فى أوج سطوته : نحن أول من إختلف مع الشعراوى فكتب يطالب بتطبيق حد الحرابة علينا

آحمد صبحي منصور في السبت ٠٩ - نوفمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

فى أوج سطوته : نحن أول من إختلف مع الشعراوى فكتب يطالب بتطبيق حد الحرابة علينا

مقدمة

1 ـ قدرنا أننا نسبق الجميع فى الفكر وندفع الثمن إضطهادا وسجنا ، ثم تمر السنين فيقول بعض الناس بعض ما نقول فيجنون الشهرة والمكاسب ونحن مغبون حقنا .! بدأنا طريق الاصلاح فيما أفسدته  قرون ، إنفجرت وتنفجر فى وجوهنا الألغام ، وكلما إنفجر لغم يتم به تعبيد جزء من الطريق لمن يأتى بعدنا ، فيردّد بعض ما نقول بلا خوف ولا وجل ، ونظل متقدمين فى مهمتنا تنفجر فى وجهنا  الألغام ونواصل الطريق الصعب بلا توقف وبلا تراجع وبلا تهاون ، وحتى بلا كلمة شكر ممّن ينسبون  بعض إجتهادنا لأنفسهم . هى ضريبة ندفعها ونرضى بها ، فهى شيمة المُصلحين المسلمين الذين لا يسألون الناس أجرا ، وينتظرون الأجر من رب العالمين يوم الدين .

2 ـ نقول هذا بمناسبة الضجّة المُثارة حاليا حول الشيخ محمد متولى الشعراوى . تجرّأ حاليا بعضهم على الهجوم عليه ـ فى الانترنت ـ وهو آمن ــ فإنتقل الهجوم الى بعض الفضائيات ، فثار من يقدّس الشعراوى ، وهبّوا يدافعون عنه . وهم لا يملكون إلحاق الأذى بمن ينتقد الشعراوى ، فقد زالت دولة الشعراوى بموته ، وبجهدنا ومعاناتنا تغيّر المناخ من عصر من الثمانينيات الى وقتنا هذا ، وسقطت أصنام كثيرة ليس أولها الخلفاء ( الراشدون ) وصحابة الفتوحات والبخارى وأئمة الأديان الأرضية ، وليس آخرها الشعراوى .

3 ـ وقت شهرة الشيخ محمد متولى الشعراوى وفى أوج سطوته بادرنا بإنتقاده ثم بالهجوم عليه ، وقتها كنا فى مصر وأمن الدولة يتربّص بنا الدوائر ، والأشياخ يضغطون على الدولة لإسكاتنا ولو بالسجن أو الإغتيال .  كالعادة نحن الذين نمسك بزمام المبادرة ، نذبح الأبقار المقدسة ومعتقداتها الشيطانية فتتصايح الأبقار وأتباعها ، ويشتعل الإضطهاد وقبل أن يخفت نفاجئهم بذبح بقرة مقدسة أخرى ، كانت ولا تزال هذه هى قصتنا . والبقرة المقدسة المسمّاة بالشيخ الشعراوى أحد صفحات تاريخنا فى النضال الإصلاحى السلمى .

4 ـ نعطى لمحة تاريخية عن علاقتنا بهذه البقرة المقدسة .

أولا : فى اعوام 1985 : 1987 :

1 ـ فى أوائل الثمانينيات كنت الخطيب الأول فى مساجد دعوة الحق الاسلامية ، وهى جمعية سلفية معتدلة فيها جانب لانتقاد الأحاديث ، وكان هذا ملعبى وقتئذ إذ كنت سنيا يحاول الإصلاح . كانت برامج الشيخ الشعراوى فريضة تليفزيونية ، وكنت فى خُطبى أخالف ما يقوله  بلا قصد . وسألونى فى دهشة كيف تخالف الشيخ الشعراوى؟ فقلت: ( أنا لا أشاهد برنامجه ولا أقرأ كتبه ، أنا باحث مستقل ومتخصص فى موضوعى ، وبدلا من سؤالكم هذا قولوا لى هل أخطأت أم لا ؟ وإذا كان هناك خطأ فصححونى ، ومخالفة الشعراوى ليست كفرا ). كانت الإجابة الفعلية ـ والتى علمت بها فيما بعد ــ أنهم ذهبوا بأقوالى الى الشيخ الشعراوى والشيخ محمد الغزالى .

2 ـ الشيخ محمد الغزالى ثار وإنفعل وكتب يهاجمنى فى مجلة المختار الاسلامى تحت عنوان ( أُغيلمة العلم ) ( أُغيلم ) تصغير غلام , والوصف للتحقير . سقط  الشيخ الغزالى فى نظرى ، إذ إكتفى بالهجوم على الشخص دون مناقشة القول . فيما بعد تقاربت المسافات بيننا بمبادرة منه ثم تقاطعت بعد شهادته ضد الراحل فرج فودة .

3 ـ كان للشيخ الشعراوى شأن آخر . لم يندفع بالهجوم حتى لا يشتهر إسمى . وسلّط على أعوانه فى جامعة الأزهر ، وكان وقتها شيخ الأزهر أُعجوبة فى الجهل ، وهو الشيخ ( جاد الحق ) ، من جهله كان لا يُحسن نطق العربية الفصحى وهو يقرأ من ورقة ، ويخطىء فى قراءة الآيات القرآنية . كنت أتندر عليه فأسميه ( جاد الحُقّ ) بضم ( الحاء ) أو ( حاد الحق ) . أعتقد أن إستهزائى به كان يصل اليه فتزداد كراهيته لى . مع هذا لم يكن شيخ الأزهر هو الرأس المدبر لمحنتى وقتها . الشعراوى هو الذى كان . وبسببه كانت إحالتى الى التحقيق ووقفى عن العمل عام 1985 ، وقبلها تركت جماعة دعوة الحق بما يشبه الطرد ، ووضح تدخل النفوذ السعودى مع أنه وقتها كانت العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين مبارك وآل سعود . ولكن الشيخ الشعراوى كان المرجعية لمبارك والسعوديين فى كيفية التعامل معى .

4 ـ وقت الوقف عن العمل والذى إستمر عامين ( مايو 1985 : مارس 1987 ) كنت أجوب المساجد أخطب ، وأتعرض للمطاردة والمشاغبات والمشاحنات من أتباع الشعراوى ، فبدأت أهاجمه فى جهله دون إشارة الى إسمه . تدخل الصديق الراحل المهندس محمد محمد خير الخطيب وتحدث مع الشعراوى وأعطاه بعض كتبى فرفض النظر اليها . ردّا على الشعراوى أصدرت كتابا صغيرا عنوانه ( المسلم العاصى هل يخرج من النار ويدخل الجنة ) . لم أذكر إسمه تفاديا لشرّه ، ولكنه بنفوذه جعل أمن الدولة يصادرون الكتاب مع أنه كان مطبوعا بمطابع جريدة الأهرام الحكومية وتوزعه مؤسسة الأخبار الحكومية ، وواكب هذا الموجة الأولى من إعتقالنا فى مثل هذا الشهر عام 1987 . وقبل إعتقالنا وتمهيدا له أصدر الشعراوى بيانا يطالب بتطبيق حد الحرابة علينا ( القتل والصلب وتقطيع الأطراف من خلاف )

5 ـ ذلك أنه ، بعودة العلاقات بين مبارك وآل سعود وبمباركة الشعراوى تم عقد مؤتمر فى اسلام أباد  برئاسة الجنرال  ضياء الحق رئيس باكستان ، وقرّر المؤتمر أننى مرتد حلال الدم بناء على كتابى ( الأنبياء فى القرآن الكريم : دراسة تحليلية )، وأعقبه مؤتمر آخر فى ( جدة ) نظمته رابطة العالم الاسلامى أكّد على أننى مرتد ، وتقرر تأسيس مركز فى الأزهر للسيرة والسنة تبرعت له السعودية بالملايين للرد على ( منكرى السنة ) ، ثم صدر بيان باسم الشعراوى نشرته جريدة ( اللواء الاسلامى ) يطالب بتطبيق حد الحرابة علينا . كان مدير الجريدة أحد دراويش الشعراوى وهو الصحفى ( أحمد زين ) . وكان بيان الشعراوى مبررا للقبض علينا ، ونحن فى السجن واصل أحمد زين الهجوم علينا فى جريدته ، كما كتب فى الأخبار مقالا ينتقد فيه كتابى ( المسلم العاصى ..) .

ثانيا : معركة الربا

1 ـ تحايل التيار الدينى فى مصر فنهب أموال المصريين فيما يسمى بشركات توظيف الأموال ، وتزعمهم شيوخ فى مقدمتهم د عبد الصبور شاهين ، والزعيم الحقيقى كان الشعراوى الذى أكّد على تحريم فوائد البنوك ، وبالتالى توجّه آلاف المصريين الى سحب أموالهم من البنوك وإيداعها فى شركات ( توظيف الأموال ) وتحت لافتة ( الإقتصاد الاسلامى ) .

2 ـ التيار المدنى فى مصر عجز عن مواجهة هذه الهوجة فى الإعلام المصرى وفى الأزهر والمراكز الوهابية ( مركز صالح كامل ) . هاجم صديقى الراحل د فرج فودة توظيف الأموال من ناحية إقتصادية فلم يؤثر هجومه فى شىء أمام الخطاب الدينى للشعراوى وغيره .

3 ـ كان لا بد من الرد عليهم إسلاميا وقرآنيا . بادرت بكتابة مقال : ( أيهما الحلال والحرام : فوائد البنوك أم شركات توظيف الأموال ) أثبت فيه ان الربا المحرم هو ربا الصدقة فقط . أى أن يأتى اليك فقير له حق فى الصدقة فترفض أن تعطيه حقه فى الصدقة وترفض أن تعطيه قرضا حسنا ، بل تعطيه قرضا بالربا . هذا هو الربا المحرم . أما ربا التجارة فهو مباح بشرطين : أن يكون عن تراض وأن لا يكون بفوائد مركّبة . والتحريم يلحق بالطرف المستغل فقط وليس بالطرف المغبون وليس بالشاهد او الكاتب . وقدمت الأدلة القرآنية وأثبتّ بطلان الأحاديث والفتاوى الفقية المناقضة للقرآن .

4 ـ نشرت جريدة الأخبار المصرية المقال فأحدث ضجة وكان صفعة على وجه الشعراوى بالذات لأنه دمّر كل أدلّته . تعاون شيوخ الأزهر فى الرد تحن إسم واحد منهم أرسل الرد بصفته الرسمية عميدا لكلية أصول الدين . رددت عليه مستهزئا بمقال ( إتّق الله يا شيخ عبد المعطى ) ثم نشرت مقالا آخر فى الأخبار عن قضية الربا وأزمة الاجتهاد ، واصلوا الهجوم فى جريدة الوفد ، وتدخل شيخ الأزهر وقتها فقدّم شكوى ضدى فى نيابة أمن الدولة العليا ، وكان ردى ساحقا فى أقوالى مما إضطر النيابة الى حفظ التحقيق وإطلاق سراحى . كان ضمن أقوالى : إنى أدافع عن الدولة المصرية وإقتصادها ، وأن شيخ الأزهر يتعامل مع البنوك التى يصفها بالربوية وله فيها ارصدة ، وأطلب الكشف عن أرصدته فيها ، بينما ليس لى أى حساب فى أى بنك ، وقلت لو كان شيخ الأزهر متأكدا من حُرمة التعامل مع البنوك فلماذا يتعامل بالجنيه المصرى وهو من إصدار البنك المركزى ؟.

5 ـ بمشورة الشيخ الشعراوى ومعه المفتى وقتها د محمد سيد طنطاوى توصل الشيوخ مع الدولة على أن يقوم المفتى بإباحة بعض شهادات الإستثمار توطئة لمزيد من الإباحات شيئا فشيئا ، وهذا مقابل منعى من الكتابة فى جريدة الأخبار . لذا رفضت الأخبار نشر مقال ثالث بعنوان ( قضية الربا وأزمة الأخلاق ) . ونشرته فيما بعد فى جريدة مستقلة .

6 ـ جمعت المقالات الثلاث ومقال الشيخ عبد المعطى فى مقال بعنوان ( معركة الربا ) وهو منشور فى موقع اهل القرآن وموقع الحوار المتمدن .

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=689

 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=83487

 

ثالثا : الهجوم المباشر على الشيخ الشعراوى بمقال ( الشيخ الشعراوي : رؤية اقتصادية)

نشرت هذا المقال فى الأحرار بتاريخ 18 / 5 /1994 . جاء ردا على قيام ( أحمد زين ) مدير تحرير جريدة الأخبار بجمع نسخ كتابى وهو ( مصر فى القرآن الكريم ) من السوق . أصدرت هذا الكتاب جريدة الأخبار وقامت بتوزيعه ، وحقق توزيعا هائلا أخاف العصابة التى تسترزق من بيع كتب الشعراوى وزعيمها أحمد زين ، فسحبوا الكتاب من السوق . ونوّهت بعض الأقلام الشريفة فى جريدة الأهالى وفى مجلة الهلال بهذه المصادرة . وعرفت أن هذا كان بتوجيه من الشيخ الشعراوى، فكتبت أهاجمه مباشرة بمقال ( الشيخ الشعراوى : رؤية إقتصادية ) . وأعدت نشره فى موقع أهل القرآن وموقع ( الحوار المتمدن )

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=7093

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=230060

 رابعا  : المعركة الكبرى ( محاكمة الشيخ  محمد متولى الشعراوى )

1 ـ بمناسبة قرب صدور عددها رقم 100 أقامت جريدة الدستور المصرية ـ  أيام تألقها ــ محاكمة لأكبر الرموز المصرية فى خمس مجالات ، هم الشيخ الشعراوى فى مجال الدين ، والاستاذ محمد حسنين هيكل فى المجال الصحفى وعادل إمام فى التمثيل ،والوزير كمال الشاذلى فى العمل السياسى و الحزبى ونجيب محفوظ فى الأدب. ونشرت الدستور كل كلمة قيلت فى المحاكمة فى عددها الصادر رقم 100 بتاريخ الخامس من نوفمبر سنة 1997. وتوليت الهجوم على الشيخ الشعراوى بينما قام الشيخ منصور عبيد بمهمة الدفاع عنه . وتفاصيل المحاكمة وما قلته فيها منشور فى موقع أهل القرآن وموقع الحوار المتمدن  فى شهر ابريل 2007 .

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1647

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=94748

2 ـ وقد ضغط الشيخ احمد الشعراوى ( ابن محمد متولى الشعراوى ) على أمن الدولة لإعتقالى ، وكان وقتها يتولى ــ بلا إستحقاق ــ منصب رئيس مجمع البحوث . نجوت منهم حين قلت لهم إن وجودى فى المحاكمة كان من مصلحة الشيخ الشعراوى لأنه كان من المحتمل أن يأتى شخص آخر يفضح الشذوذ الجنسى عند الشيخ الشعراوى .

3 ـ بنشر هذا المقال فى موقعى أهل القرآن والحوار المتمدن تعرضت لسيل من الشتائم والتهديدات ، وبسببها منعت التعليق على مقالاتى فى الحوار المتمدن .

4 ـ رددت بمقال بعنوان :  ( الشعراوى ..من تانى )

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1680

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=95255

 أخيرا

1 ـ  مع هذا فإنى صاحب فضل على الشيخ الشعراوى ، مات ولم يعرف به ولم يعرف به دراويشه ، وأبوح به هنا لأول مرة .

2 ـ فى جلسة خاصة مع بعض الأصدقاء العلمانيين دار الحديث عن شذوذ الشيخ الشعراوى والأشرطة التى سجلتها الداخلية له لإبتزازه عند اللزوم . إقترح كبير العلمانيين أن يقوم بتسليط شاب على الشيخ الشعراوى ليمارس معه الشذوذ أمام كاميرا مخفية ، ثم يتم نشر الفيديو على أنه مجهول المصدر ، وقدّم خطة محكمة لتوزيعه وأن الناس ستقوم بنسخه وتداوله ، وبذلك يسقط الشعراوى سقوطا مدويا . إستحسن الحاضرون الفكرة وهلّلوا لها . رفضت هذا  بشدّة ، قلت لهم : إن الفكر تتم مواجهته بالفكر وليس بهذا الاسلوب الذى لا يليق بنا . هددت بقطع الصلة بيننا ، خافوا، ليس من هذا ولكن لأنهم لو نفذوا هذا المشروع فربما أكشف أمرهم . سقط الإقتراح بالضربة القاضية .

3 ـ كنتُ خصما شريفا لمخلوق عديم الشّرف . 

اجمالي القراءات 10710