دراسات فى القرءان .
1-بسم الله الرحمن الرحيم .
ماذا تعنى (بسم الله ) فى القرءان ؟
وردت (بسم الله ) فى القرءان الكريم عشر مرات . إثنتان منها (بسم الله الرحمن الرحيم ) وثمانية ( إسم الله ). فأما( بسم الله الرحمن الرحيم) فجاءت فى بداية سورة الفاتحة ،وفى النمل 30. ففى الفاتحة (بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿١﴾ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٢﴾ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾.
وفى النمل (إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣٠﴾ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣١﴾ .
لو تدبرنا آيات (الفاتحة والنمل ) لو جدنا انهما جاءتا فى سياق الحديث عن الرحمن مالك المُلك، الذى له الحمد رب العالمين، الرحمن القوى الجبار العلى الكبير، الرحيم الذى بيده وحده سبحانه مفاتيح الرحمة وواسع المغفرة .ف(بسم الله الرحمن الرحيم ) هنا جاءت بمعنى الإستعانة بالله والتوكل عليه الرحمن مالك المُلك الرحيم من بيده وحده سبحانه الرحمة (لك فى الدنيا والآخرة ) واسع المغفرة للمؤمنين يوم القيامة . فهل هناك من يملك هذا غيره سبحانه وتعالى ؟؟؟؟ بكل تأكيد لا .فلذلك لابد أن نستعين به وتتوكل عليه ونُقر هذا ونُظهره لقلوبنا وجوارحنا ونتقيه ونخشاه حين ننظق ب( بسم الله الرحمن الرحيم ) ولا يكن ذكرنا لها مجرد ترديد ببغاوات حين نبدأ بقول أو فعل على سبيل التعود أوالإستهلال . وفى حين أن (بسم الله الرحمن الرحيم) تعنى الإستعانة بالله فإنها تختلف عن (بإسم الأُمة ،أو بإسم الشعب ) التى يستهل بها الحُكام والقضاة خُطبهم وأحكامهم القضائية . فهى تعنى عندهم وعند الناس الحديث أو الحُكم (نيابة عن الأُمة ونيابة عن عن الشعب ) ،فهل فى (بسم الله الرحمن الرحيم ) يكون الحديث (نيابة عن الله الرحمن الرحيم ) ؟؟ بكل تأكيد لا وألف لا . لأنه لا يوجد مخلوق يتحدث نيابة عن الله .. صحيح كثير من المشايخ يتصورون أنفسهم يتحدثون نيابة عن الله ،ولكن هذا كذب وإفتراء على الله وسيُحاسبون عليه يوم القيامة حسابا عسيرا .
وكذلك لا ننسى ان طريقة كتابة (بسم الله ) تختلف عن كتابة (بإسم الأُمة أو بإسم الشعب ) ،وهذا لتفرد القرءان العظيم فى كتابته ولإثبات أنه وحى من الرحمن الرحيم وليس كتابا بشريا.
==
وذُكر (اسم الله) ثمانى مرات أُخر فى سياق الحديث عن تشريعات الطعام والشراب والحج والصلاة ،وكٌلها تُذكرنا بقدرة الله ونعمه علينا ، وبها أحل الله لنا ما كان حراما وممنوعا قبل نزولها وتأمرنا أن نستعين بالمولى جل جلاله الذى له الحكم وله الأمر وحده لاشريك له .
(وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها ان ربي لغفور رحيم)
(يسالونك ماذا احل لهم قل احل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما امسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله ان الله سريع الحساب)
(فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ان كنتم باياته مؤمنين)
(ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام فكلوا منها واطعموا البائس الفقير)
(ولا تاكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم وان اطعتموهم انكم لمشركون)
(ولكل امة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام فالهكم اله واحد فله اسلموا وبشر المخبتين)
(والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون)
(الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز)
= الخلاصة =
أن( بسم الله الرحمن الرحيم ) تعنى الإستعانة به والتوكل عليه سبحانه وأنها تختلف فى الكتابة والمعنى عن (بإسم الأُمة أو بإسم الشعب ) فالأخيرة تعنى انك تتحدث نيابة عن الشعب ، ولكن فى (بسم الله الرحمن الرحيم ) فأنت لا تتحدث بإسم الله وإنما تستعين به وتتوكل عليه وتخشاه وتتقيه الرحمن مالك المُلك ومالك يوم الدين ،ومن بيده الرحمة والمغفرة وحده لا شريك له . وأنها لا تعنى الإستفتاح والإستهلال فى القول والعمل كما كُنا نعتقد .