سياقات القصص القرآني فى الإخبار عن المستقبل:(عن اليهود والنصارى : إلى يوم القيامة ).!!

آحمد صبحي منصور في الأحد ١٥ - ديسمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

سياقات القصص القرآني فى الإخبار عن المستقبل:(عن اليهود والنصارى : إلى يوم القيامة ).!!

من الفصل التمهيدى : لمحة عامة : ( بين أحسن القصص والروايات التاريخية )

   من ب 1 القصص القرآنى :

من  ج 2  : ( الجزء المضاف لكتاب : البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية )

سياقات القصص القرآني فى الإخبار عن المستقبل :( عن اليهود والنصارى:إلى يوم القيامة ).!!

نقصد بالسياقات الطرق والوسائل التى يأتى من خلالها إخبار عن مستقبل سيحدث.ومنه ما جاء فى القرآن الكريم عن أحداث ستقع بعده ( إلى يوم القيامة )

أولا : عن الاسرائيليين واليهود

1 ـ عاش المصريون والعرب ضحايا غسيل مُخ صنعه المستبد العسكرى ، عزّزها تعصّب دينى متوارث من عصور الخلفاء ضد أهل الكتاب والإسرائيليين خصوصا . هذا كله مخالف للقرآن الكريم الذى إتخذه المحمديون مهجورا .

2 ـ منذ يومين زارنى صديق فلسطينى ، أستاذ جامعى ، عمل فى أمريكا حوالى ثلاثين عاما ، بعد المعاش رأى أن يرجع لقريته فى الضفة الغربية حيث عائلته وبيت والده ومزرعة زيتون . أراد أن يقضى مع زوجته الفلسطينية وولديه بقية العمر هناك . أقام بيتا حديثا ، وأنشأ مدرسة فى قريته . لم يستطع التأقلم هناك فعاد الى أمريكا . قال لى إن أهل قريته إعتبروه غريبا عنهم وأشعروه بغربته بينهم وهو الذى جاء اليهم مشتاقا ، وكيف أن الوضع إختلف عن أمريكا حيث تعامل معه الأمريكيون بمودة حين جاء مهاجرا .

قلت له إننى لاحظت فى زيارتى الى نابلس من عامين تقريبا أن مستوى المعيشة هناك أعلى من مستوى المعيشة فى مصر ، بسبب عدم وجود بيروقراطية حكومية تتدخل فى كل شىء وتعرقل وترتشى . فوجئت بقوله إن الأهم هو أن الشباب الفلسطينى يعمل فى إسرائيل ويحصل على أجور عالية ، ويتلقون فيها معاملة طيبة . قلت : وماذا عما يحدث فى غزة ؟. قال إن ( الأمن ) هو عُقدة الاسرائيليين ، وهم يحتاجون الى عمالة فلسطينية مسالمة ، وهذا هو السبب فى الرواج الإقتصادى فى الضفة . وقال إنه فى الوقت الذى تتضخم فيه أرصدة خالد مشعل وإسماعيل هنية من بلايين الدولارات فإن معاناة أهل غزة تزداد ، حيث يتخذهم حكام غزة رهائن ، يطلقون على اسرائيل بعض الصواريخ فترد إسرائيل بصواريخ دقيقة تتوجه للهدف حتى لا تصيب أبرياء . وفى أحيان كثيرة يسقط أبرياء ، وهذا ما يريده زعماء غزّة ، أن يستغلوا هذا إعلاميا ضد إسرائيل ، وماليا فى تعويضات من العرب يضعونها فى حساباتهم . وقال إن موقع غزة يؤهلها أن تكون أثرى منطقة عربية على البحر المتوسط لو عاشت فى سلام مع إسرائيل .

 3 ـ  كتبنا كثيرا فى أن :

3 / 1 : عمر بن الخطاب هو الذى أجلى أهل الكتاب من الجزيرة العربية ومنعهم من الحج وفق ما توارثوه من ملة ابراهيم .

3 / 2 : ليس كل أهل الكتاب كفرة بل منهم السابقون ومنهم أُمّة قائمة ، ومنهم مقتصدون معتدلون ومنهم فاسقون ( آل عمران 110 : 115 ، 199، النساء  159 : 162، القصص  52 : 55) وهو نفس التقسيم الثلاثى لأهل القرآن ( فاطر 32) ونفس التقسيم تقريبا للصحابة حول خاتم النبيين عليهم جميعا السلام ( التوبة 100 : 106   )، ثم هو نفس التقسيم للبشر عند الموت وفى يوم القيامة ( الواقعة  83 : ـ  ،  7 : ـ  ).

3 / 3 : وحتى من عاش مع موسى عليه السلام كان منهم من عبد العجل كما كان منهم أئمة فى الايمان ، قال جل وعلا  عنهم :

3 / 3 / 1 : (  وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿القصص: ٥﴾

3 / 3 / 2 :   (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ ۖ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿٢٣  وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴿السجدة: ٢٤﴾

4 ـ مع وجود السابقين والمقتصدين فإن رب العزة أطلق على العُصاة من بنى إسرائيل إسم ( اليهود ) . فاليهود ليسوا كل الإسرائيليين ، هم العُصاة منهم فقط . الذى حدث من عصر عمر بن الخطاب هو تعميم مصطلح ( اليهود ) ليشمل كل الإسرائيليين ، مع تجاهل الآيات القرآنية التى تحدثت عن المتقين من بنى إسرائيل ، وتفضيل رب العزة لهم على العالمين ، وأن قصص بنى إسرائيل وأنبيائهم هو الأغلب فى القرآن الكريم ، وأن الله جل وعلا كان يوجّه لهم خطابا مباشرا كقوله جل وعلا : ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴿البقرة: ٤٠﴾(  يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿البقرة: ٤٧﴾ ، وأن مصطلح ( بنى إسرائيل ) ورد فى القرآن الكريم 41 مرة بينما لم يرد مصطلح ( عربى ) إلا وصفا للسان الذى نزل به القرآن الكريم ، وجاءت كلمة ( أعراب ) ومعظمها فى الجانب السلبى .

5 ـ من هنا نفهم ما جاء عن ( اليهود ) مرتبطا بتاريخ حدث ويحدث وسيحدث بعد نزول القرآن الكريم و (الى يوم القيامة ).  وقد جاء مرتين :

5 / 1 : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّـهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّـهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿٦٤﴾ المائدة ). نتوقف مع قوله جل وعلا عنهم ( ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ ). اليهود هم العُصاة من بنى إسرائيل فقط ، وهم معتدون مفسدون ، وبالتالى ينشرون العداوة والبغضاء حتى فيما بينهم .

5 / 2 : ( وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿١٦٣

وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّـهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿١٦٤﴾ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿١٦٥﴾ فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴿١٦٦﴾ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ ۖ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٦٧﴾ الاعراف ). الجزء الأول من الآيات عن سكان القرية الساحلية الذين إعتدوا فى السبت وتشبيه رب العزة لهم بالقردة الخاسئين . ( 163 : 166 ). بعدها جاء التهديد للعُصاة بتسليط من يوقع بهم سوء العذاب ، وهذا مع تقرير رحمته جل وعلا وغفرانه لمن يتوب منهم .

6 ـ سكان إسرائيل الآن معظمهم وُلد بعد تأسيس الدولة الاسرائيلية ، ومنهم عرب إسرائيليون من الدروز وغيرهم . ومنهم إسرائيليون رافضون للدولة الإسرائيلية لأسباب دينية ، ومنهم يسار إسرائيلى يتعاطف مع الفلسطينيين ، ومنهم دعاة سلام ، ومنهم دعاة حرب ، ومنهم أحبار متطرفون لا يفترقون عن شيوخ داعش . هم فى تنوع عرقى وثقافى ودينى ومذهبى وسياسى فى دولة ديمقراطية مؤسسة على حرية الدين والتعبير للجميع .

7 ـ إسرائيل تتشدّد فى حماية مواطنيها ، ولكن مهما بلغ تشددها فى موضوع الأمن فهو أقل من تشريع القرآن الكريم فى عقاب من نسميهم الآن بالإرهابيين الذين يقتلون الناس عشوائيا ، يقطعون عليهم الطريق . جعل الله جل وعلا عقوبتهم لا مثيل لها . قال جل وعلا : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٤﴾ المائدة. ).

8 ـ فى مقال سابق عن ( القصص القرآنى المعاصر للنبى محمد فى إخباره عن غيب الصحابة المنافقين  )  تعرضنا للحرية المطلقة فى الدين وفى التعبير وفى المعارضة السلمية التى تمتع بها المنافقون فى الدولة الاسلامية فى عهد النبى محمد عليه السلام . الشريعة الاسلامية الحقيقية ( القرآنية ) مؤسّسة على الحرية المطلقة فى الإيمان والكفر، والديمقراطية المباشرة والحرية المطلقة فى التعبير وفى المعارضة السياسية السلمية ، والعدل والإحسان والرحمة وحقوق الانسان وكرامته . ثم فيها فى المقابل حزم رادع ضد أولئك الذين يرفضون شرع الله هذا ويقتلون الناس عشوائيا حربا لله جل وعلا ورسوله وسعيا بالفساد فى الأرض . إسرائيل لا تطبّق على الإرهابيين ما يعرف ب ( حدّ الحرابة ) المذكور فى الآية 33 من سورة المائدة . إسرائيل  تضع الارهابيين فى السجون . سمعت أكثر من مرة أن السجن الاسرائيلى يعتبر فندقا من بضعة نجوم مقارنة بالسجون المصرية . كثير من المساجين المصريين كانوا تحت التعذيب يتمنون لو كانوا فى سجن إسرائيلى . قال هذا الاستاذ الدرينى الشيعى فى كتاب له عن تجربته فى السجن لمجرد كونه شيعيا .

ثانيا : عن النّصارى المسيحيين

1 ـ أخذ الله جل وعلا العهد والميثاق على بنى إسرائيل . قال جل وعلا :(  وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّـهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴿١٢﴾ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣﴾ المائدة ) . هو نفس الميثاق الذى أخذه جل وعلا على النصارى . فى الآية التالية قال جل وعلا : ( وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) المائدة 14 ) . لماذا وقعوا فى العداوة والبغضاء ؟ لأن السلام ضمن بنود الميثاق . قال جل وعلا عن الميثاق الأول والأصل : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ ﴿٨٣﴾ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ﴿٨٤﴾ ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٨٥﴾ البقرة ) ومنتظر ممّن يعتدى أن ينشر العداوة والبغضاء . وقد شهدت أوربا حروبا محلية وإقليمية وعالمية تشهد بما أنبأ به رب العزة جل وعلا ، وهى قاعدة ستستمر الى يوم القيامة .

2 ـ وفى المقابل قال جل وعلا : ( إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٥٥﴾ آل عمران ). الذين يتبعون عيسى عليه السلام هم الذين يؤمنون بأنه بشر وليس إلاها . وهم تيار مستمر الى يوم القيامة ، ويكفى أن الله جل وعلا تكلم عنهم بالجملة الإسمية التى تفيد الثبوت والإستمرار ( آل عمران 110 : 115 ، 199، النساء  159 : 162، القصص  52 : 55). هم لا يريدون عُلُوّا فى الأرض ولا فسادا ( القصص 83 ) ، لذا لا وجود لهم فى الإعلام ، مع وجودهم الفعلى . هم مثل الصحابة السابقين الذين ذكرهم الله جل وعلا ولم يذكرهم التاريخ لأنه مغرم بالنوم فى أحضان الطُّغاة . هؤلاء جعلهم الله جل وعلا فوق الكافرين والطُّغاة ممّن يزعمون ألوهية المسيح . ثم يوم القيامة سيحكم رب العزة بين الفريقين فيما كانوا فيه يختلفون. 

اجمالي القراءات 5107