاصُّ جدا من الفقر . فإذا كان الفقر يعنى الاحتياج فهذا الفقير المتعطش للمزيد من المال يكون الأكثر إحتياجا للمال من الفقير العادى . الفقير العادى قنوع ، يرضى بالقليل ، لا يمانع إذا أُعطى المزيد ، ولكنه ينظر الى ما جاءه من مال ويبتهج به . الفقير الشيطانى ( الشحيح ) لا ينظر الى ما لديه إلا على سبيل أن يضاعفه بالطمع بما في يد الغير ، فنظره مُركّز على ما بيد الآخرين يريد الاستحواذ عليه ، ينطبق عليه قول الله جل وعلا : ( وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ﴿١﴾ الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ﴿٢﴾ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ﴿٣﴾ كَلَّا ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ﴿٤﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ﴿٥﴾ نَارُ اللَّـهِ الْمُوقَدَةُ ﴿٦﴾ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ﴿٧﴾ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ﴿٨﴾ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ ﴿٩﴾).

 

  الشيطان يُقوّى غريزة الشُّح في النفس .

  1 : ( الشُّح ) مرض غريزى في النفس ، يولد به الطفل ، ومن مظاهره ( الأنانية ) و ( الأثرة ) . قال جل وعلا : ( وَأُحْضِرَتْ الأَنفُسُ الشُّحَّ ) (128) النساء ). والشيطان ينمّى هذه الغريزة .

  2 : المؤمن الذى يزكّى نفسه بالتقوى يحارب مرض الشُّح في قلبه ( النفس هي القلب هي الفؤاد هي ذات الصدور ) . قد ينجح في وقاية نفسه من الشُّح الى درجة أن يتحلّى بأعلى درجات الكرم ، وهو الإيثار بديلا عن ( الأثرة ) و ( الشُح ) . قال جل وعلا في وصف بعض نبلاء الصحابة من الأنصار : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (9) الحشر ). هذا بينما كان المنافقون من أهل المدينة مصابين بالشُّح في كل شيء ، قال جل وعلا عنهم : ( قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (19) الأحزاب )

   3 : ويتكرّر قوله جل وعلا ( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ) في حثّ المؤمنين على الانفاق في سبيل الله والنجاة والوقاية من مرض الشُّح في قوله جل وعلا : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) التغابن )

 

بين الأمر بالصدقة والأمر بالبخل

1 ـ   النجوى من الشيطان . قال جل وعلا : ( إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾ المجادلة ) . الاستثناء إن كانت النجوى في الخير ، مثل الأمر بالصدقة أو بالمعروف أو الإصلاح بين الناس . قال جل وعلا : ( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (114) النساء ). الأمر بالمعروف وبالصدقة قيمة إسلامية رائعة .

2 ـ على العكس من ذلك ، هو البخيل الذى لا يكتفى ببخله بل يأمر الناس بالبخل ، قال جل وعلا : ( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴿الحديد: ٢٤﴾  . هذا التطرُّف مصدره الشيطان . هناك من الناس من لا يبخل ، وهناك من يبخل ويتطرف الى درجة الأمر بالبخل . والشيطان هو المصدر في الحالتين . الذى يعطى ولا يبخل ويكون تحت سيطرة الشيطان يجعله الشيطان ينفق ماله ( رياء ) وطلبا للشهرة . والذى يبخل يجعله الشيطان يتطرف الى درجة أمر الآخرين بالبخل ، وفى الحالتين هما قرناء للشيطان . قال جل وعلا : ( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً (37) وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَكُنْ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاءَ قَرِيناً (38) النساء ) ويأتي الوعظ الالهى :  ( وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمْ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيماً (39) إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً (40) النساء ) .

3 ـ ويستمر الوعظ الالهى بذكر ما سيحدث للبخلاء يوم القيامة . قال جل وعلا يحذّرهم مقدما :  ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180) آل عمران ).

البخيل ( الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ﴿٢﴾ الهمزة ) يعتقد أنه سيخلد بماله :  ( يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ﴿٣﴾ الهمزة ). يعتقد أن بُخله خير له ،  لا يعلم أنه شرُّ له ، فسيترك ماله بالموت ، والله جل وعلا هو الذى سيرث الأرض ومن عليها : ( إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴿٤٠﴾ مريم  )، وسيكون مصير البخيل في جهنم أو ( الحُطمة ) . ( كَلَّا ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ﴿٤﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ﴿٥﴾ نَارُ اللَّـهِ الْمُوقَدَةُ ﴿٦﴾ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ﴿٧﴾ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ﴿٨﴾ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ ﴿٩﴾ الهمزة ).  . ويكون تعذيبه فيها نوعية خاصة ، يتحول المال الذى بخل به الى أداة لتعذيبه ( سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ).

5 ـ هذا يذكرنا بنوعية العذاب التي سيتجرعها رجال الكهنوت الذين يأكلون أموال الناس بالباطل فتتحول الى نار تكوى أجسادهم ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنْ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35) التوبة )

 

ثانيا :الكهنوت ( شياطين الإنس ) وأكل أموال الناس بالباطل .

1 ـ يلفت النظر في الآية الكريمة أن الخطاب الالهى عن كهنوت أهل الكتاب مُوجّه ليس لأهل الكتاب بل الى الذين آمنوا في البداية ، ثم في النهاية الأمر بتبشيرهم كهنوت أهل الكتاب بعذاب أليم .

 قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنْ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ). لم يتوجه الخطاب الى كهنوت أهل الكتاب ، فلم يقل ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب إن كثيرا من الأحبار والرهبان ..الخ ) . هذا يعنى أن أصحاب الشأن هنا ليسوا أساسا أهل الكتاب بل هم الذين آمنوا ، والشأن هنا هو إعلام الذين آمنوا بما يفعله كهنوت أهل الكتاب ، وأمر الذين آمنوا بتبشيرهم بعذاب أليم ، وهو تبشير وعظى ، خصوصا مع وصف العذاب بقوله جل وعلا : ( يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35) التوبة ).

الوعظ المفهوم هنا هو للذين آمنوا ، ألّا يكون فيهم كهنوت يحترف أكل أموال الناس بالباطل ويصُدُّ عن سبيل الله ، ويجمعون الأموال بالملايين والبلايين .

3 ـ من الإعجاز التاريخى  للقرآن الكريم أن ( المحمديين ) صار فيهم كهنوت دينى ينافس كهنوت أهل الكتاب في عصرنا البائس . بل إن الكهنوت الكنسى يتبرع للفقراء ، وهذا ما نشهد به في المجتمع الأمريكي ، ولكن الكهنوت عند المحمديين يأكل الأموال ويكتنزها ويبخل بها .

 4ـ في كوكب المحمديين هناك أكابر المجرمين من المستبدين ، وهناك أكابر المجرمين من رجال الدين . كلاهما يأكل أموال الناس بالباطل ويكدّسها في الداخل والخارج . الأسوأ هو الكهنوت الذى يأكل أموال الناس بالدين ، يتظاهر بالتقوى والورع عكس المستبد الذى يأكل أموال الناس بالقوة الغاشمة دون حاجة للتمسّح باسم الله جل وعلا .

ثالثا  : أبرز شخصيات الكهنوت الدينى في كوكب المحمديين في عصرنا :

منهم من تاجر بالدين يخدم السلاطين ، ومنهم من تاجر بالدين سعيا للوصول الى الحكم ولا يزال يسعى ، ومنهم من تاجر بالدين حتى وصل الحكم . يجمعهم أنهم مع الاختلاف بينهم ( سُنّة وشيعة ) فهم يكتنزون البلايين من دماء وعرق الملايين، وهم أيضا أسوأ الباخلين.ونعطى أمثلة من المشهور والمنشور عنهم. نعطى أمثلة :

خامئنى ايران

قدّرتها السفارة الأميركية في بغداد  ب 200 مليار دولار، وكان من قبل فقيرا ، وهذا ماجاء في سيرته الذاتية ، حيث عاش طفولته "في عسرة وضيق شديدين".ونشرت مجلة “فوربس” الأمريكية، تقريراً تحت عنوان “الملالي المليونيرات”، تكشف فيه حقيقة الشهوة إلى القوة والمال التي كشف عنها رجال الدين الشيعة بعد بلوغهم السلطة في إيران، رغم رفع شعار الزهد، ومحاولة ترسيخ صورة الحياة البسيطة عند المواطنين التابعين لهم، ولكن الحقائق أثبتت عكس ذلك بل إن بعض هؤلاء يمتلك ثروة تتخطى مليارات الدولارات .وذكرت المجلة مصادر هذه  الثروة  فهم يحتكرون المؤسسات الخيرية وإيرادات المزارات الدينية ويسيطرون على الاقتصاد بالكامل . هذا بالإضافة الى ما يجمعونه باسم ( الخُمس ) من جيوب الغلابة.

على السيستانى :

أشهر آكلى المال السُّحت المعروف بالخمس ، وهو لا يتورع عن أخذ الرشوة من صدام أو الأمريكان ، وذكر وزير الدفاع الأمريكي ( دونالد راميسفيلد  ) ( 2001 : 2006 ) أن أمريكا دفعت للسيستانى 200 مليون دولار ليساعد في إسقاط العراق . وكشف الكاتب على الحمدانى ممتلكات أصهار السيستانى في لندن وحدها .   

القرضاوى :

كشف سعود بن ناصر آل ثاني عضو الأسرة الحاكمة في قطر، أن القرضاوى له رصيد قدره 193 مليون ريال قطري في أحد البنوك القطرية.وعدا ذلك فقد كشف موقع "24" الإلكترونى أن ثروة القرضاوى تقدر فى الحدود الدنيا بـ3 مليارات دولار أميركى.. وطليقة القرضاوى "أسماء"،  أقامت ضده دعوى قضائية تطالب فيها بـ100 مليون جنيه كنفقة لها، وهو المبلغ الذى اعتبرته أسماء ضئيلاً بالنسبة لحجم ثروة القرضاوى.ومعروف ان القرضاوى جمع أمواله من حكام ، منهم من خدمهم ثم انقلب عليهم من بشّار الأسد الى القذافى . وتؤكد التقارير  أن القرضاوى يمتلك بنوكاً وعقارات ومبالغ كبيرة غير موضوعة فى البنوك، ويمكن استنتاج ذلك مما نشرته عدد من الصحف فى وقت سابق، بشأن خادمته فى القاهرة التى عثرت بأحد أدراج منزله على مبلغ 67 ألف يورو، أى ما يعادل نحو 100 ألف دولار، وهو الأمر الذى أثار تساؤلاً مهماً عن حجم المال الموجود فى أدراج شققه وقصوره فى قطر، خاصة أن إهمال هذا المبلغ فى مكان يمكن أن تطوله يد الخادمة، لا يعبر إلا عن شعور القرضاوى بضآلة المبلغ . وبعض التصنيفات تضعه فى مرتبة أحد أغنى 10 أفراد فى مصر. وقال القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين سامح عيد، إن القرضاوى من أغنياء العالم الإسلامى، ويمتلك الكثير من المشاريع المشتركة مع رجال الأعمال الذين ينتمون للإخوان.

حماس : ( إسماعيل هنية ، خالد مشعل  )

تؤكد التقارير أن اسماعيل هنية يملك اربعة مليارات دولار، بينما تصل ثروة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة من 2 ـ 5 مليارات، اما السيد موسى ابو مرزوق فتبلغ ثروته ثلاثة مليارات دولار، علاوة على اساطيل السيارات الفارهة والشقق الفخمة في عواصم عالمية. وعدّدت وكالة وطن الإخبارية  ثروات اسماعيل هنية وأبنائه مع نهاية عام 2019 ، وخصوصا العقارات داخل وخارج غزّة . وجدير بالذكر أن إسماعيل هنية ورفاقه من قادة حماس يتحرشون بإسرائيل بصواريخ بدائية فترد عليهم إسرائيل ، فيختبىء القادة ، ويتركون شعب غزة  ومساكنهم هدفا للغارات الاسرائيلية ، ثم يتباكون على ما فعله العدو بهم ، وتنهال عليهم التبرعات فيقيمون بها قصورا لأنفسهم .! .

راشد الغنوشى :

 تطالب عريضة إلكترونية وقّعها آلاف التونسيين بمساءلة عدد من السياسيين الذين ظهروا على الساحة السياسية منذ ثورة 2011، يتقدمهم راشد الغنوشي، رئيس حركة «النهضة» رئيس البرلمان، وبالكشف عن مصادر ثرواتهم.وجاء في نص العريضة أن الغنوشي،   «أصبح في ظرف التسع سنوات الأخيرة من أغنى أغنياء تونس».  وشملت مطالب التدقيق في الثروات شخصيات أخرى من «النهضة»، مثل نور الدين البحيري، ومحمد بن سالم، ونجل الغنوشي وبناته وأصهاره، إضافة إلى أسماء من خارج «النهضة»، مثل حمادي الجبالي، وسفيان طوبال (قيادي سابق في «نداء تونس») وورثة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.وأكد فريد التيفوري، وهو قيادي منسحب من «النهضة»، أن الغنوشي يملك قصراً في مدينة الحمامات (شمال شرقي تونس) اشتراه بقيمة 4 ملايين دولار، من رجل أعمال إيطالي. ويملك سيارات فاخرة، وعقارات في مناطق سياحية، وأراضي فلاحية شاسعة في محافظات الشمال الغربي التونسي، وواحات نخيل في مدينة توزر (جنوب غربي البلاد)، مؤكداً أن كل هذه الأملاك مثبتة في «دفتر خانة» (السجل الرسمي للأملاك في تونس) وأن تسجيلها تم بين 2012 و2018 .

أردوغان :

كشف الباحث والأكاديمي التركي علي أغجاكولو  في مقال نشره موقع "أحوال" إن ثروة أردوغان بلغت حدَّ وصفِها بـ"كنز قارون". وقال سفير أمريكا السابق في تركيا فرانسيس ريتشاردوني  عام 2014 "لقد حددنا الأصول غير الرسمية لأردوغان، ووجدنا، وفقاً للنتائج، التي توصلنا إليها في هذا الشأن، أن ثروة أردوغان تقدر ﺒ 200 مليار دولار". وأشار أغجاكولو إلى أنه لا أحد يعلم كم تضاعفت ثروته في الوقت الحالي، مدللاً على تضخم ثروة أردوغان بتصريح عبد اللطيف شَنَر، رفيق أردوغان السابق، الذي صرح بأن ثروة أردوغان تبلغ نحو 300 مليار دولار.

 وقال الكاتب "في 17 ديسمبر، تم تسريب مكالمة هاتفية على وسائل التواصل الاجتماعي، كان لها وقع الصاعقة على آذان الشعب التركي؛ إذ سمع الجميع صوت أردوغان، وهو يطلب من ابنه بلال أن يتخلص من الأموال الموجودة بالمنزل. وعلى الطرف الآخر، سمعنا بلال يقول إنه على الرغم من أن جميع أفراد العائلة قد تجمعوا، وقاموا، طوال 36 ساعة، بتهريب الأموال إلى عناوين مختلفة، إلا أنه لا يزال في المنزل ما يقارب مليون يورو". وفي 25 ديسمبر 2013، أصدر المدعي العام معمر أق كاش أمره بإلقاء القبض على 41 شخصاً، في إطار التحقيقات مع 96 شخصية، من بينهم بلال أردوغان نجل رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان، على خلفية اتهامات بـ "تأسيس منظمة تورطت في أعمال غير مشروعة وإدارتها، والتورط في جرائم فساد ورشوة". وأصدرت المحكمة، في ذلك الوقت، حكمها بالتحفظ على أموال بعض رجال الأعمال. أما بلال أردوغان، فقد تم استدعاؤه للشهادة، بصفته أحد المشتبه بهم، ولكن بتدخل مباشر من أردوغان، لم ينفذ ضباط الشرطة المُعينون حديثاً في مديرية الأمن أوامر المدعي العام، بل وفوجئ الجميع بعزل المدعي العام من منصبه".

ولم يقتصر الأمر على هذا الحد، بل قامت حكومة أردوغان بعمل تغييرات واسعة في نطاق مديرية الأمن في أنقرة كذلك؛ عزلت على إثرها العديد من الضباط. أما ضباط الشرطة في مديرية الأمن، الذين شاركوا في التحقيقات الخاصة بتلك القضية، فقد تم القبض عليهم جميعاً تقريباً بتاريخ 22 يوليو 2014، ولا يزالون في السجن إلى الآن

أخيرا

برجاء إعادة قراءة صدر المقال لنتعرف على شياطين الانس في عصرنا .!

 

 التعليقات(4)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الأربعاء 15 يوليو 2020

[92683]

 

قصة سائق الملياردير الصيني!!

ملياردير صيني له زوجة و ليس له أحد من الأبناء .. هذا الرجل كون ثروة هائلة من عمله و عنده سائق أمين و حريص على أداء عمله .. مات الملياردير الصيني و تزوجت زوجته من سائقه !! يقول هذا السائق : كنت أظن أنني أتعب في خدمة سيدي و اتضح لي بأن سيدي يتعب ليخدمني في النهاية!!

هذه قصة حقيقية و عبرة لمن يكنز المال و لا ينفقه في سبيل الله .. المال الحقيقي الباقي هو ما تنفق و تتصدق لوجه الله عز و جل و السعادة كل السعادة ليست في المال كهدف و لكن في طريقة الحصول عليه بالجد و الاجتهاد و الحرص على مخافة الله و التعب هو المتعة الحقيقية فالحياة كفاح و مطبات قاسية و صعبة و مؤلمة و في النهاية ماذا تريد أيها الإنسان ؟ فالجميع يتساوون في الوقت و هذا الوقت هو الثروة الحقيقية فنومك هانئ البال هو ثروة .. و عملك بصحة و عافية هو ثروة فلماذا الاكتناز ؟

الوقت هو المال و سيتحسر من يكنز المال فلا هو استفاد به في حياته و سيكون وبال عليه بعد مماته ... هل نقيّم المال كأداه بسببها العذاب الأليم !! يبقى المال وسيلة لإنجاز أمور حياتية ضرورية و يبقى الإنفاق في سبيله بمختلف الصور هو الهدف الأساس

 

2   تعليق بواسطة  عثمان محمد علي     في   الأربعاء 15 يوليو 2020

[92684]

 

القرضاوى والصد عن سبيل الله


 كنت من متابعى  برنامج (الإتجاه المعاكس ) وفى سنة 2003 شاهدت حلقة عن الفساد فى الوطن العربى  فقررت أن اتصل بالدكتور - فيصل القاسم -وبالفعل اتصلت به وتحدثنا عن الحلقة وقلت له كان ينقصها التطرق إلى  المرجعية الدينية للفساد فى الوطن العربى والعالم الإسلامى ،فصُدم الدكتور فيصل من اقتراحى وطلب توضيحا فشرحت له بعض الأدلة عن مرجعية الفساد فى البخارى واخوته والمبررات الفقهية للفساد ا، وإستمر الحوار حوالى 20 دقيقة وإتفقنا على إستضافتى فى البرنامج فى وقت قريب ....وبعدها بإسبوع قابلنى صديق مشترك بينى وبينه فى رواق إبن خلدون (وربما يقرأ تعقيبى هذا ويتذكره ) .وقال لى انت تكلمت مع فيصل القاسم عن مرجعية الفساد الدينية ؟؟؟

فقلت له نعم وانت عرفت منين ؟؟

فقال - القرضاوى جُن جنونه  بعد ما فيصل كلمه فى الموضوع و رفض رفضا قاطعا ان تظهرعلى شاشة الجزيرة   ومش ناسى أنك بتهاجم البخارى  ،وهدد فيصل القاسم بطرده من القناة لو إستضاف أى قرءانى فى برنامجه ، انت عايز تروح تهد إمبراطورية القرضاوى  وتقفل له بنك التقوى ومواسير البترول اللى مفتوحة على حساباته ؟؟؟؟   فيصل  لن يتصل بك

فقلت له  خليه يستخدم سلطته وامواله فى الصد عن سبيل الله بكره يندم ويتحسر...

فهم بالفعل يكنزون اموالهم ويستخدمونها فى الصد عن سبيل الله وفى الدفاع عن عبادة الشيطان و لهو الحديث.

 

3   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الأربعاء 15 يوليو 2020

[92686]

 

ملاحظة


فى فقرة خامنئى إيران فى السطر الأول بعض اللبس وفى السطر الخامس من نفس الفقرة ذكرا المجلة والمقصود ذكرت

   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء 15 يوليو 2020

[92688]

 

شكرا أخى الحبيب د مصطفى ، أكرمك الله جل وعلا ، وتم التصحيح .

 

 

 

 

القاموس القرآنى: (السبيل)(7) الصحابة بين الانفاق في سبيل الله أو البخل في سبيل الشيطان

 

مقدمة

1 ـ الصاحب هو الذى يشاركك في نفس الزمان والمكان ، فأنت صاحب له وهو صاحب لك.  ليس مهما إن كان يشاركك المحبة أو نفس الدين . كان صاحبا يوسف في السجن مشركين ، وعظهما صاحبهما يوسف عليه السلام فقال : ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40) يوسف ) . وفى قصة الصاحبين في سورة الكهف كان أحدهما مؤمنا والآخر كافرا: ( قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً (38)). وبذلك كان النبى محمد عليه السلام صاحبا لأعدائه الكافرين ، وكانوا أصحابا له . وجاء هذا خطابا الاهيا للكافرين عن ( صاحبهم ) محمد الذى صحبوه وعايشوه فكان نعم الصاحب لهم ، وكانوا هم أسوأ أصحاب له . قال جل وعلا :

1 / 1 ـ (  أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ۗ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿١٨٤﴾ الاعراف )

1 / 2 :( وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ ﴿٢٢﴾ التكوير )

1 / 3 :(  قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّـهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿٤٦﴾ سبأ )

1 / 4 : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ النجم )

2 ـ إذا كان كفار قريش أصحابا للنبى محمد عليه السلام فبالتالي يكون اهل المدينة أصحابا له ، ويكون هو عليه السلام صاحبا لهم . يشمل هذا طوائف المنافقين ؛ من المنافقين الظاهرين والذين مردوا على النفاق وضعاف الايمان والمرجفين في المدينة ، كما يشمل السابقين إيمانا وعملا ومن توسط ..كلهم أصحاب النبى محمد . وبالتالي فإن مصطلح ( الصحابة ) التراثى لا علاقة له بالإسلام ، فلم يرد في القرآن الكريم لفظا ، ويناقض القرآن الكريم معنى.

3 ـ نستعرض هنا موقف ( الصحابة ) في المدينة في موضوع الانفاق في سبيل الله أو البخل في سبيل الشيطان ، ليكون ردّا على المحمديين ممّن يؤلّه الصحابة .  

أولا :

الصحابة الكفار الصرحاء  في عهد النبى محمد عليه السلام

1 ـ عن البخل : كان لهم تبرير في منع الإنفاق صدقة على المحتاجين ، وهو أنه طالما لم يطعمهم الله فكيف هم يطعمونهم . قال جل وعلا : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (47) يس )

2 ـ عن الانفاق في سبيل الشيطان قال جل وعلا عنهم : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) الانفال ). وجعلها رب العزة شيمة كل من ينفق أمواله في سبيل الشيطان صدا عن دين الإسلام . وهذا ينطبق على ملأ المحمديين في عصرنا ، وحربهم لنا.

3 ـ ومنه قوله  جل وعلا عنهم وعن أئمة المحمديين في عصرنا :

3 / 1 : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) لقمان)

3 / 2 :( اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9)التوبة) .

ثانيا :

حثُّ الصحابة المؤمنين  في المدينة على الانفاق في سبيل الله جل وعلا :

1 ـ في التبرع المالى للاستعداد الحربى قبل الإذن لهم بالقتال الدفاعى قال جل وعلا : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60) الانفال ). الحثُّ يتجلى في قوله جل وعلا لهم : ( وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60) الانفال )، أي وعد الله جل وعلا لهم بأن يُخلف عليهم ما ينفقون .

2 ـ ونزل تشريع القتال الدفاعى في قوله جل وعلا : ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)  البقرة )، بعدها قال جل وعلا : ( وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)  البقرة ) . الحثُّ هنا في أن عدم الانفاق في المجهود الحربى الدفاعى يعنى الوقوع في التهلكة .

3 ـ  وجاء أسلوب الحثّ على الانفاق بأسلوب ( ما كان ) أي لا يصحُّ ولا يجوز ولا ينبغي . قال جل وعلا للصحابة المؤمنين : ( مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) وَلا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (121) التوبة )

4 ـ وكان الصحابة المؤمنون درجات في الانفاق في سبيل الله  جل وعلا ، من حيث المدة ومن حيث المشاركة في الجهاد القتالى ، ولا يستوى هذا مع ذاك . قال جل وعلا  في الحثّ على الانفاق : ( وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) ثم بعدها يأتي الحثُّ على الانفاق بأسلوب : ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11)الحديد )

5 ـ وبعض المؤمنين كان يبخل مع تكرارالدعوة للانفاق ، فنزل فيهم الحث على الانفاق تهديدا باهلاكهم ، قال جل وعلا لهم في خطاب مباشر : ( هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38) محمد). تقارب موقفهم هذا مع موقف المنافقين .

ثالثا :

المنافقون بين البخل والانفاق في سبيل الشيطان

1 ـ كانوا يشترون الضلالة صدّا عن الإسلام . قال جل وعلا عنهم : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) البقرة )

2 ـ وقال جل وعلا عن إمساكهم وبخلهم ورفضهم الإنفاق في سبيل الله جل وعلا :

2 / 1 : ( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمْ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68) التوبة ). كانوا ( يقبضون أيديهم ) بخلا ورفضا للانفاق في سبيل الله جل وعلا.

2 / 2 : (هُمْ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (7) المنافقون ) . كانوا يرفضون الانفاق على الصحابة المؤمنين الفقراء .

3 ـ كانوا الأكثر أموالا وأولادا ، حتى لقد نهى الله جل وعلا النبى محمدا مرتين عن الاعجاب بأموالهم وأولادهم ( أي الجاه والعزوة ) . قال جل وعلا :

3 / 1 :( فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55) التوبة )

3 / 2 :( وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85) التوبة ).

3 / 3 : ومع هذا كان منهم من يطمع في أن يكون من بين مستحقى الصدقة ، فان لم يأخذ منها سخط وغضب . قال جل وعلا : ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) التوبة ) . لذا نزل توزيع الصدقات في الآية التالية : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) التوبة )

4 ـ وبعضهم كان يضطر الى الانفاق لأغراض ليست في سبيل الله جل وعلا ، فأعلن رب العزة أنه لا يتقبل منهم هذا . قال جل وعلا : ( قُلْ أَنفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ (53) وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ (54 ) التوبة ) كان دافعهم الخوف من المؤمنين وليس الايمان برب العالمين . قال جل وعلا عن خوفهم : ( وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57) التوبة )

5 ـ وبعضهم لم يقتصر على البخل بل كان يتندّر على فقراء المؤمنين الذين سارعوا الى التبرع في التجهيز للخروج الى معركة ( ذات العسرة ) . قال جل وعلا :  ( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) التوبة ).

6 ـ وكان التجهيز لموقعة ذات العسرة إختبارا فضح المنافقين ونجح فيه المؤمنون السابقون . قال جل وعلا :

6 / 1 : عن المنافقين : ( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) التوبة ) . ثم قال بعدها عن النبى والسابقين من الصحابة المؤمنين :  ( لَكِنْ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89) التوبة )

6 / 2 : وفى الوقت الذى تقاعس فيه أثرياء المنافقين عن الخروج للقتال الدفاعى وبخلوا كان هناك مؤمنون فقراء يريدون الخروج للقتال ولكن لا يملكون الراحلة التي يركبونها . ترجُّوا النبى أن يعطيهم راحلة فاعتذر فرجعوا يبكون حزنا على حالهم . قال جل وعلا : ( لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ (92) التوبة). قال جل وعلا بعدها عن الصحابة الأثرياء المنافقين القاعدين : ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (94) سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنْ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96) التوبة )

7 ـ نفس الحال مع الأعراب حول المدينة . أكثرهم كانوا أشد كفرا ونفاقا ، ولكن منهم من آمن وأنفق في سبيل الرحمن جل وعلا : ( وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمْ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمْ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99) التوبة).

 

 التعليقات(3)

   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الجمعة 17 يوليو 2020

[92695]

ملاحظة


فى المقدمة السطر الخامس والآخر كافرا ربما كان المقصود والآخر كافر

 

    تعليق بواسطة  عمر على محمد     في   السبت 18 يوليو 2020

[92700]

السلام عليكم .  نعم  يا دكتور احمد وفي وقتنا هذا ما أكثر جماعة "وَلا يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ" ..  في بعض بلدان العرب اطفال يلوكون الصخر خبزأ وفي بعض الخليج من يشتري نعجة بمليون ريال ويبني فندق مذهب للخيول .  .

 

   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء 21 يوليو 2020

[92709]

 

شكرا استاذ عمر على محمد وشكرا د مصطفى ، وأقول:

  ـ البترول أكبر محنة للمحمديين ، اكتشفه لهم الغرب وهم فى طفولتهم العقلية يعمهون ، ولا يزالون . لذا يزدادون بنعمة البترول فسادا وبُخلا وفقرا و سفكا لدمائهم . وسينتهى عصر البترول إن عاجلا أو آجلا وستكون أمامهم أجيال وجبال من الحسرة والندم.
  ـ ومهما وعظنا فعلى قلوبهم حجاب..!!

 


 

القاموس القرآنى:( السبيل )( 8 ) الهجرة والجهاد في ( سبيل الله ) جل وعلا  

 

أولا :

الهجرة في سبيل الله جل وعلا :

1 ـ إن الحياة لكل فرد محددة في هذه الدنيا ويعقبها الموت ، بينما الأرض واسعة أمام الفرد الحىّ ، قال جل وعلا للمؤمنين : (  يَا عِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) العنكبوت ) . ومن الظلم لنفسه أن يرضى الفرد لنفسه بالقهر وهو قادر على الخلاص . وحيث يوجد الاضطهاد الدينى أو الفتنة في الدين يكون فرضا على المستضعفين المضطهدين الهجرة لو استطاعوا الى ذلك سبيلا . لو كان في استطاعتهم ولم يهاجروا كانوا ظالمين لأنفسهم ومصيرهم النار .

في وجوب الهجرة في سبيل الله جل وعلا على من يستطيع حين يتعرّض للاضطهاد، قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً (99) النساء ) .

2 ـ وليس مقبولا لمن يهاجرون في سبيل الله بسبب المعاناة أن يحتفظوا في قلوبهم بالود والحبّ والولاء لأعداء الله جل وعلا الذين اضطروهم الى الهجرة بظلمهم وإكراههم في الدين . ولهذا جاء العتاب في خطاب مباشر مقترنا بالتهديد من رب العزة للمهاجرين القرشيين: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) الممتحنة  ).

3 ـ تحديد ( الهجرة في سبيل الله ) لها مستويان . المستوى الظاهرى الذى يتبع الإسلام السلوكى بمعنى السلام ، أي أن يهاجر المسالمون الى دولة إسلامية مسالمة تضمن الحرية الدينية المطلقة وحرية التعبير والحرية السياسية بدون حد أقصى . الإسلام السلوكى بمعنى المسالمة وهو الذى يستطيع الناس الحكم عليه ، ثم المستوى القلبى الذى مرجعه الى علّام الغيب جل وعلا .

3 / 1 : نتعرف على المستوى السلوكى مما جاء في سورة النساء عن بعض الأعراب المنافقين الذين كانوا يترددون على المدينة يعلنون الدخول في الإسلام ثم يتعرفون على مواطن الضعف فيها ويرشدون العدو لها أو يهاجمون المؤمنين المسالمين . في التعامل معهم نزلت تشريعات منها إلزامهم بالهجرة الى المدينة طالما يقبلون بالإسلام السلوكى وهو السلام ، وفى المدينة يتمتعون بالحرية المطلقة في الدين وفى المعارضة السياسية طالما لا يرفعون السلاح . إن رفضوا الهجرة فقد وضح تآمرهم وعداؤهم .  قال جل وعلا  عن أولئك الأعراب المنافقين : (  وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿النساء: ٨٩﴾. هنا المعنى الأول للهجرة في سبيل الله جل وعلا . المطلوب فيها أن يكون المؤمن مأمون الجانب مسالما ، وهذا يستلزم إختبارا أمنيا ليس فقط مع المؤمنين الذكور ولكن حتى مع المؤمنات المهاجرات ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ) (10) الممتحنة) .

3 / 2 : المعنى الثانى على المستوى القلبى الذى يعنى الإخلاص في الدين ، والذى لا يعلمه الا الذى يعلم خائنة الأعين وما تُخفى الصدور . والله جل وعلا هو الذى يتولى مثوبة المهاجر في سبيل الله مخلصا . قال جل وعلا :

3 / 2 / 1 : ( وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (100)

3 / 2 / 2 :( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّـهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّـهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ  (58) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59)  ﴿الحج: ﴾

3 / 2 / 3 : ( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42) النحل )

4 ـ فارق هائل بين مثوبة الهجرة في سبيل الله جل وعلا هنا وبين العذاب الذى ينتظر من يستطيع الهجرة ويرفضها . نستعيد قوله جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (97) النساء )

ثانيا :

الهجرة والجهاد

1 ـ هناك من يهاجر فرارا بدينه وفى موطنه الجديد يمارس حريته الدينية مسالما ملتفتا لحياته الدنيا لا يعنيه الجهاد السلمى الدعوى ولا يعنيه الجهاد الدفاعى القتالى . لا يمكن أن يتساوى هؤلاء القاعدون عن الجهاد ـ بدون عذر ـ  مع المؤمنين الذين يجاهدون في سبيل الله جل وعلا بأموالهم وأنفسهم ، حتى لو لم يكن أولئك المجاهدون مهاجرين سابقين . قال جل وعلا : (لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّـهُ الْحُسْنَىٰ وَفَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿النساء: ٩٥﴾. ولنتذكر أن أصحاب الجنة مستويان ؛ الأعلى هم السابقون المقربون ، وأقل منهم أصحاب اليمين .

2 ـ هناك من قرن الهجرة في سبيل الله بالجهاد في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم . قال جل وعلا عن مثوبتهم :

2 / 1 :  ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110) النحل )

2 / 2 : (  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218) البقرة )

3 ـ وقال جل وعلا عن المهاجرين والأنصار المجاهدين بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله جل وعلا  :

3 / 1 : (  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَـٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ )﴿الأنفال: ٧٢﴾. هم أولياء لبعضهم البعض .

3 / 2 : (  وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴿الأنفال: ٧٤﴾.هم المؤمنون حقا لهم مغفرة وأجر كريم.

ثالثا :

 الجهاد في سبيل الله جل وعلا بالمال والنفس

1 ـ يتكرر مصطلح الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس ، مع تقديم المال على النفس . الشائع أن حياة النفس أثمن من المال ، ولكن الواقع أن الانسان يضحى بحياته في سبيل المال ، ولهذا لا تتوقف الحروب ولا تتوقف الجرائم . ولهذا أيضا فإن المؤمن يضحى بماله جهادا في سبيل الله جل وعلا وبحياته أيضا .

2 ـ والجهاد نوعان : جهاد سلمى دعوى ، وجهاد بالقتال الدفاعى .

2 / 1 : نفهم الجهاد السلمى الدعوى من قوله جل وعلا :

2 / 1 / 1 : ( فَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً (52) الفرقان ). هذه آية مكية يخاطب  فيها الله جل وعلا الرسول محمدا عليه السلام .

2 / 1 / 2 : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68) العنكبوت )، هذا عن صانعى الأحاديث الشيطانية المفتراة . الآية التالية عمّن يجاهد في سبيل الله جل وعلا سلميا بدحض هذه الأحاديث والدعوة للكفر بها . قال جل وعلا  في حُكم عام : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) العنكبوت )

 

 مصطلحات الجهاد القتالى في سبيل الله جل وعلا : هي ( ثقف )( نفر ) ( قتال ).

  ( ثقف ) تعنى الاصطدام الحربى . جاء هذا في :

    1 : قتال المنافقين إذا رفعوا السلاح ، قال جل وعلا  : ( لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً (61) الأحزاب ). الشاهد (أَيْنَمَا ثُقِفُوا ). أي متى حاربتموهم

  2 : قتال قريش المعتدية ، قال جل وعلا : ( إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) الممتحنة ). جاء هذا في سياق خطاب احتجاجى للمهاجرين القرشيين الذين كانوا يوالون أهاليهم حتى بعد الهجرة.

  3 : قتال ناقضي العهد ، قال جل وعلا :

  3 / 1 :( الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) الانفال )

  3 / 2 :  ( سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُبِيناً (91) النساء ).

( نفر ) أي خرج للقتال .

كانت المدينة هدفا ثابتا للعدو المحيط بها من جميع الجهات في صحراء ممتدة . كان السبيل هو خروج الجيش لمواجهة العدو الزاحف قبل أن يصل الى المدينة ، وحتى لا تتكرر مأساة ( الأحزاب ) التي اضطر فيها المؤمنون لحفر خندق حول المدينة .

جاء مصطلح ( نفر ) في :  

1 ـ في الحثّ على القتال في سبيل الله الى درجة التهديد باستبدالهم أو تعذيبهم عذابا أليما . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(39)التوبة)

2 ـ في عموم الخروج للقتال في كل الأحوال . قال جل وعلا :

2 / 1 :( انفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (41)التوبة )

2 / 2 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوْ انفِرُوا جَمِيعاً (71) النساء )

3 :  في خروج سرية استطلاع تسبق الجيش لتتفقّه أي لتتعرف على الطريق . ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) التوبة )

4 ـ في قول المنافقين القاعدين عن القتال ، جاء هذا في قوله جل وعلا : ( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) التوبة ).

5 ـ يرتبط بمعنى ( نفر ) المصطلحات الآتية :

5 / 1 : الخروج ( أي للقتال ) . قال جل وعلا :

5 / 1 / 1 :  (  لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿التوبة: ٤٧﴾

5 / 1 / 2 : (  فَإِن رَّجَعَكَ اللَّـهُ إِلَىٰ طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ﴿التوبة: ٨٣﴾

5 / 1 / 3 : (  وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ اللَّـهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴿التوبة: ٤٦﴾.

5 / 2 : ( قعد ) عكس الخروج . قال جل وعلا :

5 / 2 / 1 :  ( الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٦٨﴾ آل عمران )

5 / 2 / 2 : (  وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ اللَّـهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴿التوبة: ٤٦﴾

5 / 2 / 3 :  (   فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّـهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴿التوبة: ٨١﴾

5 / 2 / 4 : (   فَإِن رَّجَعَكَ اللَّـهُ إِلَىٰ طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ﴿التوبة: ٨٣﴾

5 / 2 / 5 : (  وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿التوبة: ٩٠﴾

5 / 3 : المخلّفون

5 / 3 / 1 :(  سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّـهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿الفتح: ١١﴾

 5 / 3 / 2 :(  سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّـهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّـهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿الفتح: ١٥﴾

5 / 3 / 3 : (  قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّـهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿الفتح: ١٦﴾

6 ـ  ( قاتل ) ( قتال ) ، هو الأكثر ورودا .

نستشهد ببعض ما جاء في الايات الكريمة السابقة . قال جل وعلا :

6 / 1 : (  فَإِن رَّجَعَكَ اللَّـهُ إِلَىٰ طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ﴿التوبة: ٨٣﴾ . الشاهد هنا ( تقاتلوا ) و ( بالقعود ) و ( الخالفين ).

6 / 2 : ( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ﴿١٦٧﴾ الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٦٨﴾ آل عمران ). الشاهد هنا ( وقعدوا ) و( قاتلوا )  ( قتالا ) ( ما قتلوا )

6/ 3 : (  قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّـهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿الفتح: ١٦﴾ الشاهد هنا ( لِّلْمُخَلَّفِينَ ) و ( تُقَاتِلُونَهُمْ )

6 / 4 : ( فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥﴾  التوبة ) . الشاهد هنا ( مقعد ) ليس بمعنى القعود ولكن بمعنى موقع للرصد الحربى . وجاء هذا في سياق القتال . وقد كانت للنبى عيون بين أعدائه ، لذا كان المؤمنون ( ينفرون ) أو ( يخرجون ) الى ملاقاة العدو قبل أن يقترب من المدينة.

   

 

التعليقات(6)

1   تعليق بواسطة  هشام سعيدي     في   الأحد 19 يوليو 2020

[92703]

 

تصحيح

 

3 / 2 : المعنى الثانى على المستوى القلبى الذى يعنى الإخلاص في الدين والذى لا يعلمه الذى يعلم خائنة الأعين وما تُخفى الصدور. المقصود (الا الذي يعلم خائنة الأعين) سقطت أداة الاستثناء (الا)

ولكم التحية و المودة و التقدير.

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأحد 19 يوليو 2020

[92704]

شكرا د هشام ، وكل عام وانتم بخير . وتم التصحيح.

3   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الأحد 19 يوليو 2020

[92705]

 

تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ

قد يستشكل على البعض توصيف هذا المعنى و قد يسوغونه لتبرير ( الفتوحات ) ! و هذا خطأ في فهم سياق الآيات فالإسلام دين السلام و ليس دين الإعتداء و بداية الآية : ( قل للمخلفين من الأعراب ) هنا أمر من الحق جل و علا لخاتم النبيين عليه السلام بأن يقول ( للمخلفين من الأعراب ) ستدعون بمعنى ستأتيهم دعوة من الرسول عليه السلام لقتال دفاعي ضد قوم وصفهم الحق جل و علا بأنهم ذو بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون و هنا اختبار لهم ( للأعراب ) لأنهم تولوا عن القتال في مرة سابقة.

الإسلام دين السلام و ليس دين الإعتداء . حفظكم الله جل و علا.

4   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأحد 19 يوليو 2020

[92706]

شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول:

هؤلاء أعراب أشد كفرا ونفاقا وهم أولو بأس شديد ، ومعتدون . دعوتهم كانت الى الاسلام السلوكى بمعنى السلام والكفّ عن الاعتداء وإلا قتالهم دفاعيا . الاسلام السلوكى بمعنى السلام هو الاسلام الذى دخل فيه العرب أفواجا . ورآهم النبى حسب سلوكهم وليس ما فى قلوبهم . ولقد قالت الأعراب آمنا أى ايمانا قلبيا وكان الرد انهم لم يؤمنوا ايمانا حقيقيا ولكن أسلموا بمعنى الاسلام السلوكى ، لأن الايمان القلبى الحقيقى لم يدخل بعدُ فى قلوبهم
مهم جدا توضيح الفارق بين الاسلام القلبى والاسلام السلوكى . الاسلام السلوكى هو محل التعامل بين الناس . الاسلام القلبى مرجعه لرب الناس جل وعلا

 

5   تعليق بواسطة  يحي فوزي نشاشبي     في   الأربعاء 22 يوليو 2020

[92716]

تحياتي المخلصة...

ولنفرض أن هؤلاء المشركين لم يظهروا أي  عداء  بعد  انسلاخ الأشهر الحرم، فهل يبقى الأمر ساريا في: ( فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم الخ ........ ) ؟؟

السؤال هو : فإن لم يكونوا مقيمين الصلاة ولا مؤتين الزكاة ؟  أم  إن هناك فهما أعمق وأعم  في (أقاموا الصلاة  وآتوا الزكاة ) ؟؟؟ لأن هذا الإلتباس يتخذه غير المسلمين حجة في اتهام الإسلام بالتجبر والدكتاتورية --  بل  من المعتقد أن الأغلبية الساحقة من السلمين سيرتبكون قليلا أو كثيرا في شرح هذه المعضلة الظاهرة أمام أنفسهم بل ردا على الغير-- وبالمناسبة إن لم  تخني الذاكرة فحتى الأخ رشيد المغربي سارع في الإتيان بهذه الحجة،  وأنتم  تف ضلتم  وسارعتم  بالرد، الذي  بكل صراحة أدهش الأخ رشيد ولم  يقنعه  ربما - ولكم  الشكر ودمتم  موفقين ، أستاذنا المحترم.

 

6   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الخميس 23 يوليو 2020

[92718]

شكرا استاذ يحيى ، أكرمك الله جل وعلا

الاسلام السلوكى هو اساس التعامل فى الشريعة الاسلامية وما يخص علاقات الحرب والسلام . والمعتدى إذ اكفّ عن الاعتداء فيجب أن يكف المسلمون عن حربه. وإقامة الصلاة وايتاء الزكاة هى بالسلام ، وليس بالمعنى القلبى الذى مرجعية الحكم فيه لرب العالمين يوم القيامة وعلى الناس أجمعين.
خالص مودتى.

 

 

 

 

 

القاموس القرآنى:( السبيل )( 9 ) القتال في ( سبيل الله ) جل وعلا في القصص القرآنى  

 

مقدمة

1 ـ دين الله جل وعلا واحد ، وقد تكون هناك اختلافات في بعض تفصيلات الوحى مبعثها اختلافات الزمان والمكان واللسان . ومن هذه الاختلافات الموقف من الكافرين المعتدين .

2 ـ في الماضى كان الانتصار عليهم بأن يهلكهم الله جل وعلا جميعا وينجو النبى والأقلية المؤمنة . انتهى هذا باهلاك فرعون وقومه ، ونزل الكتاب على موسى ببدء مرحلة جديدة . قال جل وعلا عن فرعون وقومه: ( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴿٤٠﴾ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ ﴿٤١﴾ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ﴿٤٢﴾القصص ) . ثم قال جل وعلا عن المرحلة الجديدة ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَىٰ بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٤٣﴾القصص ) . في هذه المرحلة التالية أصبح الاهلاك جُزئيا ، وبتدخل بشرى ، وتم فرض الجهاد القتالى ضد الملأ الكافرين المعتدين الذين يقومون بالاكراه في الدين .

3 ـ جاءت إشارة الى فرض القتال في التوراة والانجيل في قوله جل وعلا : (  إِنَّ اللَّـهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ) ﴿التوبة: ١١١﴾.  

أولا :

 إشارات القتال في ( سبيل الله ) جل وعلا فى القصص القرآنى عن السابقين :

1 ـ يلاحظ في هذا السياق أن تأتى الإشارة الى الجهاد القتالى قبل القرآن في سياق حثّ المؤمنين بالقرآن على القتال في سبيله جل وعلا ، مثل الآية السابقة ( التوبة 111 ) . وفى سورة الصف  ( 10 : 13 ) نزل حثُّ على الجهاد القتالى على أنه تجارة مع الله جل وعلا ، وبعدها قال جل وعلا في خطاب مباشر للمؤمنين يحكى عن قتال جرى بين عيسى عليه السلام والكافرين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّـهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّـهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّـهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ﴿١٤﴾ الصف  ). وكما قام ابن إسحاق بتزييف ( سيرة ) للنبى محمد عليه السلام تجعله متعطشا للدماء وسبى النساء ممّا ترتب عليه فرية أن الإسلام انتشر بالسيف، فإن هناك من قام بصناعة سيرة للمسيح تجعله ضعيفا متهالكا مغلوبا على أمره .

2 ـ وفى سياق الحثّ أيضا على القتال الدفاعى قال جل وعلا يشير الى أنبياء مقاتلين في العالم ، وكيف صمد المؤمنون الربانيون معهم ، قال جل وعلا : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمْ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) آل عمران ).

نلاحظ هنا الآتى :

2 / 1 : هم مسالمون صابرون مضطهدون من القوم المعتدين الكافرين ، فقاتلوا دفاعا يدعون ربهم جل وعلا أن ينصرهم على القوم (الكافرين ) . والكافرون هنا بمعنى الاعتداء .

2 / 2 : استجاب لهم رب العزة وآتاهم ثواب الدنيا وحُسن ثواب الآخرة .

3 ـ أول حرب دفاعية حدثت بعد موت موسى عليه السلام قال فيها رب العزة جل وعلا : (  أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (248) فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) البقرة ).

نلاحظ الآتى :

3 / 1 : بنو إسرائيل تعرضوا لاعتداء تمثل في إخراجهم من ديارهم وأبنائهم ، واعتبروا القتال الدفاعي قتالا في سبيل الله جل وعلا ، وهذا صحيح ، لذا طلبوا من نبيهم وقتها أن يعيّن لهم ملكا يقودهم . فاختار لهم الله جل وعلا ( طالوت ) ملكا ، ورفضه الملأ الاسرائيلى لأنه ليس ثريا مثلهم ، ونزلت آية تؤكد الاختيار الالهى لطالوت ، فارتضوه ملكا . وتعرضوا لاختبارات لكى يتبين من هم الصادقون ومن هم الكاذبون .

3 / 2 : ولأنهم مُسالمون يواجهون عدوا معتديا فقد طلبوا من الله جل وعلا أن ينصرهم على ( القوم الكافرين ) . فالكافرون هنا هم المعتدون سلوكيا .

3 / 3 : ومع إنهم فئة قليلة فقد نصرهم على الجيش القوى الباغى المعتدى .

3 / 4 : وتنتهى القصة القرآنية بالعظة متمثلة في قوله جل وعلا : (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) البقرة ).

ثانيا :

 ملامح التشابه بين قصص السابقين وقصص المؤمنين في عهد خاتم النبيين

 1 : وصف العدو المعتدى بأنه أخرج المؤمنين المسالمين من ديارهم :   

1 / 1 : بنو إسرائيل : ( وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا  ).

1 / 2 :  في عهد النبى محمد عليه السلام :

1 / 2 / 1 : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴿٣٩﴾ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ۗ) الحج )

1 / 2 / 2 : ( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴿٨﴾ الحشر )

 2 : وصف العدو المعتدى بالكفر :

2 / 1 :بنو إسرائيل : ( وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) البقرة ).

2 / 2 :في عهد أنبياء سابقين دعوا ربهم جل وعلا : ( وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) آل عمران ).

2 / 3 : في عهد النبى محمد عليه السلام  يقول المؤمنون :  ( وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) البقرة )

3 : المثوبة بالنصر وغيره :

3 / 1 : بنو إسرائيل : ( فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ) البقرة 251  ) .

3 / 2 :في عهد أنبياء سابقين : ( فَآتَاهُمْ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) آل عمران ).

3 / 3 في عهد خاتم النبيين قال جل وعلا : (  وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴿٤﴾ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ﴿٥﴾ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴿٦﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴿٧﴾ محمد)

  4 : العبرة هي نفسها

4 / 1 : في قصة بنى إسرائيل من بعد موسى ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) البقرة ).

4 / 2 : وفى حيثيات تشريع الإذن بالقتال للمؤمنين : ( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا ۗ)﴿٤٠﴾ الحج )  

5 : ويوجد تشابه في المواقف من حيث الخوف من المواجهة  :

5 / 1  خوف بنى إسرائيل في أول معركة يخوضونها ضد العدو الباغى : ( فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)  )

5 / 2 : خوف الصحابة المؤمنين قبيل الالتحام في موقعة بدر :

5 / 2 / 1 :( إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللَّـهُ وَلِيُّهُمَا ۗ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١٢٢﴾ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٢٣﴾ آل عمران )

5 / 2 / 2 : ( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ﴿٥﴾ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ ﴿٦﴾ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّـهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ﴿٧﴾ الانفال ) .

6 ـ الإخلال بالميثاق الالهى

6 / 1 إخلال بنى اسرائيل :

6 / 1 / 1 : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ﴿٨٤﴾ ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٨٥﴾  البقرة )

6 / 1 / 2 : ( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّـهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴿١٢﴾ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣﴾ المائدة )  

6 / 2 : في عهد النبى محمد عليه السلام  

6 / 2 / 1 : عن المنافقين : ( وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّـهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّـهِ مَسْئُولًا ﴿الأحزاب: ١٥﴾  

6 / 2 / 2 :  عن الكافرين :

6 / 2 / 2 / 1 :( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٥٥﴾ الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ ﴿٥٦﴾ الانفال )

 6 / 2 / 2 / 2  :( بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١﴾ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّـهِ ۙ وَأَنَّ اللَّـهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ ﴿٢﴾ التوبة )

 

 / 2 / 2 / 3 : (كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ﴿٨﴾ اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّـهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩﴾ لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ ﴿١٠﴾ التوبة )، تكرر وصفهم بالكافرين والمشركين والمعتدين .

أخيرا :

بعد موت النبى محمد عليه السلام تولّى الخلافة جواسيس قريش الذين مردوا على النفاق .

 

 

التعليقات(2)

    تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الثلاثاء 21 يوليو 2020

[92710]

ملاحظة

 فى فقرة( نلاحظ الآتى)3-1 السطر الرابع من هم والمقصود من منهم . (وكما قام ابن إسحاق بتزييف ( سيرة ) للنبى محمد عليه السلام تجعله متعطشا للدماء وسبى النساء ممّا ترتب عليه فرية أن الإسلام انتشر بالسيف، فإن هناك من قام بصناعة سيرة للمسيح تجعله ضعيفا متهالكا مغلوبا على أمره )

يبدو أنه مازال هناك الكثيروالكثير من الموروث الفاسد الذى يحتاج إلى محو.

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء 22 يوليو 2020

[92715]

شكرا أخى الحبيب د مصطفى ، أكرمك الله جل وعلا ، واقول

1 ـ تم التصحيح.
.  ـ الموروث الفاسد كجبال الهملايا . بدأ تدمير بعضه ونرجو أن يفلح ابناؤنا فى تدمير الباقى

 

 

 

 

القاموس القرآنى : ( السبيل )( 10)القتال في ( سبيل الله ) جل وعلا في التشريع القرآنى

 

مقدمة :

1 ـ هناك حدُّ فاصل وحاسم بين القتال في سبيل الله والقتال في سبيل الشيطان ، ومتروك للبشر هذا التحديد.قال جل وعلا : ( الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ  ) بعدها جاء الخطاب أمرا للمؤمنين : ( فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً (76) ﴿النساء: ٧٦﴾. هذا الأمر يعنى أن لديهم تحديدا واضحا بيّنا لأولياء الشيطان الذى يتعين عليهم قتالهم . هذا التحديد مبنىُّ على السلوك المعتدى وليس عمّا في القلوب .

2 ـ أولياء الشيطان هم الذين يهاجمون الآخرين يبدأون حربا في سبيل التوسع والاحتلال والسلب والنهب والاسترقاق والاستعباد والعلُوُّ في الأرض . القتال في سبيل الله يعنى الوقوف ضد أولئك قتالا دفاعيا حتى ينتهى عدوانهم .

3 ـ يتضح الفارق تاريخيا بين معارك النبى محمد عليه السلام الدفاعية والتي طبّق فيها أوامر الله جل وعلا في تشريعات القتال الإسلامية وبين معارك الخلفاء الفاسقين بعده ، والذين نشروا ــ بالسيف ــ الكُفر بالإسلام وتشويه سُمعته وتغييبه عن مُعظم البشر . ولولا أن الله جل وعلا حفظ الإسلام مُدوّنا في القرآن الكريم ما تعرفنا على حقائق الإسلام وتشريعاته القتالية وغيرها ، والتي قام بتغييبها المحمديون بأحاديث وتشريعات أديانهم الأرضية الشيطانية مكانها .

4 ـ نتعرض هنا للقتال في سبيل الله جل وعلا على النحو الآتى :

أولا :

 معنى القتال في سبيل الله جل وعلا :

1 ـ القتال في سبيل الله جل وعلا هو تعامل قلبى بين البشر والخالق جل وعلا الذى يعلم ما تُخفى الصدور . هو ينوى أن يكون قتاله في سبيل الله جل وعلا ، ويعلم أن الله جل وعلا سميع عليم . قال جل وعلا : ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿البقرة: ٢٤٤﴾.

2 ـ القتال في سبيل الله جل وعلا هو إرادة الآخرة وسعى لها بالعمل الصالح ، هو مُسالم ، ولكنه في نفس الوقت يبيع نفسه لربه جل وعلا إذا وجب عليه القتال . قال جل وعلا عن هذا الصنف المؤمن الحقيقي من الناس :

2 / 1 : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴿٢٠٧﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٢٠٨﴾  البقرة )

2 / 2 : ( فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ) النساء 74 )

3 ـ القتال في سبيل الله جل وعلا بهذا المعنى هو إختبار قاس ، ولكن الذى ينجح فيه مثوبته الجنة . قال جل وعلا : ( وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) آل عمران )

4 ـ وعن مثوبة القتال في سبيل الله جل وعلا نقرأ :

4 / 1 : ( وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿النساء: ٧٤﴾

4 / 2 : عن القتلى في سبيل الله جل وعلا نقرأ :

4 / 2 / 1 :   ( وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴿ ٤﴾ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6)  محمد )

4 / 2 / 2 : ( وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ ﴿البقرة: ١٥٤﴾

4 / 2 / 3 : ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران ).

ثانيا :

 التشريعات الكلية للقتال في سبيل الله في لمحة سريعة :

1 ـ للتشريع الاسلامى هنا درجات : هو أوامر ونواهى تخضع لقواعد ، والقواعد بدورها تخضع لمقاصد وأهداف كلية . نتعرف عليها سريعا في قوله جل وعلا :

1 / 1 : (  وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿  ١٩٠﴾ البقرة ). الأمر التشريعى هنا هو : ( وَقَاتِلُوا ). القاعدة التشريعية هي ( فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ) . وجاء شرحها في نفس الآية : (الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ). التحديد هنا لم يكتف بقوله جل وعلا : ( الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ) وإنّما أضاف : ( وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ). هو توضيح بالأمر (  وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ) وبالنهى معه : ( وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ).

1 / 2 : هذا الوضوح في تحديد القتال في سيبل الله ينهض حُجّة واضحة على كُفر الخلفاء الفاسقين أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وغيرهم ، وتأكيدا على أنهم كانوا يقاتلون في سبيل الشيطان .

2 : المقصد التشريعى جاء في سياق الآيات نفسها في قوله جل وعلا  : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ  ) (193) البقرة )، فالمقصد هو منع الفتنة في الدين ، أي أن يكون الدين حُرّا للناس يتم حسابهم عليه يوم القيامة أو ( يوم الدين ) . فالذى يكون حُرّا في إختياراته الدينية ولا يتعرض لإكراه أو فتنة في الدين لن تكون له حُجّة أمام رب العزة يوم الحساب .

3 ـ في كل الأحوال فالقتال دفاعى ضد المعتدين سلوكيا ، وليس لمجرد الاختلاف في الدين. قال جل وعلا : ( لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (9) الممتحنة ). المخالف في الدين ويكون مُسالما يجب التعامل معه بالبرّ والقسط ، لأنهم أخوة في الإسلام السلوكى بمعنى السلام .

ثالثا :

تفصيلات في المقصد التشريعى للقتال في الإسلام :

1 ـ منع الاضطهاد الدينى أو الفتنة في الدين . قال جل وعلا :

1 / 1 : ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ )  (191) البقرة  ) ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ  ) (193) البقرة ) ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّـهِ ) (٣٩﴾ الانفال ).

1 / 2 : وهذا ما كانت تفعله قريش ، وحتى بعد هجرة المؤمنين تابعتهم بالغارات الهجومية وهم في المدينة يريدون الفتنة أو إكراههم في الدين ، قال جل وعلا : ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا ) (217) البقرة )

1 / 3 : حماية المستضعفين المُضطهدين في الدين . قال جل وعلا : ( وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (75) النساء ) .

1 / 4  ـ حصانة بيوت العبادة للجميع ، قال جل وعلا : ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن  يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿الحج: ٤٠﴾

2 : منع العدوان وتأسيس السلام  :

2 / 1 : الاستعداد العسكرى في الدولة الإسلامية هو لردع العدو المعتدى وليس للإعتداء . لا بد للدولة المُسلمة أن تكون قوية حتى لا يُشجع ضعفها العدو المعتدى على الاعتداء ، وبذلك يحقن دمه ودم المؤمنين أيضا . ومصطلح ( ترهبون ) في الآية التالية هو مصطلح ( سلمى ) و ( ليس إرهابيا ). قال جل وعلا : (  وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿الأنفال: ٦٠﴾. ولأن إقرار السلام هو مقصد تشريعى فالعدو إذا جنح الى السلام وجب الجنوح للسلام توكلا على الله جل وعلا ، وحتى إن كان خداعا فإن الله جل هو الذى سينتقم . قال جل وعلا : ( وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦١﴾ وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّـهُ ۚ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ﴿٦٢﴾ الانفال )

3 ـ التأكيد على حُرمة قتل النفس المؤمنة المُسالمة :

3 / 1 : الانسان لا يملك نفسه ، فهو لم يخلق نفسه ، لذا يحرم على الفرد الانتحار . قال جل وعلا : (وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿  ٢٩﴾ النساء ) . الذى ينتحر ظلما وعدوانا مصيره جهنم . قال جل وعلا : ( وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾ النساء ) .

3 / 2 : وجاء تحريم قتل النفس البريئة ضمن الوصايا العشر في قوله جل وعلا : (  قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿الأنعام: ١٥١﴾ ، وفى قوله جل وعلا : (  وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا ﴿الإسراء: ٣٣﴾.

3 / 3 : حقن دم المقاتل في جيش العدو المعتدى :

3 / 3 / 1 : إذا وقع في الأسر رغم أنفه يتم حقن دمه ، إذ لا قتل للأسير في الإسلام . يكون مصيره باطلاق سراحه مجانا أو بتبادل الأسرى . قال جل وعلا : ( فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ ) ﴿٤﴾ محمد )

3 / 3 / 2 : إذا ألقى السلاح واستجار فعلى المؤمنين تأمينه وتوصيله الى مأمنه بعد أن يسمع آيات من القرآن الكريم . قال جل وعلا : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ ﴿٦﴾ التوبة ).

3 / 3 / 3 : إذا نطق كلمة السلام فيجب حقن دمه . قال جل وعلا في عقوبة من يقتل مؤمنا متعمدا : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴿٩٣﴾ . وتحديد هذا المؤمن يكون حسب الظاهر ، وهو نطق كلمة السلام أو تحية السلام حتى لو كان مقاتلا وألقى السلاح ونطق بالسلام ، قال جل وعلا في الآية التالية :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّـهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿٩٤﴾ النساء )

3 / 4 : عقوبة من يقتل فردا واحدا مؤمنا الخلود في عذاب عظيم في جهنم مع غضب الله جل وعلا ولعنته : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴿٩٣﴾ النساء ) ، فكيف بأكفر البشر وأفجرهم : أبى بكر وعمر وعثمان ومن سار على دينهم وقتلوا ملايين الأبرياء بزعم أن هذا هو ( الجهاد الاسلامى ) . جدير بالذكر أن الآية قبلها : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّـهِ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿٩٢﴾ النساء ). أي لا يمكن لمؤمن أن يقتل مؤمنا مسالما إلا على سبيل الخطا .  

 4 ـ إنتهاء القتال الدفاعى بمجرد توقف العدوان . قال جل وعلا :

4 / 1  : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) البقرة )

4 / 2 : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّـهِ ۚ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّـهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٣٩﴾ الانفال ). قبلها يقول جل وعلا : ( قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ﴿٣٨﴾ الانفال )

4 / 3 : في حالة رجوع المعتدى المقاتل عن إعتدائه :

4 / 3 / 1 : يجب الكفّ عن ملاحقتهم . قال جل وعلا : ( فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥﴾ التوبة )

4 / 3 / 2 : يُعتبر في دين الإسلام السلوكى إقامة للصلاة وإيتاءا للزكاة ، ويكونون أخوانا في دين الإسلام السلوكى . قال جل وعلا : ( فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١١﴾  التوبة ). هناك مستويان فى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة: المستوى القلبى بمعنى التقوى ، وهذا مرجعه لرب العزة جل وعلا حيث لن يدخل الجنة إلا المتقون ، ثم المستوى السلوكى ، فالذى لا يعتدى أو الذى يكف عن الاعتداء يكون أخا فى الاسلام السلوكى ، وهذا لنا الحكم عليه ، ويكون مقيما للصلاة والزكاة بالمفهوم السلوكى. 

5 ـ القتال الدفاعى الاسلامى هو قصاص ، ويحرم المبالغة في الانتقام . هذا تحذير للمؤمنين إن كانوا متقين . قال جل وعلا : ( الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) البقرة ).

6 ـ كان النصر النهائي هو للاسلام السلوكى ، أي دخول العرب المتقاتلين في دين السلام أفواجا . قال جل وعلا : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ﴿١﴾ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا ﴿٢﴾ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴿٣﴾)

7 ـ موقف حاسم من المعتدى الذى ينقض العهد بالسلام وحقن الدماء . قال جل وعلا :

7 / 1 : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٥٥﴾ الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ ﴿٥٦﴾ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴿٥٧﴾ الانفال ) . أي حين مواجهتهم حربيا فلا بد أن تجعلهم عبرة لمن هم على شيمتهم في الغدر .

7 / 2 : ( وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ﴿١٢﴾ أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٣﴾ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّـهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ﴿١٤﴾ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ۗ وَيَتُوبُ اللَّـهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿١٥﴾ التوبة )

7 / 3 : في حالة من يتقلب بين حفظ العهد او نقضه ، قال جل وعلا :

7 / 3 / 1 : ( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴿٥٨﴾ الانفال ). أي يجب تحذيرهم بكل وضوح ، إذ لا تآمر ، ولعن الله جل وعلا ابن إسحاق الذى زعم أن النبى كان يغتال خصومه.

7 / 3 / 2 :  ( فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّـهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّـهُ ۖ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴿٨٨﴾ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ۖ فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ ۖ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿٨٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ ۚ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّـهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا ﴿٩٠﴾ سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا ۚ فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ۚ وَأُولَـٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا ﴿٩١﴾ النساء )

رابعا :

 تفصيلات في القتال الدفاعى

1 ـ التحريض على القتال الدفاعى لكفّ المعتدين :

1 / 1 : ( فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضْ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً (84) النساء )

1 / 2 : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضْ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ)(65) الانفال)

2 ـ تحريم الفرار عند القتال ، ومن يفرّ فمصيره النار. قال جل وعلا في خطاب مباشر للمؤمنين :

2 / 1 :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمْ الأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) الانفال )

2 / 2 : (  إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ ﴿الصف: ٤﴾  

  

التعليقات(3)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الإثنين 27 يوليو 2020

[92728]

 

ملاحظة
فى الفقرة1-2 من ثانيا السطر الثانى وتأكيد والمقصود وتأكيدا


فى الفقرة4-3-2 السطر الأول بعض اللبس

 

2   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الإثنين 27 يوليو 2020

[92729]

تشريعات الرؤوف الرحيم اللطيف جل و علا و جذور العصبية

الاسلام دين السلام و الحق جل و علا هو السلام و هو اللطيف بعباده و هو الرؤوف الرحيم و الصراع بين الخير و الشر هو قائم إلى قيام الساعة و لا مثالية في المجتمعات و النفس بها جانب من القسوة و الحيوانية أحيانا !! لذا جاءت تشريعات و تفصيلات غاية في الدقة و أحاطت بكل مواقف القتال لتجعل من المؤمن حقا إنسانا يعلوا فوق الظلم و الانتقام و الغيظ .. المسلم الحق يبتغي رحمة ربه و يمضي بعيدا عن الانتقام و العلو في الأرض.

لا شك أن المسلمون الأوائل الذين طبقوا هذه التعاليم كانوا أكثر الناس إيمانا ذلك أن المجتمع الذي عاشوا فيه مليئ بالعصبية و الانتقام و الثأر و الحروب لأتفه الأسباب و جاء الإسلام العظيم ليروض نفوسهم و يجعلهم خير أمة أخرجت للناس.

و من أسف أن يختفي الإسلام الحقيقي و ينتشر الظلم و سفك الدماء و يتحقق ما قالت عنه الملائكة ! و لله جل و علا خاتمة الأمور

 

3   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الإثنين 27 يوليو 2020

[92730]

 

شكرا أحبتى ، اكرمكم الله جل وعلا وجزاكم خيرا ، واقول:

د مصطفى : أكرمك الله جل وعلا ، وتم التصحيح.
استاذ سعيد على ، أكرمك الله جل وعلا ، ولمجرد التذكير فإن القرآن الكريم نزل فى بيئة صحراوية تحترف الاسترزاق بالغارات والسلب والنهب ، أى هى بيئة مثالية لما فى الانسان من عدوانية . ولهذا نزلت التشريعات الاسلامية تعالج هذا وعلى مستوى البشرية كلها.
وتاريخ البشر يؤكد ما قاله رب العزة لآدم عن أولاده : أن يهبطوا الى الأرض جميعا بعضهم لبعض عدو ، وقتل ابن آدم أخاه ظلما ، ولا يزال ابناء آدم يقتل بعضهم بعضا على مستوى الأسرة والعائلة والقرية والبلد والقبيلة والوطن والاقليم وعلى المستوى العالمى.
وفى التقدم الحضارى الحالى للانسان تأسست عُصبة الأمم ثم الأمم المتحدة ومنظماتها وظهرت المواثيق الدولية لحقوق الانسان ، وهو إقتراب من تشريعات الاسلام ، ولكن كوكب المحمديين لا يزال يرقص على أنغام أبى بكر وعمر وعثمان وعلى..
هيا بنا نلطُم .!!

 

 

 

القاموس القرآنى : السبيل ( 11 ) بين الطريق المعنوى والطريق المادى 

 

مقدمة :

1 ـ عشنا في المقالات السابقة مع مصطلح ( في سبيل الله ) ونقيضه ( في سبيل الشيطان ) ، وهما معا بمعنى ( السبيل المعنوى ) . وهناك أمثلة أخرى للسبيل المعنوى ، وهناك أمثلة للسبيل المادى ، ويجمعها انها بمعنى ( الطريق ) .وخارج معنى ( الطريق ) هناك معانى أخرى للسبيل غير هذا وذاك .

2 ـ نعطى بعض التفصيل .

أولا :

مصطلح ( طريق ) في القرآن الكريم :

1 ـ ( الطريق ) مثل مصطلح ( السبيل ) و ( الدين ) و ( الصراط ) ، قد يكون معنويا وقد يكون ماديا .

2 ـ الطريق المادى . قال جل وعلا : (   وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ ﴿طه: ٧٧﴾ .

3 ـ الطريق المعنوى . قال جل وعلا :

3 / 1 :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّـهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ﴿  ١٦٨) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿النساء: ١٦٩﴾

3 / 2 : ( قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىٰ ﴿طه: ٦٣﴾

3 / 3 :(   نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا ﴿طه: ١٠٤﴾

3 / 4 : (   قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿الأحقاف: ٣٠﴾

3 / 5 : (   وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا ﴿الجن: ١٦﴾

ثانيا :

( السبيل ) بمعنى الطريق المعنوى ( خارج معنى : في سبيل الله )

السبيل المعنوى أي الدين :

 قال جل وعلا :

1 ـ ( وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴿العنكبوت: ٣٨﴾

2 ـ ( قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿يوسف: ١٠٨﴾

3 ـ (  وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا ﴿النساء: ٢٢﴾

4 ـ ( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴿الإسراء: ٣٢﴾

السبيل المعنوى ، بمعنى الوسيلة والطريقة .

 قال جل وعلا :

1 ـ (  إلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿النساء: ٩٨﴾

2 ـ ( قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴿غافر: ١١﴾

3 ـ ( قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَّابْتَغَوْا إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ﴿الإسراء: ٤٢﴾

4 ـ ( انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿الفرقان: ٩﴾

5 ـ ( وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ ﴿الشورى: ٤٤﴾

6 ـ  ( وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴿الإسراء: ١١٠﴾

7 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴿النساء: ١٥٠﴾

8 ـ في النفى وفى النهي وباستعمال ( على ) أي ( سبيل على ) يكون المعنى خاصا نفهمه من قوله جل وعلا :

8 / 1 :(  الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّـهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّـهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللَّـهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴿النساء: ١٤١﴾

8 / 2 : (  الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ) ﴿النساء: ٣٤﴾

السبيل المعنوى ، بمعنى ( مؤاخذة ) .

وهنا أيضا يأتي استعمال (على ) أي ( سبيل على ) نفيا وإيجابا .

قال جل وعلا :

1 ـ (  وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ ﴿  ٤١﴾ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿الشورى: ٤٢﴾

2 ـ ( لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّـهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿التوبة: ٩١﴾

3 ـ ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿التوبة: ٩٣﴾

4 ـ (  إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّـهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا ﴿النساء: ٩٠﴾

ثالثا :

( سبيل ) بمعنى الطريق العادى المادى الذى يسير فيه الناس :

قال جل وعلا :

1 ـ في قصة موسى والعبد الصالح عليهما السلام :

1 / 1 :( فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ﴿الكهف: ٦١﴾

1 / 2 : (  قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ﴿الكهف: ٦٣﴾. إتّخذ الحوت طريقه متسربا الى البحر .

2 ـ  في قصة لوط عليه السلام.

2 / 1 : كان قومه يقطعون السبيل أي الطريق فقال لهم : ( أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّـهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿العنكبوت: ٢٩﴾.

2 / 2 : ودمرهم رب العزة جل وعلا ، وظلت آثارهم باقية يمرُّ عليها العرب ، قال جل وعلا :(  وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ ﴿الحجر: ٧٦﴾. أي في طريق مقيم يمرُّ عليه الناس في سيرهم .

2 / 3 :وفى تفصيل آخر قال جل وعلا عن آثارهم الباقية الى عهد النبى محمد عليه السلام :( وَإِنَّ لُوطاً لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ (136) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (138) الصافات )

3 ـ في تشريع الطهارة قال جل وعلا :(  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ) ﴿النساء: ٤٣﴾: عابر السبيل أي عابر الطريق .

4 ـ في تشريع قتال الكافرين المعتدين ناقضى العهد قال جل وعلا : ( فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿التوبة: ٥﴾. أي مطاردتهم وملاحقتهم فإن رجعوا الى المسالمة أخلوا لهم الطريق ، وأطلقوا سراحهم .

5 ـ ومشهور في القرآن الكريم ما جاء في حق ( إبن السبيل ) .

إبن السبيل يعنى الذى لا مأوى له سوى الطريق أو الشارع أو السبيل ، لذا أوجب الله جل وعلا :

5 / 1 : الاحسان اليه . قال جل وعلا : ( وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴿النساء: ٣٦﴾

5 / 2 ـ حقوقا مالية . قال جل وعلا :

5 / 2 / 1 : (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿البقرة: ١٧٧﴾

5 / 2 / 2 : ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴿البقرة: ٢١٥﴾

5 / 2 / 3 : (  مَّا أَفَاءَ اللَّـهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿الحشر: ٧﴾

5 / 2 / 4 :(  وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّـهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿الأنفال: ٤١﴾

5 / 2 / 5 :( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿التوبة: ٦٠﴾

5 / 2 / 6 : ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿الروم: ٣٨﴾

5 / 2 / 7 : (  وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ﴿الإسراء: ٢٦﴾.

 

التعليقات(2)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الأربعاء 29 يوليو 2020

[92733]


ابن السبيل و السائح.



حفظكم الله جل و علا دكتور أحمد و في تعريف سابق ذكرت أن السائح يدخل ضمن ابن السبيل و هنا نعرف أن هذا الإسلام العظيم بوصايا الحق جل و علا لم يترك موقفا واحدا إلا و أتى فيه بتشريع يحفظ الإنسان و يؤلف بين الناس و بهذا يكون الاسلام العظيم عظيما بتعامله . لو طبقنا تعاليمه الرائعة في ابن السبيل لتركنا لدى ابن السبيل انطباعا رائعا و أزلنا من ذهنه الصورة النمطية الكاذبة الملتصقة بالإرهاب و العنف ! هيهات هيهات بين الإسلام الذي في القران و بين ( الدين الموازي ! ) الذي ينظر ( للسائح / ابن السبيل ) غالبا نظرة بعيدة عن ما يجب الاحسان إليه و فريضة منسية تجاهه.

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء 29 يوليو 2020

[92734]


شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول:



تتنوع الأديان الأرضية من موقفها من الآخر المخالف فى الدين والمذهب، ولكن الوهابية  أكثرها تعصبا وكراهية للمخالف .  إذا كان الله جل وعلا يغفر فالوهابيون لا يغفرون ، وإذا كان الله جل وعلا يصفح فهم لا يصفحون ، وإن كان الله جل وعلا يعفو فهم لا يعفون. وإذا كان الله جل وعلا يتوب على من يتوب مخلصا فإنهم يحكمون على ( الزنديق ) بالقتل حال العثور عليه ، ويقتلونه ولو تاب ، ويقتلونه بلا محاكمة. الزنديق عندهم هو المؤمن بالسُّنّة ولكن يخالفهم فى بعض التفصيلات. هذا ما قاله ابن تيمية ثم سيد سابق فى كتابه (فقه السنة ) ثم أبو بكر الجزائرى . هل بعد هذا نبحث عم موقفهم من السائح ابن السبيل ؟ هؤلاء ليسوا فى خلاف مع الاسلام ، هم فى تناقض حاد مع الاسلام


 

 

 القاموس القرآنى ( الدين ) ( 1 ) دين الله

مقدمة :

1 ـ  ( الدين ) هو الطريق .

2 ـ الدين بمعنى الطريق المادى جاء في قوله جل وعلا :

2 / 1 : (  وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) التوبة )، ليتفقهوا اى ليتعرفوا في الدين أي على الطريق ، أي لا يجب أن يخرج الجيش كله مرة واحدة بل يتعين أن تخرج فرقة إستطلاعية تكتشف الطريق .

2 / 2 : في قصة يوسف عليه السلام حين إحتال ليستبقى شقيقه من بين إخوته: ( فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) يوسف ). أي بهذه الطريقة أخذ يوسف شقيقه في دين الملك أي في طريق الملك ، أي في نظام حكم الملك . ( دين الملك ) هنا هو الطريق المادى الذى سار عليه يوسف وشقيقه في ( طرقات ) القصر الملكى . وليس الدين هنا معنويا بمعنى الايمان والاعتقاد والعبادة لأن يوسف عليه السلام كان رسولا مسلما ، وبدأ دعوته في السجن في خطابه لصاحبيه .

3 ـ في علاقة البشر بالخالق جل وعلا ، أو ( طريقة ) تعاملهم مع الخالق جل وعلا يأتي ( الدين ) بالمعنى المعنوى . الله جل وعلا أنزل رسالات إلاهية ، توضح ماهية الدين الالهى ، والبشر في ذلك مختلفون ، منهم من يؤمن بالله جل وعلا وحده لا شريك له في الألوهية ، والأغلبية تجعل للخالق جل وعلا شركاء ، وبالتالي فهناك دين إلاهى ، وهناك أديان شيطانية أرضية . الحكم في هذا سيكون له يوم خاص يحكم فيه رب العزة جل وعلا بين البشر في إختلافاتهم في الدين ، هذا اليوم هو ( يوم الدين ).

4 ـ نتوقف مع ملامح دين الله جل وعلا التي جاءت في سياق كلمة ( دين ) .

أولا :

 هو دين الإسلام .

1 ـ قال جل وعلا :  ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ  ) (19) آل عمران ). أي عنده جل وعلا فالدين المقبول هو الاسلام فقط .

2 ـ ولا يقبل الله جل وعلا ( يوم الدين ) سوى الإسلام  دينا ، ومن يبتغى غير الإسلام دينا فلن يقبله الله جل وعلا منه ، فله جل وعلا أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها ، والايمان هنا يكون بالله جل وعلا ورسالاته دون تفريق بين الرسل ، من يقوم بالتفريق بين الرسل يرفع بعضهم على بعض لا يكون عند الله جل وعلا مسلما ويكون يوم الدين من الخاسرين. قال جل وعلا : ( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (85) آل عمران ).

3 ـ وبكل الألسنة التي تكلم بها الرسل كان التعبير عن دين الله جل وعلا بكلمة الإسلام . ووصى بها الأنبياء أبناءهم بالإسلام باللسان الذى يتخاطبون به ، قال جل وعلا  عن ملة إبراهيم : ( وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُۚوَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿١٣٠﴾البقرة ) وقال جل وعلا عن إبراهيم : ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٣١﴾ البقرة )

 وقال عن التوصية بدين الإسلام : ( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)البقرة ).

وجاء الخطاب الالهى لنا مباشرا عن دين الإسلام : ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا ) 78 ) الحج ).

وأمر الله جل وعلا خاتم النبيين أن يعلن : ( قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِي الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) غافر ).

وجاء عن عموم البشر : ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً (125) النساء ).

ثانيا :

هو دين الإخلاص للخالق جل وعلا وحده :

1 ـ للكون كله خالق واحد . وله جل وعلا دين واحد ، وهو الإخلاص له في الايمان والإخلاص له في العبادة . الإخلاص بالحساب العددى أن يكون التقديس للخالق جل وعلا بنسبة 100% . لا يكون إخلاصا إذا نقصت واحدا في المائة ، بمعنى لو آمنت بالله جل وعلا بنسبة 99% وآمنت 1% بمخلوق جعلته مقدسا وتوجهت له بالعبادة فقد أصبحت مشركا . والواقع أن المشركين تتعدد آلهتهم المقدسة بحيث لا يبقى من تقديس لله سوى أقل من 1% .

2 ـ والدين عبادة وإيمان . ويجب أن يكون المؤمن مخلصا لله جل وعلا في الدعاء والعبادة والايمان . قال جل وعلا في خطاب للنبى محمد :  

2 / 1 : (  إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) الزمر ). الكافرون هم الذين يعبدون الأولياء ويطلبون منهم المدد بزعم أنها وسائط تقربهم الى الله زلفى.

2 / 2 : ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ(15)الزمر).   النبى محمد عليه السلام مأمور أن يعلن أنه يخاف إن عصى ربه جل وعلا من عذاب يوم عظيم ، وأنه مأمور أن يعبد الله جل وعلا مخلصا له الدين ، وهو لا يفرض الإخلاص في الدين على المشركين ، فموعدهم هو ( يوم الدين )

2 / 3 :( قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )(29)الاعراف )

2 / 4 :  وقال جل وعلا للبشر : ( هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65) غافر )

3  : ولكن عادة البشر السيئة أنهم يضيفون الى رب العزة جل وعلا شركاء في التقديس وفى الالوهية ، والمحمديون تتعدد آلهتهم بالآلاف . وعند تعرض البشر لمحنة تهدد حياتهم يتذكرون الفطرة التي هي إخلاص الدين لرب العالمين ، فيدعون وقت الشّدة مخلصين له الدين ، ثم إذا أنجاهم عادوا الى شركهم وأوليائهم . قال جل وعلا :

3 / 1 : ( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمْ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم ۖ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٣﴾ يونس )

3 / 2 :( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)   العنكبوت )

3 / 3 : ( وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32) لقمان )

4 ـ المحمديون يكرهون إخلاصنا الدين لرب العالمين . يوم الدين سيكون الذين يكرهون الإخلاص في الدين لرب العالمين في الجحيم يمقتون أنفسهم ومقت الله جل وعلا أكبر ، قال جل وعلا : (  إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّـهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ﴿١٠﴾ غافر ) سيطلبون الخروج من الجحيم : ( قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴿١١﴾ غافر) ويأتيهم الرد من رب العالمين : ( ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) غافر ). لا يؤمنون بالله جل وعلا وحده مخلصين له الدين . إذا طولبوا بذلك كفروا . لا يؤمنون بالله جل وعلا إلا إذا أضافوا غيره وجعلوا الألوهية شركة . جرّب أن تدعو أحد المحمديين الى أن يعترف بشهادة الإسلام الواحدة : ( لا إله إلا الله ) سيرفض ولا بد أن يضيف إلاهه الذى أسموه محمدا ، وإذا كان شيعيا أضاف ( عليا ) .!

ثالثا : هو الدين الحنيف القيّم

حنيف وقيم بمعنى مستقيم . طالما أن الخالق واحد أحد وله وحده الدين واصبا فإن وصف هذا الدين هو الصراط اى الطريق المستقيم . والطريق المستقيم واحد لا يتعدد . قال جل وعلا :

1 ـ في وصف دينه بالحنيف : ( وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنْ الظَّالِمِينَ (106) يونس ). هنا أمر ونهى للنبى محمد عليه السلام . أمر أن يقيم وجهه للدين حنيفا مستقيما ، ونهى له عن الوقوع في الشرك ، ولو فعل سيكون من الظالمين .

2 ـ في وصف دين الله بالدين القيّم أي المستقيم العالى الشأن قال :

2 / 1 : يوسف عليه السلام لصاحبيه في السجن : ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40) يوسف )

2 / 2 : وقال جل وعلا لخاتم النبيين عليهم جميعا السلام : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنْ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) الروم )

2 / 3 : ( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٦١﴾ الانعام )

3 ـ وجاء الجمع بين هذه الأوصاف : قال جل وعلا :

3 / 1 : في الجمع بين حنيف وقيم وفطرة الله جل وعلا : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ الروم)

3 / 2 : في الجمع بين حنيف ومخلص و قيّم : ( وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) البينة ).

رابعا :

هو دين الحق ( القرآن الكريم )

ضمن الله جل وعلا حفظ القرآن ، ومهما حاول الكافرون المشركون إطفاء نور القرآن فلا يستطيعون . هذا معنى قوله جل وعلا :

1 : ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) الصف )

2 : (  هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً (28) الفتح )

3 ـ وهو الكتاب الذى قال عنه رب العزة جل وعلا (  ( الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ ﴿١﴾ قَيِّمًا ) ﴿٢﴾ الكهف ) )

خامسا :

الأخوة في الدين السلوكى

1 ـ ما سبق كله في الدين الالهى الاعتقادى القلبى في التعامل مع الرحمن جل وعلا . هناك إسلام سلوكى يعنى السلام ، وفيه يكون الناس أخوة في هذا الدين السّلمى . قال جل وعلا : ( ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ) (5) الاحزاب ).

2 ـ والكافر المعتدى إذا رجع عن إعتدائه وأصبح مسالما فهو بهذا السلام يكون مقيما للصلاة والزكاة ظاهريا ، ويكون أخا في دين السلام. قال جل وعلا : ( اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) التوبة )

3 ـ وحين نبذ العرب التقاتل وأصبحوا مسالمين إعتبرهم رب العزة جل وعلا قد دخلوا في دين الله ( السلام ) أفواجا. قال جل وعلا : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3))

سادسا :

الأخوة في الإسلام القلبى العقيدى تكون في الجنة بين أصحاب الجنة .

قال جل وعلا :  ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) 47 الحجر ). حتى لو كان بينهم غل وحقد في الدنيا سيصيرون إخوانا في الجنة .

 

 

القاموس القرآنى ( الدين ) ( 2 ) ( الدين ) ونسبة ( الدين ) للبشر

 

سادسا :

وتأتى كلمة ( الدين ) مجردة لتدل على الإسلام دين الله جل وعلا ، والقرينة هي الفيصل .

وهى أنواع :

1 ـ ( واصبا ) أي خالصا ، أي يجب أن يكون الدين للخالق جل وعلا خالصا له وحده . قال جل وعلا :( وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) النحل ) . المحمديون ينكرون أن يكون الدين خالصا واصبا للخالق جل وعلا ، جعلوا معظم دينهم مصنوعا منسوبا لإله أسموه محمدا ولأئمة مختلفين متشاكسين .

2 ـ إقامة الدين ، أي تطبيقه . قال جل وعلا : ( شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) الشورى ). الدين الالهى واحد في أساساته مع إختلاف الألسنة . وتتفق كل الرسالات الإلهية على إقامة الدين الالهى أي تطبيقه وعدم التفرق فيه . هذا مرفوض من المحمديين المتفرقين في الدين الأرضى.

3 ـ لا إكراه في الدين ، أي في دين الله جل وعلا . قال جل وعلا : ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) البقرة ). الإكراه يكون في دين الطاغوت . والمحمديون يؤمنون بقتل المرتد ومطاردة المخالف في الدين .

4 ـ ( في دين الله ) أي في شرعه. قال جل وعلا : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ) (2) النور ).

5 ـ الافتراء على دين الله جل وعلا بتشريعات كاذبة مفتراة . قال جل وعلا : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21) الشورى ). كل شرائع المحمديين هي فيما لم يأذن به الله جل وعلا ، وأبرزها التقوّل على الله جل وعلا بوحى كاذب .

6 ـ (الدين الواقع ) أي الذى سيتحقق واقعا عمليا يوم القيامة ، فما وعد الله جل وعلا في دينة من جنة ونار ومن أحوال اليوم الآخر الدين سيتجسّد واقعا  في قيام الساعة ويوم الدين هو الآن كلام نظرى ، وسيكون واقعا فيما بعد . قال جل وعلا : ( وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً (1) فَالْحَامِلاتِ وِقْراً (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً (4) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6)  الذاريات ).

7 ـ الطعن في دين الله جل وعلا . قال جل وعلا : ( مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ )  (46) النساء ). كان هذا يفعله الكفرة من أهل الكتاب ، وهو نفس ما فعله ويفعله المحمديون في الطعن في دين الله جل وعلا .

8 ـ التكذيب بدين الله جل وعلا  . قال جل وعلا :

8 / 1 ـ ( كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) الانفطار )

8 / 2  ـ ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7).

نحن نحتكم الى القرآن الكريم في إصلاح سلمى ، ولكن المحمديين الذين يكذبون بالقرآن يتهموننا بالكفر، ويصدون عن دين الله جل وعلا تكذيبا بدين الله جل وعلا .

سابعا :

 نسبة ( الدين ) الى البشر .

هناك من يتبع الدين الالهى ، ويكون الإسلام ( دينه ) وهناك من يتبع دينا شيطانيا أرضيا فيكون هذا الدين الأرضى الشيطانى ( دينه )، أى يكون دينه السُنّة أو التشيع أو التصوف  أو البهائية أو الارثوذكسية ..الخ . هنا تأتى نسبة ( الدين ) للبشر على إختلاف الدين والمذهب والطائفة . وهذا يأتي في خطاب الله جل وعلا للناس ، كما يأتي أيضا في خطاب الناس بعضهم لبعض. ونعطى أمثلة:

 ( دينى )

 ( نسبة الدين الى المتكلم الفرد )

أمر الله جل وعلا رسوله خاتم النبيين أن يقول عن الإسلام : 

1 ـ ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (104) يونس )

2 ـ ( قُلِ اللَّـهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿١٤﴾ الزمر )

3 ـ (  لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿الكافرون: ٦﴾

هنا جاءت كلمة ( الدين ) منسوبة للرسول محمد عليه السلام عن دينه الإسلام .

( دينكم  )

( نسبة الدين الى المخاطبين )

جاء هذا خطابا إلاهيا للمؤمنين . ( دينكم أيها المؤمنون ) قال جل وعلا لهم

1 : عن الإسلام : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ﴿المائدة: ٣﴾

2 ـ عن الكفار المعتدين وصدّهم عن الإسلام دين المؤمنين  :

2 / 1 :( وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ) ﴿البقرة: ٢١٧﴾

2 / 2 :(  وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ﴿التوبة: ١٢﴾

2 / 3 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿المائدة: ٥٧﴾

2 / 4 :(  لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿الكافرون: ٦﴾

عن دين أهل الكتاب :

( دينكم يا أهل الكتاب )

1 ـ ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ ) ﴿النساء: ١٧١﴾

2 ـ ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ ) ﴿المائدة: ٧٧﴾

عن دين الأعراب  

( دينكم أيها الأعراب )

( قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّـهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿الحجرات: ١٦﴾

في قول الكافرين لبعضهم :

أهل الكتاب  ( دينكم يا أهل الكتاب ) :

 ( وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ ) ﴿آل عمران: ٧٣﴾

فرعون لقومه ( دينكم يا آل فرعون ) : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴿غافر: ٢٦﴾.

( دينه ) للمفرد الغائب .

قال جل وعلا ) للمؤمنين تحذيرا من الردة  :

1 ـ  ( وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿البقرة: ٢١٧﴾

2 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿المائدة: ٥٤﴾

( دينهم ) للجمع الغائب :

 1 ـ قال جل وعلا عن دين اهل الكتاب ( دينهم ) الذين زعموا الخروج من النار : ( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿آل عمران: ٢٤﴾، وهو نفس ما زعمه البخارى وغيره فيما بعد .

2 ـ عن توبة المنافقين المقبولة إذا أخلصوا ( دينهم ) لله جل وعلا : (  إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّـهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّـهِ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿النساء: ١٤٦﴾

عن ملامح دين المشركين

جعلهم دينهم لهوا ولعبا .

قال جل وعلا :

1 ـ ( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) ﴿الأنعام: ٧٠﴾،

2 ـ ( الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿الأعراف: ٥١﴾. وهو نفس ما يفعله المحمديون تماما

قتل أولادهم .

قال جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿الأنعام: ١٣٧﴾

التفرق في الدين الأرضى ليصبح  ( دينهم ) أديانا ومذاهب وطوائف وشيعا .

 قال جل وعلا :

1 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿الأنعام: ١٥٩﴾

2 ـ ( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾ الروم )

 قول المنافقين عن الإسلام دين المؤمنين ( دينهم ) :

 ( إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ) ﴿الأنفال: ٤٩﴾

وعد الله جل وعلا للمؤمنين بتمكين ( دينهم ) بشروط . قال جل وعلا :

 ( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿النور: ٥٥﴾.

أخيرا : عن يوم الدين ، وهو الحق .

قال جل وعلا :( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمْ اللَّهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) النور ).

 

 

القاموس القرآنى ( الدين ) ( 3 ) يوم الدين  

أولا :

يوم الدين والحرية في الدين

1 ـ نحن نعيش عمرا مؤقتا في هذه الحياة الدنيا ، ثم تقوم الساعة ونعيش يوما خالدا في الجنة أو في النار . نحن نعيش عمرا مؤقتا في هذا اليوم ( اليوم الأول ) ثم بعد أن تأخذ كل نفس بشرية إختبارها في هذا  (اليوم الأول ) ينتهى هذا (اليوم الأول ) بقيام الساعة ، ويأتي ( اليوم الآخر ) ويقوم الناس من البعث لرب العالمين ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦﴾ المطففين  ) ، أي هو ( يوم القيامة) . هناك تسميات عديدة لليوم الآخر بالإضافة الى ( يوم القيامة ) منها ( يوم التغابن ) ولكن أشهرها هو ( يوم الدين ) .

2 ـ تسمية  (اليوم الآخر)  ب ( يوم الدين ) مبعثها أن الله جل وعلا أعطى كل نفس بشرية الحرية المطلقة في ( الدين ) قبل ( يوم الدين ) ، أي في الوقت الذى تعيشه في هذا ( اليوم الأول )، حيث يمكن للإنسان أن يعلو صوته بالكفر ، ويمكن للإنسان أن يعلو صوته بالايمان ، يمكنه أن يقول ( الله أكبر ) مؤمنا متقيا ، ويمكنه أن يصرخ ( الله أكبر ) وهو يقتل الأبرياء كما يفعل أكابر المجرمين من المحمديين . لذلك فإن للدين يوما هو ( يوم الدين ).

3 ـ مقابل الحرية المطلقة في الدين فإن البشر مسئولون عن هذه الحرية ( يوم الدين ) . هناك كفّة المشيئة الحرة في ( الدين ) ، وتقابلها كفُة المسئولية ( يوم الدين ) . قال جل وعلا : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٢٩﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴿٣٠﴾ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۚ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٣١﴾ الكهف)

4 ـ لا يؤاخذ الله جل وعلا البشر على الخطأ غير المتعمد ، ولا يؤاخذهم على ما يفعلون وهم تحت الإكراه والإجبار ولا يؤاخذهم على النسيان . هم مؤاخذون يوم الدين على ما يختارون متعمدين .

5 ـ هذه الحرية البشرية يتمتع بها الانسان ثم يفقدها عند الاحتضار . وبعده يفقدها في يوم الدين ، عند البعث والحشر والحساب . إذا دخل الجنة إستعاد حريته يتمتع في الجنة حيث يشاء ، وهى مفتحة له الأبواب، قال جل وعلا : ( هَـٰذَا ذِكْرٌ ۚ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ﴿٤٩﴾ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ ﴿٥٠﴾ ص  ) . إذا دخل الجحيم فهو مستمر في فقدان حريته من لحظة الاحتضار الى ما لانهاية حيث الخلود في النار . هنا تكمن المأساة الكبرى للكفرة الفجرة . يسيئون إستعمال الحرية في عمرهم القصير في هذه الدنيا ثم يفقدون هذه الحرية يوم الدين الى أبد الآبدين . تخيل شخصا عاش ستين عاما في هذه الدنيا قضى الثلث في النوم حيث لا تكليف ولا حرية ولا مسئولية . الباقى ( أربعون عاما ) أمضاه في العصيان باختياره ومشيئته . مقابل هذه الأربعين عاما يقضى حياته بلا حرية يتجرّع العذاب خالدا مخلدا.

ثانيا :

 أساطير الكافرين عن ( يوم الدين )

1 ـ أصحاب الديانات الأرضية يزعمون إمتلاك يوم الدين ، ويكفرون بحقيقة أن الله جل وعلا وحده هو ( مالك يوم الدين ) . هم في أكاذيبهم الشيطانية ينتزعون من رب العزة جل وعلا تحكمه وسلطته وسلطانه وملكيته ليوم الدين ، ويجعلون ملكية يوم الدين لآلهتهم المزعومة في أساطير الشفاعات وغيرها .

2 ـ  يجعلون رب العزة جل وعلا يغيّر قراراته ويبدلها ، خلافا لما جاء في القرآن الكريم وكفرا بكتابه الحكيم . مع أنه جل وعلا أكّد أنه لا تبديل لكلماته في القرآن الكريم ولا في يوم الدين.

قال جل وعلا :

2 / 1 : ( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ) ﴿٢٧﴾ الكهف )

2 / 2 : ( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾ ق  )

2 / 3 :( لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٦٤﴾ يونس )

2 / 4 : ( وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ) ﴿الأنعام: ٣٤﴾

2 / 5 : (  وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿الأنعام: ١١٥﴾ .

3 ـ وتكرّر في القرآن الكريم أن رب العزة جل وعلا يملك وحده يوم الدين.

وهم بهذا يكفرون بقوله جل وعلا :

3 / 1 : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴿٧٣﴾ الانعام  ). هو وحده جل وعلا خالق السماوات والأرض بالحق ، وهو وحده جل وعلا الذى يقول ( كُن ) فيكون ، وهو جل وعلا وحده ( له المُلك ) حين يُنفخ في الصور ،أي حين تقوم الساعة بتدمير العالم . وتعبير ( وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ ) فيه أسلوب القصر والحصر ، أي له وحده المُلك .

 3 / 2 : ( وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ﴿٥٥﴾ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّـهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿٥٦﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٥٧﴾ الحج ). المُلك يومئذ ، أي يوم الدين هو لرب العالمين .

3 / 3 : ( وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥﴾ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴿٢٦﴾ الفرقان ) يوم الدين يوم تشقّق السماء بالغمام وتتنزل الملائكة ـ يومها يكون المُلك الحق للرحمن .

3 / 4 : ( يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿١٦﴾ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٧﴾ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴿١٩﴾ وَاللَّـهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ ۗ إِنَّ اللَّـهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿٢٠﴾ غافر) . هنا تفصيلات عن يوم الدين حيث يكون المُلك يومئذ لمالك يوم الدين .  

ثالثا :

 لمحات عن ورود مصطلح ( يوم الدين ) في القرآن الكريم

1 ـ إبليس طلب من ربه جل وعلا أن يظل حيا الى ( يوم الدين)،فاستجاب له ربه جل وعلا ، أي هو الآن حىّ وينجب ذرية . قال جل وعلا :

1 / 1 : ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾ الاعراف  )

1 / 2 : ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٧٨﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٨٠﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٨١﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٨٣﴾ ص )

1 / 3 ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٣٥﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) الحجر ).

2 ـ أغلبية البشر يكذبون بيوم الدين ، ويكونون أتباعا لإبليس اللعين ، قال جل وعلا :

2 / 1 : ( وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) الانفطار ) . أي لا هروب لهم من جحيم يوم الدين . لن تستطيع الهرب من الموت ولا من البعث ولا من الحساب . لا تستطيع الغياب يوم الدين . قال جل وعلا : ( إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَـٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴿٩٥﴾ مريم  )

2 / 2 : (  فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) الصافات ). هذا عن مفاجأتهم بيوم الدين الذى كانه به مكذبين .

2 / 3 : ( يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14) الذاريات ). كانوا يتساءلون ساخرين عن يوم الدين يستعجلونه ، وهذا هو ما سيتذكرون وهم في النار يتعذبون .

2 / 4 : ( ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56)الواقعة ). هذا عن طعامهم من شجر الزقوم .

2 / 5 : ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (13) كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17) المطففين ). هذا عن الويل الذى ينتظر المكذبين بيوم الدين وصفاتهم .

 وإعترفوا وهم في النار فقالوا :  ( قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) المدثر ).

3 ـ أقلية البشر يؤمنون ويصدقون بيوم الدين قال جل وعلا :

3 / 1 : ( إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26 ) المعارج ) .

3 / 2 : ومثله قول الله جل وعلا : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) التين )

4 ـ عن حقيقة يوم الدين حيث لا شفاعة للبشر قال جل وعلا : ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) الانفطار )

5 ـ التوبة تكون في حياة الانسان في هذه الدنيا . أما الغفران الالهى للتائب فهو يوم الدين،   فقد دعا إبراهيم ربه جل وعلا فقال :

2 / 1 : ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) الشعراء )

2 / 2 : ( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴿٤١﴾ إبراهيم   ).

 

التعليقات(2)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الأربعاء 05 اغسطس 2020

[92746]

في علم الله عز و جلا هو يوم العدل.

الله جل و علا عادل و هو أعدل العادلين و أرحم الراحمين و الإنسان له عمر معين ينتهي بيوم وفاته ثم ينتظر يوم الدين و مشاهد ذلك اليوم لا يتخيلها عقل و المُلك يومئذ له جل و علا فهو مالك يوم الدين.

عمر قصير في هذه الدنيا يقابله سرمد لا ينتهي إما نعيم و إما جحيم فهل من وقفة تأمل و غوص في معنى اليوم الأول القصير ؟ عش إبن آدم فإنك ميت و لكن المستقبل الحقيقي و الحيوان هي ما بعد الموت
حفظكم الله جل و علا دكتور أحمد و متعكم بالصحة و العافية و أّمنكم يوم الدين.

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء 05 اغسطس 2020

[92747]

شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول:

المشكلة ان البشر لا يقدرون الله جل وعلا حق قدره . لذلك يتكرر الاستشهاد بخلقه جل وعلا السماوات والأرض وما بينهما من كواكب ونجوم ومجرات . الذى بينهما مما نراه من أجرام سماوية ومسافات فلكية يتوه العقل فى حسابها . لو تفكر فى عظمة الخالق جل وعلا لأدرك أن البشر فعلا لا يقدرون الخالق جل وعلا حق قدره .

 

 

 

 

 

القاموس القرآنى : الصراط

  مقدمة :

( بسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿١﴾ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٢﴾ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾)

1 ـ لفظ ( الصراط ) تكرر في الفاتحة التي يقولها ـ ولا يفقهها ــ معظم المحمديين .

2 ـ تبدأ الفاتحة بما يؤكّد الايمان ، وهو الحمد لله جل وعلا رب العالمين ( كل العوالم )، ووصفه جل وعلا بالرحمن ( الذى يدل على الهيمنة ، وشرحنا هذا هنا في القاموس القرآنى ) والرحيم . والرحمن الرحيم معا موجز معجز لأسماء الله الحسنى . وهو جل وعلا مالك يوم الدين ، خلافا لمعتقدات المحمديين ، ثم الإقرار بعبادته وحده والاستعانة به وحده ، خلافا للمحمديين الذين يتوسلون بجاه النبى وبمدد الأولياء ، ويقدمون شتى صنوف العبادة من صلاة وحج وصدقات للقبور المقدسة .

 الذى يقول هذه الآيات ويعيها في قراءته وفى صلاته يكون بالطبع مؤمنا ، ولكن مع هذا عليه أن يدعو ربه جل وعلا أن يهديه ( الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم الله جل وعلا عليهم بنعمة القرآن الكريم ) ليس هذا فقط بل أن ينجيه ربه جل وعلا من صراط الشياطين المغضوب عليهم الضالين الذين يكفرون بنعمة القرآن الكريم .

3 ـ المؤمن يكرر هذه الفاتحة خمس مرات في الصلاة ، وربما أكثر في غيرها . المؤمن الحقيقى يؤمن بما يتلفّظ به في الفاتحة . المؤمن من المحمديين لا يفقه ما يقول ، وينطقها بحُكم التعود ، وبلا وعى . هو يستدعى الوعى فقط وهو يقف متبتلا أمام قبر يقدسه ، تراه يقرأ الفاتحة خاشعا في صلاته لإلهه المقبور، ناسيا أن هذه الفاتحة هي للإيمان برب العزة جل وعلا وحده . هنا تبدو المهزلة الدينية للمحمديين في جهلهم بالفاتحة التي يتعبدون بها ظاهريا لرب العزة جل وعلا ، ويتبعدون بها فعلا وواقعا أمام قبورهم المقدسة . يكفيهم عارا فى الكفر قولهم ( الفاتحة للنبى ) ، وليس للرحمن جل وعلا.

4 ـ هم فقط لا يفقهون معنى الفاتحة وأهميتها ، بل أيضا لا يفقهون مدلول كلمة ( الصراط ) فيها ، وقد جاءت مرتين ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾) . المحمديون هم الضالون وهم المغضوب عليهم ، والصراط الذى يؤمنون به هو الصراط الأعوج الشيطانى ، وقد حق عليهم وعد إبليس القائل متحديا رب العزة جل وعلا : (  قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿الأعراف: ١٦﴾. لذا يقول ربنا جل وعلا يعقد مقارنة بين الفريقين : ( أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿الملك: ٢٢﴾.

العجيب أن المحمديين ـ وهم في ضلالهم يعمهون ــ قد أصدروا قرارا بأن المغضوب عليهم هم اليهود وأن الضالين هم النصارى .

6 ـ نتوقف أخيرا مع مصطلح ( الصراط ) ، وهو بمعنى الطريق . ويأتي الصراط بمعنى الطريق المعنوى ، ويأتي بمعنى الطريق المادى الذى يسير فيه الناس وغيرهم . والصراط المعنوى  نوعان :يأتي بمعنى دين الله الحق ، وبمعنى دين الشيطان .

7 ـ نأتى للتفاصيل :

أولا :

 الصراط المستقيم بمعنى الدين الالهى :

1 ـ الصراط الالهى الحق هو الفطرة التي فطر الله جل وعلا عليها الناس ، هو جل وعلا الذى أخذ على الأنفس البشرية العهد علي الصراط المستقيم . قال جل وعلا : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢﴾ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴿١٧٣﴾ الاعراف ). أي ذكّرهم وحذّرهم في عالم البرزخ من نسيان الفطرة ، وأن يأتوا يوم القيامة يعتذرون بعبادة الثوابت الى وجدوا عيها آباءهم . وحين يأتي يوم القيامة سيذكّرهم رب العزة بهذا العهد بالتمسك بالصراط المستقيم ، وكيف خالفوه وعبدوا الشيطان الرجيم جيلا بعد جيا . سيقول لهم رب العزة جل وعلا : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٦٠﴾ ( وَأَنِ اعْبُدُونِي هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿يس: ٦١﴾ . بعدها : ( وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴿٦٢﴾ هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿٦٣﴾ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿٦٤﴾ يس )

2 ـ الصراط المستقيم هو دين رب العالمين .  إشتهر ( المسيحيون ) بزعم أن المسيح إبن الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا . وهذا زيغ فظيع عن الصراط المستقيم . لذا تكرر في القرآن الكريم قول المسيح عليه السلام :

2 / 1 :(إِنَّ اللَّـهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٥١﴾ آل عمران  )

2 / 2 :(  إِنَّ اللَّـهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿الزخرف: ٦٤﴾

2 / 3 :  (  وَإِنَّ اللَّـهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿مريم: ٣٦﴾

3 ـ وجاء الصراط المستقيم وصفا للإسلام ملة إبراهيم . قال جل وعلا : ( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿الأنعام: ١٦١﴾ ، وجاء الشرح تاليا لمعنى الإسلام العقيدى : ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦٢﴾ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٦٣﴾ قُلْ أَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ) ﴿١٦٤﴾.

 ثانيا :

الصراط المستقيم وصفا للقرآن الكريم

 دين الرحمن ( الصراط المستقيم ) هو الآن القرآن الكريم بآياته البيّنات المبيّنات .

1 ـ عن تفصيلات القرآن الكريم ( الصراط المستقيم )، قال جل وعلا : ( وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴿الأنعام: ١٢٦﴾.  

وجاء ذكر التفصيلات القرآنية التي يفقهها من يؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا في قوله جل وعلا :

1 / 1 : (  وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿الأنعام: ٩٧﴾

1 / 2 :(   وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ﴿الأنعام: ٩٨﴾   

1 / 3 : (   وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿الأعراف: ٥٢﴾  

2 ـ وجاءت التأكيد على الأمر بإتّباع القرآن الكريم صراط الله المستقيم وحده مقترنا بتأكيد على النهى عن إتّباع غيره من سُبُل وطُرُق مختلفة ، هذا في الوصية العاشرة من الوصايا العشر في قوله جل وعلا : (  وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿الأنعام: ١٥٣﴾.

2 / 1 : وفى سياق الآيات جاء تأكيد آخر بالأمر بإتباع الكتاب وحده ، قال جل وعلا : ( وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ الانعام )

2 / 1 : و جاء تأكيد آخر بالتنبيه على أن الرسول برىء ممّن فرقوا دينهم واصبحوا شيعا ، من سُنّة وشيعة وصوفية ..الخ . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿١٥٩﴾ الانعام). العظمة القرآنية في هذا الآية تقيم الحُجّة مقدما على المحمديين ، الذين يتمسحون باسم النبى محمد ، وكل فرقة منهم تجعله على رأس آلهتها . وهو برىء منهم جميعا ، وليس منهم في شىء .

3 ـ والقرآن الكريم ( الصراط المستقيم ) هو (علم للساعة ) قال جل وعلا : (  وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿الزخرف: ٦١﴾.

4 ـ وبالقرآن الكريم ( صراط العزيز الرحيم ) يخرج الناس من الظلمات الى النور. قال جل وعلا : (  كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿ابراهيم: ١﴾.

5 ـ والجن المؤمنون قالوا عن القرآن الكريم : (   قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿الأحقاف: ٣٠﴾

ثالثا :

مشيئة الهداية للصراط المستقيم

الهداية مطلوبة للصراط الالهى المستقيم . ونلاحظ الآتى :

1 ـ بنزول الكتاب الالهى يحدث إختلاف ، هناك من يؤمن به وهناك من يكفر به ، ويستعمل الكافرون كل أدوات الصّدّ عن دين الله صراطه المستقيم ، الباحث عن الهداية مخلصا يتمتع بهداية الله جل وعلا .

1 / 1 : قال جل وعلا : (  كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿البقرة: ٢١٣﴾. الله جل وعلا يهدى من البشر من يشاء الهداية .

1 / 2 : عن مخترعى الأحاديث الشيطانية قال جل وعلا :( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ﴿٦٨﴾ بعدها قال جل وعلا عمّن يجاهد في سبيله جل وعلا ضد هذا الوحى الشيطانى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾ العنكبوت )

1 / 3 : مشيئة الهداية للصراط المستقيم تبدأ بالإنسان ، والذى يشاء الهداية يزيده رب العزة جل وعلا هُدى ، والذى يشاء الضلالة يُمدُّ له جل وعلا في الضلالة . قال جل وعلا :

1 / 3 / 1 : ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴿١٧﴾ محمد )

1 / 3 / 2 : ( قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ مَدًّا ۚ حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا ﴿٧٥﴾ وَيَزِيدُ اللَّـهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا ﴿٧٦﴾ مريم ).

2 ـ الانسان عندما يشاء الهداية للصراط المستقيم عليه أن يثبت هذا لكى تأتى مشيئة الله جل وعلا تؤكد هدايته للصراط المستقيم وتزيدها هدى .  

هذا الإثبات قد يكون :

2 / 1  : إيمانا مرتبطا بالعلم ، قال جل وعلا :

 2 / 1 / 1  : (   وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّـهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿الحج: ٥٤﴾

2 / 1 /  2 : (  وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿سبإ: ٦﴾

2 /  2 : إعتصاما بالله جل وعلا وبكتابه الكريم. قال جل وعلا :

2 /  2 / 1 : (  وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّـهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿آل عمران: ١٠١﴾

2 /  2 / 2 : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾ النساء )

2 / 2 / 3 : ثباتا على طاعة الأمر الالهى . قال جل وعلا : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿٦٦﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٦٧﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٦٨﴾ النساء ).

3 ـ بهذا نفهم قوله جل وعلا عن مشيئته في الهداية الى الصراط المستقيم والتي هي تالية لمشيئة الفرد :

3 / 1 : (   يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿المائدة: ١٦﴾

3 / 2 :  ( وَاللَّـهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿يونس: ٢٥﴾

3 / 3 : ( لَّقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿النور: ٤٦﴾

3 / 4 : ( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿  ٥٢﴾ صِرَاطِ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴿الشورى: ٥٣﴾.

3 / 5 : ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللَّـهُ يُضْلِلْـهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿الأنعام: ٣٩﴾ .

3 / 6 : (  سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُل لِّلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿البقرة: ١٤٢﴾

4 ـ وقال جل وعلا على منكرى الصراط المستقيم : ( وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿  ٧٣ ) وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ ﴿المؤمنون: ٧٤﴾

5 ـ وقال جل وعلا عن بعض متبعى الصراط المستقيم :

5 / 1 : إبراهيم عليه السلام : (  شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿النحل: ١٢١﴾

5 / 2 : موسى وهارون عليهما السلام : ( وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿الصافات: ١١٨﴾

5 / 3 : محمد عليه السلام :(  لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿الفتح: ٢﴾

 5 / 4 : بعض الصحابة المؤمنين :( وَعَدَكُمُ اللَّـهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـٰذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿الفتح: ٢٠﴾

5 / 5 : أتباع وأقارب الأنبياء السابقين المؤمنين : (  وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿الأنعام: ٨٧﴾

6 ـ وسيظهر هذا جليا لأصحاب الجنة الذين إهتدوا في حياتهم الدنيا لصراط الحميد جل وعلا ، قال عنهم جل وعلا : ( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴿الحج: ٢٤﴾

رابعا :

 تعبير : ( على الصراط )

1 ـ جاء فيما يخُصُّ وعد رب العزة ، قال جل وعلا :

1 / 1 : قال النبى هود عليه السلام لقومه . (  مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿هود: ٥٦﴾. هو جل وعلا الذى أنزل الصراط المستقيم كتابا فيه الوعد للمتقين بالجنة والوعد للكافرين ، وهو جل وعلا لا يخلف وعده .

1 / 2 : وجاء فى الحوار بين رب العزة وإبليس اللعين : ( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٣٥﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٣٩﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٤٠﴾ قَالَ هَـٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ﴿٤١﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿٤٢﴾ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٣﴾ الحجر ) جاء في الحوار وعده جل وعلا  بتعبير : ( قَالَ هَـٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ﴿الحجر: ٤١﴾

2 : وجاء دعوة للنبى محمد عليه السلام بالتمسك بالقرآن الكريم . قال له جل وعلا :

2 / 1 : (  فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿الزخرف: ٤٣﴾

 2 / 2 : ( يس ﴿١﴾ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴿٢﴾ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣﴾ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤﴾ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴿٥﴾  ﴿يس: )

2 / 3 : وهذا معنى قوله جل وعلا عن القرآن الكريم نعمة رب العالمين :( مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿٣﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾ القلم )

2 / 4 :وعن الدعوة الى دين الله الصراط المستقيم ( وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ ﴿الحج: ٦٧﴾.

أخيرا :

 الصراط المادى

1 ـ جاء بمعنى قطع الطريق ، وهو ما كان يفعله قوم مدين ، قال لهم شعيب عليه السلام : (  وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا ) ﴿الأعراف: ٨٦﴾

2 ـ وقال جل وعلا :(  وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ ﴿يس: ٦٦﴾

3 ـ وعن الطريق الى جهنم قال جل وعلا عن الكافرين ( فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿الصافات: ٢٣﴾.

 

 

اجمالي القراءات 3539