الأرجنتين تحاكم ضباط الجيش إبان "الحرب القذرة"

في الجمعة ٢٨ - أكتوبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

الأرجنتين تحاكم ضباط الجيش إبان "الحرب القذرة"

السبت، 29 تشرين الأول/أكتوبر 2011، آخر تحديث 00:28 (GMT+0400)
 

بيونس آيريس، الأرجنتين (CNN) -- انتظرت ماريانيلا غالي 34 عاماً لمعاقبة الرجال المسؤولين عن مقتل أسرتها، وعلمت عن مصيرهم مساء الأربعاء داخل قاعة محكمة مكتظة في وسط العاصمة الأرجنتينية بيونس آيريس.

وقالت غالي: "لقد حصلنا على العدالة وهؤلاء الأشخاص سيدخلون السجن، وأخيراً أصبح بإمكاني أن أمشي في الشارع من دونهم."

في ذلك اليوم، أصدرت المحكمة أحكاماً بالسجن على 16 ضابطاً أرجنتينياً تراوحت مدتها بين السجن 18 عاماً والسجن مدى الحياة وذلك لدورهم في انتهاكات لحقوق الإنسان خلال حكم الديكتاتورية بين عامي 1976 و1983.

وخلال تلك الحقبة أو الفترة الدموية، التي شهدت قيام العسكر باختطاف وتعذيب وقتل المعارضين للنظام القمعي، وأصبحت هذه الحقبة تعرف باسم "الحرب القذرة."

وشهدت الحرب القذرة، أو حكم العسكر الممتد على مدى السنوات السبعة مقتل زهاء 30 ألف مواطن أرجنتيني، ومن بينهم والدا غالي وجدتها.

ففي الثاني عشر من يونيو/حزيران 1977، تم اختطاف غالي، وكانت تبلغ من العمر 16 شهراً، ووالدتها باتريشيا ووالدها ماريو وجدتها فيوليتا، من منزلهم في بيونس أيريس.

وتم نقلهم إلى المدرسة الميكانيكية البحرية الأرجنتينية، وهي أكبر مركز اعتقال من بين عشرات مراكز الاعتقال، خلال حكم العسكر.

وبعد ثلاثة أيام من وجودهم في المعتقل، أفرج العسكر عن غالي ومنحها لعائلة والدها، وبقي باقي أفراد الأسر في المعتقل لمدة شهرين، تعرضوا خلالها للتعذيب قبل أن يتم الإلقاء بهم أحياء من طائرة في مياه المحيط الأطلسي الباردة.

واختفى الآلاف من المعتقلين في أيام الأربعاء من كل أسبوع، فيما كان يعرف بـ"رحلات الموت"، ولم تتم استعادة رفاة معظمهم.

وحكاية ماريانيلا غالي ليست استثنائية، فقد قضى 5 آلاف شخص بين أسوار المدرسة الميكانيكية البحرية.

وجاءت هذه المحاكمة بعد أن أرسى الرئيس الأرجنتيني الراحل وزوج الرئيسة الحالية، نيستور كيرتشنر، أسسها بالنظر لاحتضانه قضية حقوق الإنسان في البلاد.

كذلك تعتبر الرئيسة الحالية للأرجنتين، كريستينا فيرنانديز، من أنصار حقوق الإنسان ومن المنادين بضرورة محاكمة ضباط الجيش في تلك الحقبة.

اجمالي القراءات 3077