ماهية ابعاد فضيحة مدينة تمارة المختلفة؟
مقدمة متواضعة
في ظل هذه الظروف الاستثنائية و الناتجة عن وباء كورونا العالمي نرى ان حزب العدالة و التنمية الحامل لايديولوجية جماعة الاخوان المسلمين يواصل مشاريعه التخريبية تجاه المغرب كبلد امازيغي اسلامي اذ هذا الحزب قد عبر في مناسبات كثيرة عبر مساره الطويل عن هويته الايديولوجية الاجنبية و القائمة على اساس العروبة و الاسلام وفق التاويل السلفي له اي ضرورة الرجوع الى دولة الخلافة الاسلامية كما تسمى و ضرورة تطبيق الشريعة الاسلامية كاملة بدون اجتهاد فقهي جديد ياخذ بعين الاعتبار كل ما وصلت اليه الانسانية اليوم من العلوم و الانظمة المتطورة للحكم و كل ما وصل اليه اجدادنا الامازيغيين من العلمانية الاصيلة و قوانين وضعية تشمل كل مناحي الحياة اي ان حزب العدالة و التنمية لا ينتمي الى المغرب مع كامل احترامي الشخصي لامينه العام و رئيس الحكومة المغربية الدكتور سعد الدين العثماني .
و هو في نفس الوقت ابن المرحوم الفقيه امحمد العثماني الذي ناضل في عقد السبعينات من اجل اظهار ان العرف الامازيغي لا يتعارض مع مقاصد الشريعة الاسلامية عبر بحثه الجامعي الشهير الواح جزولة و التشريع الاسلامي الذي ارسله الى دار الحديث الحسنية و اشرف عليه العدو التاريخي للامازيغية و الامازيغيين الا و هو المرحوم علال الفاسي .
لكن وقتها كان الحصار فضيع على الامازيغية بكل ابعادها و كانت الحركة الثقافية الامازيغية ضعيفة للغاية و بل كانت تعمل في السرية التامة لان السلطة وقتها تحارب الامازيغية علانية بمعنى ان هذا البحث الجامعي كان انجاز بمقاسييس ذلك العهد اي ان بعض فقهاء ايت سوس كانوا يدافعون عن الامازيعية و عن اعرافها بشهادة المرحوم ابراهيم اخياط في احد كتبه حين تحدث عن بدايات مشروع تمزيغ الفكر الاسلامي .
الى صلب الموضوع
انني استحضر هذه الوقائع التاريخية بالم كبير للوصول الى نتيجة مفادها ان حزب ابن المرحوم امحمد العثماني منذ سنة 2012 الى يومنا لم يفعل الا الكوارث للهوية الامازيغية بكل ابعادها حيث قد يطول الحديث عن هذه الكوارث العديدة مثل اقبار تفعيل ترسيم الامازيغية حاليا و حل المعهد الملكي للثقافة الامازيغية و تشجيع فقهاء الاسلام السياسي للحديث بالامازيغية لنشر الوهابية بصريح العبارة في صفوف عائلاتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع العلم ان هؤلاء الفقهاء ظهروا حديثا و لم يظهروا قبل سنة 2012 اي كنت اناضل بالقلم ضد فقهاء وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية الذين ينطلقون من ايديولوجية الظهير البربري في اي حديث عن الثقافة الامازيغية .
لكن الان هناك فضيحة كبرى الا هي محاولة اطلاق اسماء دعاة الوهابية و الاخوانية في شوارع مدينة تمارة من طرف المجلس البلدي الذي يقوده حزب ابن المرحوم امحمد العثماني في سابقة تانية بعد اطلاق 40 اسم فلسطيني على شوارع مدينة اكادير صيف 2018 مما يدل ان هذا الحزب الاجنبي عن تاريخنا له الرغبة القوية في مشرقية كل شيء عندنا حتى عاداتنا و شخصيتنا الاسلامية بصفة عامة.
انني اتساءل هنا عدة اسئلة جوهرية الا و هي هل ترضى السعودية او قطر ان تكون بلد امازيغي قسرا او ان تسمى احد شوارع مدنها باسماء شخصياتنا التاريخية من قبيل المهدي بن تومرت او المختار السوسي او امحمد العثماني او ان تعترف بان الامازيغيين هم اصحاب الفضل في انتشار الاسلام في شمال افريقيا و جنوب الصحراء الافريقية و الاندلس قديما و اسبانيا حاليا.
و الجواب هو لا حيث لم نسمع من هؤلاء الا التطرف و الارهاب و فتاوى اهدار دم هذا المفكر او ذاك المفكر و لم نسمع قط بكلمة طيبة في حق الامازيغيين او في حق ثقافتهم الاسلامية من طبيعة الحال.
انني لا اقول ان المشرق العربي هو واحة الشر المطلق حشى لله حيث انني اعتز برموز التنوير هناك امثال المرحوم الاستاذ محمد شرور و الاستاذ احمد صبحي منصور و الشهيد الاستاذ فرج فودة الذي قتلته احدى الجماعات الاسلامية سنة 1992 بمصر و الاستاذ اسلام البحيري لكن حزب ابن المرحوم امحمد العثماني لا يعترف بوجود هؤلاء الرموز اصلا باعتبارهم ضد الجمود السلفي و ضد الدولة الدينية التي قتلت الالاف و وطئت الالاف من النساء في قصور الخلافة بدون اي زواج حتى حيث ان هذه الحقائق لا يقولها الفقهاء للعامة باعتبارها وثائق سرية حتى عودة دولة الخلافة الاسلامية كما تسمى و عندها ستتحول هذه الوثائق السرية الى واقع مفروض بالقوة..
انني اقول لرئيس الحكومة بكل احترام و تقدير كبيرين ان من العيب و العار هذه الفضيحة الكبرى و هوس حزبكم نحو اقبار الذاكرة الجماعية لهذه الامة المغربية العظيمة بتاريخها و برجالها و بنساءها و باعرافها الامازيغية التي شكلت نضال والدكم الكريم في سبعينات القرن الماضي من اجل اظهارها لا تتعارض مع المقاصد الكبرى للشرع الاسلامي .
توقيع المهدي مالك