أعلن عالم سعودي في المدينة المنورة تراجعه عن فتوى تكفير الداعية المصري المعروف عمرو خالد والتي كان قد أصدرها في وقت سابق.
وأكد الشيخ عبيدالله الجابري المدرس السابق بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة أنه كان قد كفر بالفعل عمرو خالد قبل عدة شهور خلال محاضرة في جامع "الأميرة حصة" بمدينة جدة (غرب المملكة العربية السعودية) حينما بلغه أنه لا يعتبر ابليس كافرا، لكنه تراجع عن ذلك بعد أن اكتشف أنه "جاهل فيلسوف".
جاء ذلك في رسالة تلقيتها منه بالبريد الالكتروني ردا على استفسار أرسلته إليه في 28 يناير الماضي، حول حقيقة تسجيل صوتي على بعض المواقع السلفية منسوب له يكفر فيه الداعية عمرو خالد، وأسباب صدور هذه الفتوى والأدلة المتيقنة التي استند عليها ليكفره باسمه الصريح.
وقال الشيخ عبيد الجابري في اجابته التي رد بها بعد ما يقرب من شهرين "صدر مني تكفير عمرو خالد المصري بعينه حين بلغني قوله إن ابليس لم يكفر حين قال (خلقتني من نار وخلقته من طين).
وكان ذلك الحكم مني على الرجل في عام 1427 هـ جوابا على سؤال في هذا الخصوص وكنت أنا ذاك في جدة، وفي دورة الامام محمد بن ابراهيم آل الشيخ في جامع الأميرة حصة، ثم بد لي الرجوع عن ذلك لأن الرجل جاهل فيلسوف".
وكانت بعض المواقع السلفية على الانترنت بثت تسجيلا صوتيا لفتوى الشيخ الجابري أرجعتها إلى 27 سبتمبر من العام الماضي، مجيبا على سؤال نصه "هل صحيح أنكم قدمتم جرحا مفسرا على تكفير عمرو خالد المصري؟.
وأجاب "نعم الرجل صرح بأن ابليس كفر، وكذلك حدثني الأخ صالح بن محمد بن عثمان اليمني البحريني بأن الرجل يفسر الاسلام بقوله: الاسلام أنك تعبد الله بالذي تعوزه (تحتاجه).. هذا كفر، فالرجل كافر عندنا".
من هو الجابري؟
والشيخ عبيدالله بن عبدالله الجابري من العلماء المعروفين في المدينة المنورة ولدى كثير من السلفيين في المملكة العربية السعودية والخليج وفي بعض الدول العربية مثل مصر، وله تلاميذ يبثون مقاطع صوتية له على الانترنت من فتاويه ومحاضراته.
وقام بالتدريس في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة لمدة 13 عاما نال خلالها الماجستير في التفسير، وله عدة مؤلفات وأشرطة. وكان قد تخرج من الجامعة نفسها بدرجة امتياز ثم عمل لعدة سنوات اماما لأحد مساجد المدينة.
جدير بالذكر أن مواقع سلفية على الانترنت تقوم منذ فترة بحملة ضد الداعية عمرو خالد، وقد بثت مؤخرا تسجيلا منسوبا للعالم السعودي الشيخ صالح اللحيدان حول نفس القول الذي جعل الشيخ الجابري يصدر فتوى بتكفيره.
ونص السؤال الموجه إلى الشيخ اللحيدان على أن "أحد الوعاظ في القنوات الفضائية يقول إن ابليس لم يكفر بالله وأن الأخلاق أفضل من الصلاة والصيام والحج والدعاء.
ويقول في حديث النبي عليه الصلاة و السلام النساء ناقصات عقل ودين، إن الرسول يمزح معهم وهذا الرجل يدعى عمرو خالد فما ردكم على ذالك".
الخروج من الملة
وخلت اجابة اللحيدان في محاضرته بعنوان "التحذير من الفخر بالأحساب والطعن بالأنساب بتاريخ الخميس 14-2-1429 هـ بجامع الأمير تركي بن عبدالله في الرياض من ذكر اسم عمرو خالد صراحة ومن تكفيره، لكنه أشار إلى أنه يخشى عليه الخروج من الملة.
وقال "في هذا الزمن كثرت الطلعات الخبيثة واتخاذ منابر فاسدة، وتسور الى الدخول في منابر الخير دعاة ضلال، فهؤلاء لا يوصفون بأنهم دعاة إلا إذا قيل انهم دعاة فساد وفجور وظلم وعدوان".
وأضاف "من استهان بأمر الدين أو حمل شيئا من نصوص الشارع صلى الله عليه وسلم على غير ما قصد وغير ما يعرفه أهل الاسلام فهذا يخشى أن يخرج من الملة نهائيا نسأل الله العافية".
وفي العادة يمتنع الداعية المصري عمرو خالد عن الخوض في حملات منتقديه أو فتاوى تكفيره، وهو يقول أيضا إنه لا يصدر فتاوى وليس متخصصا فيها.
وكان قد اختارته مجلة "تايم" الأمريكية ضمن 100 شخصية مؤثرة على الصعيد السياسي في العالم لعام 2007.
وقالت حينها في تبرير ذلك إن "عمرو خالد ليس اسما مألوفا في الغرب، ولكن بالنسبة لقطاع من العالم الإسلامي فإن المصري البالغ من العمر 39 عاما هو نجم ساطع".
ووصفته بأنه صوت مهم للاعتدال في العالم الإسلامي، ولفتت المجلة إلى أن نموذج "صناع الحياة" لعمرو خالد، وقالت إنه شجع المسلمين على تنفيذ خطط عملية من أجل تغيير حياتهم ومجتمعاتهم من خلال الإسلام، كما شجعهم أيضا على الانسجام بسلام مع الغرب.
عمرو خالد: يريدون عرقلتي
ومؤخرا نفى عمرو خالد ما جاء في تقرير نشرته مجلة فوربس بأنه أكبر الدعاة الإسلاميين دخلا بـ2.5 مليون دولار سنويا.
وقال إن هذا الرقم غير صحيح لأنه يمثل قيمة الإعلانات التي حصلت عليها جهات الإنتاج والقنوات الفضائية من برامجه.
وأضاف أنه سعيد بأن دخل الإعلانات نتيجة إذاعة برامجه يصل إلى 2،5 مليون دولار، فهو شهادة نجاح لبرامج الإيمان والتقوى، وأن الأمر يدعو للفخر والاعتزاز، لكن ما يضايقه هو وجود جهة لا عمل لها إلا محاولة تشويه صورة عمرو خالد، بداية من عام 2002 إلى الآن.
واعتبر نفسه في سباق للخيل، وأن من يريد عرقلته يجري في موازاته، ويلقي الحجارة أمامه، وأنه كلما ركز تفكيره معه فإنه سيعوقه عن استكمال المسيرة.
وقال إنه يفضل عدم الرد على من وصفهم بمعدومي الضمائر، لأنه يعمل من أجل الله وهو كفيل بحمايته (لن أرد إلا في مناطق محددة وبكلام بسيط، كي أوضح فقط للمحبين الحقيقيين، بعيدا عن الدخول في مهاترات مع من لا عمل لهم سوى محاولة عرقلة عمرو خالد، لكن الله لهم بالمرصاد".