مقدمة الجزء الثانى المُضاف لكتاب ( البحث فى مصادر التاريح الدينى : دراسة عملية )

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١١ - نوفمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة الجزء الثانى المُضاف لكتاب ( البحث فى مصادر التاريح الدينى : دراسة عملية )

1 ـ إنتهى تأليف هذا الكتاب بتاريخ ( جمادى الأولى 1404  / فبراير 1984 ). كان المأمول أن تتبعه دراسات بحثية من باحثين آخرين فى هذا الفرع الجديد من علم التاريخ الدينى . لم يحدث . الذى حدث هو إضطهادات أدت الى إصرار على متابعة البحث فى الممنوع ، وكشف المسكوت عنه ، مع الإعتصام بالقرآن الكريم . هذا سبّب تحولا فى فكر المؤلف وتطورا فى مؤلفاته ، أسفر عن سقوط الأصنام الفكرية المتوارثة ، والإكتفاء بالله جل وعلا ربا لا شريك له فى قدسيته والإكتفاء بالقرآن الكريم كتابا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ومنه الهداية وإليه الإحتكام فى ماضى ( المسلمين ) وحاضرهم .

2 ـ مع ترك العمل الوظيفى فى جامعة الأزهر كان التفرّغ للبحث باليد اليمنى والبحث عن الرزق باليد اليسرى وتحمل تبعات الإضطهاد فى مصر. وكانت السلوى بالقرآن الكريم ، منه الراحة النفسية وجذوة الأمل التى لا تنطفى ثقة بوعد الله جل وعلا القائل بأسلوب التأكيد الثقيل : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴿٥١﴾ يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴿٥٢﴾ غافر   ) ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾ الحج )

3 ـ البحث فى القرآن أو ( التدبر القرآنى ) يعطى  ــ الى جانب الطمأنينة النفسية والقلبية ـ تأكيدا على  أنه من عند الله جل وعلا ، وعلى إستحالة أن يقوم بشر بتأليف هذا الكتاب . خلال معايشة القرآن فى  نصف قرن وحتى اليوم لا زلت أكتشف فيه جديدا لم أكن أعرفه ، ويزداد الإحساس لدى بأن ما أعرفه هو أقل القليل ، وأننى لا زلت على شاطىء المعرفة القرآنية مهما كتبت من تدبر قرآنى . 

4 ـ وقد إتسع التدبر القرآنى ليشمل القصص القرآنى ومقارنته بالروايات التاريخية ، فنشرت أبحاثا كثيرة فى القصص القرآنى ، أفردت لها بابا فى موقع ( أهل القرآن ) هو (علوم القرآن ) ، ونشرت فيه سلسلة مقالات تحت عنوان ( القرآن والواقع الإجتماعى ) وتحليلا لقصة يوسف  فى مقالات كثيرة ( ولم تكتمل بعدُ ) ومقالات أخرى فى قصة موسى وفرعون  وتحليل الاستبداد الفرعونى ، بالإضافة الى كتب متخصصة منشورة هنا ، منها ( مصر فى القرآن الكريم ) وفيها تحليل تاريخى لمصر الفرعونية مع التركيز على قصتى يوسف وموسى ، وكتب أخرى مثل ( بنواسرائيل فى مصر الفرعونية ) ، ( المكى والمدنى فى التنزيل القرآنى ) علاوة على إستخلاص تاريخ الأنبياء الأوائل فى القصص القرآنى ومقارنته بقصصهم فى العهد القديم وذلك فى الجزء الأول من كتاب ( دعنا نتخيل حوارا حدث بين النبى محمد والسى إن إن ) .

5 ـ لن نعيد نشر ما سبق فى القصص القرآنى فى هذا الجزء  الثانى المضاف ، ونقتصر على الجديد الذى لم يتم نشره بعدُ . فى الباب الأول من هذا الجزء الثانى عن القصص القرآنى سنتعرض فى لمحة هى فصل تمهيدى عن مقارنة متوسعة بين القصص القرآنى والروايات التاريخية  ثم يتخصص بقية الباب فى فصول نستعرض فيها أكاذيب ومفتريات سيرة ابن اسحاق وابن هشام  بعرضها على القرآن الكريم .

6 ـ فى الباب الثانى عن المناقب سننشر لأول مرة مخطوطة ( طبقات الشرنوبى ) المكتوبة فى العصر العثمانى ، ونرفقها بدراسة تحليلية .

7 ـ فى الباب الثالث عن الرحلات لن ننشر ما سبق نشره عن رحلة نيبور الى مصر العثمانية ورحلة عبد اللطيف البغدادى الى القاهرة الأيوبية . وسنكتفى بنشر الجديد ، وهو إضافات جديدة فى تحليل رحلة ابن بطوطة الى مصر ، وفصول فى تحليل رحلة ابن جبير ، ثم فصول فى تحليل رحلة عبد الغنى النابلسى فى العصر العثمانى ، وهى مخطوطة لم يسبق نشرها حسب علمنا .

قد تأتى إضافات أخرى ، إذ نكتب هذه المقدمة قبل الشروع فى البحث .

والله جل وعلا هو المستعان .

11 / 11 / 2019

اجمالي القراءات 3563