كيف نشهد بوحدانية الله سبحانه في الصلاة؟
عزمت بسم الله،
بعض الناس الذين يعقلون يتساءلون عن كيفية التشهد في الصلاة، لأن التشهد الموروث فيه ما يجب إعادة النظر فيه، لأنها لا تخلوا من ذكر غير الله تعالى في الصلاة، مثل ذكر الشهادة بالرسول دون غيره من الرسل، بينما أمرنا أن لا نفرق بين أحد من رسله ونؤمن بهم جميعا. قال رسول الله عن الروح عن ربه: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. البقرة 285. كما لا تخلوا التشهد الموروثة من ذكر بغض ما نسب إلى الرسول خارج الوحي مثل التعوذ من عذاب القبر، ومن فتنة المسيح الدجال وغير ذلك مما لم ينزل الله على رسوله في القرآن، لا نجد في القرآن ذكر لعذاب القبر، ولا للمسيح الدجال إلا عن طريق ما نسب إلى الرسول من الروايات المختلفة الخارجة عن الوحي، لأن الوحي المنزل على الرسول هو ما بين دفتي الكتاب ( القرآن) لا غير. قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهِ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ. الأنعام 19.
إن المستمسك بالقرآن يجد فيه أن الله تعالى شهد على نفسه على وحدانيته تعالى وشهد على ذلك الملائكة وأولو العلم أنه سبحانه قائما بالقسط وأن لا إله إلا هو العزيز الحكيم. هذا هو التشهد الذي ينبغي أن يقال في الصلاة. شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. آل عمران 18. وبعد ذلك يمكن للعبد أن يدعو الله تعالى بما يشاء من القرآن، ولنا في ذلك مثل زكريا عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، حيث دعا ربه وهو قائم يصلي فقال: هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء * فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ. آل عمران 39.
بعد التشهد بوحدانية الله تعالى يدعو الإنسان بما يشاء فيقول مثلا:
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ.
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ.
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ.
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا.
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ.
لقد حذرنا الله أن ندعو إلها آخر مع الله تعالى فقال:
وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(88). القصص.
فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنْ الْمُعَذَّبِينَ(213). الشعراء.
وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ(117). المؤمنون.
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى ، وكل عام جديد وأنتم الصحة الهناء الطمأنينة والسعادة في الدارين بإذن الله تعالى.