بسم الله الرحمن الرحيم
د. أحمد صبحى منصور
حوار لم تنشره جريدة الوطن الكويتية
الوطن الكويتية لم تنشر هذا الحديث الذى أجراه معى الصحفى أحمد زكريا فى 16 يونية الماضى. ونحن نقدر سبب عدم النشر فى ضوء النفوذ المترامى للاخوان المسلمين فى الكويت ، خصوصا وقد طلب إجراء حوار تكميلى تطرق للكلام على النفوذ الاخوانى فى الكويت وخطورته على مستقبل المنطقة باسرها.
وننشر هذا الحوار المكتوب فقط .
ما الذى يهدف إليه القرآنييون فى الفترة الحالية؟
هنا أضع النقاط الاتية
1 ـ هدف القرآنيين حاليا وغدا ودائما هو الاصلاح السلمى من داخل الاسلام . نحن ضد التدخل الخارجى لفرض الاصلاح. دين الاسلام هو دين الاصلاح. والاسلام عندنا هو كتاب الله جل وعلا. وكان خاتم النبيين وكل الأنبياء ـ عليه و عليهم السلام ـ أعظم المصلحين . ولقد ارسلهم الله تعالى لاصلاح الأمم . وكل منهم كانت رسالته الالهية هى منشور الاصلاح، وكل منهم كانت سنته الحقيقية هى اتباع ذلك المنشور الالهى الاصلاحى وتطبيقه عمليا.
2 ـ لا شأن لنا بالعمل السياسى والاحتراف السياسى ، ونحن نرفض الخلط بين الدين و السياسة.
ولا يمكن أن ننشىء تنظيما لضم الناس الينا .
ليس للقرآنيين طموح سياسى من أى نوع . وكل صاحب طموح سياسى نحن منه أبرياء لأنه يسىء الى اسلامنا العظيم باتخاذه مطية لحطام دنيوى ، والاسلام عندنا أرفع وأعز من أن يتخذه البعض وسيلة مواصلات يركبها للحكم والسيطرة والثروة والسلطة .
لا يمكن لأى مجموعة مفكرين مصلحين أن يقيموا تنظيما لاجتذاب الجماهير لأنهم ـ أى المصلحين ـ يقولون ما يغضب الجماهير. الجماهير يحتاجون اصلاحا ، والاصلاح يعنى أن تضع يدك على الجرح وأن تناقشه ، يعنى أن تقول ما لا يعجب الناس وأن تقوله علنا ، وعندها تنهال عليك الشتائم من كل جانب. هذا يناقض العمل السياسى وانشاء تنظيمات سياسية.
صاحب الطموح السياسى هو من يتحبب الى الناس لينضموا اليه ، ينافقهم ويوافقهم ويخدعهم بمعسول القول ، يقول لهم ما يريدون وما يحبون ليرفعوه فوق أكتافهم الى البرلمان أو الى العرش.
أما المصلح فهو يخاطب المستقبل أملا لأن يتم الاصلاح غدا. وحين يأتى الغد يكون قد مات ولكن تبقى دعوته لأن ما ينفع الناس يمكث فى الأرض.
3 ـ ثم إن الاصلاح ليس عملا سريا لأنه يقوم أساسا على العلن لمخاطبة الناس ، وأدوات القرآنيين هى النشر العلنى لأفكارهم و مؤلفاتهم ، وكل كتاباتهم تعتمد على مصادر معروفة و منشورة و مشهورة ومتداولة وهى القرآن الكريم و كتب التراث ـ أى نفس المصادر التى ينشرها الأزهر نفسه.
والقرآنيون يجتهدون فى فهم هذه المصادر ، وحين يكتبون لا يفرضون رأيهم على أحد ، ولا يطلبون أجرا من أحد ، بل يعرضون الرأى للنقاش و يتحملون الشتائم والاتهامات ويعفون ويصفحون. ثم فى النهاية تطاردهم قوات الأمن مدججة بالسلاح وهم لا يملكون سوى القلم !!
4 ـ كل طموحنا هو فى الأخرة. ويتركز فى أننا نرجو أن نكون أشهادا على قومنا يوم القيامة.
لقد تم قفل باب النبوة والرسالات السماوية بمبعث خاتم النبيين عليه وعليهم السلام ، ولقد انتهى الوحى الالهى للبشر بعد اكتمال القرآن الكريم نزولا . والنبوة بالاصطفاء ، فالله تعالى هو الذى إختار أنبياءه من بين صفوة الخلق ، ولكن طريق العمل الصالح مفتوح امام الجميع ، وايضا طريق الضلال ، وكل إنسان يختار لنفسه ما سيحمله على كاهله يوم القيامة. ونحن نتمنى أن نستحق موقف الشهادة بالخصومة على قومنا يوم القيامة.
ومن أجل ذلك إخترنا الطريق الصعب الذى يجعلنا نتمتع بكراهية معظم المسلمين.
لماذا ؟
لأن المسلمين اليوم فى أسوا مرحلة من مراحل تاريخهم ؛ كل الأنباء السيئة تأتى من عندهم . والسؤال الذى لا بد من مواجهته : هل العيب فى الاسلام نفسه أم فى المسلمين وتاريخهم وتراثهم و حاضرهم ؟ تفرغ القرآنيون للاجابة على هذا السؤال طلبا للاصلاح ، والاصلاح يبدا بالتشخيص الجيد للحالة قبل وصف الدواء المناسب لها. فتبين بعد البحث أن العيب ليس فى الاسلام ( حاش لله تعالى ) ولكن فى المسلمين ، فالاسلام هو دين العدل والاحسان والحرية فى الرأى والمعتقد والسلام ، وكل ذلك واضح فى القرآن الكريم إذا قرأناه قراءة موضوعية وفق مصطلحاته ومفاهيمه. من هنا بدأ القرآنيون رحلة الآلام فى الدعوة الى الاحتكام للقرآن الكريم طلبا للاصلاح. ولأنهم لا يملكون شيئا ويواجهون من يملك ـ أو يتصور أن يملك ـ كل شىء فقد انهال عليهم الاضطهاد مسلحا بآلة إعلامية تنهش سمعتهم ومزودا بتعليم فاسد تخرج عليه يديه جيل يحترف الضلال و الاضلال وهو يحسب أنه يحسن صنعا.
من أجل هذا أصبح القرآنيون ضحية سهلة للنظم الحاكمة والمتطرفين على السواء. يتصارع النظام والمتطرفون على حطام الثروة والسلطة ولكن يتحدان معا ضد القرآنيين المسالمين المستضعفين الذين لا يجدون ـ احيانا ـ ما ينفقون ـ وبذلك يتحقق فيهم قوله تعالى على سبيل التأكيد (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ).
كم عدد القرآنيين فى مصر ؟ كم عددهم خارج مصر ؟ ما الدول التى ينتشرون فيها ؟
من الصعب إعطاء تقدير لعدد القرآنيين . والسبب الأساس أن القرآنيين ليسوا جماعة أو فئة أو طائفة يمكن أن تسجلهم أو أن تجمعهم فى مؤتمر أو أن تضمهم فى تنظيم.
القرآنيون ليسوا كذلك . هم فقط منهج عقلى فى فهم الاسلام ، وعقول تقرأ القرآن الكريم قراءة موضوعية بمفاهيمه هو ثم تنظر من خلاله الى تراث المسلمين وتتمنى اصلاحهم بالاسلام و القرآن الكريم. ولأنهم إتجاه فكرى فمن المستحيل وضع تصور عددى لهم .
ولكن يمكن لى من خلال التعامل مع من يتجاوب مع المنهج الفكرى لأهل القرآن أن أضع بعض المؤشرات :
لو تم رفع الاضطهاد عن القرآنيين وتمتعوا بحريتهم ـ التى يكفلها لهم القانون وكل الأعراف ـ لاصبح عددهم بالملايين ، ولأصبح الاصلاح السلمى ممكنا .
هناك قرىنيون متطرفون فى فهم العبادات الاسلامية ن ونحن نتبرأ منهم .
هناك من يؤمن بنفس أفكارنا ومنهجنا الاصلاحى السلمى الفكرى الثقافى لكنه غير مستعد للمجازفة بحياته فى سبيلها ، طبقا لهذا المعيار فهناك ملايين القرآنيين فى مصر وخارجها .
هناك قرآنيون متعاطفون معنا ونشطون بطريقة ما بحيث لا تعرضهم للخطر ، وبهذا المعيار فان عدد القرآنيين يتجاوز مئات الألوف فى مصر وحدها .
هناك قرآنيون منا اشتهروا وارتبطوا بالعمل السلمى الاصلاحى فى ميادين الكتابة و النشر ، وأولئك عشرات ، ولاشك أن الأمن لديه ملفات خاصة بهم ، حيث أصبحت الكتابة الاصلاحية المسالمة المستنيرة جريمة بينما أصبح من الفضائل الافتاء برضاعة الكبير والتبرك ببول النبى . وبدلا من أن نتنناقش حول حقوق المواطنة وحقوق المرأة و حقوق الانسان والأقليات و الديمقراطية من داخل الاسلام أصبحنا ندافع عن رضاعة الكبير. وفى الوقت الذى تدخل فيه بلاد المسلمين فى أتون حروب اهلية ينشغل أولئك العلماء بالحجاب و النقاب و الرضاع و البول . وأرجو أن تقرأ مقالى المنشور منذ عدة أشهر تحت عنوان ( البكاء غدا على أطلال وطن ) وقد حذرت مما يحدث الان ناعيا على أولئك العلماء جر اهتمامات المسلمين الى قضايا فرعية هامشية بينما تسيل دماؤهم أنهارا.
هل حصلت إعتقالات للقرانيين فى مصر؟ما أسباب الإعتقال ؟كم عدد المعتقليين؟
خلال عشرين عاما تعرض القرآنيون الداعون للسلم والاصلاح ـ الى موجتين من الاعتقال ، فى عام 1987 ـ وعام 2000 واليوم تبدأ الموجة الثالثة.
لقد قبضوا على أربعة ، ثم أضافوا لهم واحدا بالأمس . و لا ندرى ماذا سيحدث فى الغد . ولا نملك سوى الصبر و الصلاة تنفيذا لقوله تعالى ( وإستعينوا بالصبر و الصلاة ، إن الله مع الصابرين )
لم يتم توجيه تهمة للمخطوفين المعتقلين حتى الآن حسب علمى . ولو وجهوا لهم تهمة ستكون ملفقة لأنهم لا يملكون سندا قانونيا لاعتقال أناس مسالمين يعزفون حتى عن حقهم فى العمل السياسى .
ربما يكون الاعتقال لارضاء شيوخ الأزهر وعوام الاخوان المسلمين فى غمرة الصراع السياسى الحاد بين النظام وقادة الاخوان المسلمين. و بهذا يكون اضطهاد القرآنيين المسالمين بادرة يتقرب بها النظام للسكوت عن اعتقال نشطاء الاخوان الكبار.
أى كلها أهداف سياسية يدفع ثمنها اناس مسلمون مسالمون لا شأن لهم بالسياسة.
ـ هل هناك تواجد للقرانيين فى الخليج عامة وفى الكويت بصفة خاصة؟
هناك قرآنيون فى كل مكان ، ولكن النشطون منهم قلائل . ولو زادت جرعة الديمقراطية فى أى بلد لتشجع كل راغب فى الاصلاح من داخل القرآن و تكلم وكتب و ناقش .
لماذا لجأت سياسيا للولايات المتحدة الأمريكية ؟
هربت خوفا من الاعتقال فى الموجة الثانية لاعتقال القرآنيين عام 2000 : 2001 .
دافع عنكم أكثر من شخصيه قبطيه مثل رئيس التجمع القبطى فى الولايات المتحدة كاميل حليم ..هل يعتبر هذا تحالفا بين المسيحيين والقرآنيين؟
القرآنيون ليسوا طائفة حتى يقال انهم تحالفوا مع المسيحيين او غيرهم .
القرآنيون كما قلت هم إتجاه فكرى يغلب عليه النقاش والاختلاف ، وهناك خلافات كثيرة بينهم .
بالنسبة لنا بالذات فاننا نؤمن ان الاسلام هو دين التسامح وحرية الرأى و الفكر و المعتقد والديمقراطية المباشرة و العدل والاحسان. ومن هذا المنطلق ندافع عن المقهورين بسبب عقيدتهم ودينهم . وهذا ما أرسى صداقة بيننا وبين بعض زعماء الأقباط فى الداخل و الخارج. فنحن ندافع عن الأقباط وحقوقهم لأننا مسلمون ولأننا مصريون. وعندما هاجرت لأمريكا تعرفت بقيادات قبطية ليبرالية كان منهم الاستاذ كميل حليم.
وهناك اقباط متعصبون لا يفرقون بينى و بين بقية الشيوخ الأزهريين. وتصلنى منهم رسائل تؤذينى على بريدى الاليكترونى مثلما يفعل المتعصبون الوهابيون.
هل تعارض نشر القرآن بين غير المسلمين ؟
رسالة القرآن لكل العالمين ،ولا بد من توصيلها الى كل الناس بقدر المستطاع .
هل صحيح أنك تنكر هذه الأشياء (حد الردة –عذاب القبر- شفاعة النبى- عقوبة الرجم خروج المسلم الذى لم يتب من النار )
نعم . وهناك كتب وأبحاث منشورة فى الموقع
http://www.ahl-alquran.com/arabic/main.php
تؤكد براءة الاسلام من هذه المقولات.
وبالمناسبة فالموقع عندنا مفتوح للتعليق امام من يتفق أو يختلف فى الرأى طالما يلتزم بادب الحوار و شروط النشر.
هل تنوون إقامة جامعة مفتوحه للقرآنيين فى جميع أنحاء العالم ؟
موقعنا ( أهل القرآن ) هو بداية تحقيق هذا الحلم.
وننوى البدء فى مشروع للدراسات العليا فى التراث والتاريخ الاسلامى و سائر فروع الاسلاميات ، لرفع مستوى الأبحاث وارتياد مناطق مجهولة وبكرا لم تيسرها أبحاث المتخصصين من قبل.
لماذا يرفض القرآنييون أطروحات التيار السلفى ؟ولماذا كتبت ما مفاده أن التيار السلفى أكبر عدو للإسلام ؟
التيار السلفى يقوم أساسا على الرجوع للأحاديث التى تمت كتابتها فى العصر العباسى ويسميها ( سنة ) وينسبها للنبى محمد عليه السلام. وهذا ما لا نوافق عليه.
( السنة ) عندنا ـ وفق مفهومها فى القرآن الكريم ـ هى شرع الله تعالى المذكور فى القرآن الكريم ، وتلك هى السنة العملية التى نتمسك بها ، أى العبادات التى نحافظ عليها. أما السنة القولية أى ( الأحاديث ) فهى عندنا حديث الله تعالى فى القرآن الذى نؤمن به وحده ، لأن الله تعالى كرر فى القرآن الكريم قوله تعالى ( فبأى حديث بعده يؤمنون ) أى لا إيمان بحديث خارج القرآن الكريم.
السنة عندهم هى أحاديث البخارى و الشافعى و مسلم ومالك وغيرهم ، والتى دونوها فى العصرين العباسى و المملوكى ، أى بعد موت النبى محمد عليه السلام بقرنين وأكثر.
ولذلك نحن نرفض نسبتها الى النبى محمد عليه السلام ، ونرفض أن تكون جزءا من الاسلام لأن الاسلام اكتمل بالقرآن وبقوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى و رضيت لكم الاسلام دينا ) ولأن جعل تلك الأحاديث المكتوبة فى العصرين العباسى و المملوكى جزءا من الاسلام يعنى اتهاما للنبى محمد عليه السلام بأنه ترك جزءا من الرسالة لم يبلغه ، وظل الناس مختلفين فيه حتى الان. وهذا ما نبرىء خاتم النبيين منه ، ونؤمن أنه بلّغ الرسالة كاملة تامة وهى القرآن الكريم ، ولكن المسلمين بعده بدلوا وغيروا وحاولوا تبرير و تسويغ ما يفعلون فاخترعوا تلك الأحاديث لتبرر لهم خروجهم عن القرآن و تفرقهم وحروبهم ..
نحن نرى أن أحاديث البخارى و غيره ـ مما يسمونها سنة ليست سوى ثقافة دينية تعبر عن عصرها و قائليها و ليس لها أى علاقة بالاسلام أو نبى الاسلام.
ولأنها ثقافة تعبر عن عصورها الوسطى و تعكس ما ساد فى هذه العصور من ظلم باسم الدين واضطهاد باسم الدين وحروب باسم الدين فان الاصلاح اليوم لا بد أن يبدأ بنفى تلك الأحاديث وثقافتها الى العصور التى جاءت الينا منها. لنبدأ فى الاحتكام الى القرآن الكريم بشأنها ، وهذا ما يفعله القرآنيون. وقد يفعله الاخرون إلا أنهم ليسوا فى مثل تخصص القرآنيين وعلمهم بالقرآن و التراث.
10 ـ ما شواهد صحة ما ذكرتموه من أن القرآنيين مستضعفون فى الأرض ومضطهدون من قبل الأنظمه الحاكمة ؟
قل لى أنت : ما الذى يجعل النظام الحاكم يضطهد أناسا مسالمين يرغبون فى الاصلاح ولا يفرضون رأيهم على أحد و يتحاشون الدخول فى معترك العمل السياسى ؟
هل ذلك النظام الحاكم قد أخذ تفويضا من الله تعالى فى الحكم على عقائد الناس ؟ ( على فرض أن تمسكنا بالقرآن يعتبر ضلالا !! )
هل قام هذا النظام بحل مشاكل الناس وحارب الفساد ومنع سرقة أموال الشعب وحقق الرفاهية ولم تبق لديه مشاكل سوى بعض أشخاص مسالمين فاراد أن يعتقلهم تحقيقا لمزيد من الرخاءو الديمقراطية و الرفاهية ؟
ضعف القرآنيين وفقرهم وكونهم مجرد أفراد مثقفين بدون تنظيمات تحميهم أو منظمات حقوقية قوية محلية واقليمية ودولية تدافع عنهم ، هو السبب فى أن النظام يستسهل القبض عليهم ، وهم الضحية المثلى لكل ضابط شرطة يريد الترقى عبر تلفيق القضايا لهم.
11 ـ إذا كنتم لا تعترفون بالسنه النبويه كمصدر للتشريع ..كيف نفصل فى الأمور التى لم يتم ذكرها فى القرآن الكريم مثل كيفية الصلاه وغيرها من الأمور؟
نحن نؤمن بالسنة العملية المتواترة المتوارثة كالصلاة و الصيام والحج / ونحتكم فيها الى القرآن الكريم. والتفاصيل فى كتاب ( الصلاة فى القرآن ) المنشور على الموقع ، ومقالات أخرى.
12 ـ إ ذا أردنا أن نؤرخ للقرآنيين ...متى ظهر هذا الفكر ؟ ما أهم مبادئه ؟
ومن أشهر رموزه ؟
وقد كان ابوحنيفة أول إمام للفقهاء ، و اشتهر بعدم أخذه بالأحاديث التى يرويها رفاقه ، ويستبدل بها رأيه الخاص ـ ويمكن أن ترجع الى كتابى ( حد الردة ) وهو منشور على الموقع بالعربية والانجليزية لتستوثق من هذه المسألة .وقد مات أبو حنيفة بالسم سنة 150 هجرية ، وهى نفس السنة التى ولد فيها الشافعى الذى أرسى ما يعرف بالسنة فى كتابيه ( الرسالة ) و ( الأم ).
واستمرت تلك المدرسة القرآنية فى تاريخ المسلمين تسير على الهامش إلى أن ظهرت قوية فى حركة الامام محمد عبده المتوفى عام 1905 . ولقد كتبت دراسات عن محمد عبده و ابى حنيفة تؤكد أنهما إئمة التفكير القرآنى.
ونحن نسير على نفس الطريق.
ولكن هناك من ينسب نفسه للقرآنيين ويقع فى الشطط. والمبدأ القرأآنى العظيم يقول ( وألا تزر وازرة وزر اخرى ) آراؤنا منشورة على موقعنا ، ولا نفرضها على أحد وندعو الآخرين لمناقشتها علميا دون سب أو شتم ..
وأهم مبدأ لنا هو الاحتكام الى القرآن الكريم .
والاحتكام الى القرآن الكريم فرض ديني منصوص عليه فى القرآن الكريم نفسه (الأنعام 114 )
والاحتكام الى القرآن الكريم فى الخلافات السياسية و المذهبية و الفكرية أساس فى الجدل السياسى و الدينى بين المسلمين طوال تاريخهم منذ التحكيم فى موقعة صفين الى المناظرات بين علماء الحديث وعلماء الكلام والفقه والأصول حيث جرى التبارز بالايات .
الفارق بيننا و بينهم ـ كما أتصور ـ وقد أكون مخطئا ـ أننا لا ندخل على القرآن الكريم برأى مسبق وننتقى له من الآيات ما يوافق رأينا ونتجاهل أو نؤول ما يخالفنا من آيات أخرى.
هذا ما جرى عليه أغلب من احتكم االى القرآن الكريم لكى ينتصر على خصمه أو لكى يخدع خصمه ـ بدءا من عمرو بن العاص فى التحكيم فى صفين الى الجدل بين علماء الكلام و الفلسفة والفرق ( الاسلامية )
من قرأءة كتبهم تجدهم انتقوا من الايات ما يعزز مقدما وجهة نظرهم .
بالنسبة لنا نحن ندخل على القرآن طالبين الهداية ، ومستعدين لقبول ما يقوله القرآن الكريم مهما خالف ما وجدنا عليه آباءنا. بعد هذا التوجه المخلص لمعرفة الحق نقوم بتجميع كل الآيات المتصلة بالموضوع و نبحثها جميعها ، ونتدبرها كلها وفقا لقراءتها طبقا لمفاهيم القرآن نفسه، لأن مفاهيم القرآن تخالف ـ فى أحيان كثيرة ـ مفاهيم التراث..و من يقرأ كتبى المنشورة على موقعنا يجد تطبيق هذا المنهج ( القرآنى )، ومن هنا فنحن قرآنيون لأننا أصحاب منهج فى فهم القرآن والتراث يخالف الاخرين .
13 هل ما زلت تعتقد أن البخارى كان يعادى الإسلام؟
نحن لا نتحدث عن العالم المزدكى ابن برزويه المولود فى بخارى و الذى انتحل له إسما عربياواحترف كتابة الحديث ليكيد للاسلام . هذاالرجل مات ، ولو صعدت الى مئذنة الأزهر وظللت تسب ابن برزويه فلن يهتم بك أحد ، ولكن إذا تفوهت وأنت فى الأزهر بأى نقد للبخارى فسينقلونك من هناك الى العباسية حيث مستشفى المجانين ، هذا إذا ترأفوا بحالك. لماذا ؟ لأنهم يعبدون البخارى. جعلوه الاها حيا لا يموت،
نحن نتحدث عن ( كتاب البخارى ) وليس شخص البخارى الذى لا يهمنا فى شىء.
هذا مع أن الذين يدافعون عن البخارى لا يقرءون كتاب البخارى. ولو قرأوه وعقلوه لتيقنوا من عدائه لله تعالى ورسوله ، و قد ينكرون الكتاب ـ وقد يدافعون عنه باى شكل ـ ولكن فى كل الحوال تظل الهيبة فى قلوبهم من اسم البخارى لأن الاله الذى يعبدون ليس الكتاب و انما هو اسم مقدس لديهم هو البخارى. وهم بذلك يحققون إعجاز القرآن الكريم الذى وصف المشركين بأنهم يعبدون أسماء ما أنزل الله تعالى بها من سلطان.
14 ـ هل تتوقع أن ينتشر فكر القرآنيين فى الكويت؟
تعانى الكويت من مشكلة الاخوان المسلمين وسيطرة الفكرالسلفى الوهابى ، ولولا هذه المشكلة لأمكن للكويت أن تنهض أسرع من الان. والاخوان المسلمون هم شجرة انبتتها الدولة السعودية فى مصر ، ثم تشعبت تلك الشجرة و نشرت فروعها فى كل مكان ، وهناك بحث منشور لى على الموقع يثبت ذلك.
وطبقا لتجربة التاريخ الانسانى فان سيطرة طائفة ما ينشى حركة رد فعل ، والقرآنيون هم حركة رد الفعل ضد الوهابية و الاخوان المسلمين. ولذلك فاذا كان هناك وجود مؤثر للاخوان المسلمين فى الكويت فانه سينتج حركة قرآنية مضادة.
وأتمنى من كل دولة عربية أن تتيح العمل السلمى الاصلاحى للقرآنيين و تفتح امامهم السبل للحوار الهادىء من داخل الاسلام بالاحتكام الى القرآن الكريم باخلاص.
بهذا يتحقق الاصلاح السلمى من الداخل بالاسلام و القرآن الكريم.