المتهمون بتفجيرات الرياض بالسعودية : المشايخ أفتونا بحرمة الفضائيات ثم أصبحوا نجوما فيها يتقاضون الملايين
- أحد المتهمين: لسنا خوارج ولا تكفيريين.. وكنت أعتقد أن ولي الأمر هو والدي وليس الحاكم
الرياض – أبو زيد عبد الفتاح :
أجمع عدد من المتهمين بالانتماء للخلية الإرهابية المعروفة بـ”خلية الدندني” التي نفذت جريمة الاعتداء على ثلاثة مجمعات سكنية في مدينة الرياض يوم 12/3/1424،على أن التسجيلات المتطرفة لبعض المشايخ كان لها دور كبير أثناء بحثهم عن الجهاد، إضافة إلى فتاوى بعض المشايخ.
وقال أحدهم إنه كان يتفاخر عند مشاهدة مجاهد في وقت من الأوقات، مشيرا إلى أن المجتمع بالغ في مدحهم، فيما كان كثير من المشايخ يؤكدون أن الجهاد فرض عين، ويحرمون مشاهدة الفضائيات بينما الآن أصبحوا نجوما فيها، ويتقاضون ملايين الريالات.
بينما قال أحد المتهمين “لسنا بخوارج ولا تكفيريين”، منتقدا أحد المشايخ الذي أبدى رأيه في أسامه بن لادن حين قال إنه أخطأ قليلا، وأصاب كثيرا، متسائلا عن سبب عدم محاكمته.
وأضاف: أن أحد المشايخ أفتاه بجواز حلق ذقنه، وأن يسافر من إيران أو سورية إلى أفغانستان، مؤكدا أنه لم يكن يعرف ولي الأمر، وكان يظن أن ولي أمره يقصد به والده.
جاء ذلك أثناء مواصلة المحكمة الجزائية المتخصصة صباح أمس الإثنين الاستماع إلى دفاع المتهمين السادس، والسابع، والثامن، والتاسع، والعاشر في القضية المرفوعة من الادعاء العام على 85 متهما.
ووافقت المحكمة على طلب المتهم السادس بمنحة مهلة إضافية لتقديم رده على التهم المنسوبة إليه وتوكيل محام له.
كما وافقت على طلب المتهم الثامن بتأجيل الاستماع إلى رده حتى حضور محاميه الذي تم تكليفه من قبله، ولم يحضر هذه الجلسة. وتلا المتهم السابع رده المكتوب والذي استغرق وقتا طويلا، رفعت الجلسة خلاله لأداء صلاة الظهر ثم عاود ترافعه عن نفسه، مؤكدا أنه أخطأ ولكنه كان صغيراً، حينما اجتمع مع من كان ظاهرهم الصلاح ولم يعرف ما يخططون له.
ونفى ما تم توجيهه إليه من الادعاء العام من اجتماعه مع إرهابيين في شقة لأنه لا يعرف عنهم شيئا.
إلى ذلك، أنكر محامي الدفاع الموكل عن متهمين من خلية “الدندني” أمس ما ذكره المتهم الأول في القضية نفسها في جلسة سابقة بمبايعته لأيمن الظواهري. ولفت المحامي إلى أن خلفية المتهم العلمية سطحية وأنه لا يمثل إلا نفسه، مؤكدا أن موكليه يجددون الولاء لولاة الأمر. وطلب المحامي إطلاق سراحهم بالكفالة الحضورية بضمان إقامتهم. وتلا محامي المتهمين التاسع والعاشر ردهما على التهم الموجهة إليهما، مؤكدا إنكار المتهم “التاسع” ما أقر به. وذكر المحامي أنه لا يوجد ما يثبت التهم الموجهة إلى موكله المتهم “التاسع”، وأن ما يثبت هو فعل الإجرام. أما هروبه من الشقة عند مداهمتها، فقد كان بسبب الخوف وصغر السن مؤكدا أنه لم يشترك في إطلاق النار.
كما أنكر المتهم “التاسع” تهمة غسيل الأموال، مشيرا إلى أن اتهامه بالسفر إلى العراق وأفغانستان لا يعني أن كل من ذهب إلى الدولتين يعتبر إرهابيا، وأنه ليس كل من تدرب في أفغانستان يتبع للقاعدة، لأن التنظيم هو الذي يختار الأفراد وليس هم من يختارون الانخراط فيه، مطالبا بالتمييز في ذلك، ومبررا بأن ما دفعه إلى ذلك هو الفتاوى، داعياً إلى معاقبة الذين ضللوهم، وأفتوهم بالسفر إلى الخارج والقتال.
وذكر محامي المتهمين “التاسع” و”العاشر” أن المتهم العاشر لم يسافر إلى الشيشان أو إلى أي بلد خارج المملكة وأنه ليس لديه جواز سفر. أما بالنسبة لإطلاق النار على رجال الأمن فقد ذكر المتهم العاشر أنه كان صغيراً أثناء مداهمة رجال الأمن للشقة التي اجتمعوا فيها، وأنه لم يشارك في الرد بإطلاق النار، واعترف بمشاركته في سلب سيارة من مواطن مع أحد المتهمين بقصد الهروب بها من الموقف.
وفيما يخص اتهامه بالاشتراك في تفجير حي سكني بالرياض، اعترف المتهم العاشر باستئجاره الشقة التي آوت الإرهابيين مبررا ذلك بأنه كان صغيراً ولم يعرف أن رئيس الخلية مطلوب أمنياً، منكرا اشتراكه في التفجير. وادعى أنه دُعي إلى جلسة في الثمامة ولم يعرف أي شخص من الذين حضروا إليها، ولم يعرف أيضاً أن الكيس الذي أعطي له فيه قنبلة ومسدس وأنه لم يفتحه حتى يعرف ما فيه. ونفى تسريبه لأي معلومة عن طريق والدته التي سمح لها بزيارته في السجن.
وعن تلفظه على رجال الأمن في السجن، أوضح أن ذلك حدث ولكن دون وعي منه، مطالبا في ختام رده بالعفو عنه كونه سلم نفسه.
أما أحد المتهمين “كان يعمل في إحدى المحاكم الشرعية” وترافع عن نفسه، فاعتذر في بداية رده عما وصفها بالشدة فيه، وذكر أنه كان يظن أن تنظيم القاعدة من صناعة الإعلام، مؤكدا أنه حديث عهد بالالتزام قبل الحادث بسنة، واستبعد سماعه بحادثة المجمعات السكنية إلا في السجن، وكذلك إجازة قتل رجال الأمن، مؤكدا أنه لا يجرؤ على الفتوى.