الفراء ت 207
كان أمام النحويين فى عهد الخليفة المأمون العباسى . وتوفى الفراء عام 207 هجرية.
يروى ابن الجوزى فى تاريخ المنتظم فى ترجمته للفراء أنه كان ثقة إمامًا قال ثعلب: لو لا الفراء ما كانت عربية لأنه خلصها وضبطها .
ويروى عنه هذه الحكاية :
( وكان المأمون قد وكل الفراء يلقن ابنيه النحو. ( أى يعلمهما النحو ) فلما كان يومًا أراد الفراء أن ينهض إلى بعض حوائجه فابتدرا إلى نعل الفراء يقدمانه له، فتنازعا أيهما يقدمه ، ثم اصطلحا على أن يقدم كل واحد منهما فردًا فقدماها .
وكان المأمون له على كل شيء صاحب خبر ( أى جاسوس ) فرفع ذلك إليه في الخبر. فوجّه إلى الفراء فاستدعاه ، فلما دخل عليه قال له: مَنْ أعز الناس؟ قال: ما أعرف أعز من أمير المؤمنين. قال: بلى ..من إذا نهض تقاتل على تقديم نعليه وليا عهد المسلمين حتى رضي كل واحد منهما أن يقدم فردًا . قال: يا أمير المؤمنين لقد أردت منعهما من ذلك ولكن خشيت أن أدفعهما عن مكرمة سبقا إليها أو أكسر نفوسهما عن شريفة حرصًا عليها . فقال له المأمون: لو منعتهما عن ذلك لأوجعتك لومًا وعتبًا وألزمتك ذنبًا . وما وضع ما فعلاه من شرفهما بل رفع من قدرهما وبيّن عن جوهرهما ولقد تبينت لي مخيلة الفراسة بفعلهما فليس يكبر الرجل وإن كان كبيرًا عن ثلاث: عن تواضعه لسلطانه ولوالده ولمعلمه العلم.ولقد عوضتهما عما فعلاه عشرين ألف دينار ولك عشرة آلاف درهم على حسن أدبك لهما . )
التعليق متروك للقراء.