شيوخ و فقهاء التطرف يحكمون على كل من يخالفهم بالضلال ، و كأنهم يملكون الحقيقة و قرارهم في من يخالفهم هم هم هم التوبة او القتل . تضايقت قليلا من حكمهم ثم استبشرت قائلا سبحان الله متذكرا قوله تعالى وهو يخبرنا عن أنصار الباطل ،قال تعالى:(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِين) أي العقاب أو التوبة . مثلهم مثل اعداء الرسل و الانبياء و الصالحين , تشابهت قلوبهم .
دائما حكم أهل الباطل على مخالفيهم العنف و العدوان . لنقرأ في كتاب ربنا:
· وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ.
· لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ
· فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
· قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ
· وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيز
· اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ
أما أصحاب الحق دائما مسالمون متسامحون ، و يتركون الحكم لله. لنقرأ في كتاب ربنا:
لئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ.
فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَ مَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ...
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ...
قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
سأستغفر لك ربي...
وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا
وأكثر من هذا، الله سبحانه و تعالى يحث أصحاب الحق على المعاملة الحسنة مع أصحاب الباطل. لنقرأ في كتاب ربنا:
· قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ..
· وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
· فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ
· فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ
· فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
· وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا
· لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
نستنتج من هذا أن أصحاب الباطل يعتقدون في قرارة أنفسهم و يستشعرون أن يملكون الحقيقة ،و أن الدين لهم ، لذلك فهم يحاكمون ويحاسبون و يعاقبون,
أما اصحاب الحق فيِؤمنون بأن الدين لله سبحانه و تعالى وهو ملك يوم الدين وهو أعلم بمن ظل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين. فلا يزكوا أنفسهم ،و يسألون الله دائما بتعقل في كل صلاة، اهدينا الصراط المستقيم،لأنه سبحانه و تعالى هوأعلم " وليس بأمانينا و لا بأمانيكم ولا بأمانهم . و الى الله المرجع فيحكم بيننا و هو خير الحاكمين