باريس لا تستبعد الاعتراف بالمجلس الوطني السورى

في الثلاثاء ٠٨ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

باريس لا تستبعد الاعتراف بالمجلس الوطني
معارضة سوريا تطالب بمعاقبة النظام    
 

 

تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية من أهم مطالب المجلس الوطني السوري (رويترز)

دعا المجلس الوطني السوري اليوم الثلاثاء الجامعة العربية إلى إجراءات صارمة ضد النظام السوري تشمل تجميد عضويته في الجامعة ردا على عدم التزامه بمبادرتها التي ينذر استمرار العنف ضد المدنيين بوأدها, في حين لم تستبعد فرنسا الاعتراف بالمجلس الذي يمثل معظم أطياف المعارضة السورية.

 

وكانت دمشق قد قبلت في الثاني من هذا الشهر المبادرة أو ورقة العمل العربية التي تدعو إلى وقف كل أعمال العنف في سوريا, وإزالة كل المظاهر المسلحة من المدن, وإطلاق المعتقلين تمهيدا لإجراء حوار بين السلطة والمعارضة في غضون أسبوعين.

بيد أن أيا من تلك البنود لم يُنفّذ بعدُ، بل سقط عشرات القتلى في عمليات للجيش والأمن السوريين مما دفع الأمانة العامة للجامعة العربية إلى انتقاد دمشق لخرقها تعهداتها, والتحذير من عواقب كارثية إذا لم تنفذ تلك المبادرة, كما أنها دعت إلى اجتماع "طارئ" لوزراء الخارجية العرب السبت المقبل بالقاهرة.

في المقابل, اتهمت دمشق أمانة الجامعة العربية بتجاوز صلاحياتها بانتقادها الموقف السوري من المبادرة, وقال وزير الخارجية وليد المعلم إن بلاده تعاملت بإيجابية مع المبادرة، وتبذل كل الجهد لتطبيقها.

رد صارم
وأمام احتدام وتيرة العمليات العسكرية خاصة في حمص, وسقوط عدد كبير من القتلى منذ الإعلان عن موافقة دمشق على المبادرة العربية, وجه المجلس الوطني السوري رسالة إلى الجامعة العربية يطلب فيها موقفا قويا من نظام الرئيس السوري بشار الأسد.


 

 

 

المعارضة السورية تطالب بحماية
المدنيين في حمص وغيرها (رويترز)
وطالب المجلس بتجميد عضوية سوريا في الجامعة, وفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على نظام الأسد, والاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للثورة والشعب السوريين.

 

كما دعا الجامعة العربية إلى بحث إحالة جرائم الإبادة المفترضة وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى إلى المحكمة الجنائية الدولية, ودعم الجهد الأممي الرامي إلى تأمين حماية دولية للمدنيين خاصة في حمص, وإرسال مراقبين دوليين, والسماح لممثلي وسائل الإعلام والمنظمات الدولية بدخول سوريا.

ومن المقرر أن يلتقي وفد من المكتب التنفيذي للمجلس عددا من وزراء الخارجية العرب على هامش اجتماعات اللجنة الوزارية العربية حول سوريا ووزراء الخارجية العرب نهاية هذا الأسبوع, وذلك في سياق تحرك يهدف إلى حشد الدعم.

وكان المجلس الوطني السوري قد أعلن في وقت سابق حمص منطقة منكوبة, ودعا إلى حماية دولية للمدنيين. وفي الإطار نفسه, قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني في سوريا حسن عبد العظيم إنّ الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي دعا قيادة الهيئة إلى الاجتماع به غدا الأربعاء في القاهرة.

وقبل أيام من الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة, قال المتحدث باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني إن الجامعة العربية "تعكف على استكمال إجراءات إنشاء آلية تتكفل بمتابعة تنفيذ الخطة العربية  للخروج من الأزمة".

مواقف دولية
وفيما يتعلق بالمواقف الدولية, قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه إن المبادرة العربية بشأن سوريا "ماتت".

 

جوبيه مع برهان غليون عضو
المجلس الوطني السوري (الفرنسية)
وأبدى جوبيه في تصريحات صحفية استعداد بلاده للاعتراف بالمجلس الوطني السوري لكنه اشترط أن ينظم المعارضون أنفسهم.

 

وكانت فرنسا قد قالت قبل هذا إن التطورات على الأرض أظهرت أنه لا يمكن الوثوق بالنظام السوري.

من جهته, دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اليوم الجامعة العربية إلى رد حاسم على عدم التزام دمشق بالمبادرة العربية. ودعا هيغ السلطات السورية إلى فك الحصار عن حمص وسحب قواتها من المدن.

لكن الخارجية البريطانية استبعدت التدخل العسكري في سوريا, وقالت إنها تفضل تشديد الضغط الدولي على نظام بشار الأسد.

أما روسيا -التي تقاوم هي والصين ودول أخرى أي تدخل خارجي في سوريا- فدعت إلى دعم دولي لخطة الجامعة لحل الأزمة السورية.


 

 

مفتي سوريا
وفي الجانب السياسي أيضا, قال مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون إنه لا يستبعد استقالة الرئيس السوري "بعد أن يبدأ في اتخاذ خطوات إصلاحية بشكل تدريجي, وبعد إجراء انتخابات نزيهة وحرة, وبعد السماح بإنشاء أحزاب مستقلة" على حد تعبيره.

وأضاف حسون في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية "عند حدوث انتقال سلمي (للسلطة) يمكنه أن يكون مستعدا للتخلي عن منصبه". وأضاف أنه ليس رئيسا مدى الحياة، وأن طبيب الرمد السابق (الأسد) يريد العودة إلى وظيفته الأولى.

وحسب قول حسون, فإن "حلم" الأسد أن يعود إلى إدارة مستشفى  للرمد. وحذر حسون -وهو من أشد المدافعين عن نظام بشار الأسد- من تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في سوريا, معتبرا أن ذلك قد يؤدي إلى حدوث كارثة وإلى عمليات انتحارية في دول غربية.

وحمل مفتي سوريا من سماهم بالمتشددين القادمين من دول مجاورة وخطباء في السعودية ودول الخليج النصيب الأكبر من مسؤولية العنف الحالي في بلاده.

اجمالي القراءات 3403