نظرات فى كتاب إنشاء منظمة للحوار العالمي

رضا البطاوى البطاوى في الثلاثاء ٠٤ - أغسطس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نظرات فى كتاب إنشاء منظمة للحوار العالمي
الكتاب من إعداد جعفر شيخ إدريس رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة ومن الأمور الغريبة أن كثرة الداعين للحوار من جانب قومنا بينما تجد الأمم الأخرى لا أحد يهتم بالحوار معنا إلا قليلا جدا ومن يريد التحاور لا يريد خيرا لنا من الحوار وإنما هو يهدف لخير نفسه أو قومه
وكل الحوارات التى دارت تحت مسمى حوار الأديان أو حوار الثقافات أو تحت أى مسمى مماثل ليست سوى اجتماعات حول الموائد العامرة والفنادق الفاخرة وقاعة المؤتمرات الكبرى ونتيجة تلك الحوارات هى صفر فالشىء الذى يتفق الكل عليه إقامة مقر للحوار وهذا المقر يجتمعون فيه مرة أو مرتين فى العام لتناول الطعام والشراب وإلقاء كلمات الترحيب وكلمتين حول جدوى الحوار
فى المقدمة قال جعفر :
"خلق الله تعالى الناس ليتعارفوا ، وزودهم بكل ما يمكنهم من هذا التعارف مقدرة على التعبير اللغوي باللسان ، مقدرة على التعبير بالإشارة ، ومقدرة على التعبير بالحال وجعل التعبير باللسان نفسه يخدم أغراضًا متنوعة ، وجعل الحوار واحدًا من هذه الأغراض إلى جانب أغراض أخرى مثل الدعوة والمجادلة والبلاغ وغيرها ثم إن الله سبحانه وتعالي رزق الناس وسائل يوصلون بها رسائلهم إلى الآخرين ، وسائل ظلت تتطور على مر العصور ، حتى وصلت إلى هذا المستوى الهائل الذي نراه في عصرنا : وسائل مواصلات واتصالات تقرب الزمان والمكان ، وتجعل الناس على تباعد أراضيهم يتخاطبون كأنهم في مجلس واحد يرى بعضهم بعضًا ويسمع بعضهم بعضًا
فالحوار إذن من لوازم البشرية ؛ إنه أمر يتعاطاه الناس في حياتهم اليومية حين يتحدثون وحين يكتبون ؛ بل هنالك حوار داخلي بين المرء ونفسه ، وحوار بين الإنسان وشيطانه "
تعارف الناس فى المعنى المعروف هو أن يعرف كل منا شخصية الأخر ومعلومات عن مقر سكنه وأسرته وما شاكل هذا ولكن التعارف الذى أراده الله هو التعلم تعلم الحق من الباطل لأنه يترتب عليه معرفة الأكرم والذليل عند الله وهذا لا يظهر إلا لمعرفة الحق من الباطل وطاعته أو عصيانه وفى هذا قال تعالى "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير"
وبعد هذا طرح جعفر أسئلة حول الحوار فقال :
"لكن الحوار الذي نريد الحديث عنه هنا هو حوار خاص ، حوار يتعلق بديننا الإسلامي: هل نحاور؟ ولماذا نحاور؟ ومن نحاور؟ وكيف نحاور؟
نحن مأمورون بالدعوة إلى الله تعالى ، والدعوة إليه بأحسن قول يتفوه به لسان : { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } (فصلت 034)
والحوار من لوازم الدعوة تبلغ إنسانًا كلام الله تعالى ، فيرجع إليك بكلام يستفسر عما قلت ، أو يستشكله ، أو يعترض عليه ، فترد عليه بكلام تشرح فيه ما قلت ، أو تبينه وتزيل ما أثار في ذهن مستمعك من إشكال ، وتبين الدليل على صدقه لتزيل الاعتراض وهكذا فنحن إذن نحاور لأننا ندعو ، ولأن واجب الدعوة لا يتم أحيانًا إلا بالحوار مخطئ إذن من يظن أن البلاغ إنما يكون بمجرد إسماع الآخر ما تقول ، لأن ذلك السامع قد لا يفهم ما تقول حق فهمه ، فلا يكون كلامك بينًا بالنسبة له ، وأنت مكلف بما كلف الله به الأنبياء ، أن يكون بلاغك مبينًا فلا بد إذن من مجهود فوق مجرد إسماع الآخر كلمات من كتاب الله أو سنة رسوله (ص)"
والرجل يقول ان الحوار واجب للدعوة وهو كلام ليس صحيحا فى كل الأحوال فهناك حوار يذنب المسلمون فيه إذا كرروه وهو ما قال الله تعالى فيه "الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله" فمن تحاورنا معه مرارا وتكرارا ولم تفد مع الدعوة حرام الحوار معه مرة أخرى لأن النتيجة واحدة وهو أن الحوار كعدمه وفى هذا قال تعالى "سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون "
وما قاله من إبلاغ الكافر كلام الله وهو تعليمه حكم الله لا يتم بإسماعه الكلام هو خطأ لأن الله من طالبنا بهذا فقال "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون "
فالإسماع يعنى التعليم وليس مجرد قراءة القرآن كما أن الدعوة تتم بأساليب غير الكلام مثل القدوة والاطلاع فكثير من الأمم أسلمت طواعية فى أخر عهد النبى(ص) نتيجة ما عرفوه من العدل وما علموه من أخلاق المسلمين وفى هذا قال تعالى " ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا"
ويقول جعفر أن الأمم ألأخرى دخلت إلى حياتنا عبر وسائل الاتصال والتواصل فى الفقرة التالية:
"ونحن نعيش الآن في عصر يدعونا فيه الآخرون إلى مناهج حياتهم وقيمهم وأفكارهم وأنماط سلوكهم ، ودعوتهم تصلنا شئنا أم أبينا فماذا نفعل حيالها ، ولا سيما إذا كان أولئك الدعاة يتحدوننا بأن نرد عليهم أو نبين فضل منهجنا على منهجهم؟ إن الاستجابة لهذا التحدي أمر لا يتم واجب البلاغ إلا به وقد استجاب كثير من علماء المسلمين ومثقفيه لهذا التحدي وأبلوا في الدفاع عن دينهم بلاءً حسنًا جزاهم الله خيرًا لكن الذي نحتاج إليه حاجة شديدة هو أن يكون لنا إلى جانب هذه المجهودات الفردية مؤسسات تختص بهذا العمل حتى يؤدي على أحسن وجه وأكمله بإذن الله تعالى, وفيما يلي تصور مبدئي لمنظمة من هذه المنظمات "
وبالقطع هذا الدخول تم وأثر فى الكثيرين فوجدنا حالات زواج بكافرات من مجتمعات ليست يهودية ولا نصرانية ووجدنا حالات زنى ...ووجدنا الأخرين يشترون قطع من بلادنا ويحتكرون الكثير من صناعاتنا وتجاراتنا وغيرها لأنه لا توجد دولة للمسلمين فحكوماتنا الخارجة على الإسلام لا تعلم مسلميها دينهم وإنما تعلمهم الكفر المختلط ببعض قليل من الإسلام وهى رغم أنها تسيطر على كل وسائل الاعلام إلا أنها تركت الشبكة العنكبوتية مفتوحة إلا ما تعلق بحربها من قبل المعارضين فالمواقع الإباحية ومواقع الفن الفاشل والرياضة الفاشلة وغيرها ممن يعارضون الإسلام مفتوحة وأما أى موقع يريد تبصير الناس فهم له بالمرصاد يقفلونه أو يعملون على حجبه
إذا لا يوجد حوار لأنه لا يوجد دولة للمسلمين فحكوماتنا كغيرها تعتبر كافرة تحكم بغير حكم الله ومن ثم لا يمكن أن يتحاور الكفار مع بعضهم باسم دين ليس دولة تدافع عنه
وقد اقترح جعفر عمل منظمة للحوار العالمى فقال :
"منظمة للحوار العالمي :
طبيعة المنظمة في العالم منظمات كثيرة توصف بالعالمية والحوار ، لكن طبائعها تختلف فمنها ما يعنى بالعالمية أن تكون القضايا التي يتحاور فيها المتحاورون عالمية ، وأن يكون المشتركون في الحوار لذلك من عدد من بلدان العالم ومنها ما يقصر الحوار على جهات معينة كالحوار بين اليهود والنصارى ، أو الحوار بين الشرق والغرب ، أو الحوار بين الإسلام والغرب ، لكن المتحاورين يكونون ممثلين لتلك الجهات من أكثر من قطر
أما المنظمة التي نقترحها فهي منظمة تابعة لبلد واحد هو السعودية ، ومع أن المشاركين فيها يمكن أن يكونوا من أكثر من بلد لكنهم يشاركون بصفاتهم الشخصية لا باعتبارهم ممثلين لبلد أو منظمة والحوار فيها بين الإسلام والثقافات العالمية وليس محصورًا في الحوار مع الثقافة الغربية والمناقشون ينطلقون من مفهوم للإسلام قائم على الكتاب والسنة ولا يمثلون فئات ولا فرقًا ولا طوائف ذات مفهوم للإسلام خاص بها "
الخبل هنا هو أن الرجل يجعل دولة كالسعودية وصية على الحوار ومن ثم فقد فشل الحوار قبل أن يبدأ فتلك الدولة تفتك بمعارضيها فى الداخل وتفتك حتى برجالها بسبب تغير الحاكم كما أنها تتبع المذهب السنة ومن ثم لن تسمح للمذهب الشبعى على وجه الخصوص بالدخول فى الحوار
وأما حكاية كون المحاورين يدخلون بصفتهم الشخصية فى المنظمة السعودية فمعنى هذا أن الكثير منه سيدخلون فى معية الملك السعودى الذى سيكيل لهم المال الذى لا يملكه أساسا لأن ملك المسلمين ومن ثم ستتحول المنظمة من منظمة للحوار لمنظمة دعاية للسعودية وستنجح السعودية كما نجحت الإمارات فى جعل نفسها مثل جمهورية البندقية فى مجدها حيث تبيع كل شىء وأى شىء تبيع دينها وتبيع كل المحرمات وتشترك فى المؤامرات ضد اخوانها
وقدم جعفر هدف المنظمة فقال :
"هدف المنظمة في عالمنا الآن ثقافات ومعتقدات مختلفة حتى داخل القطر الواحد ، وفيه من أسلحة الدمار ما يكفي للقضاء على كل عمران على وجه الكرة الأرضية, فماذا يفعل هؤلاء المختلفون؟ إن لجئوا إلى الحروب كان الجميع خاسرين, لا بد إذن من اتخاذ الوسائل السلمية طريقًا للتعايش وتقليل الخلافات"
هدف المنظمة إذا هو الدعوة للسلام والبعد عن الحرب وهو كلام يقوله المخابيل فقط فأكثر من 90 فى المئة من الحروب منذ قرون هى اعتداءات من الأمم الأخرى ضد المسلمين أى بتعبير معروف تداعى الأمم إلى القصعة
الحوار الذى طالب به جعفر هو حوار عقائدى ومن ثم فحكاية السلام والحرب غير متعلقة به وهو يقول أن المسلمين يرون السلام هو طريق الأنبياء(ص) فى قوله :
"ونحن بوصفنا مسلمين نرى أن الطريق السلمي هو الطريق الذي دعت إليه الأنبياء أقوامها ، وأنهم لم يلجئوا إلى الحروب إلا مضطرين فهذا نبي الله شعيب(ص) يقول لقومه عندما خيروه بين الرجوع عن دينه أو النفي: { وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ }
وهذا محمد رسول الله(ص) يقول لقومه من قريش وهو يدعوهم إلى الصلح إنا لم نجئ لقتال أحد ولكن جئنا معتمرين وإن قريشًا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فإن شاءوا ماددتهم ويخلوا بيني وبين الناس وإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جموا وإن هم أبوا إلا القتال فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي أو لينفذن الله أمره
فنحن كذلك نقول للناس في عصرنا ، لمن تختلف أديانهم وسائر معتقداتهم عن ديننا ، تعالوا فلنتحاور بالطرق السلمية ، فإن حربًا عالمية بين الحضارات أو الثقافات في ظروفنا هذه أمر لا يدعو إليه أو يشجعه عاقل "
بالقطع المسألة ليست كما قال فالأخرون هم من يفرضون علينا الحرب وليس السلام وهى حرب شاملة ليست فقط قتل وجرح وإنما تنصيب للعملاء كحكام على البلاد وتمكينهم من بيع البلاد للمحاربين وفى نفس الإطار نجد تشجيع الحكام للكتاب وغيرهم لنشر ثقافة الكفر فى مجتمعاتنا
المسلمون لن يروا السلام طريقا طالما الأخرون يحاربونهم بكل السبل ولذا قال تعالى " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل" وطالب برد العدوان فقال " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
وطريق الأنبياء(ص) كان حروبا مستمرة حتى وفاتهم فهل كان التكذيب والتعذيب سلاما ؟ وهل كان هلاك الكفار سلاما ؟
السلام بلا قوة هو جنون كما حال بلادنا الآن ويحاول جعفر تكرار كلامه عن الحوار بالطرق السلمية فيقول :
"تعالوا فلنتحاور وليعرض كل منا ما عنده ، ولنترك الأمر للناس ليختاروا ما شاءوا ونحن ندعو إلى الحوار بالطرق السلمية لأنه أدعى لأن يرى الناس الحقيقة كما هي فيقبلوها عن اقتناع لقد وصف الله سبحانه وتعالى صلح الحديبية بالفتح المبين ، وقد تعجب كثير من أكابر الصحابة من هذا حتى ظهرت لهم آثار ذلك الصلح في دخول الناس في دين الله, قال الإمام ابن كثير معللًا هذا الوصف:
فإنه حصل بسببه خير جزيل ، وآمن الناس واجتمع بعضهم ببعض ، وتكلم المؤمن مع الكافر ، وانتشر العلم النافع والإيمان
وقال ابن هشام في سيرته:
يقول الزهري : فما فتح في الإسلام فتح قبله كان أعظم منه إنما كان القتال حيث التقى الناس فلما كانت الهدنة ووضعت الحرب وآمن الناس بعضهم بعضًا ، والتقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئًا إلا دخل فيه ولقد دخل في تينك السنتين مثل من كان في الإسلام قبل ذلك أو أكثر
ثم قال ابن هشام مؤيدًا قول الزهري :
والدليل على قول الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الحديببة في ألف وأربع مئة في قول جابر بن عبد الله ، ثم خرج عام فتح مكة بعد ذلك بسنتين في عشرة آلاف "
الرجل هنا ذهب للروايات المتناقضة عن صلح الحديبية الذى لا وجود له فى كتاب الله ولا وجود لشروطه التى تخالف أحكام الله
هناك عهد مع المشركين عن السلام ولكنه عهد بأحكام الله وليس بتلك الشروط الظالمة التى ترويها الروايات
وقد ناقض جعفر تفسه فقد بين أن هدف المنظمة الدعوة للسلام وتقليل الحروب ومع هذا يقول أن الهدف دعوة الاخرين للإسلام بقوله:
"إن الغرض من هذه المنظمة هو بيان حقيقة الإسلام لأصحاب الثقافات المختلفة ، وللإجابة عن استفساراتهم ، وللرد على اعتراضاتهم وشبهاتهم لكنها تحرص أيضا -وفي سبيل تحقيق ذلك- إلى فهم ما عندهم من معتقدات وقيم وما لديهم من حجج يرونها داعمة لما يعتقدون
وعليه فمع أننا نتفق مع منظمات الحوار العالمية الأخرى في تفضيل خيار السلام ، إلا أننا لا نريد لهذا الحوار أن يكون -كما يريد له بعضها- أن يكون مجرد مساومة يتنازل فيها هذا عن شيء من معتقداته ، ويجامل هذا ذاك في الثناء على معتقدات يعلم أنها تتناقض مع ما يعتقد هذا في رأينا سلوك يلجأ إليه الذين لا يأخذون معتقداتهم- ولا سيما الديني منها - مأخذ الجد ، ولذلك يسهل عليهم أن يساوموا فيها أو يتنازلوا عنها لكن ما كل الناس كذلك ، بل إن معظم أصحاب المعتقدات ولا سيما الديني منها يستمسكون به ومن يتحول عنها من العقلاء إنما يفعل ذلك لاقتناعه بالحجج التي تنقضها ، أو التي تدعم موقف خصمه ، وعلى كل فنحن نرى أن التعايش والمسالمة ممكنة رغم الاختلاف ، فلا نرى لذلك داعيًا لمساومة لا تحل إشكالًا حقيقيًّا "
الدعوة حاليا مفتوحة لمن يريد وهى لا تستوجب وجود منظمة لها مقر وتكاليف وغير هذا لأن وسائل التواصل عبر الشبكة العنكبوتية مفتوحة وأما عبر القنوات التلفازية فهى مقفلة لأنها تلك القنوات تديرها الحكومات والاستخبارات
ثم تحدث عن أقسام المنظمة فقال :
"أقسام المنظمة تكون للمنظمة أقسام كل منها يتخصص في مجال من مجالات الحوار فمنها الديني ومنها الفلسفي ومنها السياسي وغير ذلك ، مع مراعاة أن المنظمة مختصة بالقضايا الأصولية التي تقوم عليها الثقافات لا بمسائلها الفرعية "
والتقسيمات كلها خاطئة فكل شىء داخل ضمن الدين وهو الإسلام ومن قسموا تلك التقسيمات نجحوا فى هدفهم فهم يتحارون فى العقائد مع انهم يقاتلوننا سياسيا ويحتلون بلادنا ويقتلوننا من يتذكر حملة نابليون سيجد المحتل جاء لحماية المسلمين من المماليك وجاء بحماية الحجاج
ثم تحدث عن علاقات المنظمة فقال :
"علاقاتها تكون للمنظمة علاقات بالجهات المحلية والعالمية المناسبة كالجامعات ومراكز البحوث ، والمراكز الثقافية والدينية ، وسائر المنظمات التي تخدم أغراضها عالمية كانت أم قطرية "
لا يخيف اللإنسان شىء سوى أن تكون المنظمات العالمية والقطرية فى عالمنا متصلة ببعضها لأن هذا معناه أنه يجمعها هدف واحد وهو قيادة العالم نحو مزيد من الفساد مزيد من الحروب مزيد من استفحال ثروات الأغنياء وفى النهاية ستكون بلادنا الخاسر الأكبر
ثم تحدث عن نشاطات المنظمة المزعومة فقال :
"نشاطاتها تشمل نشاطاتها الكتابة والمحاضرات في الداخل والخارج والزيارات وإقامة الندوات العالمية في السعودية وغيرها من بلدان العالم, ودعوة المفكرين للزيارة والمحاورة, ويحسن أن تكون لها دورية بالعربية والانجليزية وربما لغات أخرى إن تيسر
مراجعها العلمية تكون لها مكتبة خاصة لكنها تستفيد من كل المكتبات المحلية ، ومراكز المعلومات العالمية
تتخذ الوسائل الحديثة لجمع المعلومات وتحليلها ، وتستعين بالشركات المختصة بتلخيص الكتب ، والشركات المختصة بجمع المعلومات من الصحف والمجلات وتبويبها
المشاركون فيها من البدهي أن تكون لها إدارة ومتفرغون ، لكنها لا تقتصر عليهم ، بل تتعاون مع كل من تراه معينًا لها على أداء مهمتها من رجال العلم والثقافة ، من المسلمين وغير المسلمين في الداخل والخارج "
وما ذكره الرجل هنا يجعل تلك المنظمة هى منظمة لبطون المشاركين فيها ويجعلها رأس حربة فى بلادنا فتلك المنظمات تجلب الجواسيس بدعوى كونهم علماء ورجال دين كما يسمونهم والغريب أنها تجمع معلومات عن بلادنا المنكوبة بينما لن تجد من جانب البطون المشاركة من جانبنا أى جمع للمعلومات عن بلاد الأخرين
ثم تحدث قضايا الحوار فقال :
"قضايا الحوار إن القضايا المختلف فيها بين الثقافات كثيرة ومتشعبة ، لكنها ترجع في الغالب إلى أصول فمن المستحسن لذلك أن يكون الحوار مركزًا عليها وأن لا يتوه في التفاصيل المنبثقة عنها بل إنما يكون التطرق إليها لبيان صحة الأصل الذي تنبثق منه أو فساده ، أو للتدليل على اتساقها أو تناقضها معه
نذكر فيما يلي أمثلة لهذه القضايا ، ولا سيما في الخلاف بيننا وبين الفكر الشائع في الغرب
الخالق سبحانه: من هو؟ ما أدلة وجوده؟ ما علاقته بالكون؟ وكيف تكون أو لا تكون صلتنا به؟ كل هذه قضايا نوقشت مناقشة مستفيضة ومفصلة في الفكر الغربي ولا سيما في القرن الثامن عشر ، بل إن ما توصل إليه ذلك الفكر من نتائج سميت بالتنوير كانت هي أساس الفكر الغربي العلماني الحديث ، ولما كانت النتائج السلبية التي توصل إليها أولئك المفكرون راجعة في جملتها إلى نوع الدين الذي عرفوه ، ولما كنا نرى أنه لا مسوغ لها في دين كالإسلام فيجب أن نطلعهم على هذا وربما وجدنا أنصارًا ومؤيدين لنا في ذلك من المفكرين الغربيين أنفسهم ، ولاسيما بعد أن تبينت لهم الآن كثير من أباطيل ذلك الفكر وكثير من النتائج الضارة التي ترتبت عليها
ولماذا يعبد وحده ، والأدلة على الرسالات والرسل والكتب ، ومنها علاقة الدين بالعقل وبالحقائق العلمية ومنها قضايا اجتماعية أساسية: أنظمة الحكم ، العلاقة بين الجنسين ، حقوق الإنسان ، الأخلاق الاجتماعية "
الرجل هنا يطلب الحوار فى قضايا لن يغير أحد من المشاركين دينه لأجلها إلا لسبب واحد وهو ان يكون جاسوسا متمكنا باعتباره واحدا منا كما فعل لورانس العرب وسليمان باشا الفرنساوى وغيرهم ممن استضافهم حكامنا وجعلوهم يسيطرون على امور حيوية فى البلاد
وتحدث جعفر عن أسلوب المنظمة الحوارى فقال :
"أسلوبها في الحوار يلتزم المسلم البصير في حواره مع خصمه بخصال من أهمها:
1- الاعتراف بما عند الخصم من حق أو خير لأن هذا من العدل الذي قامت عليه السماوات والأرض ولأنه مما قد يساعد على استمالة قلب الخصم ، فهو من باب الدفع بالتي هي أحسن لكن هذا أمر صعب على النفوس ، بل إن النفس تميل إلى تحقير الخصم تحقيرًا يصل حد الافتراء عليه فما دام كافرًا فيجب أن يكون بليدًا ، وأن يكون كسولًا ، وأن يكون عييًا وكل هذه أمور لا تعلق لها بالكفر كما أن جمال الخلقة وقوة الجسم لا علاقة لها به ألم يقل الله تعالى عن بعض المنافقين: { وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }
2- ومن الاعتراف بالحق أن لا يُنسَب إلى أحد اعتقاد ينكره أو ينفيه عن نفسه ، بل يتحاور معه ويجادل بحسب اعتقاده الذي يصرح به ، ولا يعزى إليه قول يلزم عن مذهبه ، وإنما تستعمل اللوازم لنقد المذهب, من ذلك مثلًا أن في الغرب اليوم طوائف تنتسب إلى النصرانية لكن لبعضها كتابًا غير الذي عند سائر النصارى ، بل إن بعضها لا يؤمن بأن عيسى ابن الله ، وبعضها ينكر أن يكون كل ما في ما يسمى بالكتاب المقدس كلام الله ، بل يعتقدون أن فيه أباطيل لا يمكن أن تنسب إلى الله تعالى, ولا يكاد يوجد اليوم يهودي يؤمن بأن عزيرًا ابن الله, فهل نقول لهؤلاء جميعًا ما دمتم قد انتسبتم إلى النصرانية فيجب أن يكون حالكم كحال اليهود والنصارى الذين حدثنا عنهم كتاب ربنا؟ كلا فنحن المسلمين لنا مصدران للمعرفة: وحي الله وخَلْق الله قال تعالى: { قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
فما دل عليه الواقع المخلوق فهو دليل كدلالة الحق المسموع
3- من الأساليب التي وردت في القرآن الكريم ما وصفه المفسرون بالتلطف أو الإنصاف من أمثال ما قالوه تعليقًا على قوله تعالى في سورة سبأ: { قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }
قال القرطبي : هذا على وجه الإنصاف في الحجة كما يقول القائل أحدنا كاذب وهو يعلم أنه صادق وأن صاحبه كاذب
وقال في تفسير الجلالين:
في الإبهام تلطف بهم داع إلى الإيمان إذا وفقوا له
ووصفه ابن عطية بأنه: " تلطف في الدعوة والمحاورة "
4- استعمال الحجج العقلية والعلمية المناسبة وذلك لأن الله تعالى جعل العقل جزءًا من الدين الحق ، وهو جسر يربط المسلم بالعقلاء من غير المسلمين ما داموا يسلمون بما يسلم به كل عاقل فمن ذلك أن تبين له أن في ما يعتقد تناقضًا ، أو أنه ينتج عنه نتائج باطلة لا يسلم هو نفسه بها وفي كتاب الله تعالى أمثلة كثيرة على ذلك منها أن نسبة الولد إلى الله تعالى تتناقض مع القول بأنه خالق لأن الوالد يلد ولده ولا يخلقه ، ولأن الولد صفة نقص والله هو الغني : { قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ } ومنها أنه تتناقض مع الإيمان بأن الخالق لا صاحبة له : { أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ }
5- وكما تستعمل الحجج العقلية فكذلك تستعمل الحجج الخُلُقية ؛ لأن الإيمان بأصول الأخلاق من حسن الصدق وشكر المنعم والوفاء بالعهد من الأمور التي فطر الله الناس عليها فمن ذلك قوله تعالى: { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }
6- وكذلك الحجج المصلحية في أمور دنيوية يحرص الناس على تحقيقها وقد ذكرنا مثالًا لذلك في محاورة النبي صلى الله عليه وسلم لقريش لإقناعهم بقبول الهدنة
7- لما كان الغرض من الحوار هو الدعوة إلى الحق ، ولما كان الإنسان لا يؤمن بالحق إلا إذا تبين له كان من واجب الداعية أن يكون كلامه بينًا وهذا يقتضي مخاطبة الناس باللغة التي يفهمونها: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
ويدخل في هذا كما ذكر بعض العلماء مخاطبتهم بمصطلحاتهم إن كانت لهم مصطلحات خاصة بهم ، فالناس يجب أن يحدثوا بما يعقلون
8- ومن الأساليب الحسنة مناقشتهم في أمور تهمهم كثيرًا كما كنا ننصح إخواننا من مواطني البلاد الغربية أن يفعلوا ذلك حتى يشعر أهل بلدهم أنهم مواطنون مثلهم وأنه يسرهم أن يجدوا الحلول المناسبة لمشكلاتهم, وليس من المتعذر على الداعية البصير أن ينقل الناس من قضية فرعية تستحوذ على اهتمامهم إلى قضية أصولية هي أنفع لهم
9- وإذا كان بعض الغربيين يعلنون استعدادهم للحوار ، فما كلهم يفعل ذلك ، بل إن منهم أقوامًا هم من كبار مفكريهم يعتقدون أن حوار المرء مع غير أهل حضارته أمر متعذر من حيث المبدأ لأنهم لا يؤمنون بوجود موازين عقلية أو قيم مشتركة بين البشر ، بل يعتقدون أن كل هذا تابع لحضارة كل قوم ومستمد منها ، فهل نيأس من محاورة هؤلاء؟ كلا, والسبيل إلى محاورتهم أن نبين لهم أن بعض ما ظنوه من الخصائص التي تنفرد بها حضارتهم هو أمر مشترك بيننا وبينهم ، وأننا مستعدون لذلك أن نتحاور معهم على أساسه لقد بلغ الغرور ببعضهم حد الاعتقاد بأن مسألة بدهية كمعرفة أن الكلام المتناقض باطل هي من خصائص حضارتهم هذا مع أن الله تعالى يخبرنا بأن من أعظم الأدلة على أن القرآن كلامه سبحانه أنه لو كان من عند غيره لوجدنا فيه اختلافا كثيرا ، وقال تعالى : { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا }
هذا ما بدا لي أعرضه على نظر الإخوة المشاركين سائلًا الله تعالى أن يوفقنا إلى القيام بواجب الدعوة والذب عن دين الله أحسن قيام ، وأن يحفظ جامعة الإمام ويهدي القائمين عليها إلى كل عمل يحبه ويرضاه "
ما قاله الرجل الكثير منه سليم ومفيد ولكن فى كل الأحوال الحوار على مستوى الكبار غير مفيد وهو ضلال من الجنون من قبل المسلمين كما قال تعالى " وأما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى" وقال " كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى"

اجمالي القراءات 2746