القاموس القرآنى : ( زاد )
أولا :
( زاد ) إسما :
1 ـ كلمة ( زاد ) تأتى إسما من فعل ( تزود ) أى إخذ ( الزاد ) . وجاء هذا فى قوله جل وعلا :( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴿البقرة: ١٩٧﴾.
2 ـ ( الموت ) فى هذه الآية الكريمة هو الغائب الحاضر.!!
3 ـ الانسان فى حياته الدنيا المؤقتة يمضى فى رحلة سفر ، يركب قطار الحياة فى محطة ولادته ويظل فى هذا القطار السائر الى الأمام دائما ، لا يتوقف ولا يتخلف ، وللإنسان فى قطار الحياة وقت محدد ، إذا جاء وقت هبوطه منه هبط فى محطة الموت . هناك تشبيه آخر . الانسان كشخص يقف على قطعة جليد فى وسط المحيط ، جاء اليها من المجهول ( قاع المحيط ) أو ( البرزخ ) ، وهو واقف على قطعة الجليد هذه ، تتآكل من تحت قدميه شيئا فشيئا الى ان تنتهى ذوبانا فيهبط الانسان الى القاع الذى جاء منه ،أو البرزخ .
4 ـ الانسان المؤمن العاقل يتذكر الموت ، ويتذكر أقاربه وأصدقاءه ورفاقه وزملاءه الموتى . يتساءل أين هم الآن ؟ ، هم أصبحوا ترابا وعظاما نخرة ، وهو سيلحق بهم ويصبح مثلهم لا محالة ، آباؤه وأجداده وأسلافه ــ الى آدم ــ كلهم ماتوا ، فلماذا لن يموت هو ؟.!. وإذا كان الموت حتميا لا مهرب منه فهناك الحياة الأخرى الباقية الخالدة التى لا موت فيها ، وهى أن تكون إمّا خالدا فى الجنة أو خالدا فى النار ، وهذا راجع الى قرارك الشخصى ؛ إذا أردت الحياة الآخرة عملت لها ( زادا ) من الصالحات وبالتقوى ستكون من أهل الجنة . وإذا غرّتك الحياة الدنيا وإنهمكت فى صراعاتها فستسقط فجأة فى حُفرة الموت ، وقد عملت للآخرة ( زادا ) من المعاصى والكفر والفسوق وستكون به خالدا فى الجحيم .
5 ـ المؤمن التقى فى حياته الدنيا المؤقتة يتزود فيها بخير الزاد ، وهو التقوى . هذا ( الزاد ) من التقوى والعمل الصالح يتحول الى نعيم . قال جل وعلا : ( وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٧٢﴾ الزخرف ) ( وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٤٣﴾ الاعراف )
6 ـ الكافر العاصى الفاسق فى حياته الدنيا المؤقتة يتزود فيها بشرّ الزاد ، الذى يتحول فى الآخرة الى نيران ، وما ظلمهم الله جل وعلا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون . قال جل وعلا :
6 / 1 :( ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴿٥٢﴾ يونس )
6 / 2 :( يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٥٥﴾العنكبوت).
6 / 3 : ( وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿١٤﴾ السجدة )
6 / 4 : ( وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴿٢٤﴾ الزمر )
6 / 5 :( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٤﴾ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴿٣٥﴾ الكهف )
6 / 6 : ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّـهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿١٨٠﴾ آل عمران )
ثانيا :
( زاد ) فعلا :
وتأتى ( زاد ) فعلا ومشتقاتها بمعنى ( الزيادة ) . وهذا هو الأكثر ورودا فى القرآن الكريم على النحو التالى :
( أ )
الفعل ( زاد ) ومشتقاته فيما يخص الإيمان والهداية
1 ـ يزداد إيمان المؤمن بالاستماع للقرآن الكريم ، قال جل وعلا :
1 / 1 "( إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿الأنفال: ٢﴾ .
1 / 2 : بل ربما يخرُّ ساجدا خاشعا ، قال جل وعلا : ( وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴿الإسراء: ١٠٩﴾
2 ـ يزداد إيمانه عند الشدة والمحنة ، قال جل وعلا :
2 / 1 : ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿آل عمران: ١٧٣﴾ . هذا بعد الهزيمة فى موقعة (أُحُد )
2 / 2 : ( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴿الأحزاب: ٢٢﴾. هذا عند محنة الحصار فى موقعة الأحزاب .
الفعل ( زاد ) ومشتقاته فيما يخص الهداية
الهداية مسئولية شخصية وليست مسئولية المجتمع أو الدولة أو القبيلة .
عن المسئولية الشخصية فى الهداية قال جل وعلا :
1 ـ ( وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّـهِ الْمَصِيرُ ﴿فاطر: ١٨﴾
2 ـ ( وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّـهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴿العنكبوت: ٦﴾
3 ـ ( وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴿لقمان: ١٢﴾
عن المسئولية الشخصية فى إختيار الهداية أو إختيار الضلالة قال جل وعلا :
1 ـ ( قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿الأنعام: ١٠٤﴾
2 ـ ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ﴿يونس: ١٠٨﴾
3 ـ ( مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ) ﴿الإسراء: ١٥﴾
4 ـ ( وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿النمل: ٩٢﴾
5 ـ ( إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ﴿الزمر: ٤١﴾
وعن المسئولية الشخصية فى العمل الصالح أو العمل السىء قال جل وعلا :
1 ـ ( مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿فصلت: ٤٦﴾
2 ـ ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴿الجاثية: ١٥﴾
الذى يشاء أن يهتدى يهديه الله جل وعلا ، فالله جل وعلا هو الذى يهدى الذين يشاءون الهداية من البشر. قال جل وعلا :
1 ـ ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿٥٦﴾ القصص ) . من يشاء الهداية يهده الله جل وعلا.
2 ـ ( يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿البقرة: ١٤٢﴾ . من يشاء الهداية يهده الله جل وعلا.
وبمجرد أن يشاء الشخص الهداية تلحقه مشيئة الرحمن بالهداية. قال جل وعلا :
1 ـ ( إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿٢٩﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿٣٠﴾ يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ۚ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿٣١﴾ الانسان )
2 ـ ( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾ التكوير)
بالتالى فللبشر حرية المشيئة فى إرادة الهداية والايمان أو إرادة الضلال والكفران . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) ﴿٢٩﴾ الكهف )
2 ـ ( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ) ﴿٨﴾ فاطر )
ندخل بهذا على فعل ( زاد )
فالذى يسعى للهداية يهديه الله جل وعلا ويزيده هدى . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴿محمد: ١٧﴾
2 ـ ( وَيَزِيدُ اللَّـهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ) ﴿مريم: ٧٦﴾
3 ـ (ّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿الكهف: ١٣﴾
يترتب على هذا أن يزيدهم الله جل وعلا من فضله . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ ) ﴿الشورى: ٢٦﴾
2 ـ ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ )﴿النساء: ١٧٣﴾
63ـ ( لِيَجْزِيَهُمُ اللَّـهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ) ﴿النور: ٣٨﴾
4 ـ ( لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴿فاطر: ٣٠﴾
5 ـ ( وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ ) ﴿الشورى: ٢٦﴾.
( ب )
الفعل ( زاد ) فيما يخص الكفر
الزيادة فى الكفر بسبب القرآن الكريم :
بينما يزداد المؤمن بالقرآن هدى وإيمانا يزداد الكافر بالقرآن كفرا وطغيانا .
قال جل وعلا عن عُصاة أهل الكتاب :
1 ـ ( وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) ﴿المائدة: ٦٤﴾
2 ـ ( وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿المائدة: ٦٨﴾
وفى مقارنة بين الصحابة المؤمنين والصحابة المنافقين فيما يخص نزول سور من القرآن الكريم :
قال جل وعلا : ( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿١٢٤﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿التوبة: ١٢٥﴾
وبالقرآن يزداد المؤمن إيمانا ويزداد الكافر بالقرآن خُسرانا ، قال جل وعلا :( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴿الإسراء: ٨٢﴾. وإعجاز هذه الآية الكريمة يتجلى فى أئمة الكفر فى أديان المحمديين الأرضية ، فهم يتلاعبون بآيات القرآن الكريم فى إثبات مفترياتهم ، أى يستخدمون القرآن الكريم ( كتاب الهداية ) فى إضلال الناس . وكذلك يفعلون .
هم فى قلوبهم مرض الكفر والشرك والفسوق والعصيان ، وقد شاءوا هذا بإرادتهم الحرة فزادهم الله مرضا . قال جل وعلا :
1 ـ ( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿البقرة: ١٠﴾
2 ـ ( قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ مَدًّا ۚ حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا ﴿٧٥﴾ مريم ) بعدها قال جل وعلا عن المهتدين : ( وَيَزِيدُ اللَّـهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا ﴿٧٦﴾ )
بمشيئتهم الحرة تطرفوا أو إزدادوا كفرا ، قال جل وعلا :
1 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ ﴿آل عمران: ٩٠﴾ ، لا قبول لتوبتهم .
2 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّـهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا ﴿النساء: ١٣٧﴾. أى لا غفران لهم .
3 ـ وإذا جاءتهم موعظة إزدادوا بها نفورا. قال جل وعلا :
3 / 1 : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَـٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ﴿الفرقان: ٦٠﴾
3 / 2 : ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا ﴿فاطر: ٤٢﴾
3 / 3 : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَـٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ﴿الفرقان: ٦٠﴾
3 / 4 : ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا ﴿الإسراء: ٤١﴾
4 ـ وإزدادوا بالوعظ طغيانا . قال جل وعلا : ( وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ﴿الإسراء: ٦٠﴾
5 ـ بل هم ينصحون ويأمرون بالسوء وبالخسارة .
5 / 1 : قال النبى صالح لقومه ثمود ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّـهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ ﴿هود: ٦٣﴾
5 / 2 ، قال جل وعلا عن منافقى الصحابة يحذّر المؤمنين : ( لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا ) ﴿التوبة: ٤٧﴾
5 / 3 : وعن التعاون بين شياطين الإنس وشياطين الجن فى الوحى الشيطانى قال جل وعلا : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿الجن: ٦﴾.
وهذا الكافر لا يستحق من الرحمن جل وعلا إلّا زيادة فى المقت والخسران . قال جل وعلا : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا ﴿فاطر: ٣٩﴾
وعن زيادة عذابهم قال جل وعلا :
1 ـ ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ ﴿النحل: ٨٨﴾
2 ـ وفى المقابل فهناك زيادة فى نعيم المحسنين . قال جل وعلا : ( ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ البقرة ) ( ۚ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٦١﴾ الاعراف )
3 ـ وكما أن نعيم الجنة ليس له حد أقصى وفيه المزيد ، قال جل وعلا : ( ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿٣٥﴾ ق )، فإن عذاب الأخرة لا يتوقف بل هو فى إزدياد . قال جل وعلا : ( وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ﴿الإسراء: ٩٧﴾
4 ـ فالذى يشكر يزده الله جل وعلا نعمة والذى يكفر يزده الله جل وعلا عذابا . هذا ما أعلنه رب العزة جل وعلا : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴿ابراهيم: ٧﴾.
5 ـ بالتالى فإن الكافرين ما إزدادوا بآلهتهم الشيطانية إلا خسارا. قال جل وعلا : ( ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ﴿١٠٠﴾ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ۖ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ﴿١٠١﴾﴿هود: ﴾
( ج )
الفعل ( زاد ) فى زيادة القوة :
1 ـ عن سرعات الملائكة فى طيرانها قال جل وعلا :( الْحَمْدُ لِلَّـهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿فاطر: ١﴾
2 ـ قال النبى هود لقومه (عاد ) :( وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّـهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿الأعراف: ٦٩﴾
3 ـ عن الملك طالوت قال بنى بنى اسرائيل لهم : ( قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ) ﴿البقرة: ٢٤٧﴾
( د )
الفعل ( زاد ) فى زيادة العدد:
عن قوم النبى يونس قال جل وعلا : ( وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿الصافات: ١٤٧﴾
عن نوم أهل الكهف فيه قال جل وعلا:( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ﴿الكهف: ٢٥﴾ .