لماذا ولدت بالذات في هذا العصر ولم تولد في عصر آخر قبل الف أو خمسمائة أو مئه عام حيث كل عصر يختلف في التكنولوجيا والسياسة والثقافه والحريات ، لماذا ولدت في هذا اليوم بالذات ، وانت لم تختاره صيفا أو شتاءا أو ربيعا أو خريفا ففي اختلاف الفصول تختلف درجات الرطوبه والحراره وموجات الأشعة الشمسيه التى تؤثر بدرجه ما علي المزاج العام للفرد وتضيف له درجات قليله من بعض الخصال كما يدعي علماء الطبيعه وعلم النجوم والفلك . لماذا تلك الساعه بالذات؟ انت لم تختار نوعك ذكر أو أنثى.لم تختار تركيبك الجيني وصفاتك الوراثيه . من درجه الذكاء والادراك والفهم والاستيعاب والذاكرة. لم تختار صفاتك النفسيه . درجه الحساسية أو العاطفيه أو العقلانية. لم تختار الكم الكيميائي لدرجه رغباتك وشهواتك وقدراتك وملكاتك . لم تختار مواهبك.شاعر أو موسيقي أو رسام أو أو أو.
لم تختار جسدك من حيث القوه والضعف والصحه والمرض. أو حتي استعدادك الوراثي لاي مرض أو مقاومتك له.
لم تختار لون عيناك أو طولك أو لون شعرك أو بشرتك.
لم تختار والديك. أو اخوتك او عائلتك ووسطك الاجتماعي.لم تختار الاسره او القريه أو المحافظه أو البلد الذي ولدت فيها. امريكا او مصر أو بنجلادش أو الصومال أو........
لم تختار وسطك الاجتماعي أو الثقافي أو المادي من الغني والثراء أو الفقر المدقع.
الاسره تفرض عليك قيود عائليه وكذلك كل قريه ومحافظه لديها أعراف وعادات وتقاليد تتاثر بها .وكذلك كل بلد لديها قوانينها وقيمها تحد من حريتك وعليك الالتزام بها والا تحاسب وتسجن .لم تختار الدين الذي تدين به فأنت وارثه. والكارثة الكبري انك حتي لم تختار رجل الدين الذي يشرح لك الدين. فالدين مدون في كتب ثابته . يقرأها رجال الدين كل واحد علي حسب ذكاءه وثقافته وعقده النفسيه بل وفي أحيانا كثيره حسب مصالحه الشخصيه و الظروف السياسيه والاقتصاديه التي تمر به البلد التى تعيش فيها. فالتعاليم التي تقال لك في مصر غير التي تقال لك في أوروبا أو أمريكا التى يشرحون فيها نفس الكتب الدينيه ولكن بما يتلاءم مع الظروف الاقتصاديه والثقافية والسياسيه التى في تلك البلد.
لقد خلقنا الله دون إرادتنا . ووهب لنا الجسد والحياه ولكننا نوهم انفسنا انها ملك لنا . ندعي كذبا اننا نمتلكها ،فنقول جسدي ،حياتي ، مستقبلي ، ....... ونحن لم نتعب في الحصول علي اي منها وليس في أيدينا ميعاد انتهاء الأجل لها
.علي الرغم اننا سنترك كل هذا دون إرادتنا في اي لحظه لا نعلمها . تماما كما آتينا الي الحياه في لحظه لم نختارها. والكارثة اننا نعلم ذلك علم اليقين ولكننا ننكره بكل قوه أو لانريد أن نصدقه . ولو صدقنا لاختلف سلوكنا وأخلاقية وحياتنا . وبكل اسف نتعامل ونتصرف كان كل شى ملك لنا للابد.
وهي سذاجه منا مثل سذاجه نزلاء غرفه في فندق ويعطونك مفتاح الغرفه التي ستمكث فيها عده ايام فقط ثم تغادر . فتقول الغرفه بتاعتي . وكأنها ملك لك.
أو كسائق يعمل علي سياره أجره مكلف بتوصيل بضاعه من مكان الي اخر . هو لم يختار نوع السياره أو موديلها أو سنه الصنع . ولكنه مكلف بعمل ثم بعد فتره يسلم السياره لصاحبها . ثم سيحاسب علي ماعمله أثناء قيادته لها ، هل كان امين في عمله . أم استخدم السياره لأغراضه الشخصيه بشكل مختلف عن تعاليم مالك السياره . هل حافظ عليها ام عمل بها حوادث . هل في قادها في أماكن ممهده وتجنب المطبات الصعبه والطرق التي تأذي السياره. أم ارجعها الي صاحبها بها كسور. وقاذورات . هل استخدمها لخدمه اغراضه الشخصيه ؟ ام كان امينا نفذ تعاليم مالكها الحقيقي ؟هذا السائق توهم انه يملك السياره وأنها أصبحت ملكه لمجرد انه يسوقها لفتره. ثم ستعود الي صاحبها رغما عنه.
نحن لم ولن نملك تلك الأجساد التي ندعي كذبة انها أجسادنا فلم نختار منها اي شى . وكذلك نحن لانملك لا مستقبلنا ولا أموالنا ولا أولادنا ولا اي شىء علي الاطلاق في هذه الحياه. نحن فقط أمناء عليها لفتره ما . وبارادتنا الحره نصون الامانه ونحافظ عليهآ أو نخون الامانه ونبددها . بإرادتنا الكامله الكارثه انك تعرف كل هذا ونتجاهل تماما
هل تعلم اننا بذلك نسرق حق الله . إنه المالك الاصلي لكل شئ . ولكننا ندعي كذبا ملكيه ماليس لنا فماذا نسمي انفسنا؟
يتبع في الجزء الثاني
رفيق رسمي