نقد كتاب مبلغ الأرب في فخر العرب

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ١٣ - ديسمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد كتاب مبلغ الأرب في فخر العرب

لا يمكن أن نطلق على شهاب الدين أحمد بن محمد، ابن حجر الهيتمي (المتوفى: 974هـ) فى هذا الكتاب اسم المؤلف لأنه لم يؤلف الكتاب وإنما المختصر فالرجل وجد مؤلفا للحافظ العراقى طويلا بسبب كثرة الأسانيد وطرق الروايات فحذف الأسانيد واقتصر على بعض الطرق وفى هذا قال :

"ولما عزمت على هذا المقصد النافع إن شاء الله تعالى رأيت لشيخ الإسلام والحفاظ أبي الحسين عبد الرحمن العراقي تأليفا في ذلك حافلا، لكنه طوله بالأسانيد الكثيرة، والطرق المستفيضة الشهيرة، قصدت اختصاره في دون عشرة فصول، بحيث لا أفوت شيئا من مقاصده، وفوائده، مستعينا بالله تعالى، ومتوكلا عليه، ومستندا في سائر أموري إليه، إنه أكرم كريم، وأرحم رحيم وسميته (مبلغ الأرب في فخر العرب) ، ورتبته على مقدمة وفصول وخاتمة"

وأما سبب اختصار كتاب العراقى فهو :

"فإن كثيرين من الفرق الأعجمية، والطوائف العنادية جبلوا على بغض العرب، فوقعوا في مهاوى العطب جهلا بما اختصهم الله به من المزايا التي لا يؤتوها غيرهم، والعطايا المحققة لعلوا قدرهم، وعظيم خيرهم، حتى بلغنا عن بعض أولياء الله أنه قال: (جاهدت نفسي ستين سنة حتى خرج منها بغض العرب)

قد كثر من جمع جم، لا خلاف لهم إلا الوقيعة فيهم، والإستئثار بحقوقهم، فقصدت أن أتحفهم برسالة مختصرة جدا لتكون إن شاء الله تعالى كافة لمن اطلع عليها، أن يخوض فيهم بأدنى كلمة، وإلا حقت عليه الكلمة، فإن الجاهل قد يعذر بخلاف غيره، فإنه ربما عاجله ما يخاف، ويحذر"

الغريب فى المتعصبون للعرب والعجم على حد سواء أن كل منهم ينسب فضلهم المزعوم لأقوال النبى(ص) والله ورسوله (ص)برىء من الفريقين

 استهل ابن حجر الهيتمى كتابه بعنوان  كما يقال أول القصيدة كفر فقال:

"مقدمة العرب صفوة خلق الله"

ثم ذكر معتمده فى وصف العرب بصفوة الخلق فنقل الروايات التالية:

"صح عمن لا ينطق عن الهوى أن الله تعالى تخير العرب من خلقه، فقد روى الحاكم وصححه وتابعوه عن ابن عمر قال: قال رسول الله (ص): (لما خلق الله الخلق اختار العرب، ثم اختار من العرب قريشا، ثم اختار من قريش بني هاشم، ثم اختارني من بني هاشم، فأنا خيرة من خيرة)

وفي ثنايا حديث سنده لا بأس به، وإن تكلم الجمهور في غير واحد من رواته: (وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشا، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم، فأنا خيار إلى خيار، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم) وفي حديث سنده حسن: (إن الله حين خلق الخلق بعث جبريل، فقسم الناس قسمين، فقسم العرب قسما، وقسم العجم قسما، وكانت خيرة الله في العرب، ثم قسم العرب قسمين، فقسم اليمن قسما، وقسم مضر قسما، وقسم قريشا قسما، وكانت خيرة الله في قريش، ثم أخرجني من خير ما أنا منه) وروى مسلم: (إن الله اصطفى بني كنانة من بني اسماعيل، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بن هاشم، واصطفاني من بني هاشم) وفي رواية لأحمد والترمذي وقال: حسن صحيح غريب: (إن الله اصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بن هاشم، واصطفاني من بني هاشم) "

الرجل اعتمد على هذا الحديث الذى قال فى أول الكلام عنه" صح عمن لا ينطق عن الهوى أن الله تعالى تخير العرب من خلقه" فى صحة عنوانه ومع هذا قال فى رواته "وإن تكلم الجمهور في غير واحد من رواته"

فكيف يكون الحديث صحيحا وبعض رواته مجروحين

الحديث مملوء بالمخالفات فالله لا يصطفى جماعات أى أسر بأكملها لوجود كفار فيها وإنما يصطفى الرسل (ص) كما قال تعالى"الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس"

وقريش معظمهم كفر بمحمد (ص) كما كان معظمهم عبدة أوثان لقرون عدة وقتل الكثير منهم فى معارك مع النبى(ص) فهل هؤلاء من المصطفين وكيف يكون أبوه الكافر مصطفى وقد قال فيه "إن أبى وأباك فى النار " كما فى الروايات وكيف يكون جده حسب الروايات كافر سمى ابنه عبد العزى وتمسك باسمه عبد المطلب طوال عمره ويكون مصطفى؟

 ثم كيف اختار الله العرب وفد اباد الكثيرين منهم بسبب كفرهم كقوم هود (ص) وهم عاد وقوم صالح (ص) ثمود كما قال تعالى ""ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذى الأوتاد الذين طغوا فى البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد"

ثم ذكر الرجل فصلا فيمن هو والد العرب فقال:

" الباب الأول فصل في أب العرب:

جاء في حديث الترمذي وغيره وسنده حسن عن سمرة عن النبي (ص) قال: (سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم)

ولا يعارضه خبر البزار: (ولد نوح سام، وحام، ويافث، فولد سام العرب، وفارس، والروم، والخير فيهم، وولد يافث يأجوج ومأجوج، والترك، والصقالبة، ولا خير فيهم، وولد حام القبط والبربر والسودان)  وذلك لأنه ضعيف من سائر طرقه"

الخطأ أن نوح(ص) أنجب أولادا هم سام وحام ويافث وهو كذب فالرجل لم ينجب سوى ابنه الكافر الذى غرق فبنى إسرائيل هم نسل من حملوا فى المركب مع نوح مصداق لقوله تعالى بسورة الإسراء "وجعلناه هدى لبنى إسرائيل ألا تتخذوا من دونى وكيلا "فكيف يكون له سام وحام ويافث وهو ليس له بنين بعد غرق ولده الوحيد الكافرفلو كان العرب وبنو إسرائيل نسل سام المزعوم لذكر الله هؤلاء الولد المزعومين ؟

كمت أنه لم يذكر فى الناجين معه من المؤمنين أولادا وإنما ذكر والديه فقط وهو قوله تعالى "رب اغفر لى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات"

 ثم ذكر فصلا يوجب على المسلمين حب العرب فقال :

"فصل حب العرب من محبة النبي(ص):

مر عنه (ص) في المقدمة: (فمن أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم) وفي الحديث: (حب قريش إيمان، وبغضهم كفر، وحب العرب إيمان، وبغضهم كفر، من أحب العرب فقد أحبني، ومن أبغض العرب فقد أبغضني) سنده ضعيف، وتصحيح الحاكم له مردود

فصل ينبغي محبة العرب لثلاث

لقوله (ص): لقوله (ص): (أحبوا العرب لثلاث) وفي رواية:

(أحفظوني في العرب لثلاث لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي) سنده ضعيف، وتصحيح الحاكم له مردود أيضا وأصح منه على ضعفه أيضا قوله (ص): (أنا عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي)"

 الخطأ هنا مطالبتنا بحب العرب وهم من يتحدثون العربية ويخالف هذا أن كثير من العرب كفار والله لا يحبهم مصداق لقوله "والله لا يحب كل كفار آثيم "وقد نهانا عن اتخاذ الآباء والإخوان العرب وغيرهم أولياء إن فضلوا الكفر على الإسلام وفى هذا قال تعالى "لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان  "فكيف نحب من يكره الله ؟

ثم أورد فصلا أن العرب نور في الإسلامفقال :

"فصل يقال العرب نور في الإسلام:

لقوله (ص): (أحبوا العرب وبقاءهم، فإن بقاءهم نور في الإسلام، الحديث في سنده متكلم فيه"

الرجل هنا يذكر الحديث ويقول أنه لا يصح بسبب راوى فيه ومع هذا بنى عليه فصلا والسؤال كيف يكونون نور فى الإسلام إذا كان الإسلام هو النور نفسه كما قال تعالى "الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذين يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم فالذين أمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولئك هم المفلحون"

ثم ذكر فصلا بعنوان يدل على الكفر وهو ذل الإسلام فقال

"فصل ذل العرب ذل الإسلام

لقوله (ص): (إذا ذلت العرب ذل الإسلام) وفي سنده ذلك المتكلم فيه"

والغريب أنه نفى صحة الحديث فقال"وفي سنده ذلك المتكلم فيه" ومع هذا بنى عليه حكما يتم تكفيره به فالإسلام لا يذل أبدا لكونه الدين وإنما يذل الناس فقط وهو كلام يتنافى مه تسمية الله كتابه بالعزيز

 ثم ذكر فصلا أخر تحت عنوان :

"فصل بغض العرب مفارقة للدين:

لقوله  (ص) لسلمان الفارسي: (يا سلمان لا تبغضني يفارقك دينك) فقال: يا رسول الله كيف أبغضك، وبك هداني الله؟ قال: (تبغض العرب) أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن غريب، ورواه أحمد أيضا، ولا انقطاع في طريقه خلافا لما قد يتوهم

فصل حب العرب إيمان وبغضهم نفاق

لقوله (ص): (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) وقال الدارقطني حديث غري بومرت رواية حب العرب إيمان وبغضهم كفر وفي رواية عبد الله بن أحمد: (لا يبغض العرب إلا منافق) وفي أخرى ما في سندها متكلم فيه: (لا يبغض العرب مؤمن، ولا يحب ثقيفا إلا مؤمن) وعن على قال: أسندت النبي (ص) إلى صدري فقال: (يا على أوصيك بالعرب خيرا)

وفي وصية عمر للخليفة بعده لما طعن، بعد توصيته بالمهاجرين، ثم الأنصار، ثم أهل الأمصار(وأوصيه بالأعراب خيرا، فإنهم أصل العرب، ومادة الإسلام، أن يؤخذ من حواشى أموالهم، فيرد على فقرائهم)"

 يخالف أن كثير من العرب كفار والله لا يحبهم مصداق لقوله لقوله بسورة البقرة "والله لا يحب كل كفار آثيم "وقد نهانا عن اتخاذ الآباء والإخوان العرب وغيرهم أولياء إن فضلوا الكفر على الإسلام وفى هذا قال تعالى "لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان  "فكيف نحب من يكره الله ؟

 ثم عقد فصلا بعنوان من غش العرب لم تنله شفاعتهفقال:

"فصل من غش العرب لم تنله شفاعته (ص):

 لقوله (ص): (من غش العرب لم يدخل في شفاعتي، ولم تنله مودتي) أخرجه الترمذي، وفيه ضعف وغرابة"

والغريب أن الرجل يبنى أحكام بعناوين الفصول ومع هذا يهدمها بذكر ضعف الروايات أو وجود متهمين فيها

والرواية كأنها تبيح غش الناس ما عدا العرب وهو عنصرية مقيتة فالغش محرم على الجميع

ثم عقد الفصل التالى :

"فصل هلاك العرب من أشراط الساعة:

لقوله (ص): (من اقتراب الساعة هلاك العرب) أخرجه الترمذي في جامعة وقال: غريب"

كلام خاطىء فالله أهلك الكثير من العرب فى التاريخ كعاد وثمود وأهل مدين ومع هذا لم تقم الساعة كما أن النبى(ص) لا يعلم الغيب فكيف علم بذلك والله يقول على لسانه "ولا أعلم الغيب"

ومع أن العرب هنا سيهلكون جميها إلا أن الرواية التالية جعلت قليل منهم أحياء حيث عنون الفصل التالى بالعرب عند خروج الدجال قليلونفقال:

فصل العرب عند خروج الدجال قليلون

لقوله (ص): (ليفرن الناس من الدجال في الجبال) قالت أم شريك يا رسول الله فأين العرب؟ قال: (هم قليل) رواه مسلم، ولا ينافيه قول الترمذي إنه حسن صحيح غريب، لأن غرابته لعلها بالنسبة إلى خصوص طريق الترمذي"

وأما الباب الثانى فهو ما سماه أدعية لقبائل عربية فقال :

"الباب الثاني دعاؤه (ص)بدعاء عظيم عموما ثم خصوصا لقبائل شتى:

أخرج الطبراني أنه  (ص) قال: (إني دعوت للعرب، فقلت: (اللهم من لقيك منهم معترفا بك، فاغفر له أيام حياته، وهي دعوة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وإن لواء الحمد يوم القيامة بيدي، وإن أقرب الخلق من لوائي يومئذ العرب) أخرجه البزار والطبراني في الكبير، وسنده جيد وفي رواية: (اللهم من لقيك منهم مصدقا موقنا فاغفر له)

وفي الحديث الصحيح المتفق عليه: (غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله)

وفي رواية صحيحة: (والله ما أنا قلته، ولكن الله قاله) وفي أخرى عند مسلم أنه (ص)قال في صلاة الفجر: (اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان، وعصية عصت الله ورسوله، غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله)

وصح عنه (ص) أنه قال: (اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار) زاد الطبراني: (ولأبناء أبناء الأنصار، ولأزواجهم، ولذرياتهم) وفي أخرى صحيحة: (اللهم اغفر للأنصار، ولذرارى ذراريهم) وقال (ص): (لا تسبوا قريشا، فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما، اللهم كما أذقتهم عذابا، فأذقهم نوالا، دعا به ثلاث مرات) رواه جماعة

وزعم بعض الحنفية وضعه غلط، أو حسد، فإن أحمد وأضرابه حملوه على الشافعي لأنه لم ينتشر العلم لقرشي في البلاد، ومن الاتباع ما انتشر للشافعي كما هو مشاهد ومعلوم من زمنهم إلى الآن

وفي رواية عند البزار لكنه أشار إلى أن فيها غرابة:

(اللهم فقه قريشا في الدين، وأذقهم من يومى هذا إلى آخر الدهر نوالا، فقد أذقتهم أنكالا)

وقال (ص) في بكر بن وائل: (اللهم اجبر كسيرهم، وآو طريدهم، ولا ترد منهم عائلا) وفي رواية سائلا، رواه الطبراني، وأشار إلى غرابة فيه

وأخرج عبد الله بن أحمد عن عبد الله قال: شهدت رسول الله (ص) يدعو لهذا الحي من النخع، أو قال: يثني عليهم حتى تمنيت أني رجل منهم

وقال (ص): (اللهم اغفر لعبد القيس ثلاثا) أخرجه الطبراني

وفي الصحيحين من حديث جرير البجلى في قصة ذي الخلصة قال: فدعا لنا ولأحمس وفي رواية: (فبرك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات)

ودخل عليه (ص) وفد عنزة، فقال: (بخ بخ بخ بخ نعم الحي عنزة، مبغى عليهم، منصورون، مرحبا بقوم شعيب، وأختان موسى) ثم لما أرادوا الإنصراف قال: (اللهم ارزق عنزة كفافا لا فوتا، ولا إسرافا) أخرجه الطبراني وصح خبر: (اللهم أهد دوسا وائت بهم) وخبر: (اللهم اهد ثقيفا)

 الغريب هنا أنه عنون الباب بالدعاء للقبائل من العرب مع أنه ذكر أنه دعا على بعضهم فى القول" اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان، وعصية عصت الله ورسوله"

ثم عقد بابا أخر بذكر فضائل القبائل العربية فقال:

"الباب الثالث فصل قبائل لها فضائل

الأولى قريش

في الصحيحين: (الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم، والناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)

وخبر: (لا يزال هذا الأمر في قرش ما بقى منهم اثنان)

وخبر: (قريش والأنصار، وجهينة ومزينة وأسلم وغفار وأشجع موالى ليس لهم مولى من دون الله ورسوله)

وفي البخارى خبر: (إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين)

وفي مسلم خبر: (الناس تبع لقريش في الخير والشر)

وخبر: (لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم أثنا عشر رجلا كلهم من قريش)

وخبر: (لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثنى عشر خليفة كلهم من قريش)

وخبر: (لا يزال هذا الدين منيعا إلى إثنى عشر خليفة كلهم من قريش)

وخبر: سمعت رسول الله (ص) يوم جمعة عشية رجم الأسلمى، فقال: (لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة، ويكون عليكم اثنا عشر خليفة) "

والخطأ العام فى الروايات السابقة تخصيص قريش بالحكم وهو الملك وهو الإمارة وهو ما يخالف أن الله جعل الأمر وهو الحكم فى كل المسلمين فقال "وأمرهم شورى بينهم "أى وحكمهم مشترك بينهم وقد خص الله المهاجرين والأنصار ومن أسلم وجاهد معهم قبل الفتح بتولى المناصب فقال "لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا "

ثم نقل الرجل آراء البعض فى ملك قريش  فقال :

"قال الزين العراقي: وليس المراد بالإثنى عشر خليفة على الولاء، بل المراد من اجتمعت عليهم الكلمة من قريش، وكانوا أهل عدل، والظاهر أن آخرهم المهدى، فإنه بملك جميع الأرض، وبعده يقع الهرج، ويدلل لذلك خبر أبى داود (وكلهم تجتمع عليه الأمة)

إذ قرينته أن من لم تجتمع عليه ليس منهم كيزيد بن معاوية، بخلاف عمر ابن عبد العزيز، بل عد من الخلفاء الراشدين

وخبر أيضا: (لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثنى عشر خليفة كلهم من قريش) فكبر الناس وضجوا، فلما رجع إلى منزله أتته قريش، فقالوا: ثم يكون ماذا؟ قال: (ثم يكون الهرج)

فإذا تبين أن الخلفاء الإثنى عشر ليسوا على الولاء، وأن آخرهم المهدى، ففيه بشارة لهذا الأمة أن الدين في هذه الأزمان عزيز، قائم ولله الحمد في بلاد الإسلام العامرة، وقد كان شيخ شيوخنا الإمام العلامة القونوى يقول: إن مصر والشام مسجد الأرض، وقد كان آخر القرن السابع، ورأى ما حدث في تلك البلاد من التغير والمنكرات، وهي تدل أنهم ليسوا على الولاء، والخبر الصحيح: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت)

ومما يدل على تخلل أمراء الجور بين أمراء العدل الحديث الحسن: (لا يلبث الجور بعدى إلا قليلا حتى يطلع، فكلما طلع من الجور شيء، ذهب من العدل مثله، حتى يولد في الجور من لا يعرف غيره، ثم يأتي الله تبارك وتعالى بالعدل، فكلما جاء من العدل شيء ذهب من الجور مثله)

ولا ينافي ذلك الحسن أيضا: (خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يكون ملكا)

لأن المراد خلافة النبوة الأولى جمعا بين الحديثين على أن الأولى أصح، والمراد بخلافة النبوة الأولى، ومدة الخلفاء الأربعة، فإنها ثلاثون سنة لإنقضائها سنة أربعين من الهجرة، وقد عين بعض الأثنى عشر في حديث: (يكون بعدى أثنا عشر خليفة منهم أبو بكر الصديق، لا يلبث بعدى إلا قليلا، وصاحب رحا دارة العرب، يعيش حميدا، ويموت شهيدا)

قالوا: ومن هو؟ قال: (عمر بن الخطاب، ثم التفت إلى عثمان فقال: إن ألبسك الله قميصا، فأرادك الناس على خلعه فلا تخلعه) رواه الطبراني، وأشار إلى غرابة فيه، والذهبي وقال: العجب من يحيى بن معين مع جلالته ونقده كيف يروى مثل هذا الباطل، ويسكت عنه، واحتج بأن في أحد رواته صاحب مناكير وعجائب، ورد بأن كثيرين وثقوه"

وكعادة القوم حاول الرجل التوفيق بين الذى لا يمكن التوفيق بينه فحاول تطبيق الثلاثين سنة على التاريخ المزعوم وتلك الروايات التى تقول بوجود 12 خليفة صالح منهم فلم يقدر على التوفيق زد على هذا أن تلك الروايات تتعلق بالغيب الذى منعه الله حتى عن رسوبه(ص) فقال  "ولا أعلم الغيب "وقال "لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"

 ثم عاد الرجل لرواية روايات حكم قريش فقال :

"وروى عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي - كرم الله وجهه - قال: سمعت أذناى، ووعى قلبى من رسول الله  (ص): (الناس تبع لقريش صالحهم تبع لصالحهم، وشرارهم تبع لشرارهم)

وصح أنه (ص) قام على باب بيت فيه نفر من قريش، وأخذ بعضادني الباب فقال: (هل في البيت إلا قرشي؟) فقيل: يا رسول الله غير فلان ابن أختنا فقال: (ابن أخت القوم منهم، ثم قال: إن هذا الأمر في قريش، ماإذا استرحموا رحموا، وإذا أقسموا قسطوا)  الحديث

وصح أيضا خير: (الأمراء من قريش ما فعلوا ثلاثا: ما حكموا فعدلوا واسترحموا فرحموا، وعاهدوا فوفوا) الحديث

وخبر: (الأئمة من قريش إن لهم عليكم حقا، ولكم عليهم حقا مثل ذلك، ما إذا استرحموا رحموا، وإن عاهدوا فوفوا، وإن حكموا عدلوا) الحديث

وفي خبر، في سنده غرابة: (الأئمة من قريش أبرارها أمراء أبرازها، وفجارها أمراء افجارها، ولكل حق، فآتوا كل ذي حق حقه، وإن أمر عليكم عبد حبشي فاسمعوا له وأطيعوا، ما لم يخير أحدكم بين إسلامه وضرب عنقه، فإذا خبر بين إسلامه وضرب عنقه، فليمدد عنقه ثكلته أمه، فلا دنيا له، ولا آخرة بعد ذهاب دينه)

وصح: الخلافة، وفي رواية: (الملك في قريش والحكم في الأنصار)

وفي رواية: (القضاء في الأنصار والدعوة في الحبشة)

وفي رواية: (الأذان في الحبشة) الحديث

وفي رواية: (والشرعة في اليمن، والأمانة في الأزد)

وفي خبر حسن: (الناس تبع لقريش في الخير والشر) وفي آخر حسن: (إن خيار أئمة قريش خيار أئمة الناس) "

والخطأ  وجود القضاء فى الأنصار والآذان فى الحبشة والأمانة فى الأزد وهو يعارض التالى أن القضاء وهو الفقه  فى كل قوم مصداق لقوله تعالى بسورة التوبة "فلولا نفر من كل فرقة منهم  ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم "كما أن الأمانة صفة لكل المسلمين مصداق لقوله تعالى بسورة المؤمنون "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون "وهو يناقض قولهم "أبو عبيدة أمين هذه الأمة "رواه مسلم فهنا أبو عبيدة قرشى ومع هذا أمين وهو يناقض كون الأمانة فى الأزد ويناقض قولهم "نحن الأمراء وأنتم الوزراء "فهنا الأنصار الوزراء وفى القول القضاة وهو تناقض ويناقض قولهم أيها الناس إن قريشا أهل أمانة "رواه الشافعى فهنا قريش أهل الأمانة وفى القول الأزد وهو تناقض

ثم ذكر الروايات التالية:

"وروى الطبراني خبر: (أمان لأهل الأرض من الغرق القوس، وأمان لأهل الأرض)

وفي رواية: (أمتى من الإختلاف الموالاة لقريش، قريش أهل الله)

وفي رواية أنه قال هذا ثلاث مرات: (فإذا خالفتها قبيلة من العرب صاروا حزب إبليس) في سنده مختلف فيه

قال الزين العراقي: وأحسن ما قيل قول أبي حاتم الرازي: صالح ليس بالمتين وفي خبر حسن: (من يرد هوان قريش أهانة الله)

وفي رواية سندها حسن أيضا عن عمرو بن عثمان - رضي الله عنهما - أن أباه قال له: يا بني إن وليت من أمر الناس شيئا فأكرم قريشا، فإني سمعت رسول الله  (ص) يقول: (من أهان قريشا أهانة الله) وفي رواية: (أهانه الله قبل موته)

وصح خبر جمع رسول الله  (ص) قريشا فقال: (هل فيكم من غيركم؟) قالوا: لا، إلا ابن أختنا وحليفنا ومولانا فقال: (ابن أختكم منكم، وحليفكم منكم، ومولاكم منكم، إن قريشا أهل أمانة وصدق، فمن بغى لها العواثر كبه الله في النار لوجهه)

وصح أيضا أن (ص) قال لعمر: (اجمع لي قومك) فجمعهم عمر عند بيت رسول الله(ص)، ثم قال: (ألا تسمعون إن أوليائي منكم المتقون، فإن كنتم أولئك فذلك، وإلا فأبصروا، ثم أبصروا يأتين الناس بالأعمال يوم القيامة، وتأتون بالأثقال، فيعرض عنكم، ثم رفع يديه فقال: يا أيها الناس إن قريشا أهل أمانة فمن بغى لهم العواثر كبه الله لمنخريه، قالها ثلاث مرات) "

والخطأ هنا وجوب عدم إهانة أى إبغاء العواثر قريش وهو يخالف مقاتلة النبى (ص)لقريش وقتله منهم وأسرهم وهى أكبر الإهانات كما أن الله أهان قريش بإنزال العذاب الممثل فى الدخان عليهم كما ورد بسورة الدخان كما أن الله وصفهم بالكفر فقال بسورة الفتح"هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام "ومن واجبات المسلمين قتالهم بسبب عدوانهم وظلمهم

ونقل الروايات التالية:

"وصح خبر: (لولا تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله)

وصح أن رجلا نال منهم فقال  (ص) (لا تسبن قريشا فإنه لعلك أن ترى منهم رجالا تزدرى عملك مع أعمالهم، وفعلك مع أفعالهم، وتغبطهم إذا رأيتم، لولا أن تطغى قريش لأخبرتهم بالذي لهم عند الله تعالى)

وفي خبر سنده مرسل جيد أن أبا قتادة الأنصاري قال لخالد بن الوليد يوم فتح مكة: (هذا يوم يذل الله فيه قريشا) فقيل يا رسول الله ألا تسمع ما يقول أبو قتادة، فقال  (ص): (مهلا يا أبا قتادة إنك لوزنت حلمك مع حلومهم، لحقرت حلمك مع حلومهم ولوزنت رأيك مع آرائهم لحقرت رأيك مع آرائهم، ولوزنت فعلك مع أفعالهم لحقرت فعلك مع أفعالهم، لا تعلموا قريشا، وتعلموا منهم، فلولا أن تبطر قريش لأخبرتهم بما لهم عند رب العالمين)

وصح خبر: (إن الرجل من قريش قوة رجلين من غير قريش) أي من حيث الرأي، قاله الزهرى

وفي حديث حسن: (أيها الناس لا تقدموا قريشا فتهلكوا، ولا تتخلفوا عنها فتضلوا، ولا تعلموها، وتعلموا منها فإنهم أعلم منكم، لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله)

وفي آخر حسن أيضا: (التمسوا الأمانة في قريش، فإن أمين قريش له فضل على أمين من سواهم، وإن قوى قريش له فضل على قوي من سواهم)

وفي خبر في سنده مقال: (قدموا قريشا، ولا تقدموها، وتعلموا من قريش ولا تعلموها، لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لخيارها عند الله) "

الخطأ أن قريش لها عند الله أجر عظيم وهو جنون لأن قريش كما هو معلوم كفرة ومسلمين فكيف يستوى الكل فى الأجر الخفى ؟ألا يخالف هذا قوله تعالى "هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون "ودخول أبو لهب القرشى وزوجته النار كما بسورة المسد وقتلى بدر وأحد والأحزاب وغيرها من المواقع مع قريش الكافرة

 ثم عاد فكرر روايات سابقة فقال :

"وفي خبر حسن: (العلم في قريش، والأمانة في الأنصار)

وخبر: (الأمانة في الأزد، والحياء في قريش) في سنده مجاهيل"

ونقل حديثا عن عدى بن حاتم ثم ذكر نقده له فقال :

 "وأخرج الطبراني عن عدى بن حاتم قال: كنت قاعدا عند النبي  (ص) حين جاء من بدر، فقال رجل من الأنصار: وهل لقينا إلا عجائز كالجزر المعلقة فنحرناها، فتغير وجه رسول الله (ص)حتى رأيته كأنه تفقا فيه حب الرمان، ثم قال: (يا ابن أخي لا تقل ذلك، أولئك الملأ الأكبر من قريش، أما لو رأيتهم في مجالسهم بمكة لهبتم، فوالله لأتيت مكة فرأيتهم قعودا في المسجد في مجالسهم فما قدرت أن أسلم عليهم من هيبتهم، فذكرت قول رسول الله  (ص): (لو رأيتهم في مجالسهم لهبتم)

قال عدى بن حاتم فقال رسول الله  (ص): (يا معشر الناس أحبوا قريشا، فإن من أحب قريشا فقد أحبني، ومن أبغض قريشا، فقد أبغضني، إن الله حبب إلى قومي، فلا أتعجل لهم نعمة، ولا استكثر لهم نعمة، اللهم إنك أذقت أول قريش نكالا، فأذق آخرها نوالا، ألا إن الله تعالى علم ما في قلبي من حبي لقومي فسرني فيهم، قال الله عز وجل: (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون)

فجعل الذكر والشرف لقومي في كتابه: (وأنذر عشيرتك الأقربين، واخفض جناحك بمن اتبعك من المؤمنين) ، يعني قومه، والحمد لله الذي جعل الصديق من قومي، والشهيد من قومي، والأئمة من قومي، إن الله تعالى قلب العباد ظهرا وبطنا فكان خير العرب قريش، وهي الشجرة المباركة التي قال الله تعالى: (مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة) قريش (أصلها ثابت) يقول: أصلها كريم، (وفرعها في السماء) يقول الذي أشرف شرفهم الله بالإسلام الذي هداهم له، وجعلهم أهله، ثم أنزل فيهم سورة محكمة في كتابه: (لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف)

قال عدى: ما رأيت رسول الله  (ص) ذكرت عنده قريش بخير قط إلا سر، حتى يبين السرور في وجهه، وكان يتلو هذه الآية ب (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون)

أعل هذا الحديث بأن فيه وهما من بعض رواته، فإن إسلام عدى بن حاتم تم متأخرا، ولم يقدم على النبي  (ص) حين جاء من بدر كما وقع في هذا الحديث، وإنما جاء إلى النبي  (ص) في شعبان سنة تسع من الهجرة، ولأن في سنده من لا يعرف"

وعاد فكرر روايات سبق ذكرها فقال :

"أخرج الطبراني في خبر: (أحبوا قريشا، فإن من أحبهم أحب الله عز وجل)  وفيه عبد المهيمن منكر الحديث

ومر حديث (حب قريش إيمان، وبغضهم كفر)

وفي خبر حسن: (بغض بني هاشم والأنصار كفر، وبغض العرب نفاق)

وفي خبر: قيل للنبي  (ص) إن فلانا الثقفي قتل، وقد أسلم، فقال: (أبعده الله إنه كان يبغض قريشا)

وفي مرسل صحيح ذكر للنبي  (ص) رجل من ثقيف مات يوم حنين، وهو كافر، فقال: (أبعده الله، فإنه كان يبغض قريشا)

لا منافاة بين هذا، وما قبله لاحتمال أنهما رجلان مسلم وكافر، وأنه  (ص) دعا على كل منهما

وفي حديث آخر في سنده مقال: وقف  (ص) على رجل من ثقيف مقتول فقال: (أبعدك الله، فإن كنت تبغض قريشا بسبع خصال لم يعطها أحد بعدهم، فضل الله قريشا: بأنى منهم، وأن النبوة فيهم، وأن الحجابة فيهم، وأن السقاية فيهم، ونصرهم على الفيل، وعبدوا الله عشرين سنة، لا يعبده غيرهم)

أي باعتبار الغالب، فلا يرد مثل أبي ذر ممن أسلم قديما وليس منهم، (وأنزل فيهم سورة من القرآن لم تنزل في أحد غيرهم) "

نلاحظ الخبل هنا وهو أن النبى (ص) وهو ليس بالقطع يدعو على مسلم ويدخله جهنم لأنه يبغض قريش الكافرة

 ثم عاد لذكر روايات أخرى كلها تتعارض مع القرآن أو مع بعضها  وبعض منها سبق ذكرها فقال:

"وصح أن صحابيا قال عند عمرو بن العاص سمعت رسول الله  (ص) - قال: لئن قلت ذلك إن فيهم - أي قريش - خصالا أربعة إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيركم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة، وأمنعهم من ظلم الملوك)

وورد نحو هذا مرفوعا إلى النبي  (ص)، وجاء عن عمرو موقوفا عليه أيضا: (قريش خالصة لله من نصب لها حربا، أو حاربا سلب، ومن أرادها بسوء خزى في الدنيا والآخرة)

ومر خبر (واختار من مضر قريشا (وخبر (واصطفى من بني كنانة قريشا) وخبر (وكانت خيرة الله في قريش) وخبر (الدعاء لهم بالنوال والهداية والتفقه في الدين) "

ثم ذكر ما سماه فضائل ألأوس والخزرج فقال :

الثانية الأنصار الأوس والخزرج

صح عن أنس أنه قيل له: أرأيتم اسم الأنصار كنتم تسمون به أم سماكم الله؟فقال: بل سمانا الله عز وجل

وأخرج الطبراني أنه  (ص) قال: (إن الله أيدني بأشد العرب ألسنا وأذرعا يا بني قيلة الأوس والخزرج)

وأخرج بسند ضعيف أيضا عن أبي واقد الليثي قال: كنت جالسا عند رسول الله  (ص) فأتاه آت فالتقم أذنه، فتغير وجه رسول الله  (ص)، وأثار الدماء في أساريره، وقال: (هذا رسول عامر بن الطفيل يتهددني، ويتهدد من بأزائي، فكفانيه الله بالابنين من ولد إسماعيل بابنى قيلة) يعنى الأنصار

وصح في البخاري أنه  (ص) رأى نساءهم وصبيانهم مقبلين من عرس فقام، وقال: (اللهم أنتم من أحب الناس إلي)

وفيه وفي مسلم جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله  (ص) ومعها صبي لها فكلمته، فقال: (والذي نفسي بيده، إنكم لأحب الناس إلى مرتين)

وصح أنه  (ص) مر ببعض المدينة فإذا الجوارى يضربن بدفهن، ويقلن نحن جوار من بنى النجار يا حبذا محمد من جار فقال  (ص): (اللهم بارك فيهن) وأخرج الشيخان وغيرهما أنه  (ص) قال: (الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله)

وأنه قال: (آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار)

وصح خبر: (إن هذا الحي من الأنصار حبهم إيمان، وبغضهم نفاق)

وخبر: (حب الأنصار إيمان، وبغضهم نفاق)  وخبر: (لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله ورسوله)

وفي رواية للبزار: (من أحبني أحب الأنصار، ومن أبغضني، فقد أبغض الأنصار، لا يحبهم منافق، ولا يبغضهم مؤمن، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله، الناس دثار، والأنصار شعار ولو سلك الناس شعبا، والأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار)

وفي خبر حسن: (لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى عليه، ولا يؤمن بي من لا يحب الأنصار)

وفي رواية للطبراني وغيره، فيها غرابة: صعد النبي  (ص) المنبر فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: (أيها الناس لا صلاة بلا وضوء، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه، ولم يؤمن بالله من لم يؤمن بي، ولا يؤمن بي من لا يحب الأنصار)

وصح خبر: (من أحب الأنصار أحبه الله، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله)

وخبر: (والذي نفسي بيده لا يحب رجل الأنصار حتى يلقى الله تبارك وتعالى وهو يحبه، ولا يبغض الأنصار رجل حتى يلقى الله تبارك وتعالى وهو يبغضه) "

الروايات السابقة التى تصف من يبغض الأنصار بالنفاق يناقض قولهم آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان وقولهم أربع من كن فيه كان منافقا خالصا 000وقولهم آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم فلا يوجد فيهم حب الأنصار أو بغضهم

وقد بين الله أن الكراهية وهى الغل أى البغض تقع بين المسلمين ولكنها تزول فى الجنة كما قال تعالى "إن المتقين فى جنات وعيون ادخلوها بسلام آمنين ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين "

ثم ذكر حديثا يبدو أنه مؤلف فقال :

"وصح عن أنس رضى الله تعالى عنه قال: افتخرت الحيان من الأنصار: الأوس والخزرج، فقالت الأوس للخزرج: منا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب - أي لأنهم غسلوه يوم أحد لموته جنبا، كان يجامع أهله فسمع الدعاء للقتال فخرج، واستشهد - ومنا من اهتز له عرش الرحمن سعد بن معاذ، ومنا من حمته الدبر عاصم بن ثابت، ومنا من أجيزت شهادته شهادة رجلين خزيمة بن ثابت

وقال الخزرجيون: منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله  (ص)، ولم يجمعه غيرهم: زيد بن ثابت، وأبو زيد، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل) "

 الغريب أن الجمع هذا لم يعرف فى التاريخ إلا بعد موت النبى (ص) والمسلمون لا يفتخرون على بعضهم البعض لأنه عصبية منتنة

 ثم ذكر الرجل حديثا مشهورا فقال :

وأخرج الشيخان وغيرهما عن أنس قال: قالت الأنصار يوم فتح مكة: أعطى قريشا، والله إن هذا لهو العجب، سيوفنا تقطر من دماء قريش، وغنائمنا ترد عليهم، فبلغ ذلك النبي  (ص) فدعا الأنصار، وقال: (ما الذي بلغني عنكم؟) وكانوا لا يكذبون، فقالوا: هو الذي بلغك فقال: (أو لا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم، وترجعون برسول الله  (ص) - وكرم ومجد وشرف وعظم وفخر - إلى بيوتكم، لو سلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادى الأنصار أو شعبهم)

وفي رواية صحيحة: (والذي نفسي بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلكت الناس شعبا، والأنصار شعبا، لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار) فبكى الأنصار حتى خضبوا لحاهم، وقالوا رضينا برسول الله  (ص) قسما وحظا

وفي البخارى: (لو أن الأنصار سلكوا واديا أو شعبا لسلكت وادى الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار)

وصح أنه  (ص) قال على المنبر: (ألا إن الناس دثار، والأنصار شعار، ولو سلك الناس واديا، وسلك الأنصار واديا لسلكت شعب الأنصار، ولولا الهجرة كنت امرأ من الأنصار، فمن ولى أمر الأنصار فليحسن إلى محسنهم، وليتجاوز عن مسيئهم، ومن أفزعهم، فقد أفزعني)

وروى الطبراني في أكبر معاجمه بسند فيه مقال: أنه  (ص) قسم غنائم حنين، ففضل كثيرا من قبائل العرب، فبلغه من الأنصار ما سبق، فقال: (يا معشر الأنصار ألم يمن الله عليكم بالإيمان، وخصكم بالكرامة، وسماكم بأحسن الأسماء أنصار الله وأناصر رسوله، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا، وسلكتم واديا لسلكت واديكم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بهذه الغنائم الشاة والغنم والبعير، وتذهبون برسول الله  (ص)فلما سمعت الأنصار قول رسول الله  (ص) قالوا: رضينا قال: أجيبوني فما قلب؟ قال الأنصار: يا رسول الله صلى الله عليك وعلى آلك وصحبك وسلم وجدتنا في ظلمة، وأخرجنا الله بك إلى النور، ووجدتنا على شفا حفرة من النار فأنقذنا الله بك، ووجدتنا ضلالا فهدانا الله بك، فرضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، فاصنع يا رسول الله ما شئت في أوسع الحل فقال رسول الله  (ص): (أما والله لو أجبتموني بغير هذا القول لقلت صدقتهم، لو قلتم ألم تأتنا طريدا، فآويناك، ومكذوبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وقبلنا ما رد الناس عليك، لو قلتم هذا لصدقتم)  فقال الأنصار: بل لله المن علينا، والفضل على غيرنا، ثم بكوا وكثر بكاؤهم، وبكى النبي  (ص) معهم"

وفي آخر حسن أيضا أن أبا سعيد الخدري قال: قال رجل من الأنصار لصحابه: أما والله لقد كنت أحدثكم أنه قد استقامت الأمور، لقد آثر عليكم، فردوا عليه ردا عنيفا، فبلغ ذلك النبي  (ص) فجاءهم، فقال لهم أشياء لا أعرفها، قالوا: بلى يا رسول الله قال: (فكنتم لا تركبون الخيل) ، فكلما قال لهم شيئا، قالوا: بلى يا رسول الله قال: فلما رآهم لا يردون عليه شيئا، قال: (أفلا تقولون خذلك قومك فنصرناك، وأخرجك قومك فآويناك) قالوا: نحن لا نقول ذلك يا رسول الله، أنت تقوله

قال: (يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا، وتذهبون برسول الله  (ص) قالوا: بلى يا رسول الله

قال: (ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، الأنصار كرشى، أهل بيتي وعيبتي التي أوبت إليها، فاعفوا عن مسيئهم، واقبلوا من محسنهم)"

والمعضلة فى الحديث هو أن النبى(ص) كان سيكون من الأنصار لولا الهجرة وكيف سيكون من الأنصار ولولا الإسلام ما كان هنالك أنصارى

والمعضلة الثانية سلوك النبى(ص) طريق الأنصار وهو ما يناقض أن الله طالبه أن يسلك طريق الله وهو وحلا الله المنزل عليه وليس طريق الناس أيا كانوا حيث قال "اتبع ما أوحى إليك من ربك"

 ثم ذكر الرواية التالية:

"وفي البخاري عن ابن عباس قال: خرج رسول الله  (ص) وعليه ملحفة متعطفا بها على منكبيه، وعليه عصابة دسماء، حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (أما بعد، أيها الناس فإن الناس سيكثرون، وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام، فمن ولى منكم أمرا يضر فيه أحدهم أو ينفعه، فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم)

وأخرج الشيخان عن أنس قال: مر أبو بكر والعباس - رضي الله عنهما - بمجلس من مجالس الأنصار، وهم يبكون، فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلس النبي  (ص)، فدخل على النبي  (ص) فأخبره بذلك، قال: فخرج النبي  (ص)، وقد عصب على رأسه حاشية برد، قال: فصد النبر، ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشى وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقى الذي لهم فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم)

وفي خبر حسن: كتب أبو بكر إلى عمرو بن العاص أن رسول الله  (ص) قال في الأنصار: (اقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم)

وصح أنه  (ص) قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه، واستغفر للشهداء الذين قتلوا بأحد، ثم قال: (إنكم يا معشر المهاجرين تزيدون، والأنصار لا يزيدون، وإن الأنصار عيبتي التي أويت إليها، أكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيئهم، فإنهم قد قضوا الذي عليهم، وبقى الذي لهم)

وصح أيضا: أنه  (ص) خرج عاصبا رأسه فقال في خطبيته: (أما بعد يا معشر المهاجرين إنكم أصبحتم تزيدون، وأصبحت الأنصار لا تزيد على هيئتها التي هي عليها اليوم، وإن الأنصار عيبتي التي أويت إليها، فأكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيئهم)

وفي رواية: (إن لكل بني عيبة وعيبتي هذا الحي من الأنصار، ولولا الهجرة كنت امرأ من الأنصار، والأنصار شعار، والناس دثار، فمن ملك من الأمر شيئا فليحسن إلى محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم) "

الخطأ علم النبى(ص) بالغيب ممثلا فى قلة الأنصار وزيادة المهاجرين وهو ما يخالف قوله تعالى على لسان النبى(ص)"ولا أعلم الغيب" وقوله " لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"

ثم روى الرجل روايات أخرى وهى :

"وفي الصحيحين أنه  (ص) لما قسم غنائم حنين فأعطى المؤلفة دون الأنصار، وبلغه عنهم ما سبق، قال لهم ما سبق، وفي آخره: (لو سلكت الناس واديا أو شعبا، وسلك الأنصار واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار، وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار، إنكم ستلقون بعدى أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)

وفي البخاري: (فتجدون أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله، فإني على الحوض)

وفيهما أن رجلا من الأنصار قال لرسول الله  (ص): ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟ قال: (ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)

وفي البخاري أنه  (ص) دعا الأنصار إلى أن يعطيهم البحرين، فقالوا: لا إلا أن تقطع لإخواننا من المهاجرين مثلها، قال: (إما لا، فاصبروا حتى تلقوني، فإنه سيصيبكم بعدي أثرة)

وفي حديث حسن أن أسيد بن حضير من أكابر الأنصار قال للنبي  (ص): جزاكم الله عنا خيرا يا رسول الله

قال: (وأنتم فجزاكم الله عني خيرا ما علمت أعفة صبر)

قال: وسمعت رسول الله  (ص) يقول: (إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني) "

والخطأ وجود حوض واحد للنبى (ص)هو الكوثر وهو ما يخالف أن كل مسلم رسول أو غير رسول له عينان أى نهران أى حوضان مصداق لقوله تعالى "ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان ".

ثم ذكر روايات عن غيقار الأنصار المهاجرين على أنفسهم فقال :

"وفي حديث حسن غريب: أن الأنصار كانوا إذا وجدوا نخلهم قسم الرجل ثمرة نصفين، أحدهما أقل من الآخر، ثم يجعلون السعف مع أقلتهما، ثم يخبرون المسلمين، فيأخذون أكثرهما، ويأخذ الأنصار أقلهما، من أجل السعف، حتى فتحت خيبر، فقال  (ص): (قد وافيتم بالذي كان لنا عليكم، فإن شئتم أن تطيب أنفسكم بنصيبكم من خيبر، وتطيب لكم ثماركم فعلتم)

فقالوا: فإنه قد كان لكم علينا شروط، ولنا عليكم شروط، بأن لنا الجنة، فقد فعلنا الذي سألتنا على أن لنا شرطنا

قال: فكذلكم لكم هذا

وفي آخر حسن غريب أيضا: أنه  (ص) قال: (أسلمت الملائكة طوعا، وأسلمت الأنصار طوعا، وأسلمت عبد القيس طوعا)

وفي آخر حسن غريب أيضا: (ألا إن لكل شيء تركة وضيعة، وإن تركني وضيعتي الأنصار، فاحفظوني فيهم)

ومر في أدعيته  (ص) لقبائل العرب ما يتعلق بالدعاء للأنصار، وسيأتي قوله  (ص): (ليس لهم مولى دون الله ورسوله)

وفي حديث غريب أيضا: (الأنصار أحبائي، وفي الدين إخواني، وعلى الأعداء أعواني) "

ثم ذكر فى الباب الرابع فضائل قبائل العرب مجتمعةوهو تكرار للكغير من الروايات السابقة وهى روايات كلها تدل على الجهل بالعرب حسب التاريخ المعروف حيث كفر الكثير منهم وقتلوا فى حروب النبى(ص) والمسلمين معهم فكيف يكون لهم فضائل وقد كفروا بالله فالفضائل للمسلمين وليس للعرب وهى فضائل عامة لا يحدد فيها أسماء ولا أماكن وجود وفى هذا نقل الروايات التالية:

"الباب الرابع فصل في فضائل قبائل العرب مجتمعة:

أخرج الشيخان خبر: (قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وأشجع، وغفار موالي ليس لهم مولى دون الله ورسوله)

وفي رواية لمسلم بعد ذكر أولئك: (ومن كان من بني عبد الله موالي دون الناس، والله ورسوله مولاهم)

وفي رواية لأحمد: (ومن كان من بني كعب)

وفي مسلم: (أسلم وغفار، ومزينة، وما كان من جهينة خير من بني تميم، وبني عامر، والحليفين أسد وعطفان)

وفيه أيضا: (والذي نفسي بيده لغفار وأسلم ومزينة، ومن كان من جهينة، أو قال شيء جهينة، ومن كان من مزينة خير عند الله يوم القيامة من أسد وطيء، وغطفان)

وفيه عنه  (ص) أيضا: (أسلم وغفار وشيء من مزينة وجهينة، أو قال: شيء من جهينة ومزينة خير عند الله، قال: أحسبه قال: يوم القيامة من أسد وعطفان وهوازن وتميم)

وفيه أيضا كالبخاري: (أسلم وغفار ومزينة وجهينة خير من بني تميم، وبني عامر، ومن الحليفين بني أسد وغطفان)

وفي حديث حسن: كان رسول الله  (ص) يعرض يوما خيلا، وعند عيينة بن حصين بن بدر الفزارى، فقال له النبي  (ص) (أنا أعرف بالخيل منك)

فقال عيينة: وأنا أعرف بالرجال منك

فقال له النبي  (ص): (وكيف ذلك؟)

فقال: خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم، جاعلي رماحهم على مناسج خيولهم، لابسي البرد، من أهل نجد

فقال رسول الله  (ص): (كذبت، بل خيار الرجال رجال أهل اليمن، والإيمان يمان، إلى الخم وجذام، ومأكول حمير خير من أكلها، وحضرموت خير من بني الحارث، والله ما أبالى لو هلك الحارثان جميعا، لعن الله الملوك الأربعة: جمدا ومحرشا وأبضعة، وأختهم العمردة، ثم قال: أمرني ربي أن ألعن قريشا مرتين فلعنتهم، وأمرني أن أصلي عليهم فصليت عليهم، ثم قال: لعن الله تميم بن مرة خمسا، وبكر بن وائل سبعا، ولعن الله قبيلتين من قبائل بني تميم مقاعس، وملادس، ثم قال: عصية عصت الله ورسوله، غير قيس وجعدة وعصمة، ثم قال: أسلم وغفار ومزينة وأحلافهم من جهينة خير من بني أسد وتميم وغطفان وهوازن، عند الله يوم القيامة، ثم قال: شر قبيلتين في العرب نجران وبنو تغلب، وأكثر القبائل في الجنة مذحج، ومأكول حمير خير من أكلها، قال: ما مضى خير مما بقى

وفي رواية لأحمد: (وأنا يمان، وحضرموت خير من بني الحارث ولا أبالي أن يهلك الحيان كلاهما، فلا قيل، ولا ملك، ولا قاهر إلا الله)

وزاد بعد العمروة: (وكانت تأتي المسلمين إذا سجدوا فتركبهم، وأنا لا أبالي أن يهلك الحيان كلاهما)

وقال بعد قوله: (عصية عصت الله ورسوله، إلا مازن وقيس، ثم قال: قبيلتان لا يدخل الجنة منهم أحد أبدا منا عش وملادس)  وزعم أنهما قبيلتان تاهتا اتبعتا المشرق في عام، فانقطعتا في ناحية من الأرض، لا يوصل إليهما، وذلك في الجاهلية

وفي أخرى صحيحة إلا أن فيها أنقطاعا: (وما كول حمير خير من أكلها، وحضرموت خير من كندة)

وفي رواية للطبراني: (إن من خيار الناس الأملوك أملوك حمير وسفيان والسكون والأشعريين)

وفي خبر حسن: (قريش والأنصار، وجهينة، ومزينة، وأسلم، وغفار، وأشجع، وسليم أوليائي ليس لهم ولى دون الله ورسوله)

وفي خبر فيه ضعف: (ألا رجل يخبرني عن مضر؟) فقال رجل: أنا أخبرك يا رسول الله، أما وجهها الذي فيه سمعها وبصرها فهذا الحي من قريش، وأما لسانها الذي تعرب به في أنديتها فهذا الحي من بني أسد بن خزيمة، وأما كاهلها فهذا الحي من بني تميم)

وفي خبر ضعيف عن أبي الدرداء قال: أتيت النبي  (ص) جماعة من العرب يتفاخرون فيما بينهم، فدخل رسول الله  (ص) فقال: (ما هذا يا أبا الدرداء الذي اسمع؟)

فقلت: يا رسول الله هذه العرب تتفاخر فيما بينها

فقال رسول الله  (ص): (يا أبا الدرداء إذا فاخرت ففاخر بقريش، وإذا كاثرت فكاثر بتميم، وإذا حاربت فحارب بقيس، ألا إن وجهها كنانة، ولسانها أسد، وفرسانها قيس يا أبا الدرداء إن لله فرسانا في سمائه يحارب بهم أعداءه، وهم الملائكة، وله فرسان في الأرض يحارب بهم أعداءه وهم قيس يا أبا الدرداء إن آخر من يقاتل عن الإسلام حين لا يبقى إلا ذكره، ومن القرآن إلا رسمه، لرجل من قيس)

قلت يا رسول الله أي قيس؟ قال: (من سليم)

وفي حديث حسن غريب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ذكرت القبائل عند رسول الله  (ص)، فسألوه عن بني عامر؟ فقال: (جمل أزهر يأكل من أطراف الشجر)

وسألوه عن هوازن، فقال: (زهرة تنبع ماء) وسألوه عن بني تميم، فقال: (ثبت الأقدام، رجح الأحلام، عظم الهام، وأشد الناس على الدجال في آخر الزمان، هضبة حمراء لا يضرها من ناوأها)

فصل فضائل أحمس

مر أنه  (ص) (برك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات) ، رواه الشيخان وصح قدوم وفد أحمس، ووفد قيس على رسول الله  (ص) فقال: (ابدءوا بالأحمسين قبل القيسيين) ثم دعا لأحمس فقال: (اللهم بارك في أحمس، وخيلها، ورجالها سبع مرات)

وفي رواية صحيحة أيضا: قد وفد بجيلة على رسول الله  (ص)، فقال: (اكتبوا البجليين، وابدءوا بالأحمسيين)

وأحمس من بجيلة يجتمع نسبهم مع نسب النبي  (ص) في نزار بن معد

فصل في فضائل قبيلة الأزد

في حديث غريب: (الأزد أسد الله في الأرض، بريد الناس أن يضعوهم، ويأبى الله إلا أن يرفعهم، وليأتين على الناس زمان يقول الرجل: يا ليت أبي كان أزديا، ويا ليت أمي كانت أزدية)

وصح عن أنس بن مالك أنه قال: (إن لم نكن من الأزد فلسنا من الناس)

وفي حديث غريب: (نعم الحي الأسد) أي الأزد، إذ يقال بالسين والزاي (والأشعريون لا يفرون في القتال، ولا يغلون، هم مني، وأنا منهم)

وفي حديث حسن أنه  (ص) قال: (نعم القود الأزد، نقية قلوبهم، بارة أيمانهم، طيبة أفواههم) وفي حديث غريب: (الأزد مني وأنا منهم، أغضب لهم إذا غضبوا، وأرضى لهم إذا رضوا) فقال معاوية لراوية: إنما ذلك لقريشفقال راوية: لو كذبت رسول الله  (ص) لجعلتها لقومي

ومن الحديث الحسن: (العلم في قريش، والأمانة في الأزد)

وحديث: (الأمانة في الأزد، والحياء في قريش)

وحديث نظر رسول الله  (ص) إلى عصابة قد أقبلت، فقال: (أتاكم الأزد أحسن الناس وجوها، وأعذبهم أفواها، وأصدقهم لغة)

وفي حديث صحيح غريب: (نعم المرضعون أهل عمان) يعني الأزد، ويجتمعون معه  (ص) في عابر بن شالخ

فصل من فضائل بني خزيمة

أسد بني خزيمة يجتمعون معه  (ص) في خزيمة بن مدركة، مر قريبا أنهم لسان مضر، الذي تعرب به في أنديتها

فصل من فضائل أسلم وأشجع

أسلم يجتمعون معه  (ص) في عابر بن شالخ بن أرفشخذ بن سام بن نوح  (ص)

وأشجع يجتمعون معه في مضر بن نزار، مر في حديث (إن هذين موالى ليس لهم مولى دون الله ورسوله)

وفي آخر عن قبائل منهم أشجع (موالي دون الناس، والله ورسوله مولاهم)  وفي أخر عن قبائل منهم أسلم: (أنهم خير من بني تميم)

وفي آخر عن قبائل أسلم وأشجع أنهم: (حلفاء موالى ليس لهم من دون الله ورسوله مولى)

وفي الأحاديث: (وأسلم سالمها الله تعالى)

فصل من فضائل الأشعريين

الأشعريون من اليمن يجتمعون معه  (ص) في عابرين شالخ

روى الشيخان: (إن الأشعريين إذا رملوا في الغزو، أو قل طعام غيرهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم ف إناء واحد، فهم مني، وأنا منهم)

وتقدم في حديث مسلم أنهم من خيار الناس، ومر حديث: (نعم الحي الأزد، والأشعريون لا يقهرون في القتال، ولا يغلون فهم مني، وأنا منهم)

فصل من فضائل بعض قبائل العرب

روى أحمد حديث: ( (ص) على السكون والسكاسك، وعلى خولان العالية، وعلى الأملوك أملوك ردمان)

وردمان بطن من رعين

ومر (إن من خيار الناس الأملوك أملوك حمير)

فصل من فضائل بني بكر بن وائل

بنو بكر بن وائل يجتمعون معه  (ص) في نزار بن معد

ومر أنه  (ص) دعا لهم، فقال: (اللهم اجبر كسيرهم، ووآو طريدهم، ولا ترني فيهم سائلا) وفي رواية عائلا

وفي حديث حسن: (إن العدو لا يظفر على قوم لواؤهم، أو قال رآياتهم مع رجل من بني بكر بن وائل)

فصل من فضائل تجيب وتميم

تجيب يجتمعون معه  (ص) في يعرب بن يشجب، مر أثناء حديث (وتجيب أجابت الله ورسوله)

تميم يجتمعون معه  (ص) في إلياس بن مضر

في الصحيحين: أن أبا هريرة قال: أحبهم لثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هم أشد الناس على الرجال) ولما جاءت صدقاتهم قال: (هذه صدقات قومنا، وكانت منهم سبية عند عائشة، فقال  (ص): (أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل)

وصح أنه  (ص) لما رأى زكاتهم قال: (هذه نعم قومي)

ونال رجل منهم عند رسول الله  (ص) فقال: (لا تقل لبني تميم إلا خيرا، فإنهم أطول الناس رماحا على الدجال)

وفي رواية: (لهم أشد قتالا في الملاحم)

وفي حديث ضعيف: (هم ثبت الأقدام، ضخام الهام، نصار الحق في آخر الزمان، أشد قوما على الدجال)

وفي حديث ضعيف عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ربما ضرب النبي  (ص) على كتفي، وقال: (أحبوا بني تميم)

وفي حديث: (وإذا كاثرت فكاثر بتميم)

ومر حديث: (ثبت الأقدام، رجح الأحلام، أولوا أفهام، عظم الهام، أشد الناس على الدجال في آخر الزمان)

أحاديث: وأما كاهلها أي مضر، فهذا الحي من بني تميم

فصل من فضائل ثقيف

ثقيف يجتمعون معه  (ص) في إلياس بن مضر، مر فيهم حديث صحيح: (اللهم إهد ثقيفا)

وأخرج الترمذي يسند في بعض رجاله نظر: أنا أعرابيا أعطى للنبي  (ص) بكرة، فعوضه منها ست بكرات، فتسخطها، فبلغ ذلك النبي  (ص)، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (إن فلانا أهدى إلي ناقة فعوضته منها ست بكرات فظل ساخطا، لقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشى أو أنصارى أو ثقفى، أو دوسى)

وفي رواية وهي أصح: أهدى رجل من بني فزارة إلى النبي (ص)ناقة من إبله التي كانوا أصابوا بالغابة، فعوضه منها بعض العوض فتسخط، فسمعت رسول الله  (ص) على المنبر يقول: (إن رجالا من العرب يهدى أحدهم الهدية فأعوضه منها بقدر ما عندي، ثم يتسخطه، فيظل يتسخط فيه علي، وأيم الله لا أقبل بعد مقامي هذا من رجل من العرب إلا من قرشي أو أنصارى أو ثقفي أو دوسى)

وفي رواية صحيحة: (لقد هممت أن لا أهب إلا من قرشى أو أنصارى أو ثقفي)

فصل من فضائل جذام وجهينة

جذام ينتسبون إلى حضرموت الأكبر، ومر فيهم (خير الرجال رجال أهل اليمن، والإيمان يمان إلى لخم وجذام) الحديث

وصح أيضا: (الإيمان يمان - هكذا - إلى لخم وجذام)

وصح أيضا: يديه وقال: (الإيمان يمان، والحكمة ههنا، إلى لخم وجذام)

جهينة ينسبون لقضاعة، ويجتمعون معه  (ص) في معد بن عدنان، وقيل: قضاعة بن حمير بن سبأ

وفي حديث غريب رواته ثقات إلا واحد لم يعدل ولا جرح:

(جهينة مني، وأنا منهم، غضبوا لغضبي، ورضوا لرضائي، أغضب لغضبهم، وأرضى لرضاهم، من أغضبهم فقد أغضبني، ومن أغضبني فقد أغضب الله تعالى)

وفي الخبر الصحيح أنهم مع قبائل آخر (موالى ليس مولى من دون الله ورسوله)

فصل من فضائل قبيلتي حضرموت وحمير

مر في الخبر الصحيح: (حضرموت خبر من بني الحارث)

ومر خبر: (حضرموت خبر من كندة)

حمير قبيلة باليمن من قحطان بن عامر، تجتمع معه  (ص) في عامر بن شالخ في حديث غريب: جاء رجل إلى النبي  (ص)، فقال يا رسول الله العن حميرا، فأعرض عنه، ثم جاءه من الشق الآخر، فأعرض عنه، ثم جاءه من الشق الآخر فأعرض عنه، ثم من الشق الآخر فأعرض عنه، ثم جاء من الشق الآخر فأعرض عنه، فقال  (ص): (رحم الله حميرا، أفواههم سلام، وأيديهم طعام، فهم أهل أمن وأمان)

فصل من فضائل قبيلتي خولان ودوس

خولان العالية من قضاعة يجتمعون معه  (ص) في معد ابن عدنان، وقيل: من حمير بن سبأ، ويجتمعون في عامر بن شالخ

روى أحمد والطبراني (أنه  (ص) صلى على خولان العالية)

دوس بطن كبير من الأزد في الصحيحن أن الطفيل بن عمرو الدوسي جاء للنبي  (ص) فقال: إن دوسا قد هلكت، وعصت، أبت، فادع الله عليهم وظن الناس أنه يدعو عليهم فقال

(اللهم اهد دوسا، وائت بهم)

وفي حديث في سنده مقال قدم عليه  (ص) أربعمائة من دوس، فقال: (مرحبا أحسن الناس وجوها، وأطيبهم أفواها، وأعظمهم أمانة)

فصل من فضائل السكاسك والسكون

السكاسك والسكون بطنان كبيران من كندة

روى أحمد ( (ص) على السكاسك والسكون)

وفي حديث صحيح لكن فيه إنقطاع عن معاذ بعثني رسول الله  (ص) إلى اليمن فقال: (لعلك أن تمر بقبري ومسجدي، لقد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم، يقاتلون على الحق مرتين، فقاتل عمن أطاعك منهم من عصاك، ثم يغيثون إلى الإسلام حتى تبادر المرأة زوجها والولد والده، والأخ أخاه، فأنزل بين الحيين السكون والسكاسك)

فصل من فضائل قبيلتي سليم وطيىء وغيرهما

سليم يجتمعون معه  (ص) في مضر بن نزار، قال فيهم  (ص) مع قبائل مرت: (أوليائي ليس لهم ولى من دون الله ورسوله) ، بتوضيعة بن ربيعة يجتمعون معه  (ص) في نزار بن معد

أخرج الطبراني بسند فيه مجهول: أن رجلا منهم أتى النبي  (ص) فقال له: من أنت؟ فقال: أن من ضبيعة بن ربيعة

فقال  (ص): (خير ربيعة عبد القيس، ثم الحي الذي أنت منهم)

طىء يجتمعون معه  (ص) في عابر بن شالخ

في مسلم عن عمر قال: أول صدقة بيضت وجه رسول الله  (ص)، ووجه أصحابه صدقة طىء

فصل ما جاء في فضائل بعض قبائل العرب

بنو عامر بن صعصعة يجتمعون معه  (ص) في مضر بن نزار

مر أنه  (ص) سئل عنهم فقال: (جمل أزهر يأكل من أطراف الشجر)

وفي حديث حسن: أتينا النبي  (ص) بالأبطح، وهو في قبة له حمراء، فقال: من أنتم؟ فقلنا: من بني عامر

فقال: مرحبا، وفي رواية (مرحبا بكم أنتم) ، وفي رواية: (وأنا منكم)

بنو عاملة يجتمعون معه  (ص) في عابر بن شالخ

مر في حديث حسن: (والإيمان إلى لخم وجذام وعاملة)

عبد القيس يجتمعون معه  (ص) في نزار بن معد

في حديث غريب (أنا حجيج من ظلم عبد القيس)

وفي آخر حسن: (خير أهل المشرق عبد القيس)

وفي آخر غريب: (إنهم لما وفدوا عليه قال لهم: (أسلمت عبد القيس طوعا، وأسلم الناس كرها، فبارك الله في عبد القيس، وموالى عبد القيس)

ومر حديث: (اللهم اغفر لعبد القيس ثلاثا)

فصل من فضائل بني عبيد

بنو عبيد بطن من تميم يجتمعون معه  (ص) في إلياس ابن مضر

في حديث في سنده مقال عن يزيد بن معبد قال: وفدت على النبي  (ص) فسألني عن اليمامة فيمن العدل، من أهلها، فأردت أن أقول في بني عبد الدار، ثم كرهت أن أكذب النبي  (ص)، فقلت: العدل فيهم في بني عبيد، فقال: (صدقت أرض تثبت على شدة، ولن تهلك)

قالوا: يا رسول الله بماذا؟ قال: (بأنهم يعملون بأيديهم، ويؤاكلون عبيدهم)

فصل من فضائل بني عذرة وبني عنبر

بنو عذرة بن سعد بن قضاعة وهي: قيل: من معد،، وقيل: من اليمن في حديث أنهم أول من أدى الصدقة طائعين من قبل أنفسهم

بنو العنبر من تميم، ويقال فيهم بلعنبر يجتمعون معه  (ص) في إلياس بن مضر

صح عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - أنه كان عليها رقبة من بني إسماعيل، فجاء سبى من بني خولان، فأرادت أن تعتق منهم، فنهاها  (ص)، ثم جاء سبي من بني العنبر، فأمرها النبي  (ص) أن تعتق منهم

وفي حديث غريب: (أولئك - بنو العنبر - قومنا)

فصل من فضائل قبيلة عنزة

عنزة حي من ربيعة ويجتمعون معه  (ص) في نزار بن معد

في حديث حسن: أن عمر سأل حنظلة بن نعيم، وقد وفد عليه، ممن أنت؟ قال: من عنزة، فقال: سمعت رسول الله  (ص) يقول: (حي من ههنا - وأشار بيده نحو المشرق - مبغى عليهم منصورون)

ومر حديث له: لما قدم عليه  (ص) وفدهم قال: من هؤلاء؟ قالوا: عنزة، قال: بخ بخ بخ بخ، نعم الحي عنزة) الحديث

فصل من فضائل قبيلة قيس

قيس ويمن، قال الزين العراقي: الظاهر أن قيسا هذا هو بن عيلان بالمهملة كما يدل عليه حديثان تقدما، ويأتيان، وهو ابن مضر

وقيل: قيس بن عيلان بن مضر، وعيلان بالمهملة فرسه، أو رجل حصانه أو كلبه، ويجتمعون معه  (ص) في مضر بن نزار

وفي حديث حسن غريب: ذكرت قيس عند رسول الله  (ص)، فقال: (رحم الله قيسا)

قيل: يا رسول الله تترحم على قيس؟ قال: (نعم إنه كان على دين إسماعيل، يا قيس حي يمنا يا يمن حي قيسا، إ قيسا فرسان الله في الأرض، والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان ليس لهذا الدين نامر غير قيس، إن قيسا ضراء الله في الأرض) يعنى أسد الله

وفي حديث غريب: (رحم الله قيسا، رحم الله قيسا، رحم الله قيسا، إن لله فرسانا من أهل السماء مسومين، ومن الأرض معلومين، ففرسان الله في الأرض قيس إنما قيس بيضة تفلقت عنا أهل البيت) ومر في حديث (وأما فرسانها - أي مضر - فهذا الحي من قيس عيلان)

ومر في آخر: (وإذا حاربت فحارب بقيس، فإنهم فرسان الله في أرضه، يحارب بهم أعداءه، وإنهم آخر من يقاتل عن الإسلام)

فصل من فضائل قبائل متفرقة

بنو كعب: يطلقون على قبائل متعددة

ومر فيهم حديث: (إن الله ورسوله مولاهم) لم يدر من المراد فيهم

لخم: قبيلة باليمن من قحطان يجتمعون معه  (ص) في عابر بن شالخ

مر فيهم حديث: (الإيمان إلى لخم وجذام)

مذحج: بالذال المعجمة كمجلس قبيلة باليمن تجتمع معه  (ص) في عابر بن شالخ

مر حديث: (وأكثر القبائل في الجنة مذحج)

بنو مرة بن عبيد بطن من تميم

في حديث غريب أن عكراش منهم، لما قدم بصدقاتهم إلى النبي  (ص) قال هذه إبل قومي، هذه صدقات قومي، ثم انطلق به  (ص) إلى بيت أم سلمه، فقدمت له قصعة من ثريد، فطاشت يده فيها فأمسكها  (ص) بيساره، ثم قال: (كل من موضع واحد، فإنه طعام واحد)

ثم قدم لهم طبق فيه ألوان رطب وتمر، فحال يده، فقال: (يا عكراش كل من حيث شئت، فإنه من غيرلون واحد، ثم أتى بماء فغسل يده، ثم مسح بيل كفيه يديه ووجهه وذراعيه ورأسه ثم قال: (يا عكراش هكذا الوضوء مما غيرت النار)

فصل مزينة

يجتمعون معه  (ص)

في إلياس بن مضر ومزينة قيل: ذكر، وقيل: أنثى هي أمة

مر في حديث في الصحيحين أنهم من جملة قبائل (ليس مولى دون الله ورسوله)

فصل

بنو مضر، وأخرج تمام خبر: (مضر صخرة الله التي لا تقل)

فصل

المغافر: قبيلة باليمن يجتمعون معه  (ص) في عابر بن شالخ

في حديث حسن: أنه  (ص) أتى بثوب من عملهم فلعنوا، فقال  (ص) لمن لعنهم: (لا تلعنهم فإنهم منى، وأنا منهم)

فصل

بنو ناجية: بطن من قريش يجتمعون معه صلى الله تعالى في لؤى بن غالب

روى أحمد أنه  (ص) قال فيهم: (أنا منهم، وهم مني)

فصل

النخع: قبيلة كبيرة من مذحج يجتمعون معه  (ص) في عابر بن شالخ

في الحديث الصحيح عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله  (ص) يدعو لهذا الحي من النخع، أو يثني عليهم حتى تمنيت أن أكون منهم

فصل همدان

يجتمعون معه  (ص) في عابر

في حديث صحيح منقطع: (همدان هامة اليمن)

فصل

هوازن: من قيس بن عيلان يجتمعون معه  (ص) في مضر

مر فيهم أنهم زهرة تنبع ماء"

ما سبق من الروايات لا يصح منها شىء فى المعنى فالنبى(ص) لا يمكن أن يدعو لقبيلة كلها وفيها المسلم والكافر وقد نهاه الله عن الدعوة وهى الاستغفار للكفار فقال "ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم"

وفى الخاتمة أورد روايات أخرى خاطئة فقال :

"خاتمة:

في حديث حسن: (أنا سابق العرب إلى الجنة)

وفي آخر حسن أيضا: (السباق أربعة: أنا سابق العرب، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة، وصهيب سابق الروم) "

 الحديثان يخالفان القرآن فى أن دخول الجنة جماعى وليس فردى كما قال تعالى "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا"

ثم روى رواية أخرى:

"وفي خبر ضعيف غريب: (والذي نفسي بيده ما أنزل الله وحيا قط على نبيه إلا بالعربية، ثم يكون بعد بلغة قومه بلسانه) "

وهو ما يناقض أن كل وحة نزل بلسان قوم كل رسول كما قال تعالى "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم"

ومر خبر: (أنا عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي) وردوه وحديث آخر بمعناه ضعيفان"

هذه الرواية إن كانت عربى بمعنى غير مسلم فإنها رواية خاطئة فالنبى مسلم كما قال تعالى "وأنا أول المسلمين"

ثم روى روايتان تدل على العصبية وكراهية الفرس والفارسية فقال:

وصحح الحاكم حديث: (من أحسن منكم أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالفارسية، فإنه يورث النفاق)

وحديث: (إن التكلم بالفارسية يزيد في الخبث، وينقص المروءة) وردوه بأنه حديث باطل أو ضعيف جدا"

وهو كلام يناقض وحى الله فالله خلق كل اللغات وهى الألسن وهو لا يخلق شىء إلا كان حسنا كما قال تعالى "ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن فى ذلك لآيات للعالمين"

اجمالي القراءات 3642