التحليل الرقمي والقرين

هاني الدمشقي في الخميس ٢١ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه المقالة موجهة بشكل خاص إلى الأخ مراد الخولي حيث أنني حسب ما قرأت في مقالاته متخصص في علم الإستخدام الرقمي , وقد أجد عنده الجواب لما سأروي لاحقا , وأيضا موجهة إلى كل الأخوة والأخوات الذين يشعرون في أنفسهم أنهم قد يفيدون في الإجابة عن الإستفسارات لما حصل , والله الموفق , والله على ما سأروي من الشاهدين

نجتمع بين الحين والحين للمسامرة وفتح نقاشات في مواضيع متنوعة , منها الديني ومنها السياسي , ومنها عن أحوال الوطن , وننتهي ببعض &l; الفوائد من هذه الآراء الكثيرة .
من ضمن هذه المجموعة أحد الأصدقاء المتمرسين في حساب الأرقام , وبمجرد أن تعطيه أسمك واسم أمك , يبدأ بحساب كل حرف بما يقابله من رقم ويجمع ويطرح ويقسم .. ويجود علينا بما يجول في خاطره من أحداث مرت بهذا الأسم , ينتج منها الكثير من الحقائق .

الطرفة الأولى :
في إحدى السهرات كانت في زيارة أحدهم حماته , أتت للعمرة وزيارة زوجته ( ابنتها ) , وحضرت معه للتعرف على المجموعة , وباعتبار أنها لا تعرف أحد من المجموعة , وحتى لانقول أن أحدهم أخبره عنها . استبقت الجميع وطلبت منه أن يفتح لها بالأرقام , خجلت الحجة في البداية ولكن كون أن أحد من الحاضرين لا يعرف حتى اسمها , وباصرار من ابنتها وافقت على ذلك , وتم اعطاءه اسمها واسم امها . وكالعادة بدء بالحساب وببعض الحركات بالرأس والأكتاف . والكل صامت ينقل نظره بينه وبينها وكأن على رؤوسهم الطير . ثم جادت قريحته , وعاد إلى غابر زمانها – وهي بالعقد الثامن من العمر – ومن بين ماروى حتى لا أطيل الحديث , حيث أن هذه الفقرة التي قالها لا تعلم بها حتى ابنتها , وصفها أنها عندما كانت في صباها كانت تخشى والدها البخيل , وكانت تغافله عندما تجوع وتتسلل إلى المطبخ وتقوم بعمل ساندويشة من الجبن , وتهرع للإختباء تحت الطاولة الكبيرة في حجرة الطعام وتلتهم طعامها قبل أن يشعر والدها بما صنعت , حتى أنه وصفها كيف كانت تجلس وتتكىء على أحد أرجل الطاولة ونظرها باتجاه الباب ترقب أقدام والدها في خوف شديد فيما لو رآها تأكل في غير وقت الطعام .. وأنكرت ما قال , وانتهت الجلسة واعتذر عما قال وغادر هو وكثير من الأصحاب , وبقينا نحن ضمن من بقي . وقال لها زوج ابنتها : أخشى أن يكون قد أزعجك بما قال فما هي إلا اضغاث أقوال ليس إلا . فقالت : لا والله فهذه الحادثة التي رواها صحيحة وقد مضى عليها السنين . وكنت وقتها في العاشرة من العمر , حتى أن ابنتها لا تعرف هذه الحادثة. وقالت أن أكثر ما قاله صحيح عن بقية حياتها .

الطرفة الثانية :

اجتمعنا نحن الرجال , بعد أن غادرتنا زوجاتنا وأولادنا في فترة الصيف لقضاء الإجازة , كل في بلده . حضر معي صديق جديد شاب من إحدى الدول العربية الصديقة , وكان قد أتى جديد على الشركة ولم يمضي على غربته سوى أشهر . أحضرته معي لكي يتعرف على المجموعة حتى لا يمل ولا يشعر بمرارة الغربة . وقمت بتعريفه على المجموعة ورحبوا به عضوا جديد في نادي الغربة .
وكالعادة , قاموا الشباب باحراج صاحبنا وطلبوا منه أن يقوم بالحساب لهذا الشاب الجديد , حيث كنا دائما نريد أن يكون الضحية شخص غريب حتى لا يقول أحدهم أنه سأله واستفهم منه عما يريد قوله من قبل . وفعلا كما السابق سأله عن اسمه واسم والدته , وبدأ بإجراء عملياته الحسابية , وتكلم وأخبر وجاد . ثم طلب منه ذلك الشاب أن يخبره عن خطيبته وبما يرى ويعرف عنها , وزوده باسمها واسم والدتها . وقبل أن يبدأ بالكلام , قاطعته وقلت له : إن ما ستسمعه ليس إلا مجرد كلام وسفاسف لتمضية الوقت , ولا تحمله محمل الجد , وإلا فلن أجعله يتابع . ( طبعا خشيت أن يقول شيء عن خطيبته , بما لا يليق كما حدث مع حماة صديقنا أنف الذكر , وخاصة أنه جديد على الجميع بما فيهم أنا , وقد لا يحتمل المزاح , ونضع أنفسنا في ورطة نحن بغنى عنها ) وما خشيت حصل . فما أن بدأ صاحبنا بالكلام بعد عملية الحساب . حتى بادره وقال له : انظر هذه الفتاة لا تصلح لك . فحسبة أرقامك تختلف عن حسبة أرقامها ولا يوجد توافق بينكما . وهي لن تطيعك وتخالف أمرك ... فسأله أن يصفها له , فوصفها وقال أنها صاحبة شعر قصير حتى أذنيها . وهنا بادره بإنكار ذلك وأن شعرها حتى منتصف ظهرها . فقال له أن أقول ما أرى وما اسمع , وعليك أن تصدق أو تكذب . وبعد دقائق من انتهاء العملية تلك , استل صاحبنا جهاز جواله وانسحب بعيدا عنا واتصل بخطيبته إلى بلدها , ولاحظنا أن وجهه تغير وبدا عليه العبوس , واحمرت عيناه . وعندما عاد علمنا أن خطيبته قد قصت شعرها منذ حوالي الأسبوع ولم تخبره بذلك لأنها تعلم أن ذلك سيغضبه . وحاولنا عبثا تهدئته وأن هذا كله هراء وكلام فارغ , ولكنه أصر على أنها لا تناسبه وأنها كما قال صاحبنا ستخالف رأيه بالمستقبل إن هو ارتبط بها , ومضت تلك السهرة ثقيلة علينا . وبعد أيام علمت أنه قد فسخ خطوبته منها . وأنه اقتنع بما قاله صاحبنا . ولم نستطع رده عن رأيه .

وعليه قررنا بعدها عدم القيام بأي حسبة لأي أحد مهما علمنا منه سعة الصدر .
سألنا صاحبنا عن كيفية علمه بما يقول , فقال أن هذا علم خاص بالأرقام على طريقة أبي جاد وعمليات حسابية يقوم بها , فيعرف إن كان هناك توافق في الأرقام بين الشخصين أم تضارب . وعن طريق هذه الأرقام يتصل بقرينه الذي يهمس بأذنه بما يقول وتتراء له المشاهد أمام عينيه , فيقول ما يسمع ويصف ما يشاهد , وكله من أحداث الماضي لأن الغيب بعلم الله وحده .

هذه الحوادث تمت منذ سنين , أكثرهم عاد إلى وطنه والجميع إن شاء الله احياء يرزقون حتى الآن حسب علمي .
آسف على الإطاله أخي مراد , ولكن أردت أن أعطيك هذين المثالين لعملية استخدام الأرقام . فما قولك بما قرأت والأسئلة كثيرة منها :
1- هل هناك ربط بين مجموع أرقام اسم الشخص وصفاته ؟
2- هل تستطيع فعلا معرفة إن كان هناك توافق بين شخصين بمجموع أرقام الأسماء ؟
3- لماذا يحتاج إلى اسم الأم وليس الأب ؟
4- هل يستطيع فعلا الإتصال بقرينه عن طريق هذه الأرقام ؟
5- هل هناك دخل للجان في هذه العملية ؟

وأسئلة كثيرة أخرى قد تجدها من القراء الكرام . ننتظر الرد والتوضيح منكم بما تعلمتموه في هذا المجال . وأراء السادة القراء . والله الموفق

اجمالي القراءات 41200