سياقات القصص القرآني فى الإخبار عن المستقبل : فرعون موسى والفرعون الحالى

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٣ - ديسمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

سياقات القصص القرآني فى الإخبار عن المستقبل  : فرعون موسى والفرعون الحالى

من الفصل التمهيدى : لمحة عامة : ( بين أحسن القصص والروايات التاريخية )

   من ب 1 القصص القرآنى :

من  ج 2  : ( الجزء المضاف لكتاب : البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية )

سياقات القصص القرآني فى الإخبار عن المستقبل : فرعون موسى والفرعون الحالى  

نقصد بالسياقات الطرق والوسائل التى يأتى من خلالها إخبار عن مستقبل سيحدث.

أولا :  فرعون مصر الحالى

1 ـ الضابط عبد الفتاح السيسى لم يكن شيئا مذكورا فى السنوات الأخيرة من حكم حسنى مبارك . إرتبط أول ظهور له فى الإعلام بجريمة ( إختبار العذرية ) ، أول إنتهاك لحُرمة المرأة المصرية حيث تعرضت أشرف فتيات مصر بعد القبض عليهن لإنتهاك جسدى أمر به قائد المخابرات العسكرية عبد الفتاح السيسى . وبهذا قدّم نفسه لمصر والعالم.  بعدها خدع الإخوان المسلمين ورئيسهم ـ وهم شؤم على مصر ـ فأصبح وزيرا للحربية ، ثم خدعهم فإنقلب عليهم وأصبح رئيسا لمصر مستغلا فشل الإخوان .

2 ـ عبد الفتاح السيسى بلغ الحد الأقصى فى قهر وتعذيب المصريين ، وبلغ اسفل السافلين فى حضيض الخيانة ، باع جزيرتين مصريتين  ، وتنازل عن حقوق مصر فى البحر المتوسط ، وتنازل مقدما لأثيوبيا عن حقوق مصر فى نهر النيل ليدخل بمصر الى عصر المجاعة المائية .

3 ـ  عرفت مصر فى تاريخها الطويل فراعين أقوياء وفراعين ضعفاء ، كلهم إشتركوا فى الاستبداد وقهر الشعب المصرى ، وكلهم وصل به الإستبداد الى تأليه أنفسهم . وعبد الفتاح السيسى برغم فشله وخيانته يتكلم عن نفسه بكل جدية أنهم فى العالم يتعلمون منه الحكمة ، ولا يخفى نزعته فى تأليه نفسه . ولولا الملامة لأعلن أنه ربهم الأعلى .! .

4 ـ قصص ( فرعون موسى ) هو الأبرز ، يكفى أن كلمة فرعون تكررت فى القرآن الكريم 74 مرة ، بينما ذكر رب العزة جل وعلا إسم ( محمد ) أربع مرات فقط . هذا لأن فرعون يمثّل حالة المستبد المُتألّه التى تتكرر فى تاريخ البشر . لم ذكر رب العزة إسم فرعون موسى مكتفيا بلقبه ( فرعون ) وجعل هذا اللقب رمزا للإستبداد السياسى الدينى أو ( الفرعونية )، وبالتالى فإن القصص القرآنى عن فرعون ليس حالة كانت فى الماضى وإنقطعت صلتها بالحاضر ، بل هى حالة مستمرة .

ثانيا : الفرعونية بعد موت فرعون موسى  

السياق القرآنى عن فرعون يعطى إخبارا بالمستقبل ينطبق على مصر وغيرها بعد نزول القرآن الكريم وموت خاتم النبيين عليه وعليهم السلام .  

قال جل وعلا :

1 ـ عن قريش وعدوانها :

1 / 1 :(  كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّـهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّـهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿آل عمران: ١١﴾ ،

1 / 2 :(   كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّـهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّـهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿الأنفال: ٥٢﴾ ،

1 / 3 : (   كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ ﴿الأنفال: ٥٤﴾

2 ـ عن جعل نظام الحكم الفرعونى إماما لكل مستبد يأتى بعده :( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ ﴿القصص: ٤١﴾.

3 ـ عن جعل هذا النظام الفرعونى سلفا لكل مستبد يأتى خلفه : ( فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِينَ ﴿٥٦) الزخرف )

4 ـ  إنتشر النموذج الفرعونى فى العصور الوسطى من نظام الخلافة الى نظم الاستبداد الأوربى والشرقى. ولا يزال النموذج الفرعونى يعيش حتى الآن من كوريا الشمالية الى دول المحمديين وأفريقيا ومن الصين الى أواسط آسيا أمريكا اللاتينية . أى إن سياق القصص القرآنى عن فرعون موسى ينبىء عن إخبار عن مستقبل حدث ويحدث بعد موت خاتم النبيين عليه وعليهم السلام .

 ثالثا : التشابه بين فرعون موسى والسيسى

1 ـ كلاهما إضطهد الأقلية لإرهاب الأغلبية . الله جل وعلا إعتبر الأقلية الإسرائيلية من أهل مصر ، قال جل وعلا : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٤﴾ القصص ). والسيسى يسلط زبانيته على الأقلية القبطية يضطهدونهم ، يخطفون بناتهم ويدمرون كنائسهم ويقتلون رجالهم ، ويطردون بعضهم من ديارهم .

2 ـ كلاهما إستخدم أقسى أنواع التعذيب . فرعون موسى كان يذبح الأطفال ويسترق النساء ، وقطّع أيدى وأرجل السحرة من خلاف وصلبهم فى جذوع النخل . السيسى توسع فى التعذيب ، وهو يستورد أحدث آلاته ليعذّب أشراف المصريين .

3 ـ إنقسم المصريون فى عهد فرعون موسى الى فرعون وملئه ، وهم آله وقومه وجنده ، وهم الأسياد ، ثم السواد الأعظم من المصريين ( الشعب المصرى ) ، وهم الخدم . وهو نفس الحال الآن فى مصر . هناك مواطن عادى وهناك ( أسياد البلد ) و ( الجهات السيادية ).

4 ـ  كان فرعون موسى مغرما بعقد المؤتمرات يتكلم فيها مع قومه بما يخطر على باله . وهم يصفقون له مهما قال .

4 / 1 : فى مؤتمر أعلن أنه ربهم الأعلى، قال جل وعلا  : ( فَحَشَرَ فَنَادَىٰ ﴿٢٣﴾ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ﴿٢٤﴾  النازعات ).

4 / 2 : عقد مؤتمرا للسخرية من موسى . قال جل وعلا : ( وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَـٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿٥١﴾ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَـٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ﴿٥٢﴾ فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ ﴿٥٣﴾ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٤﴾ الزخرف ) .

والسيسى يحتكر الإعلام الذى يسبح بحمده ، وهو مغرم بالحديث الى أتباعه يقول منكرا من القول وزورا ، وهم يصفقون له ، وهو وهم كما قال جل وعلا : ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٤﴾ الزخرف ) .

5 ـ  الشعب المصرى لم يكن له دور فيما يجرى فى وطنه . التعذيب والقهر والإرهاب أوصل المصريين وقتها الى ما هو أكبر من التهميش والاستضعاف. وصلوا الى الإضمحلال . يدل على ذلك أن العمران المصرى وصل الى تعداد كبير للسكان عاشوا فيما وصفه رب العزة بالمدائن ، ولم يرد هذا إلا عن مصر . ( الأعراف 111 ) ( الشعراء 36 ) . وهو نفس الحال فى مصر الآن من حيث تكاثف السكان . على أن هذه المدائن والقرى والتجمعات السكنية كانت تحت سيطرة العسكر الفرعونى . وفى قبضته . ونعطى أمثلة :

5 / 1 : حشر الجماهير المصرية فى وقت محدد لمشاهدة مباراة موسى والسحرة : ( قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ﴿٥٩﴾ طه )

5 / 2 : حشر السحرة وتجميعهم من كل المدائن ليقابلوا فرعون فى الوقت المحدد :

5 / 2 : 1 :(  قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿  ١١١﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ﴿١١٢﴾ وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ ) الأعراف )

5 / 2 / 2 : (  قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿الشعراء: ٣٦﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿٣٧﴾  الشعراء ) .

6 ـ تعبير ( الحشر ) يعنى أنهم مثل الحيوانات يقودهم صاحب القطيع . 

لم يصل السيسى الى هذه السيطرة التامة على الشعب المصرى ، هذا برغم أنه يحتكر إستعمال السلاح ضد الشعب الأعزل ويتفنن ويبالغ فى التعذيب ، ربما لأن ثقافة حقوق الانسان وجمعياتها ودور الميديا تعرقل أحلامه فى أن يكون مثل فرعون موسى .

7 ـ تميّز السيسى بتغلغل الجيش فى السيطرة على الثروة المصرية وبصورة مباشرة ، وكانت من قبل من خلال وسائط مثل الرأسمالية المصنوعة التى تتلاعب بالثروة المصرية فى عهد مبارك وقبلها القطاع العام .

لم يصل السيسى بعدُ الى ما كان عليه جيش فرعون موسى ، كانت أفرع الجيش تسيطر على القرى المصرية وموارد الثروة تسخّر فيها المصريين . وكما كان سهلا عليه أن يحشر أصناف الشعب المصرى فى العاصمة لمشاهدة مباراة السحر كان ايضا من السهل أن يحشر كل أفرع الجيش من كل العمران المصرى بأن يرسل اليهم منشورا فى صيغة موحدة بأن يتجمعوا لمطاردة بنى إسرائيل . قال جل وعلا : (  فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٥٣﴾ فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٥٣﴾ إِنَّ هَـٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ﴿٥٤﴾ وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ ﴿٥٥﴾ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ ﴿٥٦﴾ الشعراء ).

8 ـ وبالإضافة الى الجيش كان لفرعون موسى جواسيسه ، منهم :

8 / 1 : الذين كانوا يوحون الى الجماهير تشجيعا على حضور مباراة السحر : ( فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴿٣٨﴾ وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ ﴿٣٩﴾ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ﴿٤٠﴾ الشعراء ).

8 / 2 : جماعات  تغلغلت فى بنى إسرائيل تحصى عليهم أنفاسهم مما أوقع ببنى إسرائيل الرعب . قال جل وعلا : (  فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ ۚ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ ﴿٨٣﴾ يونس )

8 / 3 جماعات عرفت توقيت هرب موسى بقومه ليلا ، وساروا فى أثرهم يتبعونهم ، وأوحى الله جل وعلا بأمرهم الى موسى : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ ﴿٥٢﴾  الشعراء ) ،  ( فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ ﴿٢٣﴾ الدخان ).

9 ـ ونلاحظ إرتباطا بين فرعون موسى وجنده . ظل جنده معه من البداية الى النهاية  يبدو هذا فى قوله جل وعلا :

9 / 1 : فى البداية (  وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ ﴿القصص: ٣٩﴾

 (  هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ ( 17 ) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ ﴿١٨﴾ ﴿البروج )

9 / 2 : فى النهاية :

( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ) ﴿يونس: ٩٠﴾

(  فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ﴿طه: ٧٨  ) (  فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ )  ﴿القصص: ٤٠ )

(  فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿الذاريات: ٤٠﴾  

 ( وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا ۖ إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ ﴿٢٤﴾ الدخان )

( فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥٥﴾ الزخرف ).

فرعون موسى ينتمى الى عصر الرعامسة حيث حكم العسكر مصر عبر إقطاعات عسكرية ، وهذا ما يفعله السيسى الآن .

10 ـ ظل فرعون موسى مٌحاطا بكبار جنرالاته مخلصين له ، فلم يقم بتغييرهم . أما السيسى فهو يغيّر جنرالاته كما يغّير أحذيته .

11 ـ ويشترك السيسى مع فرعون موسى فى أن الملأ حولهما قادة حرب وأيضا قادة بيزينيس ومقاولات . كبيرهم (هامان)  القائد الحربى والمقاول . عن صفته الحربية قال جل وعلا :  

  1   :(  وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿القصص: ٦﴾  

  2 : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُو نَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴿القصص: ٨﴾

2 : وعن ( هامان ) المقاول قال عنه جل وعلا :

2 / 1 : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٣٨﴾  )

2 / 2 : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴿٣٦﴾ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ) ﴿٣٧﴾ غافر  )

12 ـ غرام السيسى ببناء القصور يشبه فرعون موسى . وقد ترك هذا الفرعون آثارا تم تدميرها بعد غرقه وجنده . كما ترك جنات من مزارع فى الصحراء وعلى النيل ، كان يقوم على رعايتها المصريون ( الخدم ) . وأولئك الغلابة كانوا مسخرين فى خدمة الفرعون فلما هلك ورثهم وورث الأرض بنو إسرائيل . قال جل وعلا :

12 / 1 :(فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿٥٧﴾ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴿٥٨﴾ كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿٥٩﴾ الشعراء )

12 / 2 : (  كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿٢٥﴾ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴿٢٦﴾ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ﴿٢٧﴾ كَذَٰلِكَ ۖ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿٢٨﴾ الدخان )

12 / 3 :( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴿١٣٧﴾ الاعراف )

فرعون موسى وضع ثروته داخل مصر . لم تكن فى عصره بنوك يهرّب اليها الأموال . السيسى وجنرالاته ينهبون مصر نهبا منظما ويستدينون بإسمها من بنوك الخارج ، يستدينون لدفع فوائد البنوك القديمة وليس لسداد أصل الديون .فرعون موسى لم يفرّط فى أرض مصر ولا فى نيلها ولا فى حقوقها البحرية . 

السيسى مغرم أيضا بسرقة الآثار الفرعونية وبيعها للخارج .

النهاية

كان القضاء على فرعون موسى ونظام حكمه بتدخّل من رب العزة جل وعلا .

فى عصرنا شهدنا مصارع الطُّغاة وسجنهم وعزلهم . ومع ذلك فلا يتعظ السيسى . لا يعلم أن أيامه مهمت طالت فهى قصيرة .! لا يعرف أنه يلعب فى الوقت الضائع .!

اجمالي القراءات 5975