مقدمة كتاب ( قمت بالحجّ فى أواخر شهر ربيع الأول ( أواخر الأشهر الحُرُم )

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٦ - ديسمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة كتاب ( قمت بالحجّ فى أواخر شهر ربيع الأول ( أواخر الأشهر الحُرُم )

هذا الكتاب

بفضل الرحمن جل وعلا تحققت أمنيتى فى أواخر العمر ، واديت مناسك الحج ، وكان هذا فى أواخر شهر ربيع الأول ( الماضى 1441 ) . شهر ربيع الأول هو أخر الأشهر الحُرُم التى تبدأ بشهر ذى الحجة وتستمر متتابعة الى ربيع الرابع من الأشهر الحرم ، والتى فرض الله جل وعلا الحج فيها وخلالها ، وهذا خلافا لما ساد من حصر الحج فى موسم الإفتتاح فقط ( الأسبوع الأول من شهر ذى الحجة ) . هى تجربة أخوضها لأول مرة . كتبت فيها عدة مقالات  بعد عودتى مباشرة ، وأنشرها فى هذا الكتاب .

والله جل وعلا هو المستعان .

أحمد صبحى منصور

9 ربيع الآخر 1414

6 ديسمبر 2019

 

مقدمة :

1 ـ فى مصر فى منتصف التسعينيات نشرت فى صحيفة العربى ( الناصرية ) بحثا عنوانه (  الحج أشهر معلومات ) وانه يمكن ان يحج الفرد خلال أربعة أشعر تبدأ من إفتتاح موسم الحج فى أول الأشهر الحُرُم ( ذى الحجة ) وتتتابع الى نهاية الشهر الرابع ( ربيع الأول ) . وأوضحت الظروف التاريخية التى حصرت الحج فى الأسبوع الأول من شهر ذى الحجة وأهمها غارات الأعراب على قوافل الحج ، وما تبع ذلك من نسيان الأشهر الأربعة الحرم وعدم الإعتداد بحُرمتها بل التلاعب بها فى أفظع نسىء وقع به المسلمون بعد نزول القرآن . أحدث المقال رجّة هائلة وقتها . ثم بعد إطلاق موقع ( أهل القرآن ) أعدت نشره .

2 ـ ثم فى كتاب عن ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين ) أوضحت أن أبا بكر هو أول من إنتهك حُرمة الأشهر الحُرُم حين أرسل الجيوش للفتوحات فى شهر محرم  ( الحرام ) لتعتدى على أمم لم تعتد على العرب ، ثم تتابعت الفتوحات ثم الحروب الأهلية والفتن الكبرى والصغرى وما تلاها دون أدنى إحترام او مراعاة للأشهر الحُرُم ، وحتى الآن فلم تتوقف حروب المحمديين بسبب الأشهر الحُرُم .

 وفى مؤلفات أخرى أوضحت إنتهاك حرمة الكعبة فى العصرين الأموى والعباسى وتأصُّل قطع الطريق على قوافل الحج مما أدى الى تجذّر حصر الحج فى الأسبوع الأول من شهر ذى الحجة. ثم أفردت كتابا للحج فى دراسة أصولية قرآنية وفقهية وتاريخية تقارن بين الحج الاسلامى والحج الذى إبتدعته قريش قبل وأثناء نزول القرآن وبعده . وفى قناتنا على اليوتوب فى برنامج ( لحظات قرآنية ) تعرضت للحج فى حلقات كثيرة متبعا نفس الأسلوب .

3 ـ كل هذا كان بحوثا نظرية ، فلم أكن قد قمت بالحج مع إستمرار أمنيتى أن أحج . وفى كتاب الحج سلكت مسلك الفقه النظرى الذى يضع الأحكام . وقد كتبت عن ( الفقه الوعظى ) الذى يكتبه الفقيه فى الإصلاح من وجهة نظره ، يذكر الشائع فى عصره ويعلّق عليه ناصحا كما فعل الغزالى وابن الجوزى وابن القيم وابن الحاج العبدرى . وفى كتابى عن ( البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية ) عقدت فصلا عن كتابات الفقهاء فى الفقه الوعظى وكيف يمكن إستخلاص التاريخ منها بإعتبار أنها أصدق المصادر التاريخية لسبب بسيط أن الفقيه لم يقصد أن يؤرخ أو أن يكتب تاريخا يُحابى به ويُغالط ، بل كان يسجل أحوال عصره  معترضا واعظا ، ينقل الأحوال كما هى ثم يعلق عليها . وكنت أتمنى أن أحج لأكتب عن الحج بطريقة الفقه الوعظى ، أذكر ما يفعله الناس معلقا بما ينبغى أن يكون . ,ارجو أن تكون كتابتى فقها وعظيا لهذا العصر ومرجعية تاريخية عن عصرنا للعصور التالية .

4 ـ ولأنها تجربة جديدة بالنسبة لى اسجلها لأول مرة فقد إختلط  الذاتى بالموضوعى ، ( تاريخ معاصر مع وجهات نظر قرآنية ) . كتبت ظروفى الصحية ليتسفيد بها من هم فى نفس المعاناة ، وذكرت كيفية أداء المناسك الاسلامية للحج بعيدا عن تحريفات المحمديين وأهمها فى إرتداء لبس الإحرام وعدم فهمهم لمعنى الإحرام ، وخرافة رمى الجمرات وتضييعهم ثواب الحج بزيارة القبر الرجسى المنسوب زورا للنبى محمد عليه السلام ، مع حصر الحج فى اسبوع واحد وقصره على المحمديين مع أنه لجميع الناس المُسالمين وفق مفهوم الاسلام السلوكى . وختمت الكتاب ببعض العبر والعظات ..والإقتراحات للدولة السعودية .

والله جل وعلا هو المستعان . 

اجمالي القراءات 4875