|
صفوت الشريف هدد بقتل حليم إذا لم تستجيب سعاد حسني لطلباته
10/3/2011 5:13 PM
لا تزال مذكرات السندريلا تنكشف يوم بعد يوم وفي هذا الفصل تعترف سعاد أنها وعبد الحليم وبعد وفاة جمال عبد الناصر قد شعرت بفقدان الأمان وأنها في مرمي نيران صفوت الشريف وزبانيته بعد أن أعاد صفوت كل ما كان له من أدوات.. بل صار أقوي من ذي قبل خاصة بعد أن انضم إليه الضابط زكريا عزمي وعليه فقد أعاد صفوت كل الضباط الصغار والمخبرين الذين كانوايعملون في جهازه إلي الحزب الوطني الديمقراطي، في تلك الأثناء قرر حليم أن يتزوج سعاد رسمياً بعد زواج عرفي دام طويلاً.. لكن صفوت الشريف خاف أن يحكي حليم للسادات الحكاية القديمة الخاصة بعمل سعاد حسني في جهاز المخابرات وتلك الأفلام الإباحية التي قام صفوت بتصويرها سراً لسعاد.. وأخذ يبتزها بها ويجبرها علي القيام بأدوار خاصة رغماً عنها في بداية حياتها الفنية حيث كانت صغيرة في السن جداً وفي الوقت الذي لم تستطع أي فنانة أخري كبيرة أو صغيرة أن تفلت من أصابع صفوت الشريف.
قام صفوت بتجنيد زكريا عزمي والذي كان وقتها يعمل رئيساً لديوان رئاسة الجمهورية قام بتجنيده في مهمة واحدة ووحيدة وهي منع أي تقارب أو زيارات شخصية خاصة يطلبها عبد الحليم حافظ للقاء أنور السادات خوفاً من أن يحكي حليم للسادات الحكاية كلها.. والسؤال هنا هل كان السادات لا يعلم شيئاً ليس عن الحكاية فقط بل عن عمل صفوت الشريف أيام ستينيات القرن الماضي؟ كيف ذلك؟ وقد كان السادات واحداً من أعمدة نظام جمال عبد الناصر.
تقول سعاد حسني إنه عقب استعادة صفوت الشريف لكل أدوات القوة أعاد لحظيرته معظم الممثلات اللواتي شكلن مجموعتهالقديمة وعاد بطرق جديدة مستغلاً الحالة الاقتصادية المتردية للفن المصري وقتها وطلب خدمات خاصة منهن حتى يحقق بها العديد من المكاسب السياسية علي المستويين المحلي والعربي.. لكنها كانت قد سئمت وتقدمت في العمر ونضجت.
وهنا نطرح سؤالاً آخر: هل الفنانات اللواتي استعاد صفوت العمل بهن من جديد ألم يتقدمن في السن ويصبحن غير ملائمات لتلك المهام التي تتطلب فتيات صغيرات نضرات ورشيقات؟
نعود إلي المذكرات التي تفجر فيها سعاد بين أيدينا الآن أكبر المفاجآت وهي محاولتها قتل صفوت الشريف بالمسدس!
تذكر سعاد أنها في لحظة يأس وعدم اتزان قررت التخلص من صفوت الشريف في لندن حيث كانت وقتها تقيم هناك عام 1974 في فندق «دورشيستر» في منطقة «بارك لان» الثرية بوسط العاصمة البريطانية، حيث كانت أحوالها المادية منتعشة جداً وكانت وقتها زوجة للسيناريست ماهر عواد والتي ماتت وهي لا تزال متزوجة به وقامت سعاد بشراء مسدس عيار 8 ملليمتر ووضعت به ثلاث طلقات كانت كافية لتفجير قلب صفوت عن آخره.. وأعدت الخطة باستدراجه عندما يزور لندن.. وقررت أن تصطحبه إلي حديقة الهايد بارك الشهيرة في المساء حيث يكون أهالي لندن نياما.. لكنها لم تفعل رغم حضوره بالفعل إلي هناك.
حينما ذهب صفوت إلي الفندق الذي تقيم فيه سعاد وطلب زيارتها وما إن جاءت لتصافحه حتي صفعها بالقلم علي خدها فما كان منها إلا ردت له الصفعة علي صفحة خده أمام الناس وفي بهو الفندق الشهير. في ذات اللحظة قرر صفوت أن يقتل عبدالحليم حافظوقال لها ذلك فعلاً أمام الناس أنه سوف يقتل حليم خلال أسبوع واحد!
مذهولة.. ردت سعاد عليه: وما علاقة حليم بما بيننا؟ قال لها صفوت مفاجأة لم تكن تتوقعها وهي نية حليم للزواج الرسمي منها وأنه ــ أي حليم ــ سوف يأتي إلي لندن ليتم الزواج.. وإنه يسعي للتقرب من السادات ليحميه ويحميها من صفوت ورجاله!.
لكن هل صفوت الشريف بهذه السذاجة حتي يحكي لسعاد خططه الجهنمية؟ وهل تكفي نية حليم للزواج من سعاد كي يقتله صفوت أم أن هناك أسرارا أخري لم تحكها سعاد ربما لأنها تدينها وتفتح ملفات قديمة كانت تحاول إغلاقها؟
لكن زكريا عزمي الذي تم تعيينه في أول يناير 1975 مديراً لمكتب ديوان رئيس الجمهورية قد نفذ مهمة صفوت علي أكمل وجه ومنع أي لقاء خاص بين السادات وحليم، وفشلت كل محاولات حليم للقاء الرئيس.
وهنا قررت سعاد قطع علاقتها بحليم خوفاً عليه، وحينما ذهب إليها في لندن طلب يدها.
القصة الكاملة للعرافة قارئة الفنجان
مرة كان نزار قباني يزور لندن بعد أن قدم استقالته عام 1966 من العمل الدبلوماسي في سوريا وتفرغ للأدب والشعر، ووقتها أنشأ دار النشر باسم «منشورات نزار قباني» والتقته سعاد وحكت له مخاوفها.. بل مجمل علاقتها بحليم وتهديدات صفوت.. وكان نزار بالنسبة لها بمثابة الأب.. وزوجته بلقيس كانت بمثابة أم لسعاد.
حينما كان نزار يزور بريطانيا كانت سعاد تنزل ضيفة في منزلهما الخاص وكان نزار يستيقظ ليعد طعام الإفطار لسعاد، فقد كان يري فيها صورة أخته الصغري المنتحرة، يقول إنها كانت تشبهها تماماً.
حكي نزار لسعاد أنه كان يتابعها منذ الطفولة وأنه من أطلق عليها لقب «أخت القمر» تلك الأغنية التي اشتهرت بها سعاد وهي طفلة تغني في برنامج بابا شارو بالإذاعة المصرية.. و«أخت القمر» مصطلح أخذه نزار من عنوان قصيدة شهيرة له اسمها «خبز وحشيش وقمر»، وهو نفس التشبيه الذي أطلقه نزار علي أخته المنتحرة قديماً.
ساعتها قرر نزار أن يكتب قصيدة تضم حكاية قصة حب حليم بسعاد الخالدة فكانت «قارئة الفنجان».
لكن نزار طلب من سعاد أن تبتعد عن حليم وتنهي حكايتها به ضماناً لأمنه وسلامته وهو ما نفذته سعاد بالحرف.
حينما سافر حليم التقي سعاد ثم التقي نزار الذي حكي له ما أخبرته به سعاد فكان أن نصحها بالابتعاد عنه وقتها قام نزار بقراءة قصيدة «قارئة الفنجان» علي حليم الذي انهار وبكي بشدة خاصة من مطلع «يا ولدي قد مات شهيداً من مات فداء للمحبوب»، لكن حليم طلب تغيير سطر شعري كامل من القصيدة كان يقول: «فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصر مرصود والقصر كبير يا ولدي وكلاب تحرسه وجنود» خاف حليم من إثارة صفوت ورجاله بعبارة «وكلاب تحرسه وجنود».
ظلت كلمات الأغنية مع محمد الموجي لمدة عامين حتي أتمها في لحنه الرائع والجميل وغناها حليم في عيد ربيع 1976 وهي ذات الأغنية والقصيدة التي بسببها تم منع دخول نزار قباني لمصر فترة طويلة.
في المذكرات حكت سعاد أن نزار اتصل بمنزل عبدالحليم عقب الحفل حيث كان متأثراً للغاية مما حدث من جمهور البلطجية في المسرح وقال له جملة واحدة عزاه فيها علي حبه لها بقوله «البقية في حبك يا حليم لقد كنت رجلاً نبيلاً.. وخلدت حبك لها وسوفيعرف العالم في يوم ما الحقيقة»، سعاد تذكر هنا أنها علمت بما حدث بمنزل حليم أثناء المكالمة من «سهير محمد علي» سكرتيرة حليم الخاصة التي عملت معه منذ عام 1972 حيث أكدت لسعاد أن حليم أغلق السماعة وهو يبكي حبه فعلاً.
وقد علمت سعاد من سهير محمد علي أن حليم بكي علي كتف نزار في أول لقاء بينهما في لندن عقب قارئة الفنجان وأنه أعلن لنزار أنه لم يحب أحداً مثل سعاد وكان نزار قد طلب منه كلما غني قارئة الفنجان أن يغنيها من قلبه من أجل حبه لسعاد.
وصية عبدالحليم إلي نزار قباني يوم وفاته
ربما حب حليم لسعاد لخصه يوم وفاته في ورقة صغيرة وجدت في أغراضه بعد أن توفي في مستشفي كنجز كولدج» بلندن مساء الأربعاء فقد حكت سعاد وهي تذكر أنها كانت تبكي وهي تحكي أن حليم قبل وفاته وربما قبل دخوله غرفة العمليات لآخر مرة كتب بخط يده مقطعا صغيرا من قارئة الفنجان هو: «وبرغم الجو الماطر والإعصار.. الحب سيبقي يا ولدي.. أحلي الأقدار» وكان يعلن لها وهو يموت أنه مات وهو يعشقها وأنها كانت المرأة الوحيدة في حياته.
وتنهي سعاد الفصل بروايتها عن أن نزار اتصل بحليم قبل دخوله غرفة العمليات ليشجعه فأوصاه حليم أنه لو مات لابد أن يكتب قصتهما معاً عندما يسجل مذكراته فيما بعد فطمأنه نزار ووعده بأنه سيعيش ليكتب بنفسه القصة، لكنها قالت في نهاية آخر سطر في الفصل: «لقد أخلف نزار وعده لحليم مرتين الأولي عندما وعده أنه سيعيش والثانية عندما مات ولم يسجل مذكراته وكان قدري أن أحكي قصتنا.. فأنا قارئة الفنجان»