آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ٠١ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
قلنا ونؤكد أننا مع المستضعفين فى الأرض من كل جنس ولون ودين ولسان . وأننا ضد المستبدين فى الأرض من كل ملة ومذهب ، لا فارق بين هتلر وآل سعود والخلفاء والسلاطين وعبد الناصر وماو تسى تونج وكاسترو وستالين وصدام والقذافى ومبارك وبن على والسيسى .
لعبد الناصر إيجابيات لا سبيل لإنكارها ولكنه أضاعها كلها بالاستبداد . ويظل عبد الناصر زعيما تاريخيا عالميا وأفضل من جاء بعده من رؤساء مصر .
ولكن الاستبداد يُحبط أعمال المستبد .
كل مستبد له حسنات ، حتى لو كان حسنى مبارك . ولكن الاستبداد يدمر هذه الحسنات .
الاستبداد هو تأليه للفرد الحاكم ، يجعله غير مُساءل عما يفعل ، والله جل وعلا وحده هو الذى لا يُسأل عما يفعل ، وما عداهم فهم أمامه جل وعلا مُساءلون ، وهم ايضا فى أى دولة ديمقراطية ـ مُساءلون .
ولأن الاستبداد إشراك بالله جل وعلا ، ولأن الشرك يحبط العمل الصالح فى الآخرة فكذلك الاستبداد السياسى يدمر اصلاحات المستبد فى الدنيا مهما بلغت .
مهما بلغت إصلاحات المستبد فهى تسقط أمام جريمة التعذيب التى يلجأ اليها كل مستبد ليقهر الناس ويُدخلها فى حظيرة طاعته . تعذيب فرد برىء لمجرد أنه يمارس حقه السياسى وحريته الفكرية والدينية ــ خطيئة كبرى تطيح بكل إنجازات المستبد ، مهما بلغت . لقد كرّم رب العزة بنى آدم وفضّلهم على كثير مما خلق تفضيلا ، مع عصيانهم وكفرهم ، فكيف لفرد من البشر أن يُذلّ شعبا من بنى آدم ليركبهم رغم أنوفهم .!!. مهما فعل لهم من إصلاح فهذا لا يشفع له أن يقهرهم ويمتطى ظهورهم ، وهو مثله مثل أى فرد فيهم ( مخلوق من ماء مهين ).
عبد الناصر سنّ التعذيب وجعله منهجا فى التعامل مع المواطنين المصريين . وسار على هذه السُّنّة الاجرامية خلفاؤه من السادات الى السيسى ، واصبحت مهمة الشرطة ليس خدمة الشعب ولكن تعذيب الشعب .