ضرورة انتاج ميثاق اكادير جديد للحركة الامازيغية في مغرب 2020

مهدي مالك في الثلاثاء ٠٤ - فبراير - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 
ضرورة انتاج ميثاق اكادير جديد للحركة الامازيغية في مغرب 2020
مقدمة متواضعة 
لقد اعلن الدكتور محمد حنداين رئيس كونفدالية الجمعيات الامازيغية بالجنوب عن اجتماع وطني للحركة الامازيغية في مدينة اكادير قريبا بغية تدارس امكانية انتاج ميثاق اكادير جديد لحركتنا الامازيغية حيث انني اساند هذه الفكرة المنيرة باعتباري صاحب الاتجاه الامازيغي الاسلامي بكل التواضع و باعتباري مناضل امازيغي بالقلم فقط لانني انسان معاق لا استطيع المشي او النطق .
لكن السؤال المطروح لماذا نحتاج الى ميثاق اكادير جديد ؟
و الجواب في اعتقادي هو ان ميثاق اكادير القديم و الموقع في صيف سنة 1991 كان صالحا لذلك الزمان لان كانت الحركة الامازيغية ذات التوجه الثقافي الضعيف للغاية تماشيا مع عهد الراحل الحسن الثاني حيث كان هذا التوجه يطالب بمطالب ثقافية صرفة من قبيل الاعتراف بالامازيغية كلغة وطنية في الدستور و من قبيل اخراج معهد الدراسات الامازيغية الخ من هذه المطالب الثقافية اي انها لا تشمل تمزيغ الشان الديني مثلا او رد الاعتبار لاسلامنا الامازيغي او رد الاعتبار للعرف الامازيغي الخ من هذه الامور المستحيلة وقتها بحكم سيادة ما اسميه الان بايديولوجية الظهير البربري بشكل رهيب على مختلف مناحي الحياة العامة .
صحيح انني لم اعاصر فترة ميثاق اكادير القديم سنة 1991 لانني كنت وقتها مازلت طفل صغير لكنني اعرف الان ان هذا الميثاق كان ثمرة مجهود عظيم للحركة الثقافية الامازيغية.
لكنني استعملت مصطلح التوجه الثقافي الضعيف للغاية للاظهار ان هذا التوجه ظل يتحمل مسؤوليته التاريخية في تدبير ملف الامازيغية منذ ما قبل خطاب العرش لسنة 2001 الى الان بكل الوضوح و المسؤولية لان الفاعل الامازيغي وقتها عندما ذهب الى السلطات العليا طرح القضية الامازيغية كمسالة ثقافية ضيقة كما في مطالب ميثاق اكادير القديم و مطالب بيان الاستاذ محمد شفيق من اجل امازيغية المغرب الصادر بتاريخ فاتح مارس 2000 حيث يتضمن على مطالب جوهرية لم تحقق الى الان مثل تنمية المناطق المحافظة على امازيغيتها كما اسميها  و مثل اعادة كتابة تاريخ المغرب اطلاقا .
 ان هذا التوجه ظل يدور فقط في فلك الفلكلور الامازيغي الموجود في الجبال و دعم الانشطة السطحية لصالح الامازيغية كما يقال دون اي ثاتير على حياتنا الدينية او السياسية و التنموية على الاطلاق بمعنى ان هذا التوجه ظل يخاطب محيطنا النخبوي الامازيغي و يتجاهل عامة الشعب و نخبتنا الدينية الرسمية..
انني استحضر هنا عندما خرج كتاب ترجمة معاني كتاب الله تعالى الى اللغة الامازيغية سنة 2004 لم يصدر اي تعليق من طرف وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية او من طرف وسائل الاعلام الرسمية او من طرف المعهد الملكي للثقافة الامازيغية الخ بمعنى ان هذا التوجه الضعيف لم يحاول اصلاح الامور بل تركها على حالها حتى يومنا هذا بكل بساطة  ..
و في حين يتعظم نفوذ تيارات الاسلام السياسي داخل مجتمعنا منذ سنة 2011 الى الان بدعم غير معلن من طرف المخزن التقليدي بهدف تحطيم القضية الامازيغية بشموليتها و تشويه سمعة رموزها من اعلى منابر الجمعة و ايهام مجتمعنا انها ضد الدين الاسلامي حيث اتساءل هنا ماذا فعل الاستاذ عصيد ليستحق كل هذا العداء و هذا التكفير ؟
انني اعتقد ان الاستاذ عصيد لم يفعل شيئا ضد الاسلام في بلادنا على الاطلاق بل يرى ضرورة انتاج فقه جديد ليعيش الاسلام  لقرون عديدة باعتباره حمي الدولة المدنية المنشودة من طرفنا اي ان اغلب تيارات الاسلام السياسي تعارض هذا المسعى النبيل بصفتها مازالت حالمة بعودة ما يسمى بالخلافة الاسلامية كابشع نظام عرفته الانسانية .
و في حين يتعاظم نفوذ تيارات الاسلام السياسي داخل مجتمعنا يوم بعد يوم حيث ان هذا المد الدخيل قد وجد مساندة كبيرة من طرف الدولة عبر وزارة الاوفاق و الشؤون الاسلامية منذ 40 سنة من وهابية الاسلام الرسمي بصريح العبارة صدقوا او لا تصدقوا ..
ان اسلامنا الامازيغي قد اقبر منذ سنة 1956 رسميا بالغاء العرف الامازيغي و تبني المخزن لايديولوجية الظهير البربري كارضية لتدبير حقلنا الديني الرسمي كما شرحته طويلا في مقالاتي و كتابي الذي ظل حبيس حاسوبي .
اننا نشعر الان ان القضية الامازيغية بشموليتها رجعت كثيرا الى الوراء حتى اعتقدنا اننا مازلنا نعيش في سنة 1980 اي تاريخ انطلاق ندوات جمعية الجامعة الصيفية.
ان سبب هذا الاعتقاد راجع الى ان الحكومة الحالية برئاسة ابن اعماق جبال سوس تريد الغاء المههد الملكي للثقافة الامازيغية من اجل تقوية معهد التعريب و من يدري قد تفكر رموز التيار الاسلامي كما يسمى في مطالبة الدولة بانشاء معهدا لاسلمة الحياة العامة حيث كل شيء ممكن مع هؤلاء القوم....
        الى صلب الموضوع
اذن ان شرعية انتاج ميثاق اكادير جديد متوفرة بالقوى اليوم حيث ان الحركة الامازيغية امامها تحديات كبرى و ملفات ساخنة من قبيل ملف معتقلي حراك الريف و من قبيل ملف النموذج التنموي و من قبيل ملف تفعيل ترسيم الهوية الامازيغية على جميع مناحي الحياة العامة و من قبيل ملف استرجاع اسلامنا الامازيغي الوسطي و  المتعدل بكل وضوح و مسؤولية ادا اردنا فعلا امازيغية الدولة و المجتمع معا .
ان ميثاق اكادير الجديد في اعتقادي المتواضع عليه ان يطالب بمطالب سياسية واضحة ل 30 سنة قادمة لان الحركة الامازيغية اصبحت حركة سياسية دون حزب سياسي حتى اشعار اخر حيث انسحبت من لجنة حزب تامونت للحريات التحضيرية منذ الصيف الماضي لعدم الوضوح و  التواصل معي كمعاق جالس امام الحاسوب الخ من هذه الاسباب .
ان غياب حزب سياسي امازيغي لا يمنع من انتاج ميثاق سياسي للحركة الامازيغية اليوم اكثر من اي وقت مضى لاننا نعيش في زمن التراجعات المؤلمة للملف الامازيغي بشموليته منذ سنة 2011 الى الان بفضل التحالف السري بين المخزن التقليدي و الاسلاميين لتحطيم الهوية الامازيغية بشموليتها حيث كيف نفسر ظهور فقهاء الاسلام السياسي على مواقع التواصل الاجتماعي بالامازيغية لتخريب الوعي العام لدى امازيغي سوس تجاه امازيغيتهم و تجاه اسلام الاجداد.    
و خلاصة القول ان هذه هي افكاري المتواضعة اطرحها للنقاش داخل الحركة الامازيغية ....
المهدي مالك
اجمالي القراءات 3148