أسماء محفوظ أمام مؤتمر "مصر الثورة" بالولايات المتحدة: أرفض تكوين لوبى أمريكى للضغط على مصر.. والإدارة الأمريكية تشترى الحكام للسيطرة على المنطقة العربية.. وليس كل من يتعاون مع واشنطن خائنا وعميلا

الإثنين، 24 أكتوبر 2011 - 16:29

أسماء محفوظ

أكدت أسماء محفوظ الناشطة السياسية، أنها رفضت بقوة الفكرة التى طرحها من يطلقون على أنفسهم "المصريين الأمريكيين" حول وجود لوبى مصرى أمريكى يكون ضاغطاً على مصر، لاتخاذ قرارات فى صالح مصر وأمريكا، قائلة: "هذا الأمر أزعجنى وأزعج جميع الحضور، فكيف لنا بعد ما عانيناه من تدخل أمريكى بشكل سافر فى إدارة أغلب الدول العربية أن نرضى بالأمر الواقع ونحاول أن نكون جزءاً من النظام الأمريكى وأن نصدر القرارات التى فى صالح أمريكا، وهو ما يشبه توهم بعض الناس أن انضمامهم لنظام مبارك السابق سيمكنهم من إصلاحه من الداخل، إلا إنهم وجدو أنفسهم جزءا لا يتجزأ من الفساد".

وأشارت محفوظ خلال جلسة اليوم بمؤتمر "مصر الثورة" الذى يعقد فى واشنطن والذى تدعمه الجالية المصرى بأمريكا، إلى أن الإدارة الأمريكية تعلم جيداً أنه كلما زادت قوة وتقدم الوطن العربى كلما كان ذلك ضد مصالحها، وبالطبع ضد مصلحة وأمن إسرائيل حليفتها، فكيف نرضى ونقبل بالأمر الواقع وهو سيطرة أمريكا على أنظمتنا وخصوصا النظام المصرى ولا نقف ضده بكامل قوتنا.

وتابعت: "أثناء المؤتمر ذكرتهم وذكرت نفسى بواقع أن من قام بالثورة المصرية هو الشعب المصرى، رغم دعم أمريكا لنظام مبارك وبقوة، فشهدائنا قتلوا برصاص أمريكى، واختنقنا بقنابل مسيلة للدموع صنعت فى أمريكا، فكيف بنا آن نأمل بأمريكا خيرا".

وأشارت إلى أن موقفها أزعج بعض الحضور فى المؤتمر، لأنهم توقعوا أن كلامها ضد الشعب الأمريكى، وقالت إنها تعنى بذلك سياسات الإدارة الأمريكية الخارجية.

وأضافت أن الحكومة الأمريكية استخدمت العنف ضد متظاهرى وول ستريت بالرغم من كونهم أمريكان، وأنها ضد النظام والحكومة الأمريكية، وليست ضد الشعب الأمريكى، مشيرة إلى أنها أوضحت أن فكرة أن أمريكا هى مصدر القوة فى العالم، ولابد لنا من التعامل معها والاستفادة منها قدر الإمكان، ليست صحيحة، لكن الحقيقة هى أن أمريكا هى من تحتاج إلى الوطن العربى للاستفادة منه، فمنطقتنا بالنسبة لها منجم ملىء بالثروات والخيرات، ولذلك تسيطر بكل ما تستطيع على حكامنا، وتشترى من تستطيع شرائه بالنفوذ والمال، لأنها تعى جيدا إننا نحن من نمتلك "مصادر" القوة الحقيقية، ولذلك تستخدم كل الأساليب لقتل استيعابنا لتلك المصادر، واستيعابنا لقدراتنا الحقيقية، وهذا كان واضحا عندما اندهشنا جميعا فى ثورة 25 يناير بقدراتنا على فعل المستحيل.

وقالت أسماء: "أكدت فى المؤتمر أنه رغم هذا فليس كل ما يفكر فى أمريكا بأنها القوة والمال والعظمة فى العالم، ولابد من التعامل معها واستغلالها الاستغلال الأمثل، يكونوا خونة وعملاء أو حتى انتهازيين، فهم لديهم طريقتهم الخاصة والبرامجاتية فى التفكير، لكن كنت أتمنى أن أراهم يضغطون على أمريكا من خلال تنظميهم لمظاهرات ضد السياسة الأمريكية أو على الأقل الانضمام لمظاهرات مثل وول ستريت، ومساندة كل من ضد هذه السياسة، فنحن لنا أن نفتخر بشعبنا وقدراته، لكون النضال المصرى والثورة المصرية، علم يدرس الآن فى جميع أنحاء العالم وهذا فخر لنا.. وكان أعظم هتاف فى الميدان ارفع راسك فوق أنت مصرى".

واستطردت: "لقد أشرت إلى أنه يجب أن نتعامل مع الحكومة الأمريكية من هذا المنطلق، فنحن المصريون لا يجب أن نتعامل معهم من منطلق الضعفاء بل العكس تماما، نحن الأقوى، ويجب أن نعى جيدا قوتنا الحقيقية وأتمنى أن نتذكر دائما أن من صنع الثورة المصرية هو الشعب المصرى القادر أيضا على تكوين حكومة ليست حليفة لأمريكا.. فمصر أم الدنيا تستحق أن تحرر من هذا الاحتلال".