نشرت حلقات متواصلة فى موضوع ( لكل نفس بشرية جسدان ) ، ولم تكتمل بعدُ ، لأن أهم ما فيها هوحلقات عن معنى النفس والقلب.الخ .. وأرجو من الله جل وعلا أن يُيسّر لى إكمالها لتكون كالعادة كتابا مكتملا منشورا فى الموقع.
وبسرعة أقول :
1 ـ النفس هى الفؤاد والقلب ، أى الكائن الذى يسيطر على الجسد ويسعى به فى الأرض يعمل الصالحات أو السيئات ، يؤمن أو يكفر. وفى النهاية يفارق جسده بالموت ويأتى يوم القيامة يحمل جسدا جديدا هو عمله ، فإن كان عمله صالحا فيكون عمله أساس نعيمه فى الدنيا ، وإن كان عمله سيئا يكون أساس عذابه فى النار.
2 ــ للنفس مستويات : فى البداية فإن الله جل وعلا خلق وسوّى النفس البشرية على أساس الفجور والتقوى ، وقد أفلح من زكاها وقد خاب من دسّاها ،( الشمس 7 : 10 ) دسّاها أى أخفى وغطّى فطرتها السليمة بالكفر والعصيان. أى لدينا مستويات ثلاث للنفس : الفطرة المخلوقة فيها ( التقوى ) وهى ( النفس اللوامة ) ( القيامة 2 ) والهوى الذى يجعلها تنصاع للغرائز البشرية ، أو الفجوروهى ( النفس الأمارة بالسوء )( يوسف 53 ) . وإذا اتبع الفرد التقوى قويت فيه النفس اللوامة وتكونت لديه إرادة قوية تجعله ينهى النفس عن الهوى ، ويستحق بذلك دخول الجنة : ( النازعات 40 ).
وأضرب مثلا شخصيا :
تنهال علىّ اللعنات والاتهامات بكل ما فى قواميس اللسان العرب من شتائم وسباب وتكفير وتخوين ، ليس فقط فى مواقع الخصوم بل رسائلهم تأتى لى مباشرة على موقع ( أهل القرآن ) وبعضهم يتسلل الى موقعنا ليدمره و ليلعننا فى بيتنا. أحيانا أصفح واعفو ، وأحيانا أردّ بما تيسر. وفى كل الأحوال فإن النفس الأمارة بالسوء فى داخلى كانت ـ ولا تزال ـ تزيّن لى أن أستعمل مهارتى فى الاسلوب الساخر وأكتب ردودا ( أنكح ) فيها خصومى وأوجعهم بسخريتى السوداء . ثم أتراجع بسبب النفس اللوامة ، وأصفح أو أرد بهدوء ما استطعت .
الثقافة البشرية تسمى النفس اللوامة بالضمير . والعلم الحديث يسمىى النفس اللوامة ب ( الأنا العليا ).