أكابر المجرمين يتصدرون العناوين

آحمد صبحي منصور في الخميس ٣٠ - أبريل - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

أكابر المجرمين يتصدرون العناوين

أولا :

1 ـ السوشيال ميديا إفتتحت عصرا جديدا في تاريخ البشرية ، عصر الناس العاديين الذين لم يكن يأبه بهم الإعلام في القرن العشرين ولم يكن يأبه بهم التأريخ في العصور الوسطى حيث ركّز المؤرخون على تسجيل أفعال أكابر المجرمين ، سواء في الحوليات التاريخية التي تتابع أعمالهم بالحول والسنة ، أو في التأريخ الخاص بالسلاطين والدول والأُسرات الحاكمة.   بل أجبرت السوشيال ميديا القنوات الفضائية على أن تنقل عنها ، تكتب ما يقوله الأشخاص العاديون تعليقا على حدث من الأحداث .

2 ـ  قبل ذلك لم يكن الشخص العادى شيئا مذكورا في كتابات المؤرخين ، إلا إذا وقع ضحية لأكابر المجرمين ، فيضطر المؤرخون أن يذكروه دون التصريح بإسمه . الأمثلة كثيرة في تاريخ السلوك للمقريزى ، وستأتى لاحقا ، ولكن نعطى أمثلة من مؤرخ معاصر للمقريزى ومؤرخ آخر جاء بعده :

3 : في كتابه ( إنباء الغمر بأبناء العمر ) يقول ابن حجر في أحداث سنة 826:( وفي هذه السنة وجد قتيل بقرية فأمسك الوالي أهل تلك البلاد ولا يدري هل القاتل منهم أم لا. فأمر السلطان بقطع أيدي بعضهم وآناف بعضهم وتوسيط بعضهم ). أي بسبب العجز عن معرفة القاتل أمر السلطان برسباى بعقاب من يشك فى ضلوعهم فى الجريمة ، بقطع بعضهم نصفين بالسيف ( التوسيط ) ، وقطع أنوف البعض الآخر ، وأيدى الاخرين ، كيفما اتفق، تحت اسم الشريعة. ومع هذه العقوبات الهائلة فلم يذكر ابن حجر أسماء الضحايا ، ولم يعلق مستنكرا على هذه الشريعة ، وهو أحد أربابها باعتباره قاضيا للقضاة .

4 : وقام المؤرخ القاضي ابن الصيرفى بتسجيل عصر السلطان قايتباى. ابن الصيرفى هو تلميذ لابن حجر ، وكما كتب إبن حجر تاريخه ( إنباء الغُمر بأبناء العُمر ) كتب الصيرفى على منواله كتاب ( إنباء الهصر بأبناء العصر )، وتابع فيه الطريقة المعتادة في عدم ذكر الشخاص العاديين إلا إذا كانوا ضحية لأكابر المجرمين . يقول إبن الصيرفى :

4 / 1 :عن الأمير قانم نعجة ت 873 : ( كان من الأشرار الظلمة ، كثير الفسق والزنا ، وإن سكر عربد ، حتى أنه في بعض سكره عضّ أنف إنسان فأكله ، وأراح الله المسلمين منه ومن ظلمه وشؤمه وآذاه وافتراه ، وجعل الحميم مأواه.). ذكر أحد أكابر المجرمين ، ولم يذكر إسم الضحية .

4 / 2 : في أحداث أول صفر 874": ( وفيه رسم السلطان ــ نصره الله ــ بشنق حرامى وهو مستحق لذلك فإنه سرق فقطعوا يده وأطلقوه فسرق ثانياً فقطعوا أرجله وأطلقوه فسرق ثالثاً فرسم فشنق ، وقطعت يد صغير سرق وهو غير مكلف). ولم يسأل المؤرخ القاضي الصيرفى     عن حالة ذلك اللص المشنوق ، هل كان محتاجاً للسرقة أم لا، وكيف كان يعيش بعد أن قطعوا يده ورجليه. واضح أنه عضّه الجوع فاضطر للسرقة بعد أن فقد ثلاثة من أطرافه ولم تبق له إلا يد واحدة تناول بها ما يسد رمقه فجعلوه، سارقاً وشنقوه،  والذى أمر بشنقه هو السلطان قايتباى كبير أكابر المجرمين الذى كان يسرق الجميع ويبيح له شرعه السّنى قتل ثلث الرعية لاصلاح حال الثلثين ، وبالتالى فمن حقه قتل من يشاء حتى إذا اضطرهم الجوع للسرقة.

ونتوقّف مع قول إبن الصيرفى فى أحداث نفس اليوم : (وقطعت يد صغير سرق وهو غير مكلف.)!! . لم يسأل مؤرخنا القاضى نفسه هل يجوز قطع يد صبي صغير حتى لو سرق ؟ وهل يجوز تطبيق الحدّ على غير المكلّف؟.!!. لم يسأل نفسه شيئاً، واكتفي بالدعاء للسلطان نصره الله.! لماذا لأن هذا المؤرخ القاضي من أكابر المجرمين .

4 / 3 : في أول محرم 875 ( ضرب الأمير اينال الأشقر غلاماً من غلمان أحد المماليك بسبب أنه سرق طائراً "أوزة" وعليقة شعير، فضربه اينال ضرباً مبرحاً ومثل به فجعل في أنفه سهماً مثقوباً وأشهره بالمدينة..). ما هو إسم الغلام ؟ لا نعرف .

4/ 4 :  وفي يوم 28 جمادى الثانية 875 ( وجدوا نصرانياً مذبوحاً بطاحونة بباب البحر ولم يعرف له قاتل.) عرفنا أنه نصرانى ، ولكن لا داعى لذك إسمه .!

4 / 5 : ومن أخبار يوم الاثنين 22 ذى القعدة 875 نقرأ الآتى "وركب السلطان من قلعة الجبل وأظهر أنه متوجه إلى جهة الخانكاة ثم عطف من الجبل وسار إلى أن وصل إلى حلوان وتوجه إلى طرى ( طرة ) ، ووصل إلى مصر القديمة وبولاق واستمر على طوق البحر إلى المنيه (منية السيرج) وشبرا ، فصعد من الجبل واستمر إلى أن وصل إلى القلعة، فوقف له جماعة يشكون من الحراقة التى بقليوب أن المتكلمين عليها يقبضون المسافرين من الفقهاء ويستعملونهم ويضربونهم، فرسم نصره الله بشنق من يفعل ذلك.). فالموظفون كانوا يسلبون المسافرين من الفقهاء والفقراء أى الصوفية ويضربونهم ويستعملونهم أى يستخدمونهم سخرة في قضاء حوائجهم، ولأن المجني عليهم من العلماء والصوفية فقد رفعوا صوتهم ووصلوا به للسلطان، حين تصادف مرور السلطان بهم. ولولا أن تصادف مرور السلطان بهم لظلوا تحت نير السخرة والسلب والضرب . الذى يهمنا هنا أن الخبر هنا عن صغار المماليك فى إحدى المواقع الأمنية  ( نقطة أمنية ) ولم يذكر المؤرخ أسماءهم ، كما لم يذكر أسماء الضحايا. حين يصل أولئك المماليك الى درجة أكابر المجرمين سيتصدرون العناوين.!

4 / 6 :( وفي يوم الثلاثاء أو الأربعاء 10 أو 11 شعبان 876 وجدوا شخصاً مسلوخ الوجه مقطوع الأنف بالقرب من باب الفتوح ولم يعرف له أقارب ولا قاتل وذهب دمه هدراً.)

4 / 7 : يوم السبت 16 ذى القعدة 876 :( ووجدوا قتيلاً بالصحراء فاعتقلوا الخفير المسئول عن "الدرك" وضربه ضرباً مبرحاً بالمقارع.) لا نعرف إسم القتيل ولا إسم الخفير.

4 / 8 في صفر 877 ( غرقت معدّية بنهر النيل ، فيها عدة أنفس من رجال وصبيان ونساء، وغرق فيها شخص من جماعة قاضى القضاة، قطب الدين الخيضرى أعزه الله .)ـ ذكر ابن الصيرفى إسم واحد من أكابر المجرمين وهو قاضى القضاة الخيضرى ، أما بقية الغرقى فلا أسماء لهم حتى لو كان أحدهم من أتباع قاضى القضاة .! هو مجرد ( شخص )

4 / 9 : يوم الاثنين 20 صفر 877 شكوا تاجراً إلى الداودار الكبير يشبك من  مهدي أنه أخذ من التجار بضائع إلى أجل، وحين جاء الأجل رفض أن يدفع ما عليه بسبب ما عليه من ديون، فأمر الداودار بضربه، ولما ذاق الضرب المملوكي: ( صار يصرخ ويقول: ادفع الحق..) فأمر الداودار أن يعمل أجيرا في الحفير ويدفعوا أجرته لمن له في ذمته شيء) من هو ذلك التاجر المفلس ؟ لا نعلم .

4 / 10 : ربيع الأول 877 : يقول الصيرفى : ( وفي هذه الأيام قبضوا على جمع كثير بالقاهرة من المنسين والفلاحين والأرياف وأودعوهم الحديد، ( أى إعتقلوهم بلا ذنب ) وأرسلوهم إلى المقر الأشرفي الأتابكي (أزبك) بسبب ما يعمّره من القناطر بالجيزة ) أى ليعملوا عنده فى مشروع فى منطقة الجيزة . يقول ابن الصيرفى : ( ويصرف لهم أجرتهم وافية، فإن هذا أمر مهم وفيه عمارة البلاد، وكلما زاد البحر أتلف ما صنعوه، ومقصودهم أن يؤسسوا ويبنوا على الأساس فإن الماء كلما بنوا شيئاً قلبه، وغرم السلطان على هذا البناء أموالاً عظيمة، وبلغنى أن في هذا البناء نحو ألفي رجل خارج عن مماليك المقر الأشرف الأتابكي، وفيه نحو مائتى معمار ومهندس. )، وقد احتاجوا للمزيد من الأيدى العاملة فلم يجدوها، ففكروا فى حيلة شيطانية ، يقول مؤرخنا : ( وإنهم احتاجوا مع ذلك إلى الرجال فدبروا حيلة. وسمّروا شخصاً ونادوا عليه ببولاق: " هذا جزاء من يقتل النفس التى حرمها الله "، فاجتمع الخلائق للتفرج عليه وصاروا خلفه ، فقبضوا عليه ورموهم الحديد ، وجهزوهم إلى العمل . فهذه من العجائب. والسلام.).!.هذا المسكين لا نعرف إسمه ، وهو الذى سمّروه ، أى صلبوه بالمسامير على خشبة وطافوا به فى القاهرة بلا ذنب. هذا الضحية لم يستحق عبارة عزاء من القاضي المؤرخ إبن الصيرفى ، سوى أنه قال متعجبا ( فهذه من العجائب. والسلام.).! لماذا ؟ لأن الصيرفى المؤرخ القاضي كان من جُملة أكابر المجرمين .

ثانيا :

1 ـ قبل أن يؤتى بهم الى مصر كان المماليك أطفالا لا أحد يعرفهم خارج بلادهم ، وحتى مع مجىء بعضهم في شبابه طوعا يبيع نفسه مجلوبا الى مصر ( الجلب / الأجلاب ) كانوا أشخاصا عاديين ، وحتى وهم مماليك فالمؤرخون لا يذكرونهم بالإسم إذا كانوا من كبار المجرمين فقط ، إذا قنع أحدهم بوضعه ولم يدخل في دوّامة الترقّى والصراع على السلطة . هذا يستلزم أن يكون المملوك مؤهلا لدرجة أكابر المجرمين ، فيصير أميرا يتصارع مع ( خشداشيته ) أي رفاقه ليبرز من بينهم ، قد يدخل السجن معتقلا ويخرج منه أميرا ، وقد يصير ( بطّالا ) أي على المعاش بعد عُمر مديد في الإجرام إستحق عليه أن يكون من أرباب المعاشات ، وقد يصل بإجرامه الى الدرجة العليا بين الأمراء ، وترتفع حدة الإجرام والتصارع ، والأكثر إجراما بينهم هو الذى يتولى السلطنة . المؤرخون لا يذكرون سوى أصحاب المناصب من أكبر أكابر المجرمين ( السلطان ) الى بقية أتباعه من الأمراء والجناح المدنى من القضاة في مناصبهم الديوانية والدينية . يذكرونهم بالإسم ويتتبعون أخبارهم . أما الضحايا من المستضعفين في الأرض فالأعم الأعظم عدم ذكرهم أصلا خصوصا أهل الريف ، والنادر ذكر بعضهم ــ بدون إسم ــ إذا جاءه ( الشرف ) وتعرض للقتل أو التعذيب ، عندها فقط يتعطّف عليه المؤرخون ، ويذكرون حالته ( دون إسمه ) ضمن أحداث التأريخ لأكابر المجرمين  .

ثالثا

لماذا نقول هذا الكلام ؟

التاريخ يعيش في أحضان الطُّغاة وأكابر المجرمين. هي حقيقة تنطبق على من يسمونهم بالخلفاء الراشدين ومن جاء بعدهم . هم أئمة أكابر المجرمين ، بل هم آلهة في أديان المحمديين ، و المشكلة التي تواجهنا أننا حين نناقش تاريخهم ـ الذى كتبه مؤرخون مؤمنون بهم ـ تنهال علينا اللعنات ، وهذا لا يهمنا . الذى يهمنا أن بعض السطحيين يرى أن الصحابة هم فقط من ذكرهم المؤرخون. هذا ناقشناه من قبل ، ونُعيد التذكير به ، ونقول:

1 ـ هناك فارق بين منهج القصص القرآنى ومنهج التأريخ . لا بد للمؤرخ حين يذكر حدثا تاريخيا أن يحدد الزمان والمكان وأسماء أبطال الحدث . ولكن المؤرخين المحمديين إلتزموا بتحديد الزمان والمكان وأسماء أكابر المجرمين وأعوانهم فقط .

2 ـ منهج القصص القرآنى يركّز على العبرة لأن القرآن الكريم كتاب هداية وليس كتاب تاريخ . لذا لم يأت إهتمام بالمكان أو الزمان أو أسماء الأشخاص . يقول جل وعلا :

2 / 1 : ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) يس ). ليس هنا تحديد للزمان ولا لمكان القرية أو إسمها ، ولا ذكر للرسل الثلاثة .

2 / 2 : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ..)(246) البقرة ). وذكر رب العزة جل وعلا تفاصيل القصة، وليس فيها إسم النبى ولا مكان الأحداث .

2 / 3 : ( قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) البروج  ) ، ليس مذكورا أسماء أكابر المجرمين ولا الضحايا ولا الزمان ولا المكان  ـ

3 ـ بالنسبة لما يُطلق عليهم الصحابة :

3 / 1 : ذكر الله جل وعلا الصحابة المؤمنين بالوصف دون الإسم . قال جل وعلا :

3 / 1 / 1 : ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) المزمل )

3 / 1 / 2 : ( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (9) الحشر )

3 / 1 / 3 : (  مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) الاحزاب )

3 / 1 / 4 : ( لَكِنْ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89) التوبة ).

4 ـ وذكر الله جل وعلا مواقف المنافقين الظاهرين بالوصف؛ ما قالوه وما فعلوه وحتى مشاعرهم ولكن دون ذكر لأسمائهم ، وجاء هذا في سور الحشر والأحزاب والبقرة والنساء وآل عمران والمنافقون والمائدة.

5 ـ وتعرضت سورة التوبة للكثير من التفصيلات ، كانت مسحا لسكان المدينة ومن حولها من الأعراب من حيث درجات الايمان . على سبيل المثال :

5 / 1 :  ( وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمْ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمْ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99) وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102 ) التوبة )

5 / 2 : (  وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106) وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) التوبة )  .

6 ـ كان أخطر المنافقين أولئك الذين مردوا على النفاق ، إلتصقوا بالنبى محمد عليه السلام محافظين على نفاقهم في أعماق أعماقهم ، ثم تولوا الأمر بعده خلفاء، وأظهروا حقيقتهم أكبر أكابر المجرمين . في سلطانهم توارى الصحابة الحقيقيون وابتعدوا عن المشاركة في جرائم الفتوحات لأنهم كانوا متقين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ، قال الله جل وعلا في شأنهم ( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83) القصص )  . الخلفاء الفاسقون من أبى بكر وعمر ومن تلاهم علوا في الأرض إجراما وفسادا ، ففرضوا أنفسهم على التاريخ العالمى ، لأن التاريخ يسجل فقط أعمال أكابر المجرمين ، لا فارق بين أبى بكر الزنديق والسلطان برسباى .!

اجمالي القراءات 4567