قريش هى البادءة بالقتال
لنتحدث عن اسباب معركة بدر و دوافعها يجب اولا ان نعرج على استنباط طبيعة الحياة الدينة والاجتماعية للعرب قبل الاسلام ثم نوضح موقف قريش من دعوة الاسلام حتى نشوب المعركة
ذكرنا في الجزء الرابع من هذه السلسة ان الاسلام جاء لكسر السلطة الابوية التى كانت تفرض نوعا من هيمنة الاباء او رؤساء القبائل على افراد القبيلة بشأن حريتهم الشخصية في اعتناق دين وقد ناقش الدكتور جواد على - في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام- هذه النقطة فقال " كان نبذ الفرد لالهه معناه نبذه لقبيلته وخروجه على اجماعها فلا يسع شخصا ان يغير عبادة اله القبيلة الا اذا خرج على قبيلته وتعبد لاله اخر . فإن تغيير عبادة الافراد لاصنامهم في نظر قدماء الساميين امر إدً ، هو بمثابة تبديل الجنسية في العصر الحاضر إن عبادة الاصنام عبادة موروثة يرثها الابناء عن الاباء ، وليست بشئ اختياري فليس للرجل ان يختار الصنم الذي يريده بمحض مشيئته . ان الصنم دين وهو رمز للقبيلة والمدافع عن شعبه ، والرابطة التى تربط بين الافراد ، فالخروج عليه معناه خروج على ارادة الشعب وتفكيك لوحدته ، وهو مما لا يسمح به والا تعرض الثائر الى العقاب ." الجزء السادس ص 65
ولكن هذا التعميم لم يكن على اطلاقه فهذا الامر هو في حقيقته فعلا مجرما على عوام القبيله وعبيدها لكنه لم يكن محرما على اشرافها ورؤسائها فيقول الدكتور جواد على " نعم ، كان في إمكان اصحاب الكلمة والسيادة والرئاسة تغيير اصنام القبيلة ، او تبديل دينها كما سنري فيما بعد فهؤلاء سادة ، والناس تبعا لسادتهم . ص 65 الجزء السادس" وكان لبعض الاشراف ان يعتنق دينا اخر غير دين القبيلة ولا تتم معاقبته او استهجانه الا على مضض
هذه المعطيات تقودنا الى فكرة الدين في حد ذاته في هذه الفترة واهميته في قيادة المجتمع من وجهة نظري فإن الدين على اهميته الشكلية في المجتمع الجاهلى الا انه لم يكن يقود المجتمع بشكل فعلى ولم يكن دوره فاعلا بالمعنى المتعارف عليه الان يقول الدكتور جواد على في مرجعه السابق " وتلعب النذور دورا خطيرا في الحياة الدينية عن الجاهليين ، حتى صارت عندهم بمثابة المظهر الاول والوحيد للدين . فالعامة لا تكاد تفهم من الدين الا تقديم النذور للالهة ، لتجيب لها طلباتها وتنعم عليها بنعمائها . والنذور هى وعد على شرط . يتسل الناذر الى آلهته بأنها ان اجابت طلبا عينه ، وحققت مطلبا نزاه ، فعليه كذا نذر ، يعينه ويذكره . فهنا عقد ووعد بين طرفين في مقابل تنفيذ شرط او شروط ، احد طرفيه السائل صاحب النذر ، اما الطرف الثانى فهو الاله او الالهة . ص 189 جزء السادس
ولم تكن المعابد مواضع عبادة وتقرب الى الاصنام وحسب ، بل كانت مواضع استفسار عن المغيبات كذلك ، يقصدها اهل الحاجات لسؤال الاآلهة عما عندهم من مشكلات ، او عما سيخبئه لهم المستقبل من امور ، او عن اعمال يريدون القيام بها. الجزء السادس ص 409"
اذن يمكننا تلخيص دور الدين في هذه المجتمعات باعتباره دورا نفعيا فالمؤمن يكون له طلبات ومتطلعا الى المستقبل فاحتياجاته الحالية وتطلعاته المستقبلية كانتا هما المحرك الاساسي للتقرب الى الالهة وهذه الامور هى في حقيقتها بعيدة عن التأثير المجتمعى ان تفاعل المجتمعات وتأثير الحياة يقوم اساسا على مدي قوة منظومته الاخلاقية وقيمه المجتمعية هذه البنية الخاصة بالقيم هى التى تؤثر في المجتمع وتحدد نوعيته ومدي تطوره عبر السنين .
واذا كان الدين قبل ظهور الاسلام – مع العلم ان الله كان معروفا للعرب قبل الاسلام – كان محصورا في هذا الخندق ومعزولا عن تفاعل المجتمع الحقيقى .
فإن السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو كيف كانت هذه المجتمعات تحدد قيمها والاسس التى يقوم عليها المجتمع ان الاجابة على هذا السؤال تقودنا حتما الى النظر الى طبيعة المجتمع الاقتصادية والسياسية .
وبالنظر الى مجتمع مكة نجد ان التجارة كانت المحرك الاقتصادي الاول في هذا المجتمع فمكة ارض غير ذات زرع واهلها لا يجيدون الصناعة المعروفة في هذا الوقت وموقعها بين اليمن والحبشة من جهة والامبراطورية البيزنطية من جهة اخري جعلها موقعا مميزا لتكون التجارة هى الحرفة الاساسية لهذا المجتمع والمجتمع التجاري له عدة سمات اخلاقية من اهمها الحرية الدينية والعهود والتحالفات القائمة على المصلحة والقوة التى تحمى قوافل التجارة بين القوافى والصحاري المليئة بالجوعى .
ولكن اذا كانت اخلاقيات السوق التجارية تعزز من فكرة الحرية الدينية والتى نجد مظاهرها في الاصنام التى كانت حول الحرم المكى والتى تمثل اصنام العرب على مختلف مشاربهم فلماذا قام العداء بين الدعوة الاسلامية منذ مهدها فالاسلام لم يسفه الاديان الاخري كما ترسخ في الاذهان بالعكس فقد منع الله سب الذين يدعون من دون الله وجعل اجتناب الاوثان هو رد الفعل الوحيد تجاه العقيدة المخالفة واسس لحرية العقيدة بسورة كاملة هى سورة الكافرون
اذن لماذا نشب العداء بين قريش ورسالة الله التى لم تأت بجديد من حيث العقيدة الا فيما يتعلق بإشراك الاصنام في العبادة والتى من الممكن تقبلها اذا استعمل المنطق في الحوار
ان السبب الحقيقى لرفض قريش دعوة الاسلام هو ان الاسلام كدين جاء بمنظومة قيمية مخالفة للمنظومة القيمية التى كانت سائدة في هذا العصر واهم ما كان في المنظومة القيمية الجديدة والتى حاربت الاستغلال الربوي والبخل المتمثل في عدم النظر الى الفقراء والمحتاجين واليتامى ( الانعام 152 ،153 ) ( الاعراف 29 ) ( هود من 84 – 86 ) ( النحل 91 ) ( الشعراء 181 – 184 ) ( الروم من 37- 39 ) الاعراف ( 33 و 199 ) ( الاسراء 26- 34 ) الفرقان ( 67-75 ) ( الكهف 46 )
كما ذكرنا آنفا ان الدين كان معزولا عن المجتمع وحراكه بينما كانت المنظومة القيمية يحددها سادة قريش وهم في ذات الوقت المتحكمين في تجارتها ومن ثم فإن سادة قريش يملكون المال والسلطة ويحددون المنظومة الاخلاقية في معزل عن العوام وباقى سكان مكة كسائر العرب ولكن مكة تزيد عنهم انها مركز التجارة في الجزيرة العربية باعتبارها تملك حرما آمنا كما عبر القران تجبى اليه ثمرات كل شئ ومن ثم فإن قوة سادة قريش لا تقتصر فقط على مكة ولكنها تمتد الى سائر قبائل العرب بشكل او بآخر
ان مشكلة قريش مع رسالة الاسلام لم تكن فقط مع منظومته القيمية الجديدة القائمة على العدل وعدم الاستغلال والتكافل المجتمى وحماية الضعفاء ان المشكلة كانت تكمن ان هذه القيم اكتسبت قوتها من الاله الذي كان معزولا عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فالقتل والظلم والاستغلال كانوا قيما فرضها المجتمع القرشي ولم يدع احدا ان الاله غير راض عنها بل انها وصلت في رسوخها الى اعتبارها امرا متقبل اجتماعيا لا يشعر مرارته الا من يذوقه وهو حتى في هذا الامر لا يعتقد في قرارة نفسه ان المجتمع مسؤلا عن الآمه لكن رسالة الاسلام اعلنت انحياز الله الى هذه القيم الاصيلة الفطرية للنفس البشرية وقررت حق الجميع في الحصول عليها وليس السادة فقط فلم تعد الالهة منحازة الى الطبقة الحاكمة ولكن الاله الواحد بات مقررا لحق الناس في حياة كريمة
هنا كانت نقطة الخلاف الشديد بين الملاء القريشي وما جاء به الرسول
وبالرغم ان لا يختلف اثنين ان دعوة الرسول بمكة كانت دعوة سلمية لم يطالب فيها الرسول بفعله او من خلال الايات العمل على تطبيق هذه القيم الاخلاقية بالقوة الا ان الملاء القريشي بات منزعجا بشدة من هذه الدعوة وحاول التضييق عليها بكافة الوسائل مرة بالاستهانة بشخص الرسول ( يونس 2 ) ( ص 4 ) وباعتباره كاهنا او ساحر او مجنون ومرة بوصف القران باعتباره اساطير الاولين الانعام 25 النحل 24 او اللغو في القران وشغل الناس على الاستماع اليه (فصلت 26 ) .
نستشعر من هذه الاجراءات مدي الانزعاج الشديد الذي اصاب الملاء القريشي في بيئة تدعى حرية الايمان وتقبل ديانات مختلفة والهة متعددة وهو الامر الذي قاد قريش الى اخراج الرسول واجباره على الهجرة من مكة .
لكن تأثير الرسول سواء اثناء تواجده في مكة او بعد هجرته الى المدينة كان طاغيا على الناس واستطاع ان يلهمهم ويعطيهم الامل الذي كانوا يظنون انهم فقدوه وان الحياة ليست عادلة ولا يوجد اله في هذه الدنيا معنى بالبشر وألآمهم .
ومن ثم كانت خطة الملاء القريشي هو اجهاض هذه الرسالة من الاصل والقضاء عليها حتى لا يفتتن بها العرب جميعا وما كان اخراج الرسول من مكة الا اجراء تكتيكى للمحافظة على تماسك مكة ومنذ هجرة الرسول عملت قريش على تسخير كامل طاقتها واموالها لافشال رسالة الاسلام
اجراءات قريش
يحدثنا القران عن بعض الاجراءات التى اتخذتها قريش لمحاربة الرسالة فيقول الله تعالى
"وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ۚ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (35) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)" الانفال
يشير هنا القران الى ان الملاء القريشي منذ اللحظة الاولى لهجرة الرسول كان يخطط للإجهاز عليه وتمثلت خطة الملا القريشي في انفاق الاموال لمنع وصول الرسالة في اعتقادي ان هذا الانفاق كان متمثلا في اغداق الاموال على القبائل العربية التي تحيط بالمدينة وذلك لحصار المدينة اقتصاديا عقابا لها على ايواء الرسول وهو الفكر الاقرب الى جماعة تجارية فضلا عما ذكرناه في الجزء الرابع من هذه السلسلة ان قريش رغم عقيدتها في عدم منع اي شخص من الوصول الى المسجد الحرام باعتبار هذا الامر من الممكن ان يؤثر على تجارتها فإنها من اليوم الاول منعت الرسول وجماعته من القدوم الى المسجد الحرام بل واضافت اليهم اهل المدينة باعتبارهم اعانوا طريدهم وهو امر خطير في حينها اذ يعتبر بمثابة اعلان للحرب والاهم من سلسلة الحصار الاقتصادي الذي مارسته قريش عن طريق المال فإن الثابت من القران ان قريش كانت هى البادءة بالاعتداء على المسلمين الامنين ولما كان المسلمون غير مأمورين بالقتال فكان ايثار السلامة هو رد الفعل من جماعة المؤمنين مما اصابهم بظلم كبير الى ان انزل الله حق المسلم في الدفاع عن نفسه اذا تعرض للقتال في قوله تعالى( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ) الحج وهو ما يعنى ان هذه الجماعة المؤمنة كانت تتعرض للقتال وان لم يفسر القران طبيعة الاحداث الا انه من المتوقع ان يتعرض المؤمنون الى الاغارة على قوافلهم او سفرهم اثناء تجارتهم فاهل مكة المؤمنين الذين هاجروا مع الرسول كانوا تجارا كسائر اهل مكة ومنهم من كان من سادة قريش خبير بالتجارة ومما لا شك فيه ان وجود المهاجرين التجار مع الانصار الذين يعيشون في مجتمع زراعى الى حد ما من الممكن ان ُينشٍأ تكامل يزيد الى مجتمع المدينة بعدا تجاريا وهو في حقيقته له تأثيرا خطيرا على سيطرة مكة على التجارة باعتبارها قيادة روحية ودينية للعرب في ذلك الوقت ولعل الهجمات التى كانت تحدث لقوافل المؤمنين الصغيرة كانت تحدث بتحريض قرشي من الاعراب او الصعاليك آنذاك لمصلحة قريش ولعل هذا الاستنتاج يجد صحته فيما كان معروفا من استخدام الصعاليك للانتقام من باعتبارهم جنودا مرتزقة فيقول الدكتور جواد على في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام الجزء التاسع
وهكذا وضع الصعاليك انفسهم في خدمة من يريد استخدامهم لتحقيق اهدافه التى يريدها ، مقابل ترضيتهم واعاشتهم ، كما يفعل الجنود المرتزقه هذا اليوم من خدمة الدول الاجنبية ..........ونجد لشذاذ العرب ، ذكرا في اخبار الغزو وفى الاخذ بالثأر ، وفى اخبار من كان يريد الانتقام من اعدائه ص 618
بل ان اشهر من استخدم الصعاليك في الانتقام هم قريش فيتابع الدكتور جواد على فيقول
وكانت مكة على ما يظهر من اخبار من اهل الاخبار ، مكانا أوي اليه ذؤبان العرب وخلعاؤهم وصعاليكهم ، حتى كثر عددهم بها ، لما وجدوه فيها من حماية ومعونه ، ولعل المصالح الاقتصادية التى كانت تجنيها قريش من هذا الايواء ، كانت السبب الاول في جعل سراتها يقدمون العون والجوار لاؤلئك الذؤبان ......... فقد كان في وسع قريش تأمين تجارتهم بالاحسان الى هؤلاء الذين كان في استطتاعتهم مهاجمة القوافل ونهبها كما كان في استطاعتهم الاستفاده منهم في الفتك بمن يناصبهم العداء ص 619
اذن فإن استراتيجية الملاء من قريش قبل معركة بدر كانت تقوم على اساسين هما الحرب الاقتصادية ومنع المؤمنين من الوصول الى المسجد الحرام الذي فيه منافع للناس وقت الحج من تجارة وبيع وشراء اما الاساس الثانى فهو مهاجمة قوافل المؤمنين عن طريق الاعراب والصعاليك ومن ثم فإن عير قريش التى كانت في طريقها الى مكة لم تكن قافلة مسالمة بل كانت ذراع اساسي لضرب الوجود الاسلامى الناشئ ومن ثم فإن اعتراضها كان افضل الحلول التى تضمن النجاح لجماعة المؤمنين بسبب قلة عددهم ردا على الهجوم على قوافلهم وقتالهم وهو ما دفع المشركين الظالمين حين علموا بذلك ان يخرجوا بجيش اكثر قوة وعتادا لسحق المسلمين وانهاء شوكتهم التى بدات في الصعود معتبرين انها فرصة ذهبية لحرب سهلة تثبت فلسفة قوة قريش في الاحياء العربية في مواجهة الخارجين عنها ( و لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48)) الانفال وهنا اراد الله ان يكون هلاك هؤلاء الظالمين الذين اراد ان يكون هلاك الظالمين من قوم الرسول الذين حاولوا حجب رسالته في موقعة بدر .